رويترز: أمريكا شجعت قسد على إبرام اتفاق مع النظام السوري الجديد
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
كشفت ستة مصادر أن الولايات المتحدة دفعت حلفاءها الأكراد في سوريا إلى إبرام اتفاق تاريخي مع الحكومة السورية، وهو اتفاق قد يمنع تصعيدًا جديدًا شمالي البلاد، في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بمستقبل القوات الأمريكية هناك.
ويهدف الاتفاق إلى إعادة تشكيل سوريا بعد 14 عامًا من الحرب، بما يمهد الطريق لدمج قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي يقودها الأكراد وتسيطر على نحو ربع مساحة البلاد، مع الدولة السورية، إلى جانب المؤسسات الإدارية الكردية الإقليمية.
ووفقًا لثلاثة مصادر، فقد سافر مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، إلى دمشق على متن طائرة عسكرية أمريكية، حيث وقع الاتفاق مع الرئيس السوري أحمد الشرع، الاثنين. وفي الوقت ذاته، أكدت ثلاثة مصادر أمريكية أخرى أن واشنطن شجعت "قسد" على التحرك نحو هذا الاتفاق، باعتباره جزءًا من المحادثات المتعددة المسارات التي بدأت بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وأوضح مسؤول استخباراتي إقليمي كبير أن "الولايات المتحدة لعبت دورًا حيويًا للغاية في التوصل إلى الاتفاق".
جاء الاتفاق في وقت يواجه فيه الطرفان ضغوطًا متزايدة، حيث يتعامل الرئيس السوري أحمد الشرع مع تداعيات المواجهات والتوترات في الساحل السوري، بينما تخوض قوات سوريا الديمقراطية معارك مع فصائل سورية مدعومة من تركيا.
وأشارت أربعة مصادر، من بينها مصدر مقرب من الحكومة السورية، إلى أن الاتفاق أدى إلى اندلاع أعمال عنف طائفية في بعض المناطق.
وتوقع مسؤول استخباراتي ودبلوماسي مقيم في دمشق أن يساعد الاتفاق في تخفيف الضغط العسكري التركي على "قسد"، التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور. ومن اللافت أن تركيا رحبت بالاتفاق، على الرغم من توتر علاقاتها السابقة مع الجماعات الكردية المسلحة في سوريا.
وأكد مسؤول حكومي سوري أن الرئاسة السورية الجديدة ستعمل على حل القضايا العالقة بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا، بما يسهم في استقرار الأوضاع.
طورت الولايات المتحدة علاقات وثيقة مع الأكراد في سوريا منذ نشر قواتها هناك لمحاربة تنظيم "داعش" قبل عقد من الزمن، حيث دخلت في شراكة معهم رغم اعتراضات تركيا.
وأصبحت مسألة استمرار الوجود العسكري الأمريكي في سوريا موضع نقاش متجدد منذ عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة، حيث أفاد مسؤولون أمريكيون بأن وزارة الدفاع "البنتاجون" بدأت في إعداد خطط لانسحاب محتمل إذا صدر قرار سياسي بذلك، لكن مسؤولًا دفاعيًا أمريكيًا أكد، الثلاثاء، أنه لا توجد مؤشرات على أن الانسحاب وشيك.
وأضاف المسؤول أن الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، لعب دورًا في دفع "قسد" نحو الاتفاق، لكنه أوضح أن المفاوضات كانت تسير بالفعل في هذا الاتجاه.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعتقد أن "قسد" لن تتمكن من الاحتفاظ بالأراضي التي تسيطر عليها على المدى الطويل إذا تعرضت لضغط مشترك من تركيا والحكومة السورية الجديدة، ما يجعل الاتفاق خطوة استراتيجية لضمان استقرار الأوضاع شمالي سوريا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أمريكا واشنطن سوريا قسد الشرع قوات قسد المزيد قوات سوریا الدیمقراطیة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
اللواء الثامن بدرعا يحل نفسه ويسلم عتاده لوزارة الدفاع السورية
أعلن اللواء الثامن، أحد أبرز الفصائل المسلحة في الجنوب السوري، حلّ نفسه رسميا ووضع مقدراته البشرية والعسكرية تحت تصرف وزارة الدفاع في دمشق، وفق بيان تلاه الناطق باسمه العقيد محمد الحوراني في تسجيل مصور نُشر الأحد.
وقال الحوراني: "نحن، أفراد وعناصر وضباط ما يُعرف سابقا باللواء الثامن، نعلن رسميا حل هذا التشكيل، وتسليم جميع مقدراته العسكرية والبشرية إلى وزارة الدفاع في الجمهورية العربية السورية"، مضيفا أن هذه الخطوة تأتي انطلاقا من "الحرص على الوحدة الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار والالتزام بسيادة الدولة".
وأفاد مصدر أمني سوري للجزيرة أن وزارة الدفاع بدأت بتسلم مقرات اللواء في ريف درعا الشرقي، بعد التوصل إلى اتفاق أمني مؤخرا مع وجهاء بصرى الشام، المعقل الرئيسي للواء.
دمج كافة الفصائلويأتي هذا التطور بعد يومين فقط من اضطرابات أمنية شهدتها بلدة بصرى الشام، انتهت باتفاق قضى بدخول عناصر الأمن العام لـ"بسط الأمن والاستقرار"، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).
ويعد اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، امتدادا لفصيل "قوات شباب السنة" الذي تأسس عام 2012، وتمتع بنفوذ واسع في جنوب البلاد. وبعد اتفاق التسوية عام 2018 برعاية روسية، انضم اللواء إلى الفيلق الخامس المدعوم من موسكو، لكنه احتفظ بهيكلية شبه مستقلة وعتاد عسكري ثقيل.
إعلانوتسعى السلطة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، إلى بسط سيادتها على جميع الأراضي السورية من خلال التوصل إلى اتفاقات مع الأكراد والدروز والفصائل المسلحة.
وفي مارس/آذار الماضي، وقّع الشرع اتفاقا مع قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، لدمج مؤسسات الإدارة الذاتية الكردية في مؤسسات الدولة.
كذلك، تجري مفاوضات مع ممثلين عن الأقلية الدرزية في السويداء لدمج مجموعاتهم المسلحة ضمن الجيش السوري، في خطوة تهدف لتوحيد الهياكل العسكرية ضمن الدولة.