لجريدة عمان:
2025-01-15@22:53:28 GMT

إيكواس .. حرب من أجل الديمقراطية

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

منظمة "إيكواس" (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا) التي تأسست في العام 1975وتضم اليوم في عضويتها 15 دولة من غرب أفريقيا، لمع اسمها مؤخراً على سطح الأخبار على خلفية الانقلاب العسكري في دولة النيجر في أواخر يوليو الماضي، وهو انقلاب تم على الحكومة المنتخبة ديمقراطياً برئاسة محمد بازوم.

ومنذ الانقلاب سعت المنظمة الأفريقية النشطة في محاولات جادة لاحتواء الأزمة السياسية بالجهود السلمية دون أن تلقى أي استجابة حتى الآن من الانقلابيين في النيجر، الأمر الذي بدا معه واضحاً أن ثمةَ تلويحاً بالتدخل العسكري للمجموعة ربما يكون وشيكاً لإجبار الانقلابيين في النيجر على التراجع.

البناء الهرمي للمجموعة الإقليمية "إيكواس" أشبه بالاتحاد الأوروبي، حيث تمتلك عدة مؤسسات؛ عسكرية وسياسية واقتصادية مثل المفوضية السياسية لـ"إيكواس"، ومحكمة العدل الخاصة بها، إلى جانب برلمان سياسي للمجموعة، وبنك "إيكواس" للاستثمار والتنمية بالإضافة إلى كل من منظمة الصحة لغرب أفريقيا ومجموعة العمل الحكومية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

وغني عن القول إن هذه الأذرع النشطة للمجموعة في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والصحية، تنطوي على قدرة كبيرة لممارسة الضغوط المؤثرة، وتسمح للمجموعة باستخدام أوراق ضغط كبيرة على الانقلابيين، خصوصاً بعد إدانة الاتحاد الأفريقي للانقلابيين في النيجر وتجميد عضويتها، إلى جانب المقاطعة الاقتصادية للنيجر من طرف "إيكواس" وقطع نيجيريا خطوط الإمداد الكهربائي عن النيجر.

سبق لـ"إيكواس" التدخل في حالات ممثلة للدول الأعضاء في المنظمة كساحل العاج وليبيريا وغينيا بيساو وغيرها، لهذا ربما كان اليوم من الأهمية بمكان محاولة تفسير هذا العزم الذي تبديه هذه المجموعة النشطة من أجل استعادة الديمقراطية في النيجر.

فإذا كان من الوضوح بمكان اليوم أن أي انقلاب عسكري مهما رفع من شعارات إنما هو في الحقيقة بمثابة سرقة للسلطة عبر العنف، وبالتالي ليس هناك إمكانية للثقة به في أي مستقبل للتغيير السياسي، كما شهدنا ذلك في بلدان عديدة بإفريقيا وغيرها، لاسيما في السودان الذي شهد أحد أسوأ الانقلابات وأطولها عمراً في أفريقيا (انقلاب الحركة الإسلامية الذي أسقط حكومة ديمقراطية منتخبة في العام 1989) فإن ما تشهده منطقة غرب أفريقيا خصوصاً دول الساحل والصحراء، من اهتزازات خطيرة في بؤر تنشط فيها الحركات الإرهابية كالقاعدة وداعش، إلى جانب منظمات عابرة للدول مثل مجموعة فاغنر الروسية، وكذلك الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، كل ذلك يجعل من خطر الانقلابات في منطقة غرب أفريقيا احتمالاً واعداً بفوضى سياسية قد تضرب دول المجموعة برمتها.

لقد شهدت منطقة غرب أفريقيا صعوداً لديمقراطيات ناجحة كما هو الحال في غانا ونيجيريا والسنغال وساحل العاج، وهي ديمقراطيات تعتبر من أهم تجارب الانتقال السياسي في أفريقيا والعالم الثالث، كما شهدت المنطقة ذاتها ثلاثة انقلابات مؤخراً في كل من مالي وبوركينا فاسو وأخيرا النيجر.

قد يبدو هذا المسعى من أجل استعادة الديموقراطية بالقوة غريباً في نظر البعض، خصوصاً إذا ما تمت المقارنة بأمثلة مشاريع فاشلة في ذلك مثل غزو الولايات المتحدة لكل من أفغانستان والعراق حيث فشلت التجربتين فشلاً ذريعاً، لكن بالنظر إلى تجربة "إيكواس" للتدخل لحفظ السلام ودعم الاستقرار في أكثر من دولة عضوه فيها، يمكننا القول أن أي مقارنة لتدخل "إيكواس" المحتمل في النيجر، بما فعلته أمريكا في كل من تجربتي العراق وأفغانستان هي بمثابة قياس مع الفارق، لسببين؛ الأول أن الولايات المتحدة حين غزت أفغانستان 2001 والعراق 2003 بحجة جلب الديمقراطية للبلدين، لم يكن في البلدين المذكورين تجربة ديموقراطية سابقة، وهو بخلاف الوضع السابق للنظام السياسي في النيجر الذي كان نظاماً ديمقراطيا، إلى جانب أن تدخل "إيكواس" ليس تدخلاً من قوى دولية كبيرة وذات ماضٍ توسعي، وإنما يعتبر بمثابة تدخل تمليه ضرورات سياسية للحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني في منطقة تعاني من اهتزازات أمنية خطيرة وتنشط فيها جماعات إرهابية متطرفة ومنظمات غير قانونية كفاغنر.

كل ما نأمله أن تنجح دبلوماسية اللحظة الأخيرة في نزع فتيل الحرب عبر حل سلمي، لأن حرص "إيكواس" على درء مخاطر الانقلاب يمليه الحذر من وقوع مذابح حدثت في أفريقيا أثناء الحرب الأهلية في رواندا التي راح ضحيتها 800 ألف من البشر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: غرب أفریقیا فی النیجر إلى جانب

إقرأ أيضاً:

بلومبرغ: إيلون ماسك يجري مناقشات لشراء تيك توك

تدرس السلطات الصينية إمكان أن يشتري إيلون ماسك فرع تيك توك في الولايات المتحدة في حال مُنعت المنصة الشعبية في هذا البلد بحلول نهاية الأسبوع، بحسب ما ذكرت وكالة "بلومبرغ" المختصة بالأخبار الاقتصادية.

وكانت الولايات المتحدة أقرت العام الماضي قانونا يرغم العملاق الصيني في مجال الترفيه "بايت دانس" على بيع تيك توك بحلول 19 يناير 2025. وفي حال لم تذعن سيمنع هذا التطبيق في البلاد حيث يستخدمه 170 مليون شخص.

ووصلت القضية إلى المحكمة الأميركية العليا التي استمعت إلى حجج الطرفين الجمعة. وقالت واشنطن إنها تريد تجنب مخاطر التجسس والتلاعب من جانب بكين في حين أن شبكة التواصل الاجتماعي وجمعيات حقوقية تتهم القانون بقمع حرية التعبير.

وقالت غالبية من القضاة إنهم يميلون إلى السماح بحظر تيك توك.

ولطالما عارضت الحكومة الصينية وبايت دانس صراحة بيع الفرع الأميركي من تيك توك.

لكن مصادر سرية قالت لبلومبرغ إن "مسؤولين صينيين كبارا بدأوا مناقشة خطط طوارئ لتيك توك في إطار مناقشات واسعة حول طريقة العمل مع إدارة دونالد ترامب تشمل إحداها ماسك".

وكان ماسك مؤسس شركتي "تسلا" و"سبيس اكس" فجأ الجميع عندما أعلن نيته شراء تويتر مطلع 2022. وبعد تقلبات وحملات عبر هذه المنصة اشتراه في نهاية المطاف بسعر 44 مليار دولار.

وغير ماسك أغنى أغنياء العالم اسم تويتر إلى اكس واستخدم المنصة لدعم دونالد ترامب بشكل واسع إلى جانب مساهماته المالية الكبيرة إلى المرشح الجمهوري.

وأوضحت بلومبرغ "بموجب سيناريو وضعته الحكومة الصينية تشتري اكس (..) فرع تيك توك الأميركي وتدير الشركتين معا".

وأشار المقال إلى أن المناقشات "في بداياتها".

وكان ترامب الذي يتولى الرئاسة الأميركية مرة جديدة في غضون أسبوع حاول حظر تيك توك في نهاية ولايته الأولى في 2020 باسم الأمن القومي أيضا.

لكنه عاد عن مواقفه هذه مؤكدا أن "لديه ضعف" تجاه التطبيق وجمهوره الشاب.

وإلى جانب السيارات الكهربائية والصواريخ الفضائية، شارك ماسك في تأسيس شركات أخرى من بينها "اكس إيه آي" المتخصصة بالذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتطلب كما هائلا من البيانات الجديدة فيما تشكل شبكات التواصل الاجتماعي مصدرا مثاليا لتغذية نماذج الذكاء الاصطناعي.

وبات لماسك أيضا مسؤوليات سياسية إذ كلفه ترامب مهمة استشارية لترشيد الميزانيات الفيدرالية.

مقالات مشابهة

  • سباركلو تجمع 70 مليون زجاجة وعلبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • الجزائر تطرد أكثر من 31 ألف مهاجر إلى النيجر خلال 2024 وسط انتقادات حقوقية
  • الجزائر تخسر من الدانمارك في مونديال اليد
  • 25 عاماً على تأسيس نادي العين للشطرنج
  • خالد عبدالغفار: تقديم مقترح البكالوريا المصرية للمجموعة الوزارية للتنمية البشرية
  • بلومبرغ: إيلون ماسك يجري مناقشات لشراء تيك توك
  • إيلون ماسك يجري مناقشات لشراء تيك توك
  • هل يشتري إيلون ماسك "تيك توك"؟
  • «الباتروس» تشارك فى سوق السفر والسياحى للدول الإسكندنافية
  • «إيكواس».. قوة إقليمية لمواجهة الجماعات الإرهابية