هاميلتون يبدأ مغامرة فيراري بلا ضغط.. حلم الطفولة يتحقق في أستراليا
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
أكد السائق البريطاني لويس هاميلتون أنه لا يشعر بالضغط، وأنه لا يوجد لديه ما يثبته قبل مشاركته مع فريق فيراري في سباق جائزة أستراليا الكبرى، السباق الافتتاحي لموسم سباقات سيارات فورمولا1.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن أنظار العالم الرياضي ستكون موجهة نحو هاميلتون (40 عاماً) عندما كيمل حلم الطفولة من خلال التسابق مع فيراري يوم الأحد المقبل في أول سباق بالموسم الجديد.واتخذ هاميلتون قرار الرحيل عن مرسيدس إلى فيراري عقب أسوأ فترة في مسيرته، حيث حقق انتصارين فقط، من آخر 69 سباقاً.
ولكن لدى سؤاله عما إذا كان يشعر بثقل التوقعات بشأن صفقة الانتقال التي تم ترويجها كأكبر صفقة في تاريخ فورمولا1، قال هاميلتون :"أنا لا أشعر بذلك لأنني لا أقرأ الأخبار فعلا، وأمر بفترات طويلة دون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك، أنا أعيش في فقاعة خاصة بي".
وأضاف: "عدت إلى نقطة البداية. كنت في العمل أربعة أيام في الأسبوع. بذلت كل شيء في التدريب لدفع عقلي وجسدي إلى أبعد مما فعلت من قبل لاستخراج المزيد".
وأردف: "ليس لدي أي أوهام حول مدى صعوبة ذلك. لكنني لا اشعر بالضغط. الضغط الخارجي غير موجود بالنسبة لي. الضغط يأتي من داخلي. الضغط الذي أضعه على نفسي أعلى بـ10 مرات من أي ضغط يمكن أن يضعه علي أي شخص".
وأكد: "لست هنا لأثبت أي شيء لأي شخص. لا اشعر أنني بحاجة لفعل هذا. أتواجد في هذه الرياضة منذ فترة طويلة للغاية وفعلت ذلك مراراً وتكراراً. أنا أعرف ما يتطلبه الأمر للقيام بعمل جيد، وهذا هو ما أعلم أنني يجب أن أقدمه، من أجلي، من أجل عائلتي، ومن أجل هذا الفريق".
وكان فيراري أنهى الموسم الماضي في المركز الثاني في فئة المصنعين خلف مكلارين، ومع التعديلات الفنية الطفيفة في القواعد، التي حدثت خلال الشتاء ، يجب أن يكونوا في وضعية جيدة للتنافس من أجل الفوز بالسباقات مجدداً، وربما حتى المنافسة على البطولة.
ويهدف هاميلتون للتتويج بلقب بطولة العالم للمرة الثامنة، ووقع على عقد لمدة عامين مع فيراري بقيمة تتجاوز 50 مليون جنيه إسترليني سنوياً (أي ما يعادل 7ر64 مليون دولار)، على أمل صناعة التاريخ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لويس هاميلتون
إقرأ أيضاً:
السلام يبدأ من عُمان
حاتم الطائي
◄ الرؤية السامية لجلالة السلطان تتجلى في أبهى صورها مع انطلاق "مفاوضات مسقط"
◄ عُمان بوابة السلام ونبع الاستقرار الإقليمي والدولي
◄ السمت العُماني حاضر بقوة في ماراثون المفاوضات غير المباشرة
حَبَسَ العالمُ أنفاسَهُ بالأمس وتوجَّهت أنظار المُراقبين ومُراسلي كبرى وسائل الإعلام حول العالم، إلى عاصمتنا العَامرةِ مسقط، لمُتابعةِ مُجريات المُباحثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، حول الملف النووي الإيراني؛ حيث تجلَّت حكمة الدبلوماسية العُمانية من خلال وساطتها النزيهة والمُحايدة، بطلبٍ من الأطراف المُتفاوِضة نفسها، ليتأكد للعالم أجمع أنَّ عُمان هي بوابة السلام ونبع الاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
الدور العُماني- الذي نفخر به جميعًا بين الأمم والشعوب- في الملف النووي الإيراني لم يكن وليد الصدفة؛ بل نتاجاً لجهود مُضنية انطلقت قبل أكثر من عشر سنوات، عندما توسطت عُمان بلا ضجيج إعلامي أو صخب دبلوماسي، بين واشنطن وطهران، في مُفاوضات شاقة- آنذاك- من أجل تقريب وجهات النظر حيال الملف النووي الإيراني، وقد تُوِّجت تلك المفاوضات المسقطية بإبرام الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015، ورفع العالم القبعة عاليًا لجهود عُمان التي نزعت فتيل أزمة حادة لم يكن أحد يعلم عواقبها. واليوم، وبعد مرور عقد كامل، يتجدَّد الدور العُماني، إيمانًا بالرؤية العُمانية الرصينة والحكمة البالغة، في مُعالجة مثل هذه القضايا؛ إذ لا ريب أنَّ الجميع يُدرك يقينًا حجم الجهد الدبلوماسي المبذول، ومدى الحرص على إتمام أي جولة تفاوض في هدوء وبعيدًا عن عدسات الإعلام أو الأحاديث الرنّانة، فالسمت العُماني حاضر وبقوة في هكذا مُفاوضات.
المفاوضات التي استغرقت عدة ساعات، أُجريت على نحو غير مُباشرٍ، وكان الوسيط العُماني متميِّزًا برجاحة فكره، مُتحمِّلًا أمانة المسؤولية؛ الأمر الذي أشاع أجواءً إيجابية أكدتها جميع الأطراف، مدعومة بنوايا صادقة من أجل التوصل لاتفاق "عادل ومُلزم" يضمن تحقيق الاستقرار والسلام، ويجلب الخير للجميع. ولقد عكست هذه الأجواء أدوار الدبلوماسية العُمانية التي ترتكز على رصيد وافر من الحكمة والخبرة في مثل هذه الظروف؛ إذ يبدو الوسيط العُماني وكأنَّه يسير بين حقل ألغامٍ ويسعى إلى نزع فتيل كل لغم، من أجل الوصول إلى بر الأمان، وتجنيب المنطقة والعالم ويلات صراعات عبثية لا نهاية لها ولا فائدة مرجوة منها.
وهذا الإنجاز العُماني الفريد يعكس الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وحرص جلالته على نشر السلام وترسيخ قيم التعايش والوئام في منطقتنا التي آن الأوان أن تنعم بمزيد من الاستقرار.
وعُمان صاحبة التاريخ العريق الضارب في القدم، وسيرتها التي تسمو فوق السِيَر، وعبقرية موقعها الاستراتيجي، ورجاحة فكرها السياسي، وصلابة لُحمتها الوطنية، وقوة بُنيانها الداخلي، هي الدولة التي تفتح أبوابها دائمًا لمساعي السلام والاستقرار، وهي التي تكافح من أجل إطفاء الحرائق التي يُشعلها البعض هنا أو هناك، واضعةً نصب أعينها إرثها الحضاري، ومكانتها الدبلوماسية بين الأمم. ولذلك لا تتوانى عُمان يومًا عن مد يد السلام، والمساهمة في تجسير الفجوات بين المتخاصمين والفرقاء، لتُؤكد للعالم أجمع أن السلامَ عُمانيٌّ، والاستقرار مسراه في عُمان، والوئام والتعايش منبعه أرض الغبيراء.
تحمّلت عُمان مسؤوليتها التاريخية في هذه اللحظة العصيبة من تاريخ المنطقة والعالم؛ حيث تتشكل قوى جديدة، وتظهر تحالفات مُختلفة، وتأتي رياح الحروب والدماء بما لا تشتهي الدول والشعوب، وما تصريحات معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية حول "الأجواء الإيجابية والبنّاءة" التي عُقدت فيها المُباحثات إلّا دليل دامغ وبرهان صادق على الجهد العُماني المبذول، لتقريب وجهات النظر الأمريكية والإيرانية، وأن قيادة الدبلوماسية العُمانية لهذه المفاوضات انطلقت نحو هدف أصيل ووحيد: إبرام اتفاق عادل ومُلزِم بين الطرفين.
ورغم أنَّ البعض لم يُبد تفاؤلًا حيال نتائج المفاوضات قبل انطلاقتها بالأمس، نتيجةً لما تشهده المنطقة من توترات وحشود عسكرية في أعالي البحار وفي عددٍ من المناطق، إلّا أننا- على المستوى الشخصي- لم يتسرب الشك إلى نفوسنا إزاء إمكانية نجاح الوساطة العُمانية، ولا أظنُّ أنَّ عُمانيًا مُدركًا لمكانة هذا الوطن الشامخ قد ساوره أي شك كذلك.
الآن، بإمكان العالم أن يتنفس الصعداء، وأن تتراجع البوارج العسكرية، وتعود حاملات الطائرات أدراجها من حيث جاءت، وأن تهدأ التوترات في المنطقة، وأن يقف الجميع على مسؤولياته التاريخية من أجل وأد شرارة النَّار التي إذا ما اشتعلت أكلت الأخضر واليابس، ولن يخرج أي طرف بمكسب أو مغنم.
لقد أذَّن مؤذن الحكمة في عُمان، ورُفع نداء السلام من مسقط، وتردد الصوت الداعي للاستقرار في جنبات المدينة العامرة، بين قلاعها وحصونها وأبراجها، من بواباتها التاريخية على كورنيشها الآسر، إلى قلعتها الدبلوماسية في قلب العاصمة المُتاخمة لأعرق دار أوبرا خليجية، مرورًا بشاطئها الفيروزي المتلألئ على ضفافها من الرمال الذهبية بتعرجاتها المُموَّجة، وصولًا إلى مطارها الزاهي بألوان الطائرات من أنحاء العالم.
ويبقى القول.. إنَّ الدبلوماسية العُمانية ستظل مُتمسِّكة بآمال السلام مهما تصاعدت حدة المواجهات، وستُواصل بذل المزيد من الجهود لكي يعم الرخاء والاستقرار أنحاء المنطقة والعالم، ولتتردد ترانيم السلام وصلوات الوئام في كل شبر من هذا الوطن العظيم المعطاء، وتحية شكر وتقدير للجنود المجهولين في دبلوماسيتنا العريقة، الذين آثروا البقاء خلف الستار دون دعاية أو توظيف، وذلك من أجل إتمام المهمة على أكمل وجه وبكل تجرُّدٍ وحياديةٍ.
رابط مختصر