استهتار بعض أبناء الأثرياء والمتنفذين في العراق
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
13 مارس، 2025
بغداد/المسلة:
انوار داود الخفاجي
تشهد العديد من المدن العراقية تزايدًا في حالات استهتار بعض أبناء المسؤولين وأصحاب النفوذ، حيث يتم استغلال سلطتهم أو سلطة ذويهم للتهرب من المحاسبة القانونية، مما يثير غضب الشارع العراقي ويؤدي إلى شعور المواطنين بالظلم وعدم المساواة. تأتي هذه الظاهرة في سياق ضعف سلطة القانون، وغياب المحاسبة الصارمة، إضافةً إلى الحماية غير الرسمية التي توفرها شبكات الفساد والمحسوبية داخل مؤسسات الدولة.
في السنوات الأخيرة، انتشرت حوادث متعددة مرتبطة بأبناء المسؤولين، بدءًا من قيادة السيارات الفارهة بتهور في الشوارع، ومرورًا باستخدام النفوذ لتجاوز القوانين، وصولًا إلى ارتكاب جرائم جسيمة دون أي رادع. يتباهى بعض هؤلاء الشباب بعلاقاتهم ونفوذ عائلاتهم، مما يجعلهم يشعرون بأنهم فوق القانون، فلا يترددون في انتهاك القوانين أو التعدي على حقوق الآخرين.
من أشهر الأمثلة على ذلك حوادث الاعتداء على المواطنين أو أفراد الأمن، وقيادة السيارات بسرعات جنونية أدت إلى وقوع ضحايا، إضافة إلى استغلال النفوذ للحصول على وظائف أو امتيازات بطرق غير مشروعة. هذه السلوكيات لا تقتصر على فئة معينة بل أصبحت ظاهرة مقلقة تهدد النسيج الاجتماعي في العراق.
الأمر الأكثر خطورة من استهتار الأبناء أنفسهم هو الحماية التي يحصلون عليها من آبائهم أو الجهات المتنفذة. كثيرًا ما يتم التلاعب بالتحقيقات، وإخفاء الأدلة، والتأثير على الشهود لمنع وصول القانون إلى الجناة الحقيقيين. كما يتم أحيانًا ممارسة ضغوط على الضحايا أو عائلاتهم للتنازل عن حقوقهم، سواء بالترهيب أو بالترغيب.
هذه الحماية الممنوحة للأبناء تساهم في ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب، حيث يشعر هؤلاء بأنهم فوق القانون، مما يشجعهم على تكرار أفعالهم دون خوف من العواقب. كما أنها تضعف ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة وتزيد من مشاعر الإحباط والغضب الشعبي.
في ظل هذه الأوضاع، تتزايد المطالبات الشعبية بضرورة تدخل الحكومة لوضع حد لهذه الظاهرة. يمكن للحكومة أن تتخذ عدة إجراءات للحد من استهتار أبناء المسؤولين وضمان عدم حمايتهم من قبل ذويهم، وأبرزها:
تعزيز سلطة القانون يجب فرض القانون على الجميع دون استثناء، وعدم السماح لأي شخص باستغلال منصبه أو منصب عائلته للتهرب من العدالة.
إنشاء لجان تحقيق مستقلة ينبغي تشكيل لجان رقابية مستقلة للتحقيق في القضايا التي يكون المتهمون فيها من أبناء المسؤولين، لضمان عدم التلاعب بالتحقيقات.
تشديد العقوبات يجب وضع قوانين أكثر صرامة لمعاقبة المخالفين، خاصة في حالات التلاعب بالقانون أو استغلال النفوذ.
تفعيل دور الإعلام والمجتمع المدني يمكن أن يكون الإعلام ومنظمات المجتمع المدني أدوات قوية لكشف هذه الانتهاكات، مما يضع ضغطًا على الحكومة للتحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة.
ختاما ان استهتار أبناء المسؤولين وحمايتهم بالافلات من العقاب يمثلان تحديًا خطيرًا لسيادة القانون في العراق. إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات حازمة لمحاربة هذه الظاهرة، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الفجوة بين المواطنين والدولة، وإضعاف ثقة الشعب بمؤسساته. العدالة والمساواة أمام القانون هما حجر الأساس لأي دولة مستقرة، ولا بد من العمل الجاد لضمان تحقيقهما في العراق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: أبناء المسؤولین فی العراق
إقرأ أيضاً:
السوداني يوجه بملاحقة مرتكبي أعمال عنف بحق عمال سوريين في العراق
شبكة انباء العراق ..
وجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، فجر اليوم الأربعاء، بتشكيل فريق أمني مختص “لملاحقة مرتكبي أعمال عنفٍ مُشينة بحق عدد من السوريين العاملين في العراق”.
. وقال الناطق باسم السوداني في بيان نقلته الوكالة، إن “بعض منصّات وسائل التواصل الاجتماعي تداولت مقطع فيديو يظهر أعمال عنفٍ مُشينة بحق عدد من الأشقاء السوريين العاملين في العراق، من قبَل مجموعة مُلثمة تُنسب إلى فصيل يُطلق على نفسه اسم “تشكيلات يا علي الشعبية”، وعلى الفور، وجه القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة من يرتكب هذه الأفعال غير القانونية التي لا تمتّ لأخلاق العراقيين بصلة”.
وأضاف، أن “هذه الأفعال هي اعتداءات مُدانة بحكم القانون، وتخالف جميع القيم الإنسانية والأخلاقية، كما تمثل انتهاكاً لكرامة الإنسان وحقوقه”.
وتابع: “نؤكد عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين العراقي والسوري، وأن القانون سيطبق كاملاً على كل من يثبت تورطه في ارتكاب هذه الاعتداءات، دون أي تساهل أو تمييز، تأكيداً على مبدأ سيادة القانون وحماية الأمن المجتمعي”.