باحثون يصنعون عضلات باستخدام الطابعة
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
يعمل فريق من الباحثين من المختبرات الفدرالية السويسرية لعلوم وتكنولوجيا المواد "إمبا" (EMPA) على عضلات مصنوعة من مواد لينة. والآن، ولأول مرة، طوروا طريقة لإنتاج هذه المكونات المعقدة باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد.
لا تقتصر العضلات الاصطناعية على تحريك الروبوتات فحسب، بل قد تتمكن يوما ما من دعم الأشخاص في العمل أو أثناء المشي أو استبدال الأنسجة العضلية المصابة.
لمواكبة نظيراتها البيولوجية، يجب ألا تكون العضلات الاصطناعية قوية فحسب، بل مرنة وناعمة أيضا. تُسمى العضلات الاصطناعية في جوهرها بـ"المحركات"، وهي مكونات تُحوّل النبضات الكهربائية إلى حركة.
تُستخدم هذه المحركات أينما يتحرك شيء ما بضغطة زر، سواء في المنزل أو في محرك السيارة أو في المنشآت الصناعية المتطورة. ومع ذلك، لا تتشابه هذه المكونات الميكانيكية الصلبة مع العضلات كثيرا حتى الآن.
تتكون ما تسمى بالمحركات المرنة العازلة "دي إي إيه" (DEA) من مادتين مختلفتين مصنوعتين من السيليكون: مادة قطب كهربائي موصلة، ومادة عازلة غير موصلة. وتتشابك هذه المواد في طبقات.
إعلانيقول الباحث في "إمبا" باتريك دانر "يشبه الأمر تشبيك أصابعك". عند تطبيق جهد كهربائي على الأقطاب الكهربائية، ينقبض المُشغل كالعضلة. وعند انقطاع الجهد، يعود إلى وضعه الأصلي، وفق تصريحاته التي نقلها موقع يوريك أليرت.
ونشرت دراسة الباحثين في مجلة تقنيات المواد المتقدمة.
يعلم دانر أن طباعة مثل هذا الهيكل بطابعة ثلاثية الأبعاد ليست بالأمر الهين. فرغم اختلاف خصائصهما الكهربائية بشكل كبير، يجب أن تتصرف المادتان اللينتان بشكل متشابه للغاية أثناء عملية الطباعة. يجب ألا تختلطا، بل يجب أن تظلا متماسكتين في المُشغل النهائي.
يجب أن تكون "العضلات" المطبوعة لينة قدر الإمكان حتى يُحدث التحفيز الكهربائي التشوه المطلوب. يُضاف إلى ذلك المتطلبات التي يجب أن تلبيها جميع المواد القابلة للطباعة الثلاثية الأبعاد، حيث يجب أن تسيل تحت الضغط حتى يُمكن إخراجها من فوهة الطابعة.
وبعد ذلك مباشرة، يجب أن تكون لزجة بما يكفي للحفاظ على الشكل المطبوع. يقول دانر "غالبا ما تكون هذه الخصائص متناقضة تماما. إذا حسنت إحداها، تتغير ثلاث خصائص أخرى.. عادة إلى الأسوأ".
من واقع افتراضي إلى قلب نابضبالتعاون مع باحثين من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، نجح دانر ودورينا أوبريس -التي تقود مجموعة أبحاث المواد البوليمرية الوظيفية- في التوفيق بين العديد من هذه الخصائص المتناقضة.
طُور حبران خاصان في "إمبا" وطُبعا في محركات مرنة عاملة باستخدام فوهة طورها الباحثان تازيو بليج ويان فيرمانت من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا. يُعد هذا التعاون جزءا من مشروع "اللمسات الحسية" الواسع النطاق، وهو جزء من المجال الإستراتيجي للتصنيع المتقدم في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا. يهدف المشروع إلى تطوير قفاز يجعل العوالم الافتراضية ملموسة. صُممت العضلات الاصطناعية لمحاكاة مسك الأشياء من خلال المقاومة.
إعلانومع ذلك، هناك تطبيقات محتملة أكثر بكثير للمحركات المرنة. فهي خفيفة الوزن وصامتة، وبفضل عملية الطباعة الثلاثية الأبعاد الجديدة، يمكن تشكيلها حسب الحاجة.
يمكن أن تحل محل المحركات التقليدية في السيارات والآلات والروبوتات. وإذا طُورت بشكل أكبر، فيمكن استخدامها أيضا في التطبيقات الطبية. تعمل دورينا أوبريس وباتريك دانر بالفعل على هذه التقنية. يمكن استخدام طريقتهما الجديدة ليس لطباعة الأشكال المعقدة فقط، بل أيضا الألياف المرنة الطويلة.
تقول دورينا أوبريس "إذا تمكنا من جعلها أرق قليلا، فسنقترب كثيرا من كيفية عمل ألياف العضلات الحقيقية".
يعتقد الباحث أنه قد يكون من الممكن في المستقبل طباعة قلب كامل من هذه الألياف. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به قبل أن يصبح هذا الحلم حقيقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ومع ذلک یجب أن
إقرأ أيضاً:
باحثون صينيون يطرحون طريقة جديدة للتنبؤ الذكي بالرياح قصيرة المدى
أنجز باحثون صينيون من معهد هاربين للتكنولوجيا، تقدماً هاماً في مجال التنبؤ الذكي بسرعة الرياح، إذ ابتكروا شبكة للتنبؤ بسرعة الرياح تدمج بيانات الأرصاد الجوية المتعددة التغيرات لتحقيق تنبؤ ذكي عالي الدقة للرياح قصيرة المدى على ارتفاعات منخفضة، وفقا لما ذكر المعهد.
وتم نشر نتائج الدراسة في مجلة "اتصالات الطبيعة".
ويمكن لهذه الإنجازات دعم تنمية طاقة الرياح الذكية وضمان سلامة الرحلات الجوية على ارتفاعات منخفضة.
أخبار ذات صلةوتعد طاقة الرياح مصدراً للطاقة النظيفة يؤدّي دوراً هاماً في هيكل الطاقة في المستقبل، وعلى الرغم من ذلك، فإن عامل العشوائية في طاقة الرياح وعدم إمكانية تخزينها، يأتي أيضا بعدم يقين في إمداد طاقة الرياح.
وبالإضافة إلى ذلك، تتسم الارتفاعات المنخفضة بالحمل الحراري القوي وظروف الأرصاد الجوية المعقدة، ما يهدد بشكل خطير سلامة طائرات الارتفاعات المنخفضة، ومن أجل حل المشكلات المذكورة، طرح الفريق البحثي، برئاسة الأستاذ لين ليان لي في المعهد، طريقة جديدة للتنبؤ بسرعة الرياح عبر شبكة تدمج بيانات الأرصاد الجوية المتعددة التغيرات لتحقيق تنبؤ دقيق بسرعة الرياح المتجهة.
ويمكن لهذه الطريقة الجديدة أن تصبح، بفضل دقتها وكفاءتها، أداة فعالة للتنبؤ بسرعة الرياح المتجهة ومساعدة مراكز طاقة الرياح على تخطيط العمليات قصيرة المدى وقصيرة المدى للغاية وتوفير دعم قوي لتخطيط مسارات طائرات الارتفاعات المنخفضة.
المصدر: وام