اتفاق أم اختلاف.. متى يبدأ عيد الفطر المبارك 1446؟
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
مرت الأيام بسرعة، وها نحن نقترب من منتصف شهر رمضان المبارك، ويتساءل الجميع حول موعد عيد الفطر هذا العام، وهل ستتفق الدول العربية حوله أم ستختلف؟
لحظة الاقترانلفهم الفكرة الفلكية الخاصة باستطلاع أهلة الشهور الهجرية دعنا نبدأ من لحظة الاقتران، وهي تلك اللحظة التي يمر فيها القمر إلى جوار الشمس في السماء، وتحدث نهارًا بالطبع لا يمكن أن نراها، لكن يمكن للفلكيين حسابها.
من منظورنا على الأرض، فإن القمر -الذي يدور حول الشمس مرة كل نحو 28 يوما- يبدو وكأنه يمر بجانب الشمس، لكن ما يحدث حقًا هو أن الشمس بعيدة جدًا، على مسافة نحو 150 مليون كيلومتر، بينما يدور القمر حول الأرض على مسافة نحو 400 ألف كيلومتر فقط.
بعد أن تحدث لحظة الاقتران، يستمر القمر في تحركه مبتعدًا عن الشمس في السماء، وبعد نصف يوم إلى يوم يمكن أن يظهر لنا في السماء ليلًا كهلال واضح نراه بأعيننا في السماء، لأنه ابتعد كليًا عن ضوء الشمس، فتغرب وتتركه منيرًا.
هذا العام، فإن معظم الدول العربية ستخرج للبحث عن الهلال بعد غروب شمس يوم 29 رمضان الموافق يوم السبت 29 مارس/آذار، وسيحدث الاقتران في تمام الساعة 13:58 مساءًا بتوقيت الدوحة هذا اليوم، بحسب وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، ولحظة الاقتران ثابتة بالنسبة لكل العالم.
إعلانيترك هذا القليل من الوقت للهلال كي يكون ظاهرا في سماء الليل أعلى الأفق بعد غروب الشمس، مما يعني أن إمكانية رؤية الهلال منخفضة جدا.
وبحسب مركز الفلك الدولي، فإن رؤية الهلال في هذا اليوم غير ممكنة بالعين المجردة أو بالتلسكوب، على الرغم من غروب القمر بعد غروب الشمس ومن حصول الاقتران قبل غروب الشمس، وذلك بسبب قلة إضاءة الهلال و/أو بسبب قربه من الأفق.
وبحسب مقياس روبرت هـ. فان جينت، وهو أستاذ الرياضيات من جامعة أوتريخت الهولندية وقد طور مقياسا لرصد الأهلة، فإن رؤية الهلال يوم 29 مارس/آذار عند الغروب غير ممكنة في العالم العربي، لأن المسافة بين القمر والشمس أقل من حد دانجون، وهو الحد الذي يمكن عنده رؤية الهلال القمري.
لكن على الرغم من ذلك، فإن أدوات الرصد قد تقدمت كثيرا، وأصبح من الممكن رصد الهلال في أي موضع عبر تلسكوبات متقدمة تستخدم تقنيات التصوير النهاري، كما أن الحسابات الفلكية تخدم هذا الجانب من الرؤية، فهي تؤكد وجود القمر في السماء بين لحظة الاقتران وغروب شمس هذا اليوم.
ويعني ذلك أنه بالنسبة للدول التي بدأت صيامها يوم 1 مارس/آذار، وهي غالبية الدول العربية، فإن هناك احتمال ألا يرى الهلال بتقنيات الرصد المعتادة، وهنا قد تعلن تلك الدول يوم 30 مارس/آذار متمما لشهر رمضان، وهنا يكون الاثنين 31 مارس/آذار غرة شهر شوال.
لكن ذلك غير مؤكد، فقد تعتمد تلك الدول معايير رؤية أخرى، ما يجعل 30 مارس/آذار هو غرة شهر شوال، ويختلف التقدير من دولة إلى أخرى حسب القواعد التي يستند إليها المختصون والفقهاء في تلك الدولة، ويفتح اقتران القمر القريب من الغروب هذا العام، الباب لاختلاف محتمل بين بعض دول العالم العربي في موعد عيد الفطر المبارك.
إعلانأما بالنسبة للدول التي بدأت صيامها متأخرا مثل المغرب، التي بدأت رمضان يوم 2 مارس/آذار، فإن رؤية الهلال ستكون ممكنة بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي التام والرصد من قبل راصد متمرس، وبالطبع ممكنة مع التلسكوبات البصرية العادية، يوم 30 مارس/آذار الموافق 29 رمضان بالنسبة لها.
ولذلك فمن المرجح أن تعلن دولة المغرب اليوم التالي، 31 مارس/آذار، غرة شهر شوال، وأول أيام عيد الفطر المبارك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان عید الفطر المبارک الدول العربیة رؤیة الهلال فی السماء هذا العام مارس آذار بعد غروب
إقرأ أيضاً:
الشرع يمدد مهلة عمل لجنة التحقيق بشأن أحداث الساحل 3 أشهر
أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع، الخميس، قرار رئاسيا يقضي بتمديد مهلة عمل اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل التي شهدت انتهاكات بحق المدنيين عقب هجمات شنها "فلول" النظام المخلوع مطلع شهر آذار /مارس الماضي.
وأشار المرسوم الرئاسي إلى أن القرار "جاء بعد الاطلاع على التقرير الأولي للجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري، وبعد النظر في طلب التمديد الذي تقدمت به اللجنة، لضرورة استكمال عملها وفق المعايير المعتمدة".
قرار رئاسي بتمديد عمل اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل#رئاسة_الجمهورية_العربية_السورية pic.twitter.com/dyto6b7hWJ — رئاسة الجمهورية العربية السورية (@G_CSyria) April 10, 2025
وبحسب المرسوم الذي حمل توقيع الرئيس السوري أحمد الشرع، فإن مهلة عمل لجنة التحقيق تمدد ثلاثة أشهر أخرى غير قابلة للتمديد.
وأشار إلى أن "اللجنة تعمل على استكمال إنجاز مهمتها واتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك، وفق الأصول المتبعة"، على أن ترفع تقريرها النهائي في الموعد المحدد.
وكانت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان شهدتا توترات أمنية غير مسبوقة في مطلع آذار /مارس الماضي، على وقع هجمات منسقة شنتها قوات موالية للنظام المخلوع، ما أسفر عن مئات القتلى والمصابين في صفوف قوات الأمن العام والمدنيين.
ووثقت تقارير حقوقية وقوع انتهاكات وإعدامات ميدانية طالت مدنيين في مناطق الاشتباك، ما دفع الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في ملف الانتهاكات خلال مدة شهر، بالإضافة إلى لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد.
وفي 25 آذار /مارس الماضي، تطرق المتحدث باسم لجنة التحقيق ياسر الفرحان إلى المدة الممنوحة إلى اللجنة لتقديم تقريرها بشأن الانتهاكات، لافتا إلى أن "هناك صعوبة في إنجاز مهمتنا خلال 30 يوما ومن الممكن أن نطلب تمديد المهلة".
وقبل أيام، انتقدت الحكومة السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء "سانا"، ما قالت إنه "النزوع من بعض التقارير الحقوقية إلى إغفال السياق الذي جرت فيه الأحداث أو التقليل من أهميته، ما يؤثر على النتائج المتوصل إليها".
وجاء بيان الحكومة السورية في أعقاب تقرير لمنظمة العفو الدولية "أمنستي"، خلص إلى أن "ميليشيات تابعة للحكومة قتلت عمدا مدنيين من الأقلية العلوية".
وشددت الحكومة على أن "الأحداث المؤسفة في الساحل بدأت باعتداء غادر وبنية مسبقة للقتل شنته فلول النظام البائد، مستهدفة قوات الأمن العام والجيش، وقد ارتكبت خلاله انتهاكات بحق أهالي وسكان المنطقة، بدوافع طائفية أحيانا، وقد نجم عن ذلك غياب مؤقت لسلطة الدولة، بعد استشهاد المئات من العناصر، ما أدى إلى فوضى أمنية تلتها انتقامات وتجاوزات وانتهاكات".
وأكد البيان أن "جهود الحكومة السورية واستعدادها للتعاون مع المنظمات الحقوقية والسماح لها بالوصول إلى جميع أنحاء البلاد قد حظيت بإشادة لجنة التحقيق الدولية، حيث تتوافق هذه الجهود مع نهج مصالحة وطنية شاملة ترتكز على العدالة الانتقالية التي تخص المجرمين وحدهم، وتعد الدولة ومؤسساتها المرجعية الأساسية في هذا الإطار دون أي انتقام".
كما أكدت الحكومة السورية "مسؤوليتها الكاملة عن حماية جميع مواطنيها، بغض النظر عن انتماءاتهم الفرعية، وضمان مستقبلهم في دولة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات".