العاشر من رمضان.. النصر الذي هزم المستحيل
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ذلك اليوم المشهود عبّر المصريون عن معاني التضحية والفداء وسطروا بدمائهم الطاهرة ملحمة لا يزال صداها يتردد في جنبات التاريخ. كان العاشر من رمضان الموافق للسادس من أكتوبر 1973 هو اليوم الذي تبددت فيه غيوم الهزيمة التي خيمت على الأمة منذ نكسة يونيو 1967 وهو اليوم الذي شهد ميلاد أمة جديدة لا تعرف المستحيل ولا تركع للهزيمة ولا تقبل الانكسار.
لم يكن الطريق إلى هذا اليوم سهلًا ولم يكن العبور مجرد عبور للأجساد فوق مياه القناة بل كان عبورًا لإرادة أمة بأكملها من اليأس إلى الأمل.. من الانكسار إلى الانتصار. كان المصريون قبل هذا اليوم يعيشون تحت وطأة الاحتلال الصهيوني لأرض سيناء يشعرون أن أرضهم مستباحة وأن عزتهم منقوصة وأن شرفهم قد تعرض لطعنة غادرة في نكسة 1967 ولم يكن أمام الجيش المصري سوى طريق واحد طريق الثأر واستعادة الأرض وإعادة الاعتبار للعسكرية المصرية التي لم تعرف الهزيمة إلا كعثرة عابرة في طريق طويل من المجد والانتصارات.
بدأت التحضيرات لهذه الملحمة منذ أن أعلن الرئيس جمال عبد الناصر بعد النكسة أن "ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة".. كانت هذه الكلمات بمثابة المبدأ الذي بنيت عليه كل الاستعدادات للحرب بعد النكسة ولم يكن ذلك مجرد شعار سياسي بل كان قاعدة انطلقت منها عملية إعادة بناء الجيش المصري من جديد. وعهد الرئيس عبد الناصر بهذه المهمة إلى الفريق أول محمد فوزي وكذلك مهمة بناء حائط الصواريخ المصرية ضد إسرائيل والذي استُعمل بكفاءة في إيقاع خسائر جسيمة في صفوف العدو الإسرائيلي طوال حرب الاستنزاف.. فمنذ عام 1968 بدأت حرب الاستنزاف التي كانت تمهيدًا لا غنى عنه للعبور العظيم تعلم خلالها المصريون كيف يواجهون العدو ويستنزفونه وكيف يستخدمون كل مواردهم لتحقيق الهدف الأكبر وهو التحرير.
تولى الرئيس أنور السادات قيادة البلاد في لحظة تاريخية شديدة الحساسية ورغم كل التحديات التي أحاطت به لم يكن لديه خيار سوى اتخاذ القرار الذي ينتظره الجميع قرار الحرب. لم يكن السادات يتحدث كثيرًا لكنه كان يُخطط بعبقرية وهدوء رجل يعرف أن المستقبل مرهون بقدرته على اتخاذ القرار الحاسم في الوقت المناسب ومعه كانت قيادة عسكرية عظيمة يقف على رأسها المشير أحمد إسماعيل الذي تولى قيادة هيئة العمليات في الحرب والفريق سعد الدين الشاذلي الذي خطط للعبور بحرفية عسكرية أذهلت العالم.
عندما دقت ساعة الصفر في الثانية ظهرًا يوم العاشر من رمضان انطلقت الطائرات المصرية لتدك حصون العدو في سيناء وتفتح الطريق أمام الموجات الأولى من قوات المشاة التي اندفعت بقوة نحو الضفة الشرقية للقناة. لم يكن المشهد عاديًا ولم يكن مجرد معركة بين جيشين بل كان حدثًا أسطوريًا تجسدت فيه كل معاني الإصرار والإيمان والبطولة.. رجال عبروا القناة تحت نيران العدو.. رجال حملوا أرواحهم على أكفهم ودكوا أقوى خط دفاعي عرفه التاريخ الحديث خط بارليف الذي كان الصهاينة يروجون لاستحالته لم يصمد هذا الحصن سوى ساعات قليلة أمام الجسارة المصرية.. أمام إرادة رجال لم ترهبهم النار ولم يوقفهم الرصاص ولم تمنعهم التحصينات.
على الضفة الأخرى من القناة كانت دماء الشهداء تروي أرض سيناء وتمتزج برمالها لتعلن للعالم أن هذه الأرض مصرية كانت وستظل كذلك إلى الأبد.. كان مشهد الجندي المصري الذي يحمل العلم ويرفعه فوق التلال في سيناء صورة خالدة تختصر كل معاني البطولة والفداء.. كانت صيحات التكبير تهز القلوب وكانت الدموع تنهمر فرحًا وزهوًا بهذا النصر العظيم.
لم يكن هذا النصر مجرد انتصار عسكري بل كان انتصارًا سياسيًا واستراتيجيًا غير موازين القوى في المنطقة وأعاد الاعتبار للعرب بعد سنوات من الإحباط والهزائم.. كان انتصار العاشر من رمضان هو البداية الحقيقية لاستعادة الكرامة العربية لقد كان هذا اليوم بمثابة إعلان رسمي بأن الأمة العربية ليست أمة ضعيفة بل تستطيع أن تنهض من كبوتها وتستعيد مجدها متى ما توفرت الإرادة والتخطيط والإيمان بالحق.
اليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى الخالدة لا بد أن نتوقف أمام تضحيات الشهداء الذين رووا الأرض بدمائهم وكتبوا التاريخ ببطولاتهم لا بد أن نتذكر كل جندي ضحى من أجل أن تظل مصر حرة عزيزة، كل ضابط قاد قواته في أصعب الظروف ولم يتراجع، كل مواطن ساهم في دعم المجهود الحربي وتحمل المعاناة بصبر وإيمان.. اليوم نعيد قراءة الدروس المستفادة من هذه الحرب كيف استطاعت مصر أن تهزم المستحيل كيف استطاعت أن تبني جيشًا قادرًا على الانتصار في فترة زمنية قصيرة كيف تمكنت من توظيف كل مواردها وإمكاناتها لتحقيق الهدف الأكبر.
العاشر من رمضان سيظل يومًا خالدًا في وجدان الأمة، يوم العبور الذي لم يكن مجرد عبور للأجساد، بل كان عبورًا إلى مستقبل جديد ملؤه العزة والكرامة سيظل هذا اليوم رمزًا للإرادة المصرية التي لا تنكسر ودليلًا على أن الشعوب الحية لا تقبل الهزيمة ولا تعرف المستحيل اليوم نرفع رؤوسنا عاليًا ونردد بفخر أننا أبناء هؤلاء الأبطال أبناء العاشر من رمضان أبناء الذين عبروا وانتصروا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العاشر من رمضان حرب الاستنزاف الجيش المصري خط بارليف حرب أكتوبر العاشر من رمضان هذا الیوم ولم یکن لم یکن بل کان عبور ا
إقرأ أيضاً:
المشدد 15 سنة للمتهم بالتعدي على طفلة داخل حمام مسجد بالعاشر من رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدرت محكمة جنايات الزقازيق اليوم برئاسة المستشار نسيم علي بيومي، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين سامي زين العابدين وشادي المهدي عبدالرحمن وأحمد عيد سويلم، وسكرتارية يامن محمود حكمها بالسجن المشدد 15 سنة لمتهم بالتعدي على طفلة داخل دورة مياه عمومية بناحية سوق ابنى بيتك بالحي العاشر بمدينة العاشر من رمضان.
كانت محكمة جنايات الزقازيق شهدت قيام دفاع المتهم بالتعدي على طفلة داخل حمام مسجد بالعاشر من رمضان تقديم شهادة طبية من اللجان الطبية في مستشفى عين الشمس تفيد بأن المتهم يعامل معاملة الأطفال.
وطلب الدفاع من هيئة محكمة جنايات الزقازيق، عرض المتهم على لجنة ثلاثية من الطب النفسي من مستشفى العباسية، وبراءة المتهم وإيداعه بمستشفى نفسي لاستكمال علاجه.
مرافعة النيابة العامة في قضية طفلة العاشركما شهدت محكمة جنايات الزقازيق مرافعة قوية من النيابة العامة في قضية اتهام عاطل بالتعدي على طفلة داخل حمام مسجد بمنطقة سوق ابني بيتك بالحي العاشر بمدينة العاشر من رمضان حيث سرد ممثل النيابة العامة تفاصيل الواقعة مشيراً إلى أن والدة الطفلة اصطحبت مجلتها معها إلى السوق وكانت الصغيرة تلهو بجوارها وفي ذات الحين كان هناك ذئب بشري يبحث عن فريسته لقضاء شهوته.
واضافت النيابة العامة في مرافعتها، أن المجني عليها دخلت دورة المياه لقضاء حاجتها فبصرها المتهم ودلف خلفها وغلق الأبواب مهددا إياها بقوله "لو اتكلمتي هادبحك" مستغلا صغر سنها ذاك الملاك الذي لا يعرف للذنب طريق، فهى لأول مرة ترى الشيطان من وجه البشر، وأقول لها اليوم "يا روناء لا تخافي ولا تحزنى اليوم جاء القصاص".
وأشارت النيابة العامة أن المتهم تعدى على المجني عليها لمدة تقارب 10 دقائق وسط حالة من الألم ضارباً بهذه الآلام عرض الحائط حتي أخرج المتهم شهوتة وباتت الدماء تسيل منها وألبسها المتهم ملابسها وتركها، وشهدتها سيدتين وعادت الطفلة الي والدتها تقص عليها ما حدث وسط ذهول من والدتها والتي لم تترك نجلتها في المنزل وحدها خوفا عليها وتم اخبار الشرطة وإحالة المتهم للمحاكمة الجنائية.
أولى جلسات محاكمة المتهم بالتعدي علي طفلة العاشركانت أولي جلسات جلسات محاكمة المتهم "خيري ص" 34 سنة والمتهم بالتعدي على طفلة داخل دورة مياه سوق ابنى بيتك بالعاشر من رمضان بدأت بمحكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار نسيم علي بيومي، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين سامي زين العابدين، وشادي المهدي عبدالرحمن، وأحمد عيد سويلم، وسكرتارية يامن محمود.
كانت "بثينة غنيم" محامية الطفلة ضحية محاولة التعدي عليها داخل حمام مسجد بمدينة العاشر من رمضان اكدن أنه حددت محكمة استئناف المنصورة، جلسة 12 أبريل المقبل لبدء محاكمة المتهـم خيري ص "34 سنة عاطل"، بتهمة التعـدي على طفلة داخل دورة مياه بالعاشر من رمضان.