لجريدة عمان:
2025-03-18@17:35:57 GMT

إيكواس .. حرب من أجل الديمقراطية

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

منظمة "إيكواس" (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا) التي تأسست في العام 1975وتضم اليوم في عضويتها 15 دولة من غرب أفريقيا، لمع اسمها مؤخراً على سطح الأخبار على خلفية الانقلاب العسكري في دولة النيجر في أواخر يوليو الماضي، وهو انقلاب تم على الحكومة المنتخبة ديمقراطياً برئاسة محمد بازوم.

ومنذ الانقلاب سعت المنظمة الأفريقية النشطة في محاولات جادة لاحتواء الأزمة السياسية بالجهود السلمية دون أن تلقى أي استجابة حتى الآن من الانقلابيين في النيجر، الأمر الذي بدا معه واضحاً أن ثمةَ تلويحاً بالتدخل العسكري للمجموعة ربما يكون وشيكاً لإجبار الانقلابيين في النيجر على التراجع.

البناء الهرمي للمجموعة الإقليمية "إيكواس" أشبه بالاتحاد الأوروبي، حيث تمتلك عدة مؤسسات؛ عسكرية وسياسية واقتصادية مثل المفوضية السياسية لـ"إيكواس"، ومحكمة العدل الخاصة بها، إلى جانب برلمان سياسي للمجموعة، وبنك "إيكواس" للاستثمار والتنمية بالإضافة إلى كل من منظمة الصحة لغرب أفريقيا ومجموعة العمل الحكومية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

وغني عن القول إن هذه الأذرع النشطة للمجموعة في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والصحية، تنطوي على قدرة كبيرة لممارسة الضغوط المؤثرة، وتسمح للمجموعة باستخدام أوراق ضغط كبيرة على الانقلابيين، خصوصاً بعد إدانة الاتحاد الأفريقي للانقلابيين في النيجر وتجميد عضويتها، إلى جانب المقاطعة الاقتصادية للنيجر من طرف "إيكواس" وقطع نيجيريا خطوط الإمداد الكهربائي عن النيجر.

سبق لـ"إيكواس" التدخل في حالات ممثلة للدول الأعضاء في المنظمة كساحل العاج وليبيريا وغينيا بيساو وغيرها، لهذا ربما كان اليوم من الأهمية بمكان محاولة تفسير هذا العزم الذي تبديه هذه المجموعة النشطة من أجل استعادة الديمقراطية في النيجر.

فإذا كان من الوضوح بمكان اليوم أن أي انقلاب عسكري مهما رفع من شعارات إنما هو في الحقيقة بمثابة سرقة للسلطة عبر العنف، وبالتالي ليس هناك إمكانية للثقة به في أي مستقبل للتغيير السياسي، كما شهدنا ذلك في بلدان عديدة بإفريقيا وغيرها، لاسيما في السودان الذي شهد أحد أسوأ الانقلابات وأطولها عمراً في أفريقيا (انقلاب الحركة الإسلامية الذي أسقط حكومة ديمقراطية منتخبة في العام 1989) فإن ما تشهده منطقة غرب أفريقيا خصوصاً دول الساحل والصحراء، من اهتزازات خطيرة في بؤر تنشط فيها الحركات الإرهابية كالقاعدة وداعش، إلى جانب منظمات عابرة للدول مثل مجموعة فاغنر الروسية، وكذلك الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، كل ذلك يجعل من خطر الانقلابات في منطقة غرب أفريقيا احتمالاً واعداً بفوضى سياسية قد تضرب دول المجموعة برمتها.

لقد شهدت منطقة غرب أفريقيا صعوداً لديمقراطيات ناجحة كما هو الحال في غانا ونيجيريا والسنغال وساحل العاج، وهي ديمقراطيات تعتبر من أهم تجارب الانتقال السياسي في أفريقيا والعالم الثالث، كما شهدت المنطقة ذاتها ثلاثة انقلابات مؤخراً في كل من مالي وبوركينا فاسو وأخيرا النيجر.

قد يبدو هذا المسعى من أجل استعادة الديموقراطية بالقوة غريباً في نظر البعض، خصوصاً إذا ما تمت المقارنة بأمثلة مشاريع فاشلة في ذلك مثل غزو الولايات المتحدة لكل من أفغانستان والعراق حيث فشلت التجربتين فشلاً ذريعاً، لكن بالنظر إلى تجربة "إيكواس" للتدخل لحفظ السلام ودعم الاستقرار في أكثر من دولة عضوه فيها، يمكننا القول أن أي مقارنة لتدخل "إيكواس" المحتمل في النيجر، بما فعلته أمريكا في كل من تجربتي العراق وأفغانستان هي بمثابة قياس مع الفارق، لسببين؛ الأول أن الولايات المتحدة حين غزت أفغانستان 2001 والعراق 2003 بحجة جلب الديمقراطية للبلدين، لم يكن في البلدين المذكورين تجربة ديموقراطية سابقة، وهو بخلاف الوضع السابق للنظام السياسي في النيجر الذي كان نظاماً ديمقراطيا، إلى جانب أن تدخل "إيكواس" ليس تدخلاً من قوى دولية كبيرة وذات ماضٍ توسعي، وإنما يعتبر بمثابة تدخل تمليه ضرورات سياسية للحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني في منطقة تعاني من اهتزازات أمنية خطيرة وتنشط فيها جماعات إرهابية متطرفة ومنظمات غير قانونية كفاغنر.

كل ما نأمله أن تنجح دبلوماسية اللحظة الأخيرة في نزع فتيل الحرب عبر حل سلمي، لأن حرص "إيكواس" على درء مخاطر الانقلاب يمليه الحذر من وقوع مذابح حدثت في أفريقيا أثناء الحرب الأهلية في رواندا التي راح ضحيتها 800 ألف من البشر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: غرب أفریقیا فی النیجر إلى جانب

إقرأ أيضاً:

المدرسة الديمقراطية: ترامب يقود أمريكا نحو الارهاب العالمي

وقالت المدرسة الديمقراطية في بيان إن إستمرار خرق القانون الدولي لا يتم عن قوة بل يعبر عن همجية الغاب وعدم أحترام الشعوب وسيادة الدول.

واضاف البيان ان تلك الأرواح البريئة التي أزهقت من المدنيين من الأطفال والنساء ستضاف إلى السجل الإجرامي الأسود للمعتوه ترامب ونحن نؤكد هنا أنه عاجلاً أو آجلاً سُيحاسب ويحاكم كمجرم حرب بالشراكة مع الكيان الصهيوني المسمى إسرائيل التي تم إنشائها خارج القانون الدولي وتقترف منذ إنشائها كل ما هو ضد المبادئ الإنسانية ومجازرها الأخيرة في غزه والأراضي المحتلة ليست سوى إستمرار لنهجها الدموي التدميري على مر تاريخها المظلم.

وتابع البيان نحن في المدرسة الديمقراطية نحث المؤسسات الدستورية ومنظمات المجتمع المدني في أمريكا أن تراجع برنامج هذا المعتوه الذي يقود أمريكا نحو الارهاب العالمي ويسحق كل مساعيها لتحسين صورتها كراعي للسلام والإستقرار العالمي.

ونحن إذ نشجب وندين هذا الجنون الذي يسير في ركبه هذا المعتوه ترامب ندعو كل الأحرار في العالم أن يقفوا صفاً واحداً لثني هذا المجرم عن أفعاله وأن يتم محاسبة إسرائيل على القتل والتجويع والدمار الذي حل بالفلسطينيين العزل المستضعفين.

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • تعيين عبدالرحمان قنشوبة رئيسا للمجموعة البرلمانية لـ”الأرندي” بمجلس الأمة
  • النيجر تنسحب من الفرانكفونية ومالي وبوركينافاسو على الطريق
  • النائب العام يقف على حجم الانتهاكات التي ارتكبتها القوات المتمردة خلال فترة سيطرتها على مقر منطقة قري العسكرية
  • النيجر تعلن انسحابها من المنظمة الدولية للفرنكفونية
  • النيجر تعلن انسحابها من المنظمة الدولية للفرنكوفونية
  • الرئيس التنفيذي للمجموعة لـ«الاتحاد»: 30% زيادة إنتاج «دوكاب» لمواكبة الطلب المحلي والدولي
  • نائب أمير منطقة حائل يتسلّم التقرير الختامي لـ “مؤتمر أجا التقني” الذي أقيم بالمنطقة
  • كاتب أميركي: ترامب يقوض الديمقراطية محليا ودوليا
  • وزير الاستثمار: مصر بوابة للأسواق العالمية وجاذبة للاستثمارات الهندية
  • المدرسة الديمقراطية: ترامب يقود أمريكا نحو الارهاب العالمي