erkyamon@gmail.com

مقدمة:

في ظل التنافس الدولي المتصاعد للسيطرة على سواحل البحر الأحمر، تبرز الموانئ السودانية كإحدى أهم الأهداف الاستراتيجية لمختلف الدول، بما في ذلك الصين عبر مشروع "طريق الحرير" ومطامع أخرى من دول إقليمية وعالمية تسعى لتعزيز نفوذها التجاري والعسكري. وسط هذه الأجواء، تتعالى الأصوات التي تهاجم إدارة الموانئ المحلية، متهمة إياها بالفشل والفساد، بالإضافة إلى حملات منظمة تهدف لتشويه صورة شعب البجا الأصيل الذي كانت ولا تزال الموانئ السودانية في أرضه منذ نشأتها.

هذه الاتهامات، التي تفتقر لأدلة موثوقة، تثير الشكوك حول وجود دوافع سياسية واقتصادية خفية تسعى لتهيئة الأجواء أمام الاستثمارات الأجنبية. فهل هذه الانتقادات تعكس واقعًا بائسًا، أم أنها جزء من مخطط خبيث يستهدف إفشال الإدارة المحلية وتسليم الموانئ لمستثمرين أجانب؟

1. الطريق البري والميناء الجنوبي بين تعنت حكومة قحت ورفض البجا:

خلال فترة حكومة قحت، شهدت الموانئ السودانية والطريق البري احتجاجات واسعة قادها شعب البجا بسبب تعنت الحكومة في محاولة فرض المسار الإريتري في اتفاقية محاصصة جوبا، وكذلك استمرارها في نهج نظام الإنقاذ بمحاولات خصخصة الموانئ وتسليمها لشركات أجنبية، مثل الشركة الفلبينية الإماراتية. هذه المحاولات لم تقتصر فقط على خصخصة الموانئ، بل امتدت إلى مساعٍ لبيع مرسى أبو عمامة لأسامة داؤود، صديق حمدوك، وتحويله إلى ميناء إماراتي، مما أثار غضب البجا الذين أدركوا بوضوح خطورة هذه المخططات على سيادة السودان.

ما يُثير الاستغراب هو الربط المتعمد بين احتجاجات البجا وإغلاقهم للطريق القومي والموانئ باعتصام القصر والانقلاب، وهو ما روج له إعلام قحت، إلى جانب الإعلام الإريتري وهيئة موانئ أبو ظبي. والحقيقة التي تم تجاهلها عمدًا أن البجا لم يشاركوا في اعتصام القصر، بل كان المشاركون فيه هم بعض الإريتريين عن طريق الأمين داويد وجماعته، مما يكشف حجم التضليل الذي تمارسه هذه الجهات لتشويه موقف البجا الرافض لخصخصة الموانئ.

---

2. خبث التشويه الممنهج ضد البجا:

إن الاتهامات التي تروج لها بعض الجهات بسرقة أمتعة المسافرين وتهديدهم، مع التركيز على أن معظم العمال ينتمون لمكونات شعب البجا، تعكس نية مبيتة لتشويه صورة هذا الشعب الأصيل المعروف عبر التاريخ بأمانته ونزاهته. الموانئ السودانية، التي أنشئت على أرض البجا منذ القدم، لم يسجل التاريخ أي حوادث تقدح في أمانتهم أو نزاهتهم، مما يجعل هذه الاتهامات تبدو كحملة مدروسة تستهدف إضعاف موقفهم الرافض لبيع الموانئ أو تأجيرها لجهات أجنبية.

إن محاولة تحييد أهلنا البجا عبر هذه الحملات الخبيثة لا تهدف فقط إلى إضعاف موقفهم، بل إلى تهيئة الأجواء لتسليم الموانئ لمستثمرين أجانب تحت ذريعة الفشل المحلي. هذه السياسة تحمل في طياتها أبعادًا خطيرة تسعى إلى إقصاء المكونات الأصيلة للشعب السوداني لصالح أجندات خارجية.

3. الأبعاد السياسية والاستراتيجية: مطامع الاستثمار الأجنبي:

البحر الأحمر يمثل شريانًا استراتيجيًا للتجارة العالمية، والموانئ السودانية تُعد بوابة رئيسية للتجارة الأفريقية. مع دخول الصين بمشروع "طريق الحرير" ومشاركة دول أخرى مثل الإمارات والسعودية، يتزايد التنافس على هذه الموانئ. في هذا السياق، تبرز عدة دوافع سياسية تقف خلف محاولات إفشال الإدارة المحلية، منها:

1. تحجيم الدور الصيني: تسعى بعض الدول الغربية إلى عرقلة النفوذ الصيني المتزايد على الموانئ السودانية، وذلك عبر دعم مشروعات استثمارية بديلة أو تشويه الإدارة المحلية لإجبار الحكومة على اللجوء لمستثمرين أوروبيين أو أمريكيين.

2. تعزيز النفوذ الإقليمي: دول إقليمية، مثل الإمارات والسعودية، ترى في الموانئ السودانية وسيلة لتعزيز نفوذها على البحر الأحمر. لذلك، فإن أي فشل للإدارة المحلية يمثل فرصة سانحة للاستحواذ على هذه الموانئ بعقود طويلة الأجل.

4. ضرورة الرد القانوني الحاسم:

لا يمكن الاكتفاء بالنفي الإعلامي أو الدفاع الضعيف أمام هذه الحملات، بل يجب تبني استراتيجية قانونية حازمة تشمل:

1. فتح بلاغات إشانه سمعة: ينبغي على السلطات السودانية فتح بلاغات إشانه سمعة ضد كل من يروج لمحتويات تسيء لشعب البجا أو تشوه سمعة الموانئ السودانية، وفقًا لقوانين المعلوماتية التي لا ترحم من يتعمد نشر الشائعات أو الأخبار الكاذبة.

2. تطبيق قوانين المعلوماتية بحزم: يتوجب على السلطات المعنية ملاحقة ومحاسبة كل من يصنع محتوى مسيء لأي من مكونات السودان، وتفعيل العقوبات المنصوص عليها في قوانين الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية دون تردد.

3. بيانات رسمية لرد الاتهامات: إصدار بيانات رسمية من إدارة الموانئ والجهات السيادية في السودان للرد على هذه الاتهامات بنزاهة وشفافية، مع تقديم الأدلة التي تدحض هذه الشائعات.

خاتمة:

الموانئ السودانية تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني والسيادة، وتسليمها لمستثمرين أجانب تحت ضغط الانتقادات الداخلية وحملات التشويه ليس حلاً مستدامًا. على الحكومة السودانية أن تدرك أن الحفاظ على هذه الموانئ يتطلب خطة استراتيجية توازن بين حاجتها للاستثمارات وبين حماية سيادتها الوطنية.

إن محاولة تشويه صورة شعب البجا، الذين لطالما عرفوا بأمانتهم ورفضهم القاطع لبيع الموانئ، تكشف حجم التآمر والخبث السياسي الذي يسعى لتحييد الأصوات الوطنية المخلصة. الرد الأمثل يتمثل في التماسك الوطني والتمسك بسيادة السودان على موانئه، مع اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد كل من يسعى لتشويه صورة المكونات الأصيلة للشعب السوداني.

#لا_لبيع_موانئ_السودان #ضد_التشويه_الممنهج #سيادة_سودانية_لااستثمار أجنبي
#لا_لإقصاء_البجا #ضد_المؤامرات_الخارجية  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الموانئ السودانیة الإدارة المحلیة شعب البجا على هذه

إقرأ أيضاً:

أمسية رمضانية بصنعاء للسلطة المحلية في المهرة

الثورة نت/..

نظمت السلطة المحلية في محافظة المهرة، أمسية رمضانية في إطار البرنامج الرمضاني.

وفي الأمسية التي حضرها نائب وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية ناصر المحضار ومحافظا حضرموت لقمان باراس وشبوة عوض العولقي، أشار محافظ المهرة القعطبي الفرجي، إلى أهمية البرنامج الرمضاني وما يتضمنه من أنشطة دينية وإرشادية ومحاضرات قيمة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

وحث على الجميع على استشعار روحانية الشهر الكريم، وأيامه ولياليه، للتزود بالتقوى وترسيخ الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية وتزكية النفس وتهذيبها والتقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة والذكر والاستغفار.

وأشاد بحكمة قائد الثورة، واستشعاره للمسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية في مواصلة نصرة الشعب الفلسطيني، في وقت تخلى فيه العالم وسكت عن جرائم الكيان الصهيوني الوحشية في غزة.

وتطرق المحافظ الفرجي إلى أوضاع المحافظات الجنوبية المحتلة وما تعانيه من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة في ظل انعدام الخدمات الأساسية، وما تمارسه قوى الاحتلال الإماراتي السعودي من انتهاكات ونهب للثروات ومساعيها لتمزيق النسيج الاجتماعي، وإثارة الفوضى وإقلاق السكينة العامة.

ونوه بالتحرك الشعبي والقبلي لأبناء المهرة الأحرار في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته، معتبرًا التحركات الشعبية بالمحافظة رسالة رافضة للتدخلات الخارجية التي تمس السيادة اليمنية.

فيما أشار وكيل وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية جمال العلوي، إلى أهمية الاستفادة من البرنامج الرمضاني ومحاضرات قائد الثورة لتقوية الارتباط بالله تعالى، وتعزيز الصمود والثبات في مواجهة التحديات الراهنة.

وأكد ضرورة تكاتف الجهود ونشر الوعي المجتمعي وتعزيز روابط الأخوة بين أبناء الشعب اليمني، مشيداً بتضحيات ومواقف أبناء المهرة في الدفاع عن اليمن وسيادته.

ولفت الوكيل العلوي، إلى أن الواقع يتطلب تنشيط عمل المحافظات والتحرك الفاعل استجابة لله تعالى في مختلف المجالات وتوزيع المهام والأنشطة.

وحث على تفعيل مهام السلطة المحلية في المحافظة، مؤكدًا حرص قيادة وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية على مساندة جهود وبرامج السلطة المحلية في المهرة ومختلف المحافظات، وتفعيل طاقات المجتمع لبناء الوطن وتحرير كل أراضيه وتعزيز برامج التنمية.

وكان نائب وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية، ناقش مع محافظ المهرة والمسؤولين في المحافظة، احتياجات أبناء المحافظة وسبل تفعيل الأداء وتنسيق الجهود لتعزيز الصمود.

حضر الأمسية وكيل محافظة شبوة حمزة الحمزة، وعدد من المسئولين في وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية ومدراء المكاتب التنفيذية في المهرة.

مقالات مشابهة

  • العملة السودانية تواصل التدهور أمام الدولار
  • بالصورة.. في حوار مع إحدى الصحف المصرية.. الممثلة السودانية المتألقة إسلام مبارك تكشف عن النجمة المصرية التي حببتها في التمثيل
  • أمسية رمضانية بصنعاء للسلطة المحلية في المهرة
  • السلطة المحلية في شبوة تدّشن برنامج الأمسيات الرمضانية
  • الإمارات تستهدف مضاعفة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر
  • مدير الموانئ السودانية الجديد يتسلم مهامه ويتحدث عن «خطة واضحة»
  • الإمارات تستهدف رفع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر السنوي إلى 240 مليار درهم في 2031
  • الإمارات تعتزم رفع رصيد الاستثمار الأجنبي إلى 2.2 تريليون درهم خلال 6 سنوات
  • دبي الوجهة الأولى عالميا في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة