#سواليف

كتب .. أستاذ القانون الدستوري عميد كلية الحقوق في جامعة الزيتونة أ. د. #ليث_كمال_نصراوين:

حادثة غريبة شهدتها أروقة #مجلس_النواب قبل أيام؛ فقد وقعت #مشاجرة_عنيفة بين #نائبين اثنين استُخدم فيها #الحذاء سلاحا تقليديا محرما اجتماعيا، لتبدأ بعدها عملية إصدار البيانات والتصريحات النارية التي تهدد باللجوء إلى القضاء وتقديم شكاوى جزائية.


إن هذه المعركة النيابية وإن لم تكن الأولى من نوعها، إلا أن ما يميزها عن سابقاتها طبيعة الأطراف المتورطين فيها والسلاح المستخدم فيها. فقد وقع شجار بين نائبين حزبيين خاضا #الانتخابات_النيابية الأخيرة معا ضمن #قائمة_حزبية واحدة، وذلك بعد أن نجحا في كسب ثقة الحزب السياسي الذي ينتميان إليه. فما هي سوى أشهر قليلة من فوزهما بالانتخابات حتى ثبت أن الرابطة الحزبية التي كانت تجمعهما لم تكن سوى وسيلة لتحقيق مآرب شخصية تتمثل بالترشح للانتخابات والفوز بعضوية مجلس النواب.
ويبقى التساؤل الأبرز حول الأسباب التي أدت إلى ايجاد هذه الحالة العدائية بين عضوين يُفترض أنهما قد عملا معا لانجاح قائمتهما الانتخابية الحزبية، وأنهما قد أمضيا الأيام والأسابيع في التخطيط لخوض غمار التنافس الحزبي ومن ثم النيابي لكسب ثقة الناخبين الأردنيين، وذلك طمعا منهم في الفوز بتمثيل مؤازريهم في المجلس النيابي.
إن التعامل مع هذه السلوكيات النيابية الفردية قضائيا سيصطدم بفكرة الحصانة النيابية التي يتمتع بها كلا النائبين كون المجلس في حالة انعقاد. فالمادة (86) من الدستور لا تجيز توقيف أي من أعضاء مجلسي الأعيان والنواب ومحاكمتهم خلال مدة اجتماع المجلس ما لم يصدر عن المجلس الذي هو منتسب إليه قرارا برفع الحصانة عنه.
كما أن نطاق الحصانة النيابية قد توسعت المحكمة الدستورية في تفسيره في قرارها الصادر عنها رقم (7) لسنة 2013 بالقول “إن الحصانة التي منحها المشرع الدستوري للعين أو النائب قد جاءت مطلقة من حيث زمان وقوع الفعل المرتكب؛ ولا يمكن الاستثناء منها سوى حالة القبض على أحد أعضاء المجلسين متلبسا بجريمة جنائية”.
أما الخيار الثاني للتعامل مع هذه الواقعة، فيتمثل بتحويل الأعضاء المعنيين إلى اللجنة القانونية صاحبة الولاية العامة بالنظر في أي تصرف يسيء إلى سمعة المجلس وهيبته.

إلا أن ما سيصدر عن هذه اللجنة من توصيات بعقوبات نيابية لن تكون كافية لمواجهة تبعات العنف النيابي الحزبي الذي حصل مؤخرا. فأي عقوبة ستصدر بفصل النائب أو تجميد عضويته ستتعارض مع أبرز مخرجات التحديث السياسي المتمثلة بإيجاد تمثيل نيابي للأحزاب السياسية المرخصة والفائزة في الانتخابات. فالنائبان المتورطان في المشاجرة هما الممثلان الوحيدان للحزب الذي ينتميان إليه، بالتالي فإن أي عقوبة برلمانية تتضمن تغييبهما عن جلسات المجلس، بشكل دائم أو مؤقت، يعني غياب أي تمثيل لهذا الحزب الفائز في الانتخابات.
إلا أن الدبلوماسية الاجتماعية وكالعادة كانت هي الأسرع لتطويق الخلاف الحاصل، فقد تم إجبار النائب المعتدي على أن يقوم بتقديم اعتذار علني خلال الجلسة القادمة لمجلس النواب. فإن كان النائب المعتدى عليه سيكتفي بهذا الاجراء، فإن “الحق العام” يجب ألا يسقط بسقوط الحق الشخصي للنائب المضروب. فهيبة مجلس النواب ورمزية أعضائه قد تضررت بسبب هذا الخلاف وطبيعة الأسلحة “الثقيلة” التي جرى استخدامها في ساحة المعركة. لذا، يجب التفكير في ايجاد حلول تشريعية مناسبة للحيلولة دون تكرار هذه الواقعة مرة أخرى.
فمن الأفكار المقترحة في هذا السياق ربط بقاء الحزب السياسي من عدمه بسلوك أفراده وممثليه في مجلس النواب، بحيث يترتب على أي سلوك أو تصرف من قبل عضو الحزب فيه مساس بهيبة المجلس وكرامة أعضائه أن يصدر القرار القضائي بحل الحزب وإلغاء وجوده القانوني.
ويبقى اللافت للأمر أن المعركة النيابية الأخيرة قد تصادفت مع تصاعد العنف الطلابي في المدارس والاعتداءات الجسيمة التي وقعت من الطلبة بحق زملائهم على مقاعد الدراسة، والتي لاقت استهجانا ورفضا شعبيا كبيرا، ليكتمل المشهد العام بانتقال حمى المعارك إلى مجلس النواب.
إلا أنه وكما أن الحوادث الطلابية لن تغير من الواقع المجتمعي بأن التعليم هو أمر أساسي لا مفر منه وبأن الجناة المتورطين من داخل الجسم التعليمي سيلقون جزاءهم المناسب، فإن “المعركة العمالية” الأخيرة لن يتسع نطاقها وآثارها لأكثر من أطرافها والكيان السياسي الذين ينتمون اليه، فالقضاء الأردني لم يقل كلمته بعد في مشروعية قرار فصل أحد المتورطين في الشجار العمالي.

مقالات ذات صلة الأردن يرحب بتصريحات ترمب ويؤكد التزامه بحل الدولتين 2025/03/13

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف مجلس النواب مشاجرة عنيفة نائبين الحذاء الانتخابات النيابية قائمة حزبية مجلس النواب إلا أن

إقرأ أيضاً:

وفد الغربية يستقبل أوراق أعضائه راغبى الترشح للانتخابات النيابية

بدأت اللجنة العامة لحزب الوفد في محافظة الغربية برئاسة النائب المهندس حازم الجندي عضو مجلس الشيوخ وعضو الهيئة العليا في حزب الوفد في فتح أبواب تلقي أوراق الراغبين في الترشح لخوض الانتخابات النيابية المقبلة من أعضاء الوفد، تمهيدا لدراستها واختيار ممثلي الحزب في خوض هذا السباق بما يليق بمكانة وتاريخ حزب الوفد العريق.

وأكد النائب حازم الجندي عضو مجلس الشيوخ، ورئيس اللجنة العامة لحزب الوفد بالغربية، أن فتح باب تلقي أوراق راغبي الترشح للمجالس النيابية من الوفديين جاء تنفيذا لتوجيهات الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، والذي أكد على ضرورة الاهتمام بالفئات الخاصة والأقباط، والشباب، والمرأة، والأشخاص ذوي الإعاقة، والمصريين المقيمين في الخارج، حتى يكون هناك تمثيلا مشرفاً وعادلاً يليق بحزب الوفد ومعبرا عن جميع فئات الشعب .

وشدد الجندي في بيان له ، أن الحزب حريص على تحقيق الشفافية وتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع راغبي الترشح، فيمن يتحقق فيهم شروط الترشح ويتوفر فيهم الثقة ليكونوا متمكنين من التنافس وعلى قدر كبير من الوعي، إذ تتطلب المرحلة المقبلة قيادات شعبية ونيابية واعية تدرك أهمية المرحلة الراهنة.

وأوضح رئيس اللجنة العامة لحزب الوفد بالغربية أنه يجرى استقبال طلبات راغبي الترشح في الانتخابات النيابية من أعضاء الوفد يوميا من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة مساءً ، لافتاً أن اللجنة بدأت من أمس في تلقي رغبات الترشح وتنتهى  يوم ٢٤ من الشهر الجارى .

وأكد المهندس حازم الجندي حرص اللجنة على تكافؤ الفرص وتحقيق الشفافية بين جميع راغبي الترشح، وأنه بعد الانتهاء من تلقي طلبات راغبي الترشح سوف تقوم لجنة من وفد الغربية بتسليم تلك الطلبات إلى مقر الحزب الرئيس بالدقى لإختيار المرشحين طبقاً للقواعد التى يضعها الحزب في اختيار مرشحيه .

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب بين التشريع الرشيد وتمرير القوانين التعسفية: من يمثل الناس؟
  • جبالي يهنئ أبو العينين برئاسة البرلمان الأورومتوسطي..ووكيل المجلس: مصر تستحق التقدير العالمي.. و مجلس النواب يعكس صورة مشرّفة للتشريع
  • الراعي يشدد على الدور الرقابي لوزارة النفط ومطابقة الشحنات النفطية المستوردة
  • مجلس النواب يعلن خلو مقعد النائبة الراحلة رقية الهلالي
  • مجلس النواب يحيل مشروع الموازنة الجديدة للجنة الخطة والموازنة للدراسة وإعداد تقارير بشأنها
  • مجلس النواب يعلن خلو مقعد النائبة رقية الهلالي ويقف دقيقة حداد على روحها
  • وفد الغربية يستقبل أوراق أعضائه راغبى الترشح للانتخابات النيابية
  • مجلس النواب يعلن خلو مقعد النائبة رقية الهلالي
  • «عقيلة صالح» يطّلع على سير عمل جهاز النهر الصناعي والتحديات المالية التي تواجهه
  • إلهان عمر لن تترشح لمجلس الشيوخ وتسعى لإعادة انتخابها في مجلس النواب