موقع 24:
2025-03-13@11:18:15 GMT

"تفكك الغرب".. هدية ترامب الكبرى لبكين

تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT

'تفكك الغرب'.. هدية ترامب الكبرى لبكين

هل يُعدّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسوأ كابوس للصين أم أنه بمثابة حلم تحقق لها؟

الهدف الاستراتيجي لشي هو جعل الصين عظيمة مرة أخرى

الحقيقة أن ترامب يجمع بين الأمرين، ولكن ليس بالتساوي، فعلى المدى القصير ستشكل سياساته التجارية القائمة على فرض الرسوم الجمركية، تحديات كبيرة لبكين، لكن في المقابل، ألحق ترامب خلال أسابيع قليلة ضرراً بالغاً بالنظام الدولي الليبرالي، ووحدة الغرب الديمقراطي، ومكانة الولايات المتحدة عالمياً، أكثر مما تمكنت أي جهود مجتمعة طوال الحرب الباردة، وهو إنجاز يتجاوز حتى أكثر أحلام القادة الصينيين طموحاً.

وكتب ستيف تسانغ في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب تشكل تهديداً حقيقياً للصين، ولا يمكن لبكين سوى اعتبارها مؤشراً على المزيد من التحديات المقبلة، كما يبدو ترامب هذه المرة مستعداً لتنفيذ كل تهديداته.

وفي وقت يُظهر فيه الاقتصاد الصيني مؤشرات تباطؤ، فإن الدخول في حرب تجارية مكثفة سيكون آخر ما تريده بكين، رغم التصريحات المتشددة لدبلوماسييها.   

ومع ذلك، فإن هذه الضغوط التجارية، حتى لو تحولت إلى حرب اقتصادية شاملة، تبقى تحديات قصيرة إلى متوسطة الأمد. إذ من المتوقع أن يأمر الرئيس الصيني شي جين بينغ بلاده بالصمود، وهو ما ستفعله بكين، رغم التكلفة الباهظة التي ستدفعها، لكن هذه الخسائر ستتلاشى على المدى البعيد أمام المكاسب التي يقدمها ترامب، دون قصد، للصين. 

China can live with Trump’s tariffs – his bullish foreign policy will help Beijing in the long term | Op-ed by Steve Tsang (#SOAS) for The Guardianhttps://t.co/DGIYpI6TC4

— SOAS China Institute (@SOAS_CI) March 12, 2025 تفكك الغرب

فمثلاً يأتي اقتراح ترامب لحل الأزمة الأوكرانية متوافقاً إلى حد كبير مع شروط روسيا، كما أن طموحاته الصادمة بشأن كندا وغرينلاند تخدم الصين بشكل غير مباشر.

وأدى نهجه العدائي إلى تدمير علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها في أمريكا الشمالية وأوروبا، كما أشار بوضوح إلى أن بلاده لم تعد مهتمة بالمشاركة في المشاريع الدولية، مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمة الصحة العالمية.

ويتساءل الكاتب لماذا يُعدّ هذا مكسباً للصين؟ مجيباً أن أن بكين وضعت استراتيجية عالمية تقوم على "فكر شي جين بينغ"، وتهدف إلى تحقيق "حلم الصين" بإعادة إحياء عظمتها بحلول عام 2049، الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وقد جعل ترامب هذا الحلم أقرب إلى التحقق. 

The U.S. will emerge stronger with Trump's tariffs as China struggles to counter with meaningful economic boosts. Xi will prioritize industry over domestic demand. Tariffs shield American businesses from China’s overproduction and price-slashing, while Beijing’s reluctance to… pic.twitter.com/EDnZHQtukW

— JThomasLaw (@JasonTLaw) March 4, 2025 نظام عالمي جديد.. يتمحور حول بكين

الهدف الاستراتيجي للرئيس شي هو "إعادة الصين إلى عظمتها"، وفق شروطها الخاصة. ويسعى إلى "استعادة" المكانة العالمية التي يعتقد أن الصين تمتعت بها عبر التاريخ، عندما كانت أكثر تقدماً وثراءً وابتكاراً.
ويمر تحقيق هذا الطموح عبر ما يسميه شي "دمقرطة العلاقات الدولية"، بحيث تصبح الصين القوة المهيمنة في تشكيل مستقبل العالم، مسترشدة بثلاث مبادرات رئيسية: التنمية، الأمن، والحضارة.

لكن الأمر لا يتعلق بإنشاء نظام عالمي جديد كلياً ليحل محل النظام الليبرالي، الذي قادته الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بل بتحويل النظام القائم ليتمحور حول الصين، مدعوماً بدول الجنوب العالمي. أي ضمان منح الأمم المتحدة الأولوية لمصالح هذه الدول، ممثلة في زعيمتها الصين، على حساب مصالح الغرب.
وفي حين أن هذا الطرح يلقى قبولاً في دول الجنوب العالمي، إلا أنه يواجه صعوبة في اختراق الديمقراطيات الغنية. فقد حافظت هذه الدول على ولائها للولايات المتحدة، رغم الأزمات التي مرت بها العلاقات عبر العقود.

ترامب.. أكبر مسوّق للرؤية الصينية

حتى الآن، كانت جهود الصين لإقناع دول الجنوب العالمي بتبني رؤيتها لتعديل النظام الدولي تسير ببطء. لكن ترامب سرّع هذه العملية، من دون قصد.

ترامب بلا ضغوط انتخابية.. كيف سيُغير أمريكا؟ - موقع 24ساهم جيل الألفية في الثقافة المعاصرة بمصطلح "تأقلم"، الذي يصفه الصحافي جنان غانيش بأنه محاولة للتخفيف من قسوة الواقع وجعله يبدو أقل بؤساً مما هو عليه، ويتجلى هذا المفهوم في العديد من العبارات المنتشرة اليوم، مثل: "على الأقل سيكون دونالد ترامب جيداً للاقتصاد"، أو "إذا كان ...

 فمع تراجع المساعدات الإنسانية الأمريكية، بدأت الدول الأضعف في الجنوب العالمي تشعر بوطأة هذا القرار، ما عزز الدعوات الصينية لـ"دمقرطة العلاقات الدولية". ولم يكن أحد ليخدم المشروع الصيني بهذه الفعالية كما فعل ترامب، إذ ساعد، من خلال سياساته الانعزالية، على منح الصين فرصة ذهبية لتعزيز نفوذها عالمياً.

الصين تحقق قفزة كبرى

وبسياسة "أمريكا أولاً"، قدّم ترامب للصين ما لم يتمكن شي من تحقيقه بنفسه. صحيح أن "حلم الصين" لم يتحقق بالكامل بعد، لكنه قطع خطوات هائلة بفضل ترامب، الذي وفر له دفعاً غير مسبوق.



المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب الولايات المتحدة كندا غرينلاند الوكالة الأمريكية للتنمية الصين الولايات المتحدة الصين ترامب غرينلاند كندا الحرب الأوكرانية الوكالة الأمريكية للتنمية الجنوب العالمی

إقرأ أيضاً:

موقع بريطاني: لماذا ستغلق المملكة المتحدة أبوابها إذا غزت الصين تايوان؟

قال تقرير إن المملكة المتحدة قد "تغلق أبوابها" في غضون أشهر إذا اندلع صراع بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، مما يعني أن على بريطانيا أن تبني مخزونات تكفي لـ3 أشهر من الأدوية والسلع الحيوية إذا تعرضت سلاسل التوريد العالمية للتهديد بسبب الحرب.

وأوضح موقع "آي بيبر" -في تقرير بقلم جين ميريك- أن البحث الذي أجرته مؤسسة الأبحاث "بوليسي إكستشينج"، أظهر أن اعتماد بريطانيا على الصين ودول آسيوية أخرى في التصنيع، يشكل نقطة "ضعف اقتصادي إستراتيجي"، لأنه قد يتعرض للتهديد بسبب تعطيل سلاسل التوريد العالمية جراء الصراع في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية تقيّم مارك كارني رئيس وزراء كندا الجديد والتحديات أمامهlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: مفاوضات واشنطن مع حماس أبعدت نتنياهو لمدرجات المتفرجينend of list

ودعا التقرير الحكومة إلى تبني إستراتيجية جديدة لسلسلة التوريد، من أجل إعداد البلاد للتوترات المتجددة بين الولايات المتحدة والصين، وعدم الاستقرار بين أوروبا وروسيا بشأن أوكرانيا، وتأثير تعريفات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على بكين وغيرها من المصدّرين الرئيسيين للمملكة المتحدة.

ولأن المملكة المتحدة دولة جزيرة تعتمد إلى حد كبير على الواردات، وهي خارج التكتلات التجارية الرئيسية، يجب عليها -حسب التقرير- تقييم نقاط ضعف سلسلة التوريد الدولية الخاصة بها بسرعة وبناء سياسة اقتصادية وعسكرية على هذا التقييم، تشمل تخزين المواد الحيوية كالأدوية والمعادن الحيوية وأشباه الموصلات ومواد الرقائق الدقيقة.

إعلان

وحذر مسؤولون أميركيون من أن الصين تستعد لحصار تايوان قبل نهاية العقد، في وقت صعّد فيه ترامب التعريفات الجمركية ضد الصين، يقول موقع بوليسي إكستشينج إن "إدارة ترامب الثانية أثارت سياسة تجارية أكثر عدوانية بشكل ملحوظ تدمج التعريفات الجمركية في التحركات السياسية الأوسع".

الاعتماد المفرط على الصين

ورأى التقرير أنه عند وقوع صراع حول تايوان، "سوف يتباطأ اقتصاد المملكة المتحدة بسرعة، ويميل إلى الركود في غضون أسابيع بسبب الاعتماد المفرط على التصنيع الصيني" و"إذا كانت المملكة تفتقر إلى القدرة على استبدال الغذاء المفقود والطاقة والنقل والطب والقدرات التصنيعية، فمن المرجح أن تغلق البلاد على مدى عدة أشهر، وسيتوقف النقل وترتفع أسعار المواد الغذائية، وسيصبح إصلاح الآلات المكسورة صعبا بشكل متزايد".

بَيد أن بريطانيا، إلى جانب حلفائها وجيرانها، يمكنها الاستعداد لمزيد من المرونة من خلال تخزين المواد الحيوية، وينبغي لها أن تعالج مسألة توريد الأدوات اللازمة للتصنيع والإصلاح، خاصة أن الصين تسيطر على 29% من سوق أدوات الآلات الدولية واليابان على 14% منها، مما يعني أن أي اضطراب في منطقة المحيطين الهندي والهادي سيكون "خطيرا للغاية على قدرات التصنيع والإصلاح البريطانية المحدودة".

وفي مقدمة التقرير، يقول السير كروفورد فالكونر، كبير مستشاري المفاوضات التجارية السابق في المملكة المتحدة إن "اضطرابات تجارية عالمية كبرى حدثت بمعدل متسارع على مدى نصف العقد الماضي، إذ أدت جائحة كوفيد-19 إلى إخراج الاقتصاد العالمي عن مساره لمدة عامين، وبعد ذلك جاء غزو روسيا لأوكرانيا، واليوم يهدد الحوثيون الشحن العالمي في البحر الأحمر".

وقد "أبرزت هذه التطورات -حسب فالكونر- الهشاشة الأساسية لسلاسل التوريد الدولية، التي تتجلى بشكل خاص في قطاعات مثل الأغذية والأدوية والتصنيع الصناعي وتكنولوجيا الطاقة".

إعلان

وبالإضافة إلى إنشاء مخزونات الطوارئ، ينبغي للحكومة -كما يرى التقرير- أن تنشئ خلية لسلسلة التوريد داخل مكتب مجلس الوزراء، كما يجب عليها أن تستكشف إمكانية إنشاء ممر لسلسلة التوريد في وسط وشرق أوروبا يشمل فنلندا ودول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا وأوكرانيا ما بعد الحرب.

مقالات مشابهة

  • من ضمت قائمة المنتخب السعودي لمباراتي الصين واليابان في تصفيات كأس العالم 2026؟
  • وزير الخزانة الأمريكي: لن نسمح للصين والدول الأخرى بإغراقنا بمنتجاتها
  • التنين يحلّق في آفاق عدة.. هل تقود الصين العالم؟
  • هل سينقذ ترامب الغرب أم يدمره؟ 
  • شرطة البصرة تفكك شبكة متسولين واعتقال عصابة دراجات نارية في بابل
  • موقع بريطاني: لماذا ستغلق المملكة المتحدة أبوابها إذا غزت الصين تايوان؟
  • «الجامعة التي لا تهدأ».. تاريخ من التصعيد والاحتجاجات في كولومبيا
  • أستاذ علوم سياسية: مفاوضات «جدة» تركز على إقناع أوكرانيا بقبول الخطة التي يطرحها ترامب
  • وول ستريت جورنال: التحضير لاجتماع قمة بين ترامب ورئيس الصين في واشنطن