أبواق منحازة وأخرى مراوغة
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كانت صدمة كبيرة لنا عندما تحول برنامج (فوق السلطة) إلى درع يحمي سلطة الارهاب والارهابيين، ويحمي الذين سفكوا دماء اهلنا في الساحل السوري. فجأة تحول الأطفال والنساء إلى (فلول) و (مخربين) في معايير (نزيه) الاحدب. .
فالقناة والبرامج التي تبرر جريمة بشعة بهذا الحجم، لا يمكن ان نعدها شاهد زور، بل هي غارقة حتى اذنيها في هذا المستنقع الدموي.
لم يقتصر دور (الجزيرة) على التعتيم، بل لعبت دورا فاضحاً في التدليس والتضليل والتلفيق، واستنفرت أدواتها كلها في التأثير على الرأي العام، فتحول الضحية في سردياتها إلى متآمر، وهكذا وفرت الغطاء الإعلامي لتصفيات عرقية لا يمكن التغاضي عنها، ويتعذر تجاهلها. .
لقد فقد (الشرع) شرعيته في ادارة الدولة بعد الابادة الجماعية الموثقة. آلاف الضحايا من كافة الأعمار والفئات. أجساد مقطعة، أشلاء مبعثرة، نساء مسبيات، بيوت مهدمة، أسواق منهوبة، نفوس حائرة، شوارع مهجورة لا تسمع فيها سوى صرخات المستغيثين ودوي العيارات النارية الطائشة. .
جرائم ترتكبها عصابات آسيوية على امتداد قرى الساحل. ورغم ذلك اختارت (الجزيرة) التعتيم، فتجاهلتها تماماً، واشاحت بوجهها عن مسرح الانتهاكات الانسانية. فهل من الاخلاق يا (نزيه الاحدب) ان تدير وجهك عن الحقيقة لانها لا تناسب سياسة (الجزيرة) ؟. انت يا (نزيه) والقناة التي تعمل فيها شركاء في هذه الجرائم، لأنكم تعمدتم طمسها، ولأنكم صورتم الحدث على انه تطورات ميدانية طارئة، ولا ندري كيف تستطيعون بعد الآن انتقاد جرائم الغير وانتم بهذا الانحياز المخجل ؟. .
اللافت للنظر ان العصابات المجرمة هي التي كانت تنقل لنا الوقائع المؤلمة بالصوت والصورة، كانوا يشعرون بالمتعة وهم يعذبون العلويين والمسيحيين ويمارسون ضدهم الاذلال والاساءة. احيانا يركبون فوق ظهورهم ويأمرونهم بالزحف كما الدواب، وسط ضحكات هستيرية مجنونة لا تراها ولا تسمعها (الجزيرة). مناظر مخزية ومقززة لمدنيين ربطوا إيدهم وأرجلهم من خلاف. .
لم تجرؤ عصابات الشرع ان تنظر بوجه اصحاب الظفائر الطويلة، ولا بوجه عناصر الدب الروسي الذي كانوا يرهبونهم ببراميل البارود. لكنهم اظهروا بطشهم واستهتارهم في تعذيب الأبرياء. .
قمة الخسة والنذالة ان يسترجلوا على النساء والأطفال. شراذم جاءوا من كل جنسيات العالم لكي يقدموا صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين. الأمر الذي اضطر مجلس الأمن إلى عقد اجتماعات عاجلة لبحث سبل حماية المدنيين من بطش هؤلاء السرسرية. .
هنالك فروقات انسانية كبيرة يا (نزيه) بين الثورة والثأر، اما إذا كان الثأر طائفياً فتلك جريمة يعاقب عليها القانون في كافة ارجاء الكون. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
كمال الزين: الجنجويد قتلوا أبي
حينما نزح أهلي شمالاً بطريقهم إلى مصر المؤمنة ، عدة أشهر من المعاناة بالطريق إلى عطبرة ثم مصر ، وصلوا أخيراً ، لكن والدي سقط منهم بأم الطيور …
سقط كما يسقط شيئاً من قافلة الملح في صحراء العتمور ، تركوا خلفهم قبره و مضوا ليحافظوا على ما تبقى من أبي …
( أمي ) .
زهدت بالحياة …
لم تعد تعني لي شيئاً …
خسرت الكثير بسبب هذه الحرب …
خسرت منزلي و سياراتي و كل مغتنياتي …
خسرت تعاطفي مع غمار الناس …
خسرت إحساسي بوطني و بمكارم أهليه …
بيني و بين الجنجويد ثأرٌ شخصي …
ليس لأنهم نهبوا بيتنا و شردوا أهلنا و سرقوا كل ما عملنا من أجله …
بيني و بينهم ثأر ٌ شخصي …
لأنهم حرفياً …
قتلوا أبي …
زهدت بالحياة …
لأن أبي كان كل شيء بالنسبة لي …
لم أعد أحفل بصراعات الساسة ، يمينهم و يسارهم …
لم أعد أأبه لمن سيحكم و من سيُحكم و من سيجلس على عرش مملكة الجماجم و النار و الدم …
فقط أنتظر أن أرى نهاية الجنجويد و مقاتل قادتهم …
هذا الجيش الذي يحارب الجنجويد ، لم يعد يهمني إن قاده البرهان أو كرتي أو الخطيب …
فهو جيش يقاتل عني و عن ثأري و عن ثأر كل من سقطوا بطرق النزوح من آباء و أمهات كانوا مسالمون هانئون غاية حياتهم أن ينعموا بالسكينة في كبرهم …
لم ينازعوا أحداً سلطانه …
و لم يقتلوا نملة بمفازة و لم يقطعوا شجرة بمرعى …
هذا الصراع لم يعد بالنسبة لي صراعاً سياسياً …
لم يعد حتى صراعاً جهوياً ولا قبلياً …
هو بالنسبة لي حرباً تدور بين قتلة أبي و أعداءهم أنى كانوا كنت معهم …
لست محايداً في دم أبي …
و لست متسامحاً فيه …
فمن أخذ منا أبي …
أخذ حياتنا …
أخذ منا حتى الرغبة في المضي قدماً في ما يمكن أن يسميه غيرنا مستقبلاً …
أستطيع أن أقول و بكل صدق :
أنني زهدت كل شي ء
عدا توقي لرؤية الجنجويد و مناصريهم بالمشانق و القبور …
و لن تقبل روحي التي صدأت سوى ذلك …
أو أن يعيدوا لنا أبي حياً …
أنتظر موتهم بشغف …
أنتظر هزيمتهم بحقد لم أعهده في نفسي من قبل …
فكل هذا التراب الذي يقتتلون حوله و كل هذه المكتسبات و الثروات التي أسالوا دماءنا لأجلها لا تسوى إبتسامة أبي المطمئنة في مخدعه الوادع قبالة معهد أم درمان العلمي بضاحية العرضة المستباحة من عرب الشتات و مناصريهم من كل حدب و كل صوب …
لقد قتل الجنجويد بأنفسنا كل معنى تربينا عليه و كل حلم وطني نمنا و بأجفاننا وعد إنتظاره …
فقد قتلوا أبي …
زهدت بالحياة و لا زلت أنتظر مصارع التتار و لن يزعجني رؤية الكلاب و هي تأكل جيفهم …..
لست محايداً في ذلك …
و لست موارباً حقدي …
بعدها لن أحفل بالموت و لن أحرص على البقاء و لن أقلق على مستقبل هذا الوطن الذي صار مملكة الجماجم و البغضاء و الأرواح الرخيصة و الأعراض المستباحة و الدماء التي تسيل شلالات في سبيل سلطة لا تدوم و ثروة تصب بدول الجوار و جاه مبتذل يلتحف به كل قاتل و سفاح لبس رداء السياسي …
زهدت في متابعة أخبار الحرب …
أجلس بغرفتي المظلمة أنتظر نبأ مقاتل الجنجويد و تذوقهم لما أذاقونا من ويلات سبقها وعيد …
زهدت …
كمال الزين
إنضم لقناة النيلين على واتساب