فرنسا: بعد الحرائق والجفاف... موجة قيظ متأخرة توجه ضربة إضافية للصحة والأنظمة البيئية
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
نص: أمين زرواطي تابِع | سيرييل كابو إعلان اقرأ المزيد
قالت هيئة الأرصاد الجوية في فرنسا الثلاثاء إن يوم الإثنين 21 أغسطس/آب كان "الأكثر حرارة على الإطلاق بعد 15 أغسطس/آب". ومنذ 17 من نفس الشهر، اجتاحت البلاد موجة قيظ شديدة، تم على إثرها إدراج 15 إقليما إضافيا تقع بجنوب البلاد في حالة "التأهب الأحمر للقيظ"، تضاف إلى أربع مناطق كانت مدرجة على قائمة النقاط الأكثر سخونة.
وتعتبر موجة الحر الجديدة هذه استثنائية بسبب كونها جاءت خصوصا حادة ومتأخرة. فمنذ عام 1947 وبعد يوم 15 أغسطس/آب من كل عام، تم إحصاء ست موجات قيظ فحسب، كانت كلها في القرن الحادي والعشرين وتحديدا في سنوات (2001، 2009، 2011، 2012، 2016 و2017).
اقرأ أيضادرجات الحرارة قد تتجاوز الأربعين... فرنسا تستعد لـ"الفترة الأكثر سخونة" في 2023
في السياق، يرى عالم المناخ باسكال يو بأن "لا شيء استثنائي في موجة القيظ بحد ذاتها. ما يثير الدهشة هنا، هو تسجيل درجات حرارة مرتفعة بهذا الشكل خلال القسم الثاني من شهر أغسطس/آب". يضيف نفس المتحدث: "عادة ما تسجل درجات الحرارة القياسية خلال الفترة ما بين 15 يوليو/تموز و15 أغسطس/آب، وليس بعدها". وهو يعتبر أن هذا مؤشر على ظاهرة امتداد لفترات موجة القيظ بسبب الاضطراب المناخي.
كما تأتي موجة الحر الشديدة هذه بعد صيف شهد اندلاع المزيد من حرائق الغابات في ظل استمرار الجفاف، وهي تعد إذا ضربة إضافية للتنوع البيولوجي وأيضا لصحة الإنسان، ما يدفع السلطات إلى مضاعفة الإجراءات الاحترازية.
تفاقم مخاطر اندلاع حرائق الغاباتلعل أولى نتائج موجة القيظ الحالية هو ارتفاع مخاطر اندلاع حرائق الغابات وبشكل خاص بجنوب فرنسا. يوضح سيرج زاكا دكتور في علم المناخ الزراعي: "جاءت درجات الحرارة المرتفعة هذه في نهاية الدورة، أي في وقت تكون الأشجار قد ضعُفت من جراء ضغوط الموسم الصيفي. وفيما كان يجب أن تكون قادرة الآن على التنفس مجددا، ها هي تستمر في الجفاف، ومن ثمة تصبح قابلة للاشتعال بشكل أكبر".
والثلاثاء، أدرجت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية (Météo-France) في النشرة اليومية لتوقعات الطقس الخاصة بالغابات والتي تصدرها لتنبيه السكان من خطر اندلاع الحرائق، سبعة أقاليم ضمن خانة المناطق المعرضة بشدة لخطر النيران. هذه الأقاليم هي "لي بوش دو رون، لا دروم، لو غارد، لا أوت كورسيكا، لي هيرولت، لو فار، وكذلك لو فوكلوز". بناء على ذلك، تم إغلاق العديد من المناطق الغابية وخاصة في منطقة "بروفانس ألب كوت دازور" أمام الجمهور، كتدبير وقائي.
تحد غير مسبوق أمام الزراعةيقول سيرج زاكا: "على غرار الغابات، تمثل هذه الفترة من السنة نهاية دورة أشجار الكرم وفواكه مختلفة كالتفاح، الإجاص، الخوخ، والكيوي. إنها اللحظة التي يبدأ فيها قطف العنب وجمعه". يتابع عالم المناخ الزراعي: "لكن النباتات تعاني خلال هذه الفترة إن تخطت الحرارة 35 درجة مئوية".
كما يوضح زاكا بأن المناطق التي تشهد درجات حرارة ما بين 42 و43 درجة مئوية محليا، مثل منطقة الرون، المعروفة خصوصا بزراعة الكروم والأشجار المثمرة، تعرف أيضا ظهور علامات الضعف على المحاصيل. يقول نفس المتحدث: "إن تعرض الأوراق (الأشجار) للشمس يحول لونها إلى البني، كما تحترق الثمار"، مضيفا: "من المبكر استخلاص النتائج لكن من الأكيد أنه سيكون هناك خسائر في العائدات".
وحسب نفس الباحث، يمكن أن تطال موجة القيظ هذه أيضا نبات عباد الشمس والذرة. وبالنسبة لتربية الحيوانات، فإن أبقار الألبان وهي حساسة بشكل خاص لدرجات الحرارة العالية، يمكن أن تعاني من فقدان الحليب بنسب تتراوح ما بين 5 إلى 10 بالمئة.
يخلص سيرج زاكا: "الأمر المقلق بشكل أكبر هو أن هذا هو بمثابة الضربة الإضافية للمحاصيل والأنظمة البيئية بعد العام الكارثي في 2022 والعامين المعقدين 2020 و2021". ويقول المختص أيضا: "مع كل ظاهرة مناخية متطرفة جديدة، تخرج (المحاصيل والأنظمة البيئية) أضعف أكثر".
المحافظة على الماء بأي ثمنيمكن لموجة القيظ هذه أن تؤدي أيضا إلى مفاقمة الجفاف الحالي. فوفقا لأحدث بيانات مكتب البحوث الجيولوجية والتعدين (BRGM) بفرنسا، فإن 72 بالمئة من مستويات المياه الجوفية كانت لا تزال أدنى من المعايير الموسمية الشهر الماضي. باتت نحو 90 بلدية حاليا في فرنسا محرومة من المياه الصالحة للشرب ما يعني أنها في حاجة إلى تزويدها بالمياه بواسطة شاحنات الصهاريج.
اقرأ أيضاموجات الحر الشديد ستتواصل في أغسطس وفق توقعات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية
لمواجهة هذه الأزمة، دعت الحكومة الإثنين خمسة عشر موقعا صناعيا إلى تقليص كمية المياه التي تسحبها مع دعم من الدولة. ومن المرجح أن يسمح هذا الإجراء المدمج عموما في خطة المياه الحكومية، بتقليل حجم السحب من المياه الجوفية والأنهار في فرنسا بنسبة 10 بالمئة بحلول 2030.
بالموازاة، أعلنت عدة أقاليم عن تعزيز القيود المفروضة على استخدام المياه، من ذلك: خفض عمليات سحب المياه الجوفية لأغراض زراعية، فرض قيود على الأنشطة البحرية، وحتى منع سقي الحدائق، المساحات الخضراء، ملاعب الغولف، وغسل السيارات.
المحطات النووية في حالة التأهبفي ظل موجة القيظ الحالية، أصدرت شركة كهرباء فرنسا "أو دي إف (EDF)" من جانبها نهاية الأسبوع الماضي، تنبيهات تخص محطة بوغي Bugey للطاقة النووية في إقليم آين Ain بجنوب البلاد. وعادة، تضخ المحطات مياه البحيرات والأنهار الواقعة بمحيطها لتبريد مفاعلاتها قبل إعادة إطلاقها في الطبيعة مجددا. لكن المشكلة هي أن هذه المياه التي يتم صرفها هي ساخنة. وعندما تكون درجة الحرارة الخارجية مرتفعة أصلا، فإن درجة حرارة الأنهار ترتفع بدورها، ومن ثمة فإن المياه التي يتم التخلص منها من المحطات النووية ستؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحترار وستسبب تداعيات ضارة للتنوع البيولوجي.
تلزم التشريعات المعتمدة في فرنسا مشغلي محطات الطاقة النووية على احترام عتبات درجات الحرارة، وفي حال اقتضت الضرورة، الحد من إنتاجها. لكن ورغم إطلاقها لهذا التحذير، استبعدت شركة كهرباء فرنسا هذه المخاوف في الوقت الراهن.
جسم الإنسان تحت الاختباريمكن أن تضع موجة القيظ هذه التي جاءت أياما قليلة قبل انطلاق العام الدراسي، جسم الإنسان أيضا تحت الاختبار إن من الناجية الجسدية ولكن أيضا العقلية. في هذا الصدد، أوضح برونو ميغاربان رئيس وحدة الإنعاش بمستشفى "لاريبوازيير" في باريس: "حين ترتفع درجة الحرارة، ينبغي على جسم الإنسان بدوره أن ينجح في المحافظة على حرارة جسدية مستقرة عند حوالي 37 درجة مئوية"، يتابع نفس المصدر: "لذلك، فإن لدى جسمنا آليات لتنظيم درجة الحرارة، مثل العرق".
لكن لدى بعض الأشخاص الأضعف مثل كبار السن، الأطفال، أو أولئك الذين يعانون على سبيل المثال من اضطرابات القلب والأوعية الدموية، فقد يتعرض أداء مثل هذه الآليات إلى الفشل، وهو ما قد يؤدي إلى خطر الإصابة بضربة الشمس أو ما هو أسوأ من ذلك، مثل ضربة الحرارة (حالة مرضية تنتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم). يلحظ أن أوروبا سبق وشهدت في 2022 وفاة ما لا يقل عن 62 ألف شخص بشكل "متسارع" جراء درجات الحرارة القياسية، منهم أكثر من خمسة آلاف شخص في فرنسا، حسب دراسة نشرت في مجلة "نايتشر ميديسين (Nature Medicine)" في يوليو/تموز 2023، أجريت بالتعاون مع المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية في فرنسا Inserm.
يقول برونو ميغاربان: "لحسن الحظ، منذ موجة القيظ في 2003، أدركنا أهمية اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية في مواجهة موجات الحرارة العالية هذه"، بينها: إنشاء جزر التبريد داخل المدن، تدابير استثنائية في دور رعاية المسنين، وتكييف دوام العمل أو حتى إلغاء بعض الأحداث المقررة في الهواء الطلق. يضيف نفس المصدر: "إلا أن هذه الموجة المتأخرة جاءت لتكشف لنا أنه ينبغي عدم التراخي في نهاية العطلة الصيفية وضرورة الاستعداد لتطبيق هذه التدابير في أي وقت كان".
اقرأ أيضاالمرصد الأوروبي "كوبرنيكوس" يعلن تحطيم المحيطات رقما قياسيا جديدا في الحرارة السطحية
إلى جانب تأثيرها على الصحة الجسدية، يمكن أن يكون لموجة القيظ هذه تداعيات على الصحة العقلية. يقول رئيس وحدة الإنعاش بمستشفى "لاريبوازيير" في باريس: "تتسبب موجة القيظ في قلة النوم لدى الأفراد، ولها آثار ضارة على الذاكرة والتركيز"، ويوضح أيضا أنه "يضاف لذلك: القلق، الأفكار الطفيلية واضطرابات المزاج...". وقد تتفاقم هذه الاضطرابات في ظل تكرار موجات القيظ وتزايد عددها وشدتها.
هذا، وحذرت اللجنة الاستشارية لعلوم المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن ملايين الأشخاص سيشهدون 30 "يوم حر مميت" على الأقل سنويا بحلول 2080، حتى في حال تمكنت دول العالم من تحقيق هدف اتفاق باريس للمناخ بإبقاء سقف الاحترار أقل بكثير من درجتين مئويتين، وفق ما نقلته عنها وكالة الأنباء الفرنسية.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: النيجر الحرب في أوكرانيا مجموعة بريكس ريبورتاج فرنسا الاحتباس الحراري التغير المناخي حرائق كوارث طبيعية للمزيد طقس المياه بيئة مناخ صحة درجات الحرارة فی فرنسا أغسطس آب
إقرأ أيضاً:
أصعب 72 ساعة.. موعد انخفاض درجات الحرارة في مصر بعد موجة الحر القاسية
مع استمرار تقلبات الطقس في مصر وارتفاع درجات الحرارة تدريجيًا، يتساءل المواطنون عن موعد انخفاض درجات الحرارة مرة أخرى، وما إذا كان الشتاء قد انتهى بالفعل أم أن هناك موجات برد قادمة.
تفصلنا 6 أيام فقط عن نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، حيث بدأ الشتاء في 21 ديسمبر 2024 واستمر 88 يومًا و23 ساعة، ومن المقرر أن ينتهي رسميًا مع حدوث الاعتدال الربيعي يوم الخميس 20 مارس 2025، ليبدأ فصل الربيع الذي يستمر لمدة 92 يومًا و17 ساعة و35 دقيقة.
وكشفت الهيئة العامة لـ الأرصاد الجوية عن تفاصيل حالة الطقس المتوقعة خلال الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك، وذلك في الفترة من السبت 15 مارس 2025 إلى الخميس 20 مارس 2025، حيث من المتوقع أن تستمر الموجة الحارة على أغلب أنحاء البلاد، مع تكون الشبورة المائية في الساعات الأولى من الصباح.
وتستمر الموجة الحارة علي كافة الأنحاء ومن المتوقع أن تسجل القاهرة 31 درجة بينما تكون ذروة الارتفاع في درجات الحرارة الأحد والاثنين القادمي، ثم يبدأ الانخفاض التدريجي في درجات الحرارة الأربعاء القادم.
وحذرت الارصاد من عدم الانخداع في درجات الحرارة وتخفيف الملابس بشكل كبير خاصة للأطفال وكبار السن .
استمرار الموجة الحارة وتحذيرات من الشبورةتوقعت هيئة الأرصاد الجوية أن يشهد هذا الأسبوع استمرار الموجة الحارة، حيث يسود طقس حار نهارًا، بينما يكون مائلًا للبرودة خلال ساعات الليل والصباح الباكر على مختلف الأنحاء.
كما أشارت التوقعات إلى ظهور شبورة مائية كثيفة في ساعات الصباح الأولى، خاصة على الطرق الزراعية والسريعة، والمناطق القريبة من المسطحات المائية.
تشير التوقعات إلى نشاط الرياح اليوم السبت 15 مارس على مناطق من القاهرة الكبرى، والوجه البحري، وشمال الصعيد، وقد تكون محمّلة بالرمال والأتربة على مناطق من جنوب سيناء، ومحافظة الوادي الجديد، وذلك على فترات متقطعة، مما يستوجب اتخاذ الحيطة والحذر أثناء القيادة على الطرق الصحراوية.
درجات الحرارة المتوقعةأوضحت هيئة الأرصاد درجات الحرارة العظمى والصغرى المتوقعة خلال اليوم السبت 15 مارس 2025، والتي جاءت على النحو التالي:
القاهرة
العظمى 31 درجة
الصغرى 19
الإسكندرية
العظمى 29
الصغرى 16
مطروح
العظمى 26 درجة
الصغرى 14
سوهاج
العظمى 35 درجة
الصغرى 15
قنا
العظمى 36 درجة
الصغرى 16
أسوان
العظمى 36 درجة
الصغرى 17 درجة.
نصحت هيئة الأرصاد الجوية المواطنين بضرورة توخي الحذر أثناء القيادة في الصباح الباكر بسبب الشبورة المائية الكثيفة،ـ وارتداء ملابس مناسبة خلال فترات الليل والصباح الباكر، نظرًا لاختلاف درجات الحرارة بين النهار والليل.، والحد من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات النهار، خاصة لكبار السن والأطفال.
وتواصل الموجة الحارة تأثيرها على مختلف أنحاء البلاد، حيث شهدت مصر ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة خلال الأيام الماضية، مما أدى إلى تسجيل درجات حرارة قياسية في عدة مناطق، بينما تستمر في الارتفاع حتى الاثنين المقبل.
ومع استمرار هذه الموجة الحارة، يتساءل الكثيرون: متى تنتهي هذه الأجواء الحارة؟ وما أسبابها؟.
كشف الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن الموجة الحارة الحالية تعد أول موجة صيفية مبكرة في مصر هذا العام، حيث شهدت البلاد ارتفاعًا في درجات الحرارة بمقدار 10 درجات عن المعدل الطبيعي.
ووفقًا لتوقعات الأرصاد، ستبلغ ذروة الموجة الحارة يوم الاثنين 17 مارس 2025، حيث تسجل درجات الحرارة مستويات قياسية تصل إلى 35 درجة مئوية في الوجه البحري، وتتجاوز 37 درجة في محافظات الصعيد.
متى نهاية الموجة الحارة؟أوضح فهيم أن الموجة الحارة ستبدأ في الانحسار التدريجي اعتبارًا من يوم الثلاثاء 18 مارس 2025، حيث ستنخفض درجات الحرارة بمعدل يتراوح بين 8 إلى 10 درجات مئوية، لتعود إلى معدلاتها الطبيعية بحلول السبت 22 مارس 2025، خاصة في محافظات الصعيد التي كانت الأكثر تأثرًا.
متى ينتهي الجو الحار؟بحسب هيئة الأرصاد الجوية، فإن الأجواء الحارة ستستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري، ولكن مع تغير في طبيعة الكتل الهوائية المؤثرة على البلاد، سيبدأ الطقس في الاعتدال تدريجيًا مع دخول فصل الربيع رسميًا في 20 مارس 2025.
وأكدت الأرصاد أن الانخفاض في درجات الحرارة سيكون واضحًا خلال ساعات الليل والصباح الباكر، وهو ما يستدعي توخي الحذر في تخفيف الملابس.
هل موجة الحر هذه طبيعية؟أرجع خبراء الأرصاد الجوية أسباب هذه الموجة الحارة إلى تأثر البلاد بمرتفع جوي في طبقات الجو العليا، مما أدى إلى زيادة ساعات سطوع الشمس وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير معتاد لهذا التوقيت من العام.
كما تلعب الكتل الهوائية القادمة من صحراء شبه الجزيرة العربية دورًا في رفع درجات الحرارة، وهو ما جعل بعض المناطق تسجل درجات حرارة أعلى من المعتاد بمقدار 5 إلى 6 درجات مئوية.
هل يوجد موجات حارة أخرى قادمة؟من المتوقع أن تشهد مصر موجات حارة أخرى خلال الفترة القادمة، خاصة مع اقتراب فصل الربيع الذي يبدأ بعد أيام الذي يتميز بتقلبات مناخية حادة.
وأشارت هيئة الأرصاد إلى أن التغيرات المناخية العالمية تلعب دورًا رئيسيًا في حدوث موجات حارة مبكرة، وقد يتكرر هذا النمط المناخي خلال الأشهر المقبلة.
انتهاء الموجة الحارة في مصرأكدت هيئة الأرصاد الجوية أن انتهاء الموجة الحارة في مصر سيكون تدريجيًا، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض ابتداءً من منتصف الأسبوع المقبل.
ونصحت المواطنين بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، وضرورة شرب كميات كافية من المياه لتجنب آثار الإجهاد الحراري، بالإضافة إلى تجنب تخفيف الملابس بشكل مبالغ فيه، نظرًا لاحتمالية عودة الأجواء الباردة خلال الفترات الليلية والصباح الباكر.
الاعتدال الربيعي.. نقطة التحول في الطقسيحدث الاعتدال الربيعي عندما تتعامد الشمس على خط الاستواء، مما يؤدي إلى تساوي ساعات النهار والليل في جميع أنحاء العالم.
هذه الظاهرة الفلكية تعد نقطة تحول في المناخ، حيث تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع تدريجيًا، ولكن في بعض الأحيان قد يعود انخفاض درجات الحرارة نتيجة لتغيرات مناخية مفاجئة.
يعد الاعتدال الربيعي ظاهرة فلكية مرتبطة بميل محور دوران الأرض حول الشمس بزاوية 23.5 درجة، وهو السبب الرئيسي في تعاقب الفصول الأربعة، فمع اقتراب موعد انخفاض درجات الحرارة، لا تزال التغيرات الجوية متوقعة خلال الأسابيع الأولى من الربيع.
متى ينتهي الشتاء رسميًا؟وفقًا للتقارير الفلكية، ينتهي فصل الشتاء يوم الأربعاء 19 مارس 2025، ويبدأ فصل الربيع في يوم الخميس 20 مارس 2025.
يتزامن هذا مع الاعتدال الربيعي، حيث تتساوى ساعات النهار والليل عند 12 ساعة لكل منهما، لكن حتى بعد انتهاء الشتاء رسميًا، قد يشهد الطقس موجات باردة متفرقة تؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة مرة أخرى في بعض الفترات.
كيف يحدث التغيير في المناخ؟مع اقتراب موعد انخفاض درجات الحرارة، يمكن ملاحظة أن الشمس بدأت بالتحرك نحو الشمال منذ الانقلاب الشتوي الذي وقع في 21 ديسمبر 2024، عندما بلغت الشمس أقصى ميل لها جنوبًا، مما أدى إلى أقصر نهار وأطول ليل في نصف الكرة الشمالي.
بعد هذا التاريخ، بدأت الشمس بالتحرك تدريجيًا نحو الشمال، مما أدى إلى زيادة ساعات النهار وتغير الطقس.
عند حدوث الاعتدال الربيعي، تكون الشمس متعامدة على خط الاستواء، مما يؤدي إلى تساوي الإشعاع الشمسي بين نصفي الكرة الأرضية.
في هذا اليوم، تشرق الشمس من نقطة الشرق تمامًا وتغرب من نقطة الغرب تمامًا، مما يؤدي إلى تساوي ساعات النهار والليل على مستوى العالم.
متى ينتهي البرد تمامًا؟رغم الاعتدال الربيعي، لا يعني ذلك انتهاء البرد تمامًا، حيث قد يستمر انخفاض درجات الحرارة في بعض الليالي، خاصة في المناطق الشمالية.
وتشير التوقعات الجوية إلى أن الأجواء ستظل متقلبة خلال الأسابيع الأولى من الربيع، حيث قد تحدث موجات باردة متفرقة تؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة مجددًا.
لذلك، يبقى السؤال مطروحًا: هل انتهى الشتاء فعلًا، أم أن هناك موجات برد أخرى قادمة؟ يوضح خبراء الأرصاد أن انخفاض درجات الحرارة قد يعود في بعض الفترات حتى منتصف أبريل، لذا من الأفضل متابعة تحديثات الطقس بشكل مستمر.
كيف تستعد لموسم الربيع؟مع بدء موسم الربيع، ينصح الخبراء بتوخي الحذر من التقلبات الجوية، حيث قد يؤدي انخفاض درجات الحرارة المفاجئ إلى الإصابة بنزلات البرد. كذلك، يُفضل الاستمرار في ارتداء الملابس الدافئة خلال الليل والصباح الباكر حتى يستقر الطقس بشكل نهائي.
يتميز فصل الربيع بأجوائه المعتدلة وفرص التنزه، لكنه قد يشهد عواصف رملية ورياح نشطة، لذا ينصح مرضى الحساسية والصدر باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب أي تأثيرات سلبية.