تلسكوب جديد أطلقته “ناسا” للعثور على كيف ظهر الكون بانفجار عظيم
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
المناطق_متابعات
أطلقت “ناسا” مساء الثلاثاء تلسكوبا فضائيا جديدا، سمّته SphereX مخصص لتوثيق تاريخ ظهور الكون “بالانفجار العظيم” والبحث عن مكونات الحياة الرئيسية خارج الأرض، وليرسم خريطة ثلاثية الأبعاد لأكثر من 100 مليون نجم في مجرة “درب التبانة” إضافة إلى 450 مليون مجرة أخرى.
وإلى جانب “سفيركس”، كان على متن صاروخ SpaceX Falcon الذي أطلقه من قاعدة “فاندنبرغ” الفضائية بكاليفورنيا، مهمة منفصلة باسم Punch أو “مقياس الاستقطاب لتوحيد الهالة والغلاف الشمسي” وكلاهما “في طريقهما الآن لرسم خريطة كوننا بشكل غير مسبوق، وإحداث ثورة في التنبؤ بالطقس الفضائي” وفق تعبير Megan Cruz المعلقة في “ناسا” والتي اعتبرت المهمتين العلميتين بارزتين وفقا لـ “العربية”.
كما قال Shawn Domagal-Goldman القائم بأعمال رئيس قسم الفيزياء الفلكية في “ناسا” إن المرصد الذي سيكمل عمل مراصد أخرى، مثل James Webb الفضائي “سيجيب على أسئلة جوهرية، منها: كيف يعمل الكون؟ كيف وصلنا إليه، وهل نحن وحدنا فيه”؟. وهي أسئلة كبيرة إلى درجة أننا لا نستطيع الإجابة عليها بجهاز واحد. لا نستطيع حتى الإجابة عليها بمهمة واحدة. نحتاج إلى أسطول كامل للقيام بذلك، وفي كل مرة نطلق فيها تلسكوبا جديدا، نحرص على أن يُضاف إلى هذا الأسطول بطرق فريدة من نوعها، مقارنةً بكل ما بنيناه سابقا”.
وسيدور “سفيركس” حول الأرض 14.5 مرة يوميا على ارتفاع 650 كيلومترا، مُكملا أكثر من 11000 مدار خلال مهمته الأساسية التي تستمر عامين. وفي كل مدار، سيجمع صورا لشريط 360 درجة من السماء السماوية، مكوّنا خريطة كاملة، وسيمسح السماء بأطوال موجية قريبة من الأشعة تحت الحمراء، غير مرئية للعين البشرية، وسيقوم بتقسيم الضوء إلى 120 لونا، على غرار المنشور الذي يُكوّن قوس قزح من أشعة الشمس، وهي تقنية معروفة باسم “التحليل الطيفي” وتساعد على تمييز مسافة جسم ما، والإشارة إلى تاريخ تشكله بالكون، وتحديد بصمته الكيميائية.
قال شاون دوماغال- غولدمان أيضا: “تخيل أنك مُصوّر تخطط لتصوير الحياة البرية في غابة ما. قد تستخدم كاميرا مصممة لتكبير شجرة، أو ربما حتى عشا لطير، أو بيضا داخله، وهذا ما يفعله “جيمس ويب” الفضائي، لأن سفيركس عدسة بانورامية. لن يعطينا البيضة في عشّ على شجرة؛ بل الغابة بكل ما فيها من أشجار”.
الازداد المذهل بحجم الكونومن خلال إجراء 9 ملايين عملية رصد لمجرة درب التبانة، سيبحث SphereX الذي بلغت كلفته 488 مليون دولار، عن احتياطيات خفية من الماء وثاني أكسيد الكربون وجزيئات أخرى داعمة للحياة، مُجمدة في سحب الغاز والغبار بين النجوم، حيث تتشكل النجوم والكواكب الجديدة. كما سيقيس أيضًا ظاهرة كونية تُعرف باسم التضخم الكوني.
أما “ناسا” فصدر عنها بيان قالت فيه: “في أول جزء من مليار من تريليون من تريليون من الثانية بعد الانفجار العظيم، ازداد حجم الكون تريليون تريليون ضعف. في حدث شبه فوري، نسميه “التضخم الكوني” وبدأ قبل حوالي 14 مليار عام، ويمكننا رصد آثاره اليوم في التوزيع الواسع لمادة الكون (..) ومن خلال رسم خرائط لتوزيع أكثر من 450 مليون مجرة، سيساعد “سفيركس” العلماء على تحسين فهمنا للفيزياء الكامنة وراء هذا الحدث الكوني الهائل”. أما عن مهمة “بانش” المنفصلة، فقالت إنها تتألف من 4 أقمار صناعية صغيرة لدراسة أصول الرياح الشمسية وتدفق المواد من الشمس وتتبع رحلتها عبر النظام الشمسي بتقنية ثلاثية الأبعاد.
والمعروف أن الرياح الشمسية وظواهر أخرى، مثل التوهجات الشمسية، تؤثر على الطقس في الفضاء، مسببةً عواصف إشعاعية، ومؤثرةً في الحياة البشرية اليومية على الأرض من خلال انقطاع التيار الكهربائي وتلف أقمار الاتصالات. لذلك قد تؤدي بيانات “بانش” إلى دقة أكبر في التنبؤ بمثل هذه الأحداث، وهو ما صرحت به Nicholeen Viall عالمة مهمة “بانش” في مركز Goddard Space Flight Center التابع لوكالة “ناسا” في ولاية ماريلاند، مضيفة أن مهمة “بانش” ستحدث ثورة بفهمنا الفيزيائي لظواهر الطقس الفضائي وكيفية انتشارها عبر الغلاف الشمسي الداخلي وهي في طريقها إلى الأرض”.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: تلسكوب
إقرأ أيضاً:
“فلكية جدة”: تغيرات فلكية لافتة خلال شهر أبريل
البلاد – جدة
يشهد شهر أبريل الجاري، تغيرات فلكية لافتة في سماء الأرض، حيث بدأت كوكبات الشتاء في نصف الكرة الشمالي مثل: كوكبة الجوزاء، بالاختفاء تدريجيًا في الأفق الغربي مع تقدم أيام الشهر، بينما صعدت كوكبات الربيع في الأفق الشرقي معلنة تغيرًا موسميًّا في الخريطة السماوية.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن في نصف الكرة الشمالي تتقلص ساعات الليل وتصبح الليالي أكثر دفئًا، بينما في النصف الجنوبي تزداد الليالي طولًا، مما يمنح مزيدًا من الوقت للاستمتاع برصد السماء.
وبيَّن أبو زاهرة، أنه في الـ 13 أبريل، سنشهد اكتمال القمر والذي يُعرف باسم البدر الوردي، وفي هذه الليالي قد يتأثر رصد السماء قليلًا بسبب سطوع القمر، حيث سيحجب ضوءه الأجرام السماوية الخافتة مثل: المجرات، والسُدم، لكن في النصف الثاني من الشهر، ستصبح السماء أكثر ظُلمة في بداية المساء مما يجعل الرصد أكثر متعة.
وأضاف، ستبلغ شهب القيثاريات ذروتها خلال الساعات الأولى من صباح 23 أبريل، ولحُسن الحظ سيكون القمر في طور الهلال المتناقص، مما يعني أن ضوءه لن يؤثر كثيرًا على الرصد، مبينًا أن هذه الزخات تنشأ عندما تمر الأرض عبر الجسيمات الغبارية التي خلفها المذنب تاتشر، الذي زار نظامنا الشمسي آخر مرة في القرن التاسع عشر، لافتًا أنه عند رؤية الشهب لابد من الابتعاد عن أضواء المدن, حينها يمكن توقع رؤية حوالي 20 شهابًا في الساعة، وتبدو كأنها تنطلق من كوكبة القيثارة، حيث يتألق النجم اللامع المسمى “بالنسر” الواقع في الأفق الشرقي.
وفي أمسيات أبريل، تبدأ كوكبة الجوزاء رحلتها الأخيرة في السماء، ففي بداية الشهر يمكن رؤيتها في الأفق الغربي بعد الشفق المسائي، لكنها ستقترب تدريجيًا من الأفق حتى تختفي تمامًا بعد أبريل, ولن تُرى كوكبة الجوزاء في المساء مجددًا حتى أواخر الخريف، وللراغبين في رؤية سديم الجبار، والذي يبدو كضوءٍ ضبابي خافت عند النظر بالعين المجردة، يمكنه استخدام التلسكوبات المتوسطة والكبيرة لرؤية توهجه الأخضر الناتج عن تأين غاز الهيدروجين.
ومع مغادرة كوكبة الجوزاء، تبرز كوكبة الأسد في السماء، وتضم النجم الساطع قلب الأسد في نصف كوكبنا الشمالي، حيث تظهر في الأفق الجنوبي الشرقي، بينما في النصف الجنوبي يُمكن رصدها في الأفق الشمالي الشرقي، ولكن مقلوبة رأسًا على عقب بسبب كروية الأرض، وبالإمكان باستخدام تلسكوب صغير رصد ثلاثية مجرات الأسد، وهي مجموعة مذهلة من المجرات الحلزونية تقع على بعد حوالي 35 مليون سنة ضوئية.
وفي 24 و 25 أبريل، سيلتقي هلال القمر المتناقص مع كوكب الزهرة في مشهد جميل، ويُمكن رؤية كوكب الزهرة فوق الأفق الشرقي أثناء الشفق الصباحي, وسيقترب المريخ في نهاية أبريل من العنقود النجمي المفتوح النثرة “خلية النحل”، مما سيشكل مشهدًا رائعًا عند رصده عبر المنظار أو التلسكوب الصغير.