لجريدة عمان:
2025-02-23@20:16:40 GMT

الفوائد الصحية للإدماج المالي

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

يفتقر ما لا يقل عن نصف سكان العالم إلى القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، وتدفع نفقات الرعاية الصحية ما يقرب من 100 مليون شخص إلى الفقر المدقع كل عام. إن كيفية توزيع الموارد النادرة أمر مهم، وهناك أسباب وجيهة تجعلنا نعتقد أن التمويل من الممكن أن يلعب دوراً حاسماً في معالجة هذا التحدي. فقد أطلقت أكثر من ستين دولة استراتيجيات وطنية للشمول المالي، وتحرص البحوث الأكاديمية على فهم تأثير هذه الاستراتيجيات.

حتى وقت قريب، لم يكن هناك أي دليل على أن التمويل يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في مجال الصحة. لم تُبين التجارب المعاشة من قبل الأسر مثل حسابات التوفير والائتمان والتأمين الصحي أي آثار. ولكن من الأهمية بمكان أن هذه الدراسات لم تدرس جوانب مهمة طويلة الأجل وواسعة النطاق من العمل المصرفي، ولم تأخذ بعين الاعتبار المنتجات والخدمات المالية المقدمة للشركات ومقدمي الرعاية الصحية. في دراسة حديثة، استخدمت تجربة طبيعية أدخلت التباين في حضور البنوك في الهند لتقييم التأثيرات المترتبة على تحسين الشمول المالي على المستوى الوطني، على مدى عشر سنوات، وعلى مختلف الجهات الفاعلة في السوق. وعلى النقيض من الأبحاث السابقة، وجدت تحسينات كبيرة في صحة الأسر.

في عام 2005، قدم بنك الاحتياطي الهندي (RBI) سياسة لتحفيز البنوك على فتح فروع جديدة في المناطق المحرومة في جميع أنحاء البلاد. وبعد خمس سنوات، ارتفع عدد فروع البنوك في هذه المناطق بنسبة 19%. والأهم من ذلك هو أن مَسحَين تمثيليين على صعيد الأسرة على المستوى الوطني أظهرا تحسنًا في الصحة في هذه المناطق مقارنة بالمناطق المماثلة التي لم يتم تطبيق هذه السياسة فيها. وتُظهِر دراسة التنمية البشرية الهندية، التي أجريت بعد ست سنوات من دخول سياسة بنك الاحتياطي الهندي حيز التنفيذ، أن الأسر في المناطق التي تشهد حضوراً متزايداً للبنوك كانت أقل عرضة بنسبة 36% للإصابة بأمراض غير مزمنة مثل الحمى أو الإسهال.

وعلى نحو مماثل، يُظهِر المسح الديموغرافي والصحي، الذي أجري بعد عشر سنوات من تنفيذ هذه السياسة، ارتفاع معدلات التطعيم وانخفاض المخاطر المرتبطة بالحمل في هذه المناطق. كما أدى انخفاض معدلات الإصابة بالمرض إلى تحسين النتائج الاقتصادية المرتبطة بالصحة: يُظهِر مؤشر التنمية البشرية أن الأسر تغيبت عن المدارس والعمل بشكل أقل بسبب المرض وتكبدت نفقات طبية أقل بشكل كبير. من المحتمل أن ثلاث آليات لعبت دورًا في تحسين النتائج الصحية. فبادئ ذي بدء، قدمت البنوك الائتمان للشركات المحلية، مما سمح للأسر بكسب المزيد والاستثمار بشكل أكبر في الصحة.

ثانياً، تشير البيانات إلى أن الأسر تمكنت بشكل مباشر من الوصول إلى الخدمات المالية. وقاموا بإنشاء حسابات ادخار، والأهم من ذلك، أنهم تمكنوا من شراء التأمين الصحي. وفي الهند ــ كما هي الحال في أكثر من نصف البلدان النامية ــ تبيع البنوك المحلية وثائق التأمين الصحي لعملائها، وتعمل كوسيط لشركات التأمين في المدن الكبرى. وهذا يختلف بشكل حاد عن معظم البلدان المتقدمة، حيث يتم شراء التأمين الصحي مباشرة فقط من شركات التأمين أو الحصول عليه من البرامج الحكومية.

وأخيرا، تمكن مقدمو الرعاية الصحية من الوصول إلى الائتمان. وبعد ثماني سنوات من تنفيذ سياسة بنك الاحتياطي الهندي، ارتفع عدد المستشفيات العاملة في المناطق المحفزة بنسبة 140%، وكان مقدمو الخدمات أكثر ميلاً إلى الإبلاغ عن القروض المؤسسية باعتبارها المصدر الرئيسي للتمويل. كما أبلغت الأسر المحلية عن مشاكل أقل فيما يتعلق بإمدادات الرعاية الصحية. أخذ صناع السياسات على محمل الجد أهمية توسيع الائتمان لمقدمي الرعاية الصحية: في مايو 2021، خلال أزمة كوفيد-19، قدم بنك الاحتياطي الهندي 6.78 مليار دولار في هيئة ائتمان يسهل الوصول إليه للقطاع.

إن التأثيرات الجوهرية للتمويل على الصحة في هذه التجربة الطبيعية أكثر وضوحًا مما كانت عليه في التجارب السابقة. إن استكشاف التمويل باستخدام تجربة طبيعية له ميزتان إضافيتان مهمتان. فأولا، يسمح لنا هذا برصد تأثيرات التوازن العام: إذ تشير الأدلة إلى تحفيز العرض والطلب في سوق الرعاية الصحية، وهو ما من شأنه أن يخلق حلقة حميدة. ثانيًا، يمكن للمرء استكشاف التأثيرات على نطاق أوسع على مدار فترة زمنية أطول.

ومن الممكن أن يساعد التواجد المتزايد للبنوك أيضًا في تحقيق أهداف الأمم المتحدة الأخرى للتنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم. ونظراً للعلاقة بين تحسين القدرة على الوصول إلى فروع البنوك وانخفاض عدد حالات الغياب عن المدارس بسبب المرض، فإن التعليم يشكل أحد مجالات السياسة التي يمكن أن تكون قابلة لجهود الشمول المالي. إن السماح للأسر باستثمار المزيد في التعليم وتوفير الائتمان لإنشاء مدارس وبرامج تدريب جديدة من شأنه أن يؤدي إلى نتائج تعليمية أفضل. إن نجاح سياسة بنك الاحتياطي الهندي يبشر بالخير بالنسبة لصناع السياسات في البلدان النامية الذين يسعون إلى تحسين النتائج الصحية. كما أنه يستدعي المزيد من الدراسة حول كيفية تأثير التدخلات المماثلة على الطلب والعرض في الأسواق الأخرى. ومن الممكن أن تؤدي الحوافز السياسية الرامية إلى زيادة عدد فروع البنوك في المناطق المحرومة إلى نتائج مجتمعية إيجابية متعددة في نهاية المطاف، بما يتجاوز تحسن المؤشرات الصحية.

• كيم في كريمر أستاذة مساعدة في كلية لندن للاقتصاد، تدرس التمويل الأسري في البلدان النامية. حصلت على درجة الدكتوراة من كلية كولومبيا للأعمال وحصلت على منحة بحثية من مركز سانفورد سي بيرنشتاين وشركاه للقيادة والأخلاق.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرعایة الصحیة التأمین الصحی فی المناطق الوصول إلى فی هذه

إقرأ أيضاً:

الرعاية الصحية: تدريب إكلينيكي للطلبة الماليزيين داخل مستشفيات الهيئة

التقى الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، السفير محمد تريد سفيان، سفير ماليزيا لدى القاهرة، وذلك في مقر الهيئة الرئيسي بالقاهرة، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في قطاع الرعاية الصحية بين الجانبين.

وخلال اللقاء، تم الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للرعاية الصحية والجهات الماليزية المختصة، بهدف بناء شراكات استراتيجية قوية في مجالات التكنولوجيا الصحية، وتوطين صناعة الأدوية، وتعزيز السياحة العلاجية، مما يسهم في تطوير قطاع الرعاية الصحية في مصر وفقًا لأحدث المعايير العالمية.

سيارات متنقلة للرعاية الصحية بأسوان تقدم خدماتها الطبية والعلاجية بمعبد أبو سمبلالسبكي: استراتيجيتنا الجديدة تعزز مكانة مصر كوجهة رائدة إقليميًا ودوليًا في الرعاية الصحيةالرعاية الصحية: منصة إلكترونية للأطباء وتوسيع حملات التوعية بمحافظات التأمين الصحيمحافظ أسوان: نقل تبعية دراو للرعاية الصحية ضمن مستشفيات التأمين الصحي

وأشار الدكتور أحمد السبكي، إلى أن التعاون مع ماليزيا يهدف إلى تبادل ونقل الخبرات المتقدمة في التكنولوجيا الصحية، والذكاء الاصطناعي، وتطبيق أحدث الحلول الرقمية في منظومة الرعاية الصحية المصرية، بما يعزز جودة وكفاءة الخدمات الطبية المقدمة داخل منشآت الهيئة.

وأضاف، أن اللقاء ناقش سبل توطين صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية في مصر، وفقًا لاحتياجات السوق المحلي، مع الاتفاق على إنشاء منصة تربط الهيئة بالمصنعين الماليزيين، بالتنسيق مع هيئة الدواء المصرية وهيئة الشراء الموحد، مما يسهم في دعم الاكتفاء الذاتي من المستلزمات الطبية.

وأكد الدكتور السبكي، أنه تم الاتفاق على إطلاق برنامج تدريب إكلينيكي للطلبة الماليزيين داخل مستشفيات الهيئة العامة للرعاية الصحية، مما يسهم في تعزيز التبادل العلمي والطبي بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات التعليم الطبي والتدريب.

كما تم بحث آليات تقديم الرعاية الصحية للطلبة الماليزيين غير المؤمن عليهم والمقيمين في مصر، سواء داخل أو خارج محافظات التأمين الصحي الشامل، بما يضمن حصولهم على خدمات طبية متميزة وفقًا لأعلى معايير الجودة.

استقطاب المرضى الماليزيين للعلاج داخل مستشفيات الهيئة

وأشار الدكتور السبكي، إلى أهمية التعاون مع الجانب الماليزي في استقطاب المرضى الماليزيين للعلاج داخل مستشفيات الهيئة، ضمن جهود تعزيز الترويج للسياحة العلاجية تحت العلامة التجارية "نرعاك في مصر"، مؤكدًا أن منشآت الهيئة تمثل وجهة رئيسية للرعاية الطبية المتقدمة على المستوى الإقليمي.

من جانبه، أعرب السفير الماليزي عن إعجابه بمستوى الخدمات الطبية التي تقدمها منشآت هيئة الرعاية الصحية في مصر، مشيرًا إلى أن ما شاهده خلال زيارته لمنشآت الهيئة في الأقصر يضاهي كبرى المؤسسات الصحية العالمية، وأكد أن ماليزيا ستطلق رحلات مباشرة لدعم السياحة العلاجية في مصر.

كما أكد ترحيب بلاده بالتعاون مع هيئة الرعاية الصحية في مختلف المجالات، ودعا الدكتور أحمد السبكي إلى المشاركة في مؤتمرات الرعاية الصحية والإمدادات الطبية التي ستُعقد في كوالالمبور، لتعزيز أطر التعاون وتبادل الخبرات بين الجانبين.

وتجدر الإشارة إلى أن السفير الماليزي محمد تريد سفيان، قام بزيارة إلى مستشفى الكرنك الدولي بالأقصر، حيث تفقد عددًا من الأقسام الطبية، وأشاد بجودة الخدمات والتجهيزات المتطورة، مؤكدًا أن المستوى الطبي داخل مستشفيات هيئة الرعاية الصحية يضاهي كبرى المؤسسات الصحية العالمية، مما يعزز ثقة الزائرين الأجانب في تلقي الرعاية الصحية في مصر.

وحضر اللقاء من جانب السفارة الماليزية، كل من: السيد محمد إزوان، السكرتير الأول للشئون السياسية، والسيد رافي محمد، مفوض الشئون التجارية بالسفارة.

ومن جانب الهيئة العامة للرعاية الصحية، الدكتور هاني راشد، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة، والدكتور محمود الديب، مدير عام الإدارة العامة للإدارة الإستراتيجية، والدكتور أحمد البرعي، مساعد المدير التنفيذي للشئون الفنية والمتابعة ومدير عام شئون مكتب المدير التنفيذي، والدكتورة ريهام سلامة، مدير عام الإدارة العامة للتعاون الدولي، والدكتور مهند عاطف، مدير إدارة الدراسات والبحوث بالهيئة.

مقالات مشابهة

  • صحة النواب تقرر استدعاء رئيس هيئة الرعاية الصحية
  • «صحة النواب» تستدعي رئيس هيئة الرعاية الصحية في اجتماع غدا
  • تعرف على الفوائد الصحية المذهلة لتناول البيض
  • الرعاية الصحية: تدريب إكلينيكي للطلبة الماليزيين داخل مستشفيات الهيئة
  • «الرعاية الصحية»: نستهدف نقل خبرات ماليزيا في التكنولوجيا الطبية إلى مصر
  • مدير التأمين الصحي بالقليوبية يُفاجئ عيادة نصار لمتابعة كفاءة الخدمات الصحية
  • محافظ المنيا يوجّه بتقديم أوجه الرعاية الصحية لـ20 مصابا بحادث ملوى
  • محافظ المنيا يوجّه بتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية لـ 20 مصابا بحادث سيارة ربع نقل بملوى
  • «الرعاية الصحية» تطلق ورشة عمل تحديث استراتيجيتها 2032
  • الرعاية الصحية: منصة إلكترونية للأطباء وتوسيع حملات التوعية بمحافظات التأمين الصحي