ما نقاط التحول المناخية ولِم هي خطيرة؟
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
تشير "نقاط التحول" المناخية (Climate Tipping Points) إلى عتبات حرجة في النظام المناخي للأرض، يؤدي تجاوزها إلى تغيرات كبيرة لا رجعة فيها وغير قابلة للعكس في النظام، حتى مع توقف العوامل المسببة لها. هذه النقاط قد تُطلق تفاعلات متسلسلة تؤثر على الأنظمة البيئية والمناخ العالمي.
ربما سمعت، أن العلماء قلقون بشأن ذوبان الغطاء الجليدي الضخم الذي يغطي غرينلاند.
وإذا تم تجاوز هذه العتبة المناخية، فقد يؤدي الذوبان إلى رفع مستويات سطح البحر بما يصل إلى 7 أمتار على مدار عدة قرون، مما يؤدي إلى غمر المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم.
كانت فكرة نقاط التحول المناخية موجودة منذ عقود، على الرغم من وجود جدال في عدد نقاط التحول المناخية ودرجات الحرارة التي ستصل إليها. ومع ذلك، فإن النقاط الكبرى مقبولة عموما.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض هذه التغيرات قد تبدأ في الحدوث بمجرد أن يصل الاحتباس الحراري العالمي إلى ما بين 1.5 و2% فوق متوسط درجات الحرارة قبل عصر الصناعة. والعالم فعلا يعد أكثر دفئا بمقدار 1.2 درجة مئوية مما كان عليه في القرن 19.
وهذه أمثلة لنقاط التحول المناخية:
-ذوبان الصفائح الجليدية (مثل غرينلاند وأنتاركتيكا): ويؤدي ذلك إلى ارتفاع منسوب البحار ارتفاعا كبيرا (أمتار على الأمد الطويل)، كما يُضعف انعكاس أشعة الشمس (تأثير البياض)، مما يزيد من امتصاص الحرارة.
-انهيار الغابات الاستوائية (مثل الأمازون): تتحول الغابات إلى مجرد سهول عشبية بسبب الجفاف وحرائق الغابات، يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الكربون، إضافة إلى فقدان ملايين الأشجار التي كانت تمتص ثاني أكسيد الكربون.
-ذوبان طبقة الجليد الدائم (پيرمافروست) ويؤدي ذلك إلى إطلاق غازات الميثان وثاني أكسيد الكربون المخزنة، مما يعزز الاحترار العالمي.
-اضطراب تيارات المحيطات: مثل التيار الأطلسي المقلوب(AMOC) ويؤدي ذلك إلى تغيرات جذرية في أنماط الطقس، مثل تبريد أوروبا الشمالية وزيادة العواصف.
-موت الشعب المرجانية: يقود ذلك إلى فقدان التنوع البيولوجي وإلى تأثيرات خطِرة على النظم البيئية البحرية والأمن الغذائي.
تغيرات الرياح الموسمية: ما يؤدي إلى اضطرابات في نظم الزراعة والمياه لمليارات الأشخاص في مناطق من العالم خصوصا جنوب آسيا.
وإضافة إلى خاصيته الرئيسية، وهي عدم الانعكاس، أي أن التحول المناخي يكون دائما ولا رجعة فيه، وقد يستمر قرونا حتى مع خفض الانبعاثات، توجد أيضا خاصية التفاعل المتسلسل، أي أن تجاوز نقطة واحدة قد يؤدي إلى تجاوز أو تفعيل نقاط أخرى، وهو ما يعرف بتأثير الدومينو.
ويصعب تحديد درجات الحرارة أو الظروف الدقيقة التي تفعّل النقاط المناخية الحرجة، لكن يعتقد أن بعضها قد يحدث عند 1.5درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وقد يؤدي الوصول إلى تلك النقطة الحرجة إلى تغييرات لا رجعة فيها للنظام المناخي وتسريع التغيرات المناخية، وحصول تأثيرات بشرية وبيئية كارثية، وهي بالتالي تمثل مخاطر وجودية تتطلب تحركا عالميا والتزاما بالاتفاقات والمعاهدات المناخية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان بيئي یؤدی إلى ذلک إلى
إقرأ أيضاً:
هل أوروبا قادرة فعلاً على التحول إلى قوة جيوسياسية؟
أصبحت أوروبا في عجلة من أمرها بعد مبادرات الإدارة الأمريكية تجاه روسيا وتجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ما أثار في قادة القارة شعوراً بالضغط وذكّرهم بالمقولة الساخرة: "إما أن تكون جالساً إلى الطاولة أو ستكون على لائحة الطعام".
التطلعات إلى تشكيل مثل هذا الهيكل، تواجه عقبات كبيرة
وكتب الباحثان البارزان في معهد هدسون، بيتر روف وابراهام شولسكي في النسخة الأوروبية من مجلة بوليتيكو الأمريكية، أن رئيسة الوزراء الدانماركية ميت فريدريكسن أعلنت في فبراير (شباط) عن زيادة الإنفاق العسكري بنسبة 70%، وأكدت أن "السرعة" هي العامل الأهم في هذه العملية.
وفي الوقت نفسه، أفادت التقارير أن المستشار المقبل في ألمانيا المجاورة فريدريش ميرتس، يعمل على الانتهاء من إنشاء صندوق خاص للجيش الألماني بقيمة مئات المليارات من اليورو.
من جانبها، كايا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، أكدت أن "الأمر متروك لنا، نحن الأوروبيين، لقبول هذا التحدي."
هل تصبح أوروبا قوة جيوسياسية؟لكن السؤال المطروح هل أوروبا فعلاً على وشك التحول إلى قوة جيوسياسية؟ يجيب الباحثان من حيث عدد السكان، والتطور التكنولوجي، والحجم والقوة الاقتصادية، يمكن أن تُعتبر أوروبا بسهولة قوة عظمى، لكن مع ذلك، فإن مستقبل القارة يعتمد على قدرة دولها على تحويل قوتها الاقتصادية إلى قدرات دفاعية.
I wrote a new piece in foreign policy.
The US's postwar role as guarantor of Europe’s security is over – and may even turn adversarial.
But Europe has an overlooked trump card: when it comes to manufacturing Europe blows the US out of the water.
1/xhttps://t.co/mcgErYMuyr
ويؤكد الباحثان أن تحقيق الزعامة الأوروبية على الساحة العالمية يتطلب هيكلاً سياسياً أوروبياً موحداً.
وفي الوقت الحالي، يشغل كل من الناتو والاتحاد الأوروبي مركز هذه الوحدة، لكن تحويل أي منهما إلى أداة فعالة لحماية أوروبا ليس بالأمر السهل.
فبالنسبة إلى الناتو كانت الولايات المتحدة هي القيادة العسكرية منذ تأسيس التحالف، وما زالت تهيمن على منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، ويتطلب إعادة تنظيم الناتو لتتولى أوروبا القيادة العسكرية تنازلات قد يكون من الصعب تصورها بين دول أوروبية منافسة.
أما الاتحاد الأوروبي فأي تعديل في الهيكل السياسي للاتحاد يحتاج إلى توحيد قوي في القيادة، والقدرة على تجاوز المصالح الوطنية لعدة دول قد تكون أمراً صعباً، وهذا يعزز من إشكالية اتخاذ القرارات في مسائل الأمن القاري.
Europe’s path to global influence https://t.co/D8upIw7lD8
— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) March 11, 2025هيئة أركان عسكرية مشتركة
ويضيف الكاتبان أنه إذا كانت أوروبا تسعى للزعامات القوية على الساحة الدولية، فإن إنشاء هيئة أركان عسكرية مشتركة بين دول الاتحاد سيكون خطوة جوهرية، تماماً كما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا في الحرب العالمية الثانية من خلال تشكيل رئاسة أركان مشتركة.
ولكن، كما يظهر التاريخ، مثل هذا الهيكل قد يواجه أسئلة صعبة، ويتطلب من الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوات ملموسة نحو تحقيق التعاون العسكري الفعال.