ساهم جيل الألفية في الثقافة المعاصرة بمصطلح "تأقلم"، الذي يصفه الصحافي جنان غانيش بأنه محاولة للتخفيف من قسوة الواقع وجعله يبدو أقل بؤساً مما هو عليه، ويتجلى هذا المفهوم في العديد من العبارات المنتشرة اليوم، مثل: "على الأقل سيكون دونالد ترامب جيداً للاقتصاد"، أو "إذا كان هناك شيء واحد يلاحظه ترامب، فهو سوق الأسهم".

أصبح ترامب الآن شخصية ما بعد سياسية تقريباً

ويرى غانيش في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز أن أهم ما يميز ولاية ترامب الثانية هو عدم قدرته على الترشح لولاية ثالثة، ما يجعله متحرراً من ضغط الرأي العام الذي كان يقيده جزئياً في ولايته الأولى، فإذا أدت سياساته الاقتصادية، مثل فرض الرسوم الجمركية، إلى ركود اقتصادي، أو تسببت سياساته الخارجية في أزمة عالمية، فما الذي سيخسره؟ في أسوأ الأحوال، قد يعاني الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي، لكن ذلك لن يغير من وضع رئيس في ولايته الأخيرة. 

Recession will not make Trump change course https://t.co/NEqaaThuaM

— Financial Times (@FT) March 12, 2025 ردود متوقعة

ويتوقع الكاتب ردين على هذا الطرح. الأول، أن ترامب قد يسعى لضمان فوز جيه دي فانس أو أحد المقربين منه بترشيح الحزب الجمهوري في 2028، مما يدفعه لتجنب أي اضطرابات كبيرة قد تؤثر على فرصهم الانتخابية. لكن غانيش يشكك في ذلك، مشيراً إلى أن حتى القادة التقليديين مثل أنجيلا ميركل وتوني بلير وجو بايدن لم يكونوا حريصين على التخطيط لمرحلة ما بعد حكمهم، فكيف بشخصية أنانية مثل ترامب؟

الرد الثاني، أن ترامب قد يحاول تجاوز التعديل الثاني والعشرين للدستور الأمريكي أو حتى إلغاء الانتخابات الرئاسية. ورغم أن مثل هذا السيناريو لا يمكن استبعاده تماماً، إلا أنه يظل احتمالًا نادر الحدوث، نظراً لتعقيد تفكيك المؤسسات الديمقراطية في الولايات المتحدة.

شخصية ما بعد سياسية

ويرى غانيش أن ترامب لم يعد يهتم بالتداعيات الانتخابية لقراراته، فبينما كان في ولايته الأولى يراعي ردود فعل الناخبين المتأرجحين، أصبحت سياسته الآن موجهة أساساً نحو قاعدة "ماغا" الصلبة.

وهذا قد يعني أنه كلما زادت التحديات الاقتصادية، ازداد تشدده في قضايا مثل تقليص الدعم لأوكرانيا أو تقويض المؤسسات الفيدرالية.  

Recession will not make Trump change course, by Janan Ganesh; image by Carl Godfrey https://t.co/utdUb7ktAO pic.twitter.com/QVydcP8IC2

— John Rentoul (@JohnRentoul) March 12, 2025 عنصر من الحقيقة

ويختم الكاتب "يبقى هناك جانب واحد من التأقلم حول ترامب يحمل بعض الحقيقة، وهو استعداده للمساومة حين يرى فائدة شخصية في ذلك. فمثلاً، تعامل ترامب مع الرسوم الجمركية على كندا أو تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا كان يعتمد على مدى امتثال هذه الدول له في لحظة معينة. لكن عندما يتعلق الأمر بالناخبين، لم يعد مضطراً لمراعاتهم، فقد تحرر من قيودهم مع فوزه بولاية ثانية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب ترامب الولايات المتحدة الانتخابات الأمريكية

إقرأ أيضاً:

مسار المعركة وتدابير السياسة

مليشيا الدعم السريع التى كانت تتمدد فى ولاية سنار وكل الجزيرة وتناوش كسلا ونهر النيل والقضارف والنيل الأبيض والنيل الازرق ، تراجعت كلياً ، مهزومة ومنكوبة..

استخدمت كل حيلة ممكنة ، بقوة قوامها 500 ألف من مجندين ومستنفرين ومتعاونين ومرتزقة على مدار عامين ، وعدد عربات فاقت 10 ألف وأكثر ، ومنظومة اتصالات متكاملة وتشويش وارتكازات على تخوم اهم أسلحة الجيش والقيادة العامة..

ومع ذلك تم استنزافها واستدراجها -بفضل الله – إلى أن هلك الصف الأول والثاني والثالث من عناصرها وقياداتها.. وانكسرت فاعليتها وعناصر قوتها.. وزحفت هروباً حتى نيالا..
ما حدث فى ام القرى بولاية الجزيرة هو ضرب السنان مع السنان ، وصدف الرجال مع الرجال ، ولم تصمد المليشيا وهزمت شر هزيمة..

وما حدث على تخوم ام روابة ، هو تكتيك الحرب وإدارة المعارك وتفكيك عناصر قوة المليشيا وتمركزاتها والضرب بلا هوادة فأنكسرت إرادتهم..

وفى جبل موية ، حنكة التدبير ، ومعرفة كيفية الضربة القاضية دون أن يدرك العدو مقاتله ، وهربوا بلا هوادة ، تركوا العتاد العسكري والذخائر والعربات القتالية وكل شىء ، وهم الآن أشتات على حدود البلاد جنوباً ..

وفى امدرمان ، والاذاعة ومدينة سنجة والمصفاة والقصر الجمهوري ، وفى سوح الأسلحة المهمة (المدرعات ، المهندسين ، الإشارة) تم تنفيذ سلسلة عمليات جسورة ، وخلت الخرطوم من الجنجويد..

فهل تظن أنهم يستطيعون إعادة الكرة من جديد ، من نيالا او ام كدادة.. هذا وهم كبير ، وغباء بلا حدود..

ما لم تسطع المليشيا الحصول عليه بكامل عتادها ، وفى لحظة غفلة وغدر ، ومن نقاط تحكم فى كافة المناطق العسكرية والاستراتيجية ، وبقوة مضاعفة على مشاة الجيش ، لن تستطع أن تكسبه بقوة مهزومة عسكرياً ومعنوياً بإذن الله..

هذه الهجمات على الفاشر أو ام كدادة لا تعدو أن تكون (زوبعة اثبات) وجود بعد الهزائم الكبيرة التى لاقتها بقايا المليشيا..

هذه الأمة حسمت خيار القطع مع هذه العصابة المجرمة والقاتلة المتوحشة ، فلا يمكن التعايش معها ابداً ، هذا منطق الأشياء وواقع الأمر ونقطة مبتدأ أى تدابير سياسية..

لا تفتحوا (كوة)لمن دعمهم أو ساندهم او من اتخذ منهم عنصر مزايدة ، وافتحوا صفحة جديدة لقانون (الخيانة الوطنية) وضعوا كل هؤلاء فى هذه (السلة) وألقوا بهم فى مذبلة التاريخ..
ووحدوا الصف لمعركة البناء..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
13 ابريل 2025م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • روسيا تكشف الهدف العسكري الذي ضربته في مدينة سومي
  • زيلينسكي يدعو ترامب إلى زيارة أوكرانيا لرؤية حجم الدمار الذي خلفته الحرب
  • مراهق يقتل والديه للحصول على أموال لاغتيال ترامب وإسقاط الحكومة الأمريكية
  • مسار المعركة وتدابير السياسة
  • عوائد السندات.. القلق الاقتصادي الذي أربك حسابات ترامب
  • خريف السياسة التجارية الأمريكية
  • تنسيقية النقابات السودانية ترفض قرار المسجل وتطالب بتعليق أي إجراءات تنظيمية أو انتخابية
  • وسط ضغوط ومخاوف "عسكرية".. طهران وواشنطن تجريان محادثات نووية مباشرة
  • ما هو (MoCA) الذي تفوق فيه ترامب ...كل ما تود معرفته
  • ما أبعاد قمع إدارة ترامب لثورة طلاب الجامعات الأمريكية؟