«خليفة التربوية»: الإمارات نموذج يحتذى في التلاحم المجتمعي عالمياً
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد) أكدت الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية - إحدى مؤسسات إرث زايد الإنساني - أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بشأن تخصيص عام المجتمع تجسد رؤية استشرافية خلاقة لمكانة المجتمع، وحرص القيادة الرشيدة على تلاحمه وتعاضد أفراده وتكافلهم فيما بينهم، بما يعزز استدامة ازدهار المجتمع وتقبله وتقدمه.
وقد تحدث في الجلسة كل من: الدكتورة منى ماجد المنصوري، مدير عام هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي بالإنابة مدير تنفيذي لمبادرة مديم – دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، حول محور «مديم» رؤية استشرافية لمجتمع مزدهر ومستدام، فضيلة الشيخ طالب الشحي، المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية بالإنابة – الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة حول محور التكافل والتعاضد المجتمعي - رؤية خلاقة في ديننا الحنيف، والدكتورة ميرا سعيد الكعبي، رئيس فريق الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة عضو اللجنة المانحة لجائزة خليفة التربوية حول محور إمارة أبوظبي.. مبادرات وطنية رائدة لرعاية الطفولة، والعقيد سيف علي الجابري، نائب مدير إدارة الشرطة المجتمعية – القيادة العامة لشرطة أبوظبي حول محور جهود رائدة لشرطة أبوظبي في ترسيخ التلاحم المجتمعي، وأسرة سعد نصيب الأحبابي، الفائزة بجائزة خليفة التربوية فئة الأسرة الإماراتية المتميزة، حول محور دور الأسرة في ترسيخ التلاحم المجتمعي.. تجربتنا نموذجاً، وأدار الجلسة الدكتور خالد العبري، عضو اللجنة التنفيذية لجائزة خليفة التربوية. في بداية الجلسة، رحب حميد الهوتي، الأمين العام لجائزة خليفة التربوية، بالمتحدثين والحضور الذين شاركوا في هذه الجلسة الرمضانية، مؤكداً اهتمام الجائزة بترسيخ التلاحم المجتمعي، وغرس المفاهيم المرتبطة به لدى مختلف شرائح المجتمع عبر ورش العمل التطبيقية التي تستهدف نشر التميز في الميدان التعليمي. وأشار إلى أن التلاحم المجتمعي شكّل أحد الركائز الأساسية في فكر القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، منذ انطلاق مسيرة دولة الاتحاد، فقد حرص على بناء الإنسان المعتز بهويته الوطنية، والفخور بإرثه الحضاري، والمتسلح بالعلم والمعرفة. وأكد أن قيادتنا الرشيدة تواصل السير على هذا النهج، ودعم برامجه في مختلف أرجاء الوطن، مما يجعل التلاحم المجتمعي أحد العناصر البارزة في مسيرة التنمية الوطنية للدولة. كما أشار حميد الهوتي إلى أهمية دور منظومة التعليم الإماراتية في ترسيخ التلاحم المجتمعي لدى النشء والأجيال المقبلة، بحيث يكون كل فرد منهم على وعي بأهمية التمسك بالقيم المجتمعية الأصيلة، وفي مقدمتها قيم التكافل والتعاضد واحترام التنوع، وهي جميعها تشكل منظومة متكاملة لنموذج إماراتي أصيل يعلي من مناخ التسامح والتعايش الحضاري بين جميع المقيمين على هذه الأرض الطيبة. من جانبه تطرق الدكتور خالد العبري في تقديمه للجلسة الرمضانية إلى الدور الوطني البارز لمبادرة «عام المجتمع 2025»، مؤكداً أهمية هذه المبادرة ودورها الحيوي في تسليط الضوء على المنجزات الوطنية ذات العلاقة بالشأن المجتمعي، وإتاحة الفرصة للأفراد والمؤسسات لإبراز مساهماتهم المجتمعية في هذا المجال. وحول محور «رؤية استشرافية لمجتمع مزدهر ومستدام» تحدثت الدكتورة منى المنصوري عن استراتيجية دائرة تنمية المجتمع ودورها في تحقيق تلاحم المجتمع وازدهاره، واستعرضت محاور مبادرة «مديم» لتعزيز التماسك المجتمعي وترسيخ الروابط المجتمعية في إمارة أبوظبي، عن طريق ترسيخ ودعم القيم الإماراتية والعادات والتقاليد الأصيلة في كل ما يخص الزواج وتكوين الأسر السعيدة والمستقرة، بالشكل الذي سيسهم في ترسيخ الأواصر الاجتماعية بين أبناء المجتمع وتعزيز التماسك المجتمعي في الإمارة، مع الاحتفاء في الوقت نفسه بالتنوع الثقافي الكبير الذي يميز مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة. كما تطرقت إلى الأركان الأربعة الرئيسية التي تعتمد عليها مبادرة «مِديم» بشكلٍ أساسي لتحقيق أهدافها، ومنها مجموعة البرامج المتميزة والخدمات المتنوعة الأهداف التي يقدمها مركز مِديم لإعداد الأسرة لأبناء المجتمع في إمارة أبوظبي، بالإضافة للتأكيد على التزام مبادرة «مِديم» الراسخ بدعوة أبناء المجتمع للعودة إلى الاهتمام بجوهر الزواج ومغزاه الحقيقي، وهو الأمر الذي يجسده ابتكار نموذج مِديم لأعراس النساء، الذي يهدف لإعادة إحياء عادات وتقاليد الأعراس الإماراتية الأصيلة، والحفاظ على الهوية الإماراتية العريقة ومن ضمنها تشجيع العرائس على ارتداء الأزياء والمجوهرات الإماراتية التقليدية الجميلة، مع المحافظة في الوقت نفسه على العناصر الأنيقة التي تميز الأعراس العصرية، كل هذا وأكثر سيتم طرحه خلال هذه الجلسة الثرية التي من المنتظر أن تشكل حدثاً تنويرياً ملهماً ومحفزاً لطرح العديد من الأفكار المهمة التي تصب في مصلحة مجتمع الإمارة بكافة أطيافه وشرائحه.
وأكدت على أهمية هذه الجلسة في تسليط الضوء على تعزيز الوعي لدى الأجيال الشابة في إمارة أبوظبي، وترسيخ وعيهم وإرشادهم حول أفضل سبل اختيار شريك الحياة، وكيفية التخطيط بحكمة لحفلات الزفاف، وتأهيلهم لتكوين الأسر السعيدة والمستقرة التي تربي الأبناء الصالحين، وتسهم في الوقت نفسه في تعزيز تماسك مجتمعنا وترابطه. ومن جانبه تحدث فضيلة الشيخ الدكتور طالب الشحي عن أهمية التكافل والتعاضد المجتمعي باعتباره رؤية أصيلة في ديننا الحنيف، مشيرًا إلى أن شريعتنا الغراء تحث على التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة أنعم الله عليها بقيادة رشيدة تحرص على ترسيخ منظومة القيم المجتمعية لدى النشء ومختلف فئات المجتمع حتى أصبح يشار إلى نموذج التلاحم المجتمعي في دولة الإمارات بالبنان، وهو نموذج فخر واعتزاز نلمسه في حياتنا اليومية وفي هذه الحضارة التي تحققت على أرض الإمارات، وهو إرث خالد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويرعى هذا الإرث وهذا النهج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتواصل الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة ترسيخ منظومة القيم المجتمعية الأصيلة عبر مبادرات متنوعة في مقدمتها خطبة الجمعة التي تمثل إحدى الركائز الأساسية في تعزيز الوعي بهذه المنظومة الأخلاقية، حيث تلامس خطبة الجمعة دائماً القيم المجتمعية بوعي وإيجابية تجعل كل فرد أمام مسؤولياته المجتمعية في الحفاظ على هذه القيم، ولدينا اهتمام كبير في هذا الشأن بالإضافة إلى الدروس الدينية والتوعوية التي تعقد في أروقة المساجد تحت إشراف الهيئة، وهناك أكثر من 40 ألف طالب وطالبة في مراكز تحفيظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى مبادرة حقيبة الطفل التي تعتبر إحدى المبادرات الوطنية الرائدة التي تعلم الطفل منذ الصغر هذه القيم وتغرسها في نفسه، كذلك لدينا في دولة الإمارات نموذج بارز في الوقف الذي يترجم الوعي المجتمعي تجاه قيم التكافل والتراحم والتعاضد.
وحول محور«إمارة أبوظبي.. مبادرات وطنية رائدة لرعاية الطفولة» استعرضت الدكتورة ميرا الكعبي رسالة وأهداف هيئة الطفولة المبكرة في أبوظبي، وبرامجها التنفيذية الموجهة للمجتمع لدعم بناء الطفل والاستثمار فيه، مؤكدةً أن الطفولة هي قادة الغد، ومن هنا تأتي أهمية مبادرة «عام المجتمع» التي تجمع في برامجها التنفيذية منظومة واسعة من المبادرات التي تستهدف الفرد والمجتمع، وصولاً إلى ازدهار مستدام. وقالت د. ميرا الكعبي: «تواصل إمارة أبوظبي تعزيز مكانتها كوجهة عالمية رائدة في مجال رعاية الطفولة من خلال إطلاق وتنفيذ مبادرات وطنية متكاملة تهدف إلى ضمان نمو صحي وتعليمي للأطفال منذ سنواتهم الأولى. بقيادة هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة (ECA) وبالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، تركز الإمارة على تطوير استراتيجيات شاملة تدعم تنمية الطفل، بدءًا من توفير بيئة تعليمية متطورة وبرامج صحية متكاملة، وصولاً إلى تعزيز حماية الطفل وتمكين الأسر والمجتمع من لعب دور فاعل في دعم الطفولة». وأضافت: تلعب الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة (NACD) دوراً محورياً في الارتقاء بقدرات العاملين في هذا المجال، بالإضافة إلى دعم الأسر حيث توفر برامج تدريبية توعوية تثقيفية معنية بالأسر وأولياء الأمور، وكذلك برامج متخصصة ومبنية على أحدث الأبحاث والممارسات العالمية، مما يسهم في رفع كفاءة المعلمين، مقدمي الرعاية، والآباء لضمان بيئة تعليمية ورعائية مثالية للأطفال، كما تقدم الأكاديمية برامج تأهيلية مستمرة لدعم التطوير المهني للعاملين في مجال الطفولة، مما يعزز من جودة الخدمات المقدمة للأطفال في أبوظبي، وبفضل هذه الجهود المتكاملة، تؤكد أبوظبي التزامها بتعزيز رفاهية الأطفال وتوفير أفضل الفرص لهم للنمو والازدهار، مما يرسّخ مكانتها كنموذج عالمي في مجال تنمية الطفولة، ويدعم رؤية الإمارات 2071 في بناء أجيال قادرة على قيادة المستقبل بثقة وتميّز. وحول محور «جهود شرطة أبوظبي في تعزيز التلاحم المجتمعي» استعرض العقيد سيف الجابري مبادرات إدارة الشرطة المجتمعية التي تنفذها شرطة أبوظبي في مختلف أرجاء الإمارة لتعزيز التلاحم المجتمعي، وقدم نبذة حول التطور الذي يشهده هذا المحور، مشيراً إلى أنه اعتباراً من العام 2003 فقد دخلت مفاهيم جديدة في علاقة الشرطة بالمجتمع، ومن هنا جاء تأسيس إدارة للشرطة المجتمعية من خلال دمج آليات تعاون تعزز الأمن بين الشرطة والمجتمع، وتم تطبيق 16 ممارسة من أفضل الممارسات العالمية في تعزيز العلاقة بين الشرطة والمجتمع، وهناك أكثر من 70 ألف متطوع في منظومة « كلنا شرطة» بالإضافة إلى 1000 برنامج توعوي تقدمها إدارة الشرطة المجتمعية، ونحن في هذه الإدارة نخدم شرائح طلابية في إمارة أبوظبي تتجاوز 270 ألف طالب وطالبة و50 مدينة عمالية، وهو ما يعكس الجهد الكبير لهذه الإدارة في بناء الوعي المجتمعي، كما نلتقي بصورة مستمرة ودورية بمختلف فئات المجتمع في المجالس نستمع إليهم، ونرصد احتياجاتهم ونعزز التفاعل والتواصل فيما بيننا لخدمة الوطن، كذلك هناك برامج توعوية يتم بثها في مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وهذا كله جهد متكامل جعل من مدينة أبوظبي واحدة من أفضل المدن في العالم شعوراً بالأمن والأمان، ونفخر بأن الوفود الزائرة التي تأتي إلى إمارة أبوظبي تعرب دائماً عن إعجابها وتقديرها لما نشهده بفضل الله تعالى وقيادتنا الرشيدة من أمن واستقرار، وقد حصدت إدارة الشرطة المجتمعية أكثر من 20 جائزة من جوائز التميز والريادة.
وفي محور « دور الأسرة في ترسيخ التلاحم المجتمعي» قدمت أسرة المواطن سعد الأحبابي، الفائزة بجائزة خليفة التربوية (فئة الأسرة الإماراتية المتميزة – الدورة الخامسة عشرة)، نبذة حول أهمية دور الوالدين في بناء الفرد المعتز بهويته الوطنية، مؤكدة أن التماسك الأسري هو أحد الركائز الأساسية لتفوق الأبناء في مختلف المراحل الدراسية، وهو سر نجاحهم، حيث يستشعر الطفل مدى التلاحم الأسري والاهتمام الذي يوليه الوالدان له، مما يدفعه إلى بذل الجهد في التحصيل الدراسي وصولاً إلى التفوق. وقالت الزوجة مريم العرياني: «ندرك جيداً أن دورنا لا يقتصر على تربيتهم داخل المنزل، بل يمتد ليشمل تعزيز حس المسؤولية تجاه المجتمع، لهذا، نشجع أبناءنا دائمًا على المشاركة في المبادرات المجتمعية والأعمال التطوعية، سواء كانت حملات بيئية، أو مساعدات إنسانية، أو أي نشاط يعود بالنفع على الآخرين، حين نراهم يعملون بحب وإخلاص، نشعر بالفخر، وندرك أن ما زرعناه فيهم من قيم بدأ يؤتي ثماره». وأضافت: نحن كأسرة إماراتية نعتبر التعليم هو السلاح الأقوى لمستقبل أبنائنا، لذلك نحرص على دعمهم أكاديمياً، وتشجيعهم على القراءة، والمشاركة في المسابقات والبرامج الثقافية، ونؤمن بأن الفرد المتعلم والمثقف يكون أكثر قدرة على الإسهام في مجتمعه، والتفاعل معه بطريقة إيجابية، كما ندرك أهمية القيم التي نغرسها في أبنائنا وهي الفخر بهويتهم الإماراتية، والاعتزاز بتراثهم وثقافتهم، ونشاركهم في الاحتفالات الوطنية، ونعلمهم تاريخ وطنهم وإنجازاته، ليشعروا دائماً بأنهم جزء من هذا المجتمع، وعليهم دور في استمرارية نهضته. وقال محمد سالم الظاهري، إن تمكين المجتمع يتصدر أجندة أولويات القيادة الرشيدة إذ يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على ترسيخ مفهوم المجتمع المتماسك من خلال الاهتمام بالفرد والأسرة، وتأتي توجيهات سموه دائماً بمثابة رسائل مفعمة بالإيجابية لكل فرد تجاه دوره ومسؤولياته في بناء المجتمع والوطن، وهذه الرؤية الخلاقة من قبل سموه جعلتنا بحمد الله مجتمعاً مزدهراً ينعم بالاستقرار والأمن والتكافل في إطار شامل تحت راية « البيت متوحد». وفي ختام الجلسة، كرم محمد سالم الظاهري وحميد الهوتي المتحدثين في الجلسة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عام المجتمع التلاحم المجتمعي جائزة خليفة التربوية إدارة الشرطة المجتمعیة لجائزة خلیفة التربویة القیم المجتمعیة فی إمارة أبوظبی دولة الإمارات بالإضافة إلى بناء المجتمع عام المجتمع حول محور آل نهیان فی مختلف فی تعزیز فی بناء
إقرأ أيضاً:
هزاع بن زايد «شخصية العام» بجائزة خليفة لنخيل التمر
إبراهيم سليم (أبوظبي)
تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، حضر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، أمس، حفل تكريم الفائزين في الدورة الـ 17 للجائزة، والذي شهد الإعلان عن اختيار سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، «شخصية العام 2025» تقديراً لجهوده في دعم وتطوير قطاع نخيل التمر.
حضر الحفل، معالي الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، الممثل الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا (FAO-RNE)، كما شهد حفل الافتتاح حضور أكثر من 10 وزراء ووكلاء وزارة للزراعة من الدول المنتجة للتمور، ومدراء ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب حضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بالدولة.
وثمن معاليه اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالتنمية الزراعية في الدولة، ونخيل التمر على وجهٍ خاص، على يد سموه وتأكدت بذلك، مكانة النخلة، باعتبارها شعاراً صادقاً، على جلب الخير، تُثري المسيرة، وتشهد على إنجازات الوطن، وجهود سموه الكبيرة والفائقة، في سبيل أن تكون دولتنا العزيزة، دائماً، النموذج والقدوة والمثال، في كافة المجالات، ومنبع خيرٍ وعطاء، للبشرية جمعاء.
كما وجه معاليه الشكر إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، على رعايته الكريمة، واعتزازه وحرصه الواضح، على أن تكون هذه الجائزة العالمية المرموقة، تعبيراً صادقاً، عن اهتمام الدولة الكبير، قيادةً وشعباً، بالنهضة الزراعية في ربوع الوطن والعالم، بل والتزامها الكامل، بأن تكون الإمارات دائماً، قائدةً ورائدة، في مجال الابتكار الزراعي.
وأشار معاليه إلى اعتزازه بأن جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة إرث زايد للعطاء الإنساني، في ديوان الرئاسة، وهو الأمر الذي يستحضر في عقولنا وقلوبنا، مسيرة رائد النهضة والتقدم، المغفور له الوالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، إننا نستحضر في عقولنا وقلوبنا، ما قام به مؤسس الدولة العظيم، من تحقيق نهضة زراعية نامية ومتطورة، في كافة ربوع الوطن، نستحضر أيضاً اهتمام سموه الكبير بنخيل التمر، وتوجيهاته بتطوير طرق زراعته، واستنباط سلالات جديدة منه، بل والسعي أيضاً، إلى تحقيق كافة المنافع الاقتصادية والمجتمعية والبشرية له، والأخذ في ذلك، بأحدث ما في العالم، من بحوثٍ وتقنياتٍ وممارسات، حتى أصبحت دولة الإمارات، بفضل الله، في الطليعة، في كافة هذه المجالات، على مستوى المنطقة والعالم.
هزاع بن زايد - شخصية العام
وأعلن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين هو شخصية العام 2025 لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، وذلك تقديراً وعرفاناً، لكل ما يبذله سموه، بحرصٍ وإخلاص، في سبيل الانطلاقة بنخيل التمر، إلى ساحات أكبر وأوسع.
كما قام معاليه بتكريم عددٍ من الشخصيات الوطنية والدولية التي ساهمت في خدمة وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور، وهم: صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية، معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة، دولة الإمارات العربية المتحدة، معالي عبد الكريم العامري، مدير عام (سابق) للهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، دولة الإمارات العربية المتحدة، وحمد عبيد إبراهيم سالم الزعابي، سفير الإمارات العربية المتحدة في باكستان، وفيصل نياز ترميزي سفير الجمهورية الإسلامية الباكستانية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.
تكريم الفائزين بالجائزة الدولية
وكرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، الفائزين بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بدورتها السابعة عشرة 2025 وذلك على النحو التالي: عن فئة البحوث والدراسات المتميزة والتكنولوجيا الحديثة فاز بالجائزة مناصفة كل من: الدكتور عبد القادر جيجلي، شركة (SuSTATability) للحلول الإحصائية من مملكة أستراليا، والدكتور خالد ميشيل حزوري، مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية من دولة الإمارات العربية المتحدة، وعن فئة المشاريع التنموية والإنتاجية الرائدة فاز بالجائزة مناصفة كل من شركة إيدن للابتكارات من دولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور نواف سالم الهاجري من جامعة الكويت، وعن فئة الابتكارات الرائدة والمتطورة لخدمة القطاع الزراعي فازت بالجائزة شركة سبوتّا من المملكة المتحدة.
فئة (المنتجون والمصنعون والمسوقون المتميزون)
فاز بالجائزة مناصفة كل من خميس محمد خميس فريح القبيسي، من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمهندس القدري بن محمد بنعون، من الجمهورية التونسية.
وعن فئة الشخصية المتميزة في مجال النخيل والتمر والابتكار الزراعي
الفائزون مناصفة كل من الأستاذ الدكتور غلام ساروار مرخند من الجمهورية الإسلامية الباكستانية، والأستاذ الدكتور شريف فتحي علي إبراهيم الشرباصي من جمهورية مصر العربية.
9 مذكرات تفاهم
وشهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء الجائزة، التوقيع على 9 مذكرات تفاهم لعام 2025 مع عدد من وزراء الزراعة ومدراء المنظمات الإقليمية والدولية في عدد من الدول بهدف تعزيز التعاون بين الأمانة العامة للجائزة والمنظمات الإقليمية والدولية بما يسهم في تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي على المستوى الوطني والعربي والدولي، وجاءت على النحو التالي: مذكرة تفاهم مع مجموعة أدنيك في شأن تنظيم معرض أبوظبي للتمور بدورته الحادية عشرة، مع وزارة الزراعة بالمملكة الأردنية الهاشمية في شأن تنظيم المهرجان الدولي السابع للتمور الأردنية، مع الوزارة الاتحادية للأمن الغذائي الوطني والبحث العلمي، بالجمهورية الإسلامية الباكستانية في شأن تنظيم المهرجان الدولي الثاني للتمور الباكستانية، مع وزارة الزراعة الاتحادية في جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية في شأن تنظيم المهرجان الدولي الأول للتمور الإثيوبية، مع وزارة الزراعة والسيادة الغذائية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية في شأن تنظيم المهرجان الدولي الرابع للتمور الموريتانية، ومذكرتي تفاهم مع الصندوق الدولي لتنوع المحاصيل (Crop Trast) في شأن تسجيل صنف تمر المجهول على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. وفي شأن اليوم العالمي لنخيل التمر.
وأخيراً خطاب حُسن نوايا مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ومجموعة من المؤسسات الوطنية والمنظمات الإقليمية والدولية التالية في شأن تنظيم المؤتمر الدولي الثامن لنخيل التمر 2026.
7 كتب علمية
كما شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إطلاق سبعة كتب علمية صدرت عن الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، وهي على النحو التالي: كتاب زراعة نخيل التمر باللغتين العربية والانجليزية وكتاب قاموس مصطلحات التقانة الحيوية في الغذاء والزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). كتاب زراعة النخيل وإنتاج التمور في المكسيك باللغة الإسبانية، بالتعاون مع جامعة ولاية سونورا، كتاب صنف المجهول دُرَّة التمور باللغة الإندونيسية. كتاب الصناعات الغذائية من التمور باللغة العربية بالتعاون مع الأستاذ الدكتور حسن خالد الكعيدي، كتاب الزراعة العضوية باللغة الإنجليزية، حيث جرت مراسم إطلاق الكتب بحضور مؤلفي هذه الكتب.
إشادة دولية
أشار معالي الدكتور شو دونيو مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في كلمته التي ألقاها نيابة عنه سعادة الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، الممثل الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا (FAO-RNE)، إلى أن التحول الاقتصادي في السنوات الأخيرة أدى إلى تكثيف زراعة النخيل، كما قاد إلى زيادة سريعة في التجارة الدولية للتمور، وتضم المنطقة العربية غالبية مساحة زراعة التمور وإنتاجها على مستوى العالم، ومنذ عام 2013 وحتى الآن، أي خلال ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمن، ارتفع إنتاج التمور في شمال أفريقيا من 3.08 مليون طن إلى 4.3 مليون طن، أي بزيادة حوالي 23%.
ويُعزى ذلك أساساً إلى زيادة المساحة المزروعة من 0.37 مليون هكتار إلى 0.47 مليون هكتار، كما تضاعفت تقريباً كمية صادرات التمور من المنطقة خلال الفترة نفسها (حسب إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة).
شراكة طموحة تجمع بين مؤسسات بحثية رائدة وحكومات وخبراء عالميين
أعلن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار، إطلاق الاتحاد الدولي لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، بدعمٍ من مكتب الشؤون الدولية، بديوان الرئاسة، بالتعاون مع مؤسسة «جيتس» العالمية، وبتعاونٍ وثيق، بين المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، وبالتعاون كذلك، مع المركز الدولي للزراعة الملحية، جامعة الإمارات العربية المتحدة، هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ويمثل هذا الاتحاد، استجابة مواتية، لتوصيات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28، يسهم في تعزيز القيمة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لنخيل التمر، بالإضافة إلى تقديم حلول صديقة للبيئة، تسهم في تحقيق التنمية المستدامة في العالم.
وصف معاليه الاتحاد، بأنه «شراكة طموحة مدفوعة بمهمة علمية توحّد الحكومات والخبراء العالميين والمؤسسات البحثية الرائدة لمواجهة تحدٍ عالمي متنامٍ».
ويعتبر هذا الاتحاد الذي تم إنشاؤه في إطار شراكة بين المكتب الشؤون الدولية بديوان الرئاسة ومؤسسة «جيتس» الدولية، بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) والأمانة العامة للجائزة، وعدد من المؤسسات الوطنية والمنظمات الإقليمية والدولية.
يأتي إطلاق الاتحاد عقب الإعلان عن شراكة جديدة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة غيتس خلال مؤتمر الأطراف COP28، مع التزام إجمالي قدره 200 مليون دولار لدعم الابتكار والتنمية الزراعية في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وتم عقد اجتماع أمس حضره ممثلون عن المؤسسات المُؤسسة للاتحاد، وخلفان المطروشي من مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، والدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، والدكتور علي أبو السبع، المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، ومدراء المؤسسات الوطنية والمنظمات الإقليمية والدولية.
ويحظى الاتحاد بالتمويل والإشراف من قبل مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، ومؤسسة غيتس، بالشراكة مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي التابعة لمؤسسة إرث زايد الإنساني، المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، جامعة الإمارات العربية المتحدة، هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، والمركز الدولي للزراعة الملحية.
وصرّحت معالي مريم المهيري، مدير مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، «يبني هذا الائتلاف على الزخم الناتج عن انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة كأول دولة مانحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مجلس نظام CGIAR، وعلى شراكتنا الاستراتيجية مع مؤسسة غيتس التي أُعلن عنها خلال مؤتمر COP28. نحن، معًا، نظهر للعالم كيف يمكن للعلم والتعاون والقيادة الإقليمية أن تحقق تأثيرًا حقيقيًا – ليس فقط لمنطقتنا، بل أيضًا للمجتمعات الأكثر تأثراً بتغير المناخ حول العالم».
ويُركّز الاتحاد على تطوير العلوم والتقنيات في المجالات التالية، حيث ستُستخدم دولة الإمارات كنموذج تجريبي لاحتواء ومكافحة سوسة النخيل الحمراء، على أن يتم لاحقًا نقل هذه الحلول وتبنّيها في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
وتشمل محاور العمل 5 محاور وهي«الابتكارات الحيوية» بقيادة المركز الدولي لفسيولوجيا وبيئة الحشرات ICIPE – (كينيا)- يركّز على مكافحة الآفات بالطرق الطبيعية، باستخدام الفيرمونات، والفطريات، وعوامل المكافحة البيولوجية التقليدية.
والمحور الثاني «الابتكارات البيوتكنولوجية»، بقيادة المعهد الدولي للزراعة الاستوائية IITA – (كينيا) - يطبّق أدوات متقدمة مثل تحرير الجينات، وتداخل الحمض النووي الريبي (RNAi)، واضطراب الميكروبيوم لقمع الآفة على المستوى البيولوجي.
أما المحور الثالث هو «الابتكارات الرقمية والذكاء الاصطناعي» بقيادة المعهد الدولي لأبحاث المحاصيل في المناطق الاستوائية شبه القاحلة ICRISAT – (الهند) - يطوّر أدوات تنبؤية، وأجهزة استشعار إنترنت الأشياء، ولوحات تحكم مدعومة بالذكاء الاصطناعي للكشف المبكر ومراقبة تفشي الآفات.
والمحور الرابع «الممارسات الزراعية الجيدة (GAPs)»، بقيادة المركز الدولي للزراعة الملحية (ICBA) الإمارات - يُصمّم ويُروّج لممارسات ميدانية قابلة للتوسّع بهدف تحسين الوقاية وتعزيز التدخلات العلمية.
المحور الخامس«السياسات، والمؤسسات، وإتاحة الوصول العالمي»، بقيادة المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA – المركز الإقليمي في الإمارات - يعمل على دمج الابتكارات العلمية في السياسات الوطنية.
وتُؤكّد دولة الإمارات، من خلال هذا الاتحاد، مكانتها كشريك قائم على العلم ويركّز على تحقيق الأثر، لدعم المجتمعات الزراعية الأكثر هشاشة - من خلال إيصال الابتكار إلى حيث تشتدّ الحاجة إليه.