يمانيون:
2025-03-13@04:02:00 GMT

الرعب البحري القادم من اليمن!!

تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT

الرعب البحري القادم من اليمن!!

يمانيون../
“في واحدة من أكبر المفارقات العسكرية بالعصر الحديث، تجد البحرية الأمريكية نفسها في مواجهة استنزاف غير مسبوق أمام قوة لا تمتلك أسطولاً بحرياً، ولا منظومات دفاعية متقدمة، ولا حتى اقتصاداً قادراً على تمويل حرب طويلة الأمد”.. هكذا استهل موقع “MCA Marines” لسلاح مشاة البحرية الأمريكية تقريره العسكري.

وأكد نجاح اليمنيين فرض معادلة جديدة في البحر الأحمر بترسانة أسلحة محدودة وتكتيكات غير تقليدية، أجبروا السفن الحربية الأمريكية إستهلاك صواريخ بملايين الدولارات للصاروخ الواحد لمطاردة مسيّرات لا تكلف بضعة آلاف.

بلغة العسكر، يعتبر هذا التفاوت في التكلفة أحد أهم مبادئ الحروب غير المتماثلة، حيث يمكن لجهة محدودة الموارد استنزاف قوة عظمى باستخدام أسلحة رخيصة لكنها فعَّالة.

الكابوس اللوجستي

وقال، في التقرير بعنوان “الرعب البحري الجديد.. لماذا البحرية الأمريكية عجزت على وقف الهجمات اليمنية”: “إن سلاح مشاة البحرية الأمريكي يواجه أزمة حقيقية في مواجهة قوات صنعاء في البحر الأحمر، التي نجحت، بقدراتها المحدودة، في فرض تحدّ إستراتيجي غير مسبوق على البحرية الأمريكية”.

وأضاف: “كان يُفترض أن لا تتحول استعراضات الهيمنة البحرية الأمريكية إلى كابوس لوجستي وإستراتيجي، لا تقتصر آثاره على البُعد العسكري فقط، بل إلى أبعاد سياسية واقتصادية واستخباراتية، تضع واشنطن أمام أسئلة صعبة حول مدى قدرتها على احتواء التهديد اليمني دون إغراق نفسها في مستنقع استنزاف طويل”.

وكانت مؤسسة “جيوسياسي مونيتور”، الاستخباراتية الكندية، أكدت في تقرير لها الشهر الفائت، أن قوات صنعاء أصبحت لاعباً عسكرياً متطوراً في المنطقة، بعد خروجها متماسكة من معركة البحر الأحمر، بفضل قدراتها وتكتيكاتها المتطورة، ووحدتها الداخلية.

كما أعتبر قائد حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور”، الكابتن كريستوفر هيل، خروج السفن الحربية وحاملات الطائرات الأمريكية سالمة من البحر الأحمر أمراً مذهلاً.. مؤكدا إجماع العسكريين الأمريكيين أن عمليات البحر الأحمر كانت الأكثر تعقيداً للبحرية الأمريكية مُنذ الحرب العالمية الثانية.

الفخّ الإستراتيجي

حسب موقع سلاح مشاة البحرية الأمريكية، فإن ما يميِّز هذا التحدي اليمني هو أنه لا يأتي من دولة تمتلك أسطولاً حربياً بحرياً، ولا من قوة عسكرية كبرى، بل من قوة ناشئة أثبتت قدرتها على خوض حرب بحرية فعَّالة بدون أسطول متكامل أو تفوق تقني.

وأكد أن أزمة واشنطن لا تقتصر على التكاليف العسكرية وخسائر عدم تأمين عبور السفن، بل إلى أخطر منها؛ انهيار سردية التفوّق المطلق، ووقوع أقوى بحرية في العالم داخل فخّ إستراتيجي من قوة صنعاء لا تمتلك حتى سفن حربية واحدة.

وماذا عن العمليات اليمنية في البحر الأحمر؟، أعتبرها خبراء موقع سلاح البحرية الأمريكية “أم سي أي”، نوعاً جديداً من الحروب البحرية، بإعتمادها على تكتيكات غير تقليدية وأسلحة غير مكلفة لكنها مؤثرة.

وأكدوا تمكن اليمنيين من فرض تكاليف باهظة على البحرية الأمريكية، التي أصبحت مجبرة على استخدام أنظمة دفاعية مكلفة لاعتراض المسيَّرات والصواريخ اليمنية تصنع محلياً أو تُعدل منظوماتها القديمة.

فجوة المارينز

برأي عساكر موقع المشاة البحري، فإن أحد أهم أوجه القصور في سلاح مشاة البحرية الأمريكي، وهو عدم التركيز الكافي على الاستخبارات العسكرية، رغم أن التهديد اليمني يعتمد بشكل أساسي على العمل الاستخباراتي والرَّصد المستمر لتحرّكات السفن الحربية والتجارية.

وإن تقليص دور إدارة الاستخبارات في هيكلة قوات المارينز، جعلها قوة غير قادرة على تحليل الخصوم بعمق واستباق تحركاتهم، بشكل وجدت نفسها في وضع دفاعي دائم.

بينما تمكُّن اليمنيين من تطوير منظومة استخباراتية ورصد بحري للتمكن من تحديد الأهداف بدِقة، على الرّغم من إمكانياتهم المحدودة، بينما يعاني المارينز من نقص في التركيز المؤسسي على الاستخبارات.

العملية الخاصة

يقول التقرير: “إن تكتيكات اليمنيين في عمليات البحر الأحمر تعكس فهماً إستراتيجياً متطوراً للحرب البحرية، فمن خلال استخدام المسيَّرات، والصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وصواريخ كروز الساحلية، نجحوا في فرض منطقة تهديد واسعة النطاق دون الحاجة إلى سفن حربية”.

يضيف: “العملية العسكرية الخاصة للقوات اليمنية، أثناء السيطرة على السفينة “الإسرائيلية “، “جالاكسي ليدر” في نوفمبر 2023، على الرغم من بساطتها باستخدام طائرة مروحية، تعكس قدرتها على تنفيذ عمليات مركّبة تتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنسيقاً عالي المستوى، وهي مهارة نادراً ما تُرى في قوة عسكرية”.

وفرَضت القوات اليمنية على مدى 14 شهراً حظراً بحرياً على سفن “إسرائيل” وحلفائها، وأطلقت 1165 صاروخاً باليستياً، وفرط صوتي، ومسيّرة، إلى عُمق الكيان؛ إسناداً لغزة.

الفاتورة الباهظة

المؤكد في نظر خبراء الموقع الأمريكي العسكري أن استمرار العمليات ضد اليمنيين يكلف البحرية الأمريكية أعباء مالية هائلة بإنفاق ملايين الدولارات يوميا على تشغيل السفن الحربية ومنظومات الدفاع الجوي باهظة الثمن لاعتراض الطائرات والصواريخ اليمنية.

والمحسوم في نظر الخبراء العسكريين وفق الموقع، إذا ما استمرت الإستراتيجية العسكرية الحالية للولايات المتحدة في مواجهة اليمنيين، فإن استنزاف البحرية الأمريكية مستمر، وقد تجد نفسها في وضع حرج.

هذا الاستنزاف المالي والعسكري يثير تساؤلات حول مدى استدامة هذه العمليات، خاصة في ظل غياب إستراتيجية واضحة للقضاء على التهديد الحوثي، أو حتى احتوائه بشكل فعَّال.

وأكد معهد “الدراسات الإستراتيجية” في واشنطن، في وقت سابق من الشهر الفائت، لمجلة “ناشيونال إنترست”، امتلاك القوات اليمنية قدرات تكتيكية عالية ألحقت أضراراً عسكرية واقتصادية في البحريات أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” في البحر الأحمر، ما يجعلها التحدي الإستراتيجي الأقوى لتك الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

تقرير موقع “أم سي أي”، الذي استند على التحليل العسكري وكشف تفاصيل الأزمة التي تواجهها الولايات المتحدة في البحر الأحمر، ووضعها في سياق التحولات العميقة في ميزان القوى العالمية، قدم نصيحة، للأمريكيين مفادها، أن القوة العسكرية المطلقة لم تعد كافية لفرض النفوذ أو تأمين الممرات البحرية المهمة.

الإنجاز الإستراتيجي

الموقع أنهى تحليله بهذا التساؤل حول مستقبل النزاع العسكري في البحر الأحمر: هل هَدفُ اليمنيين هو السيطرة البحرية الكاملة، أم يقتصر على فرض النفوذ البحري!؟

وأجاب: “حالياً قدرات اليمنيين لم تصل إلى مستوى فرض السيطرة التامة على الممرات البحرية، ولكنهم نجحوا في فرض حصار في البحر الأحمر، وجعله منطقة غير آمنة للسفن التجارية والعسكرية الغربية، وهو إنجاز إستراتيجي بحد ذاته”.

يُشار إلى أن القوات اليمنية كبَّدت بحريات دول العدوان الأمريكي – البريطاني – “الإسرائيلي”، في البحر الأحمر، 220 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية؛ نصرة لغزة ضد العدوان الصهيو – غربي على القطاع.

السياســـية -صادق سريع

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة فی البحر الأحمر السفن الحربیة نفسها فی

إقرأ أيضاً:

البحر الأحمر على صفيح ساخن:هل يعيد اليمن خلط الأوراق بخسائر إسرائيلية فادحة تتجاوز 240 مليار دولار؟

 

الثورة / يحيى الربيعي

في نوفمبر 2023، قامت البحرية اليمنية التابعة للقوات المسلحة اليمنية باحتجاز سفينة نقل السيارات «جلاكسي ليدر»، في خطوة شكلت إيذاناً ببدء عملياتها ضد الكيان الصهيوني باستهداف أي سفينة إسرائيلية أو يُعتقد أنها متجهة نحو إسرائيل أو خارجة منها، وأعلنت القيادة اليمنية أيضاً عن إيقاف أي حركة ملاحة تجارية تتم عبر البحر الأحمر لصالح الكيان المحتل، مؤكدة أن هذه الإجراءات مرهونة بوقف «العدوان الإسرائيلي» على قطاع غزة، والذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023م واستمر 15 شهراً ، و تتصاعد المخاوف الاسرائيلية من عودة هذه التهديدات إلى حيز التنفيذ بعد انتهاء المهلة التي منحتها اليمن للوسطاء للضغط على الكيان بالسماح بعودة تدفق المساعدات ومواد الإغاثة إلى سكان غزة.

القوات المسلحة اليمنية ترجمت موجهات قائد الثورة السيد عبدالنلك بدرالدين الحوثي إلى عمليات استهداف مباشرة لنحو 100 سفينة، مما أدى إلى تعطيل شامل لأي حركة ملاحة اسرائيلية في الممر الملاحي التجاري في البحر الأحمر ، واستمر هذا الوضع إلى أن أعلنت القيادة وقف هجماتها في اليوم نفسه الذي أُعلن فيه وقف إطلاق النار في غزة في يناير الماضي.

ومع ذلك وبعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي استمرت عدة اسابيع قامت السلطات الإسرائيلية بإغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة مرة أخرى، وأوقفت تدفق المساعدات إليها. وقوبلت هذه الخطوة الإسرائيلية بحملة تنديد واسعة، نظراً لتداعياتها على تفاقم معاناة الغزيين الذين يعيشون ظروفاً إنسانية كارثية بسبب الحرب والحصار.

ورداً على الإجراء الإسرائيلي، وجه السيد القائد عبد الملك الحوثي تحذيراً توعد فيه إسرائيل بالعودة إلى استهداف سفنها في البحر الأحمر إذا ما اصرت على مواصلة إغلاق المعابر ، ومنح السيد القائد الوسطاء مهلة أربعة أيام فقط للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مهدداً باستئناف العمليات العسكرية في البحر الأحمر في حال عدم الاستجابة، مؤكدا في خطابه أن «الحصار سيُقابل بالحصار».

تفاعل واسع

حظي هذا الملف بتفاعل واسع من رواد منصات التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، قال رئيس قسم الاستشارات في شركة (إي أو إس ريسك جروب) للمخاطر البحرية، مارتن كيلي، إن قوات صنعاء معروفة بتنفيذ تهديداتها، وأنه إذا لم تدخل المساعدات إلى غزة فإن العمليات البحرية ضد المصالح والسفن الإسرائيلية في البحر ستعود بالفعل كما أعلن قائد حركة «أنصار الله» السيد عبد الملك الحوثي، مشيراً إلى أن الرد الانتقامي من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل سيؤدي إلى تجدد الحرب في المنطقة. وأضاف كيلي في تدوينة رصدت له على منصة «إكس» أن اليمنيين «لديهم تاريخ في تنفيذ تهديداتهم، مما يشير إلى أن الهجمات على الشحن في البحر الأحمر قد تستأنف بحلول 11 مارس 2025 إذا لم تستأنف إسرائيل تسليم المساعدات إلى غزة».

الأثر الاقتصادي

إلى ذلك، يرى مراقبون أن الهجمات اليمنية أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، إذ دفعت شركات الشحن والتأمين إلى تغيير مسارها وإعادة توجيه سفنها عبر رأس الرجاء الصالح الأطول حول أفريقيا، مما ضاعف التكاليف وخلف أزمة متصاعدة في التجارة العالمية. كشفت منصة «بروجكت 44» للخدمات اللوجستية في تقرير لها أن إبحار سفن الحاويات في البحر الأحمر تراجع بنسبة 78 % في مايو من العام الماضي مقارنة بالشهر ذاته من عام 2023.

أكد الخبير الاقتصادي خوجا كاوا أن الحصار اليمني الكامل على إمدادات «إسرائيل» في البحر الأحمر يكلف 10 ملايين دولار يومياً على الأقل، مبيناً أن تغيير المسار حول إفريقيا «يجعل التجارة غير مربحة». وأشار الأستاذ في قسم الاقتصاد بجامعة «بليخانوف» الروسية في تصريحات نقلتها وكالة «نوفوستي» الروسية إلى أن إجمالي الخسائر الاقتصادية على مدار شهر من هذا الحصار الكامل يقدر بنحو 4 مليارات دولار، ما يعني أنها وخلال 15 شهراً، بلغت 240 مليار دولار.

وبين أن تصعيد الوضع في البحر الأحمر قد يؤدي إلى عدد من المشاكل الاقتصادية لإسرائيل، وسيتم توقف نقل البضائع البحرية مع أوروبا وآسيا. مؤكداً أن «إسرائيل تنفذ كامل تجارتها الخارجية تقريباً عن طريق البحر عبر قناة السويس والبحر الأحمر، وهذا الطوق يشل استيراد وتصدير البضائع إليها».

وأضاف خوجا أن التكاليف اللوجستية ستزداد، موضحاً أنه سيتعين على «إسرائيل» البحث عن طرق بديلة لتسليم البضائع، على سبيل المثال، حول إفريقيا، مما سيزيد بشكل كبير من أعباء النقل». وأردف: «سينخفض الدخل من الترانزيت عبر الموانئ. موانئ إيلات وأسدود الإسرائيلية تجني الأموال عن طريق نقل البضائع بين آسيا وأوروبا. وهذا التدفق سينخفض بسبب الحصار».

تراجع الحركة

بدوره، قدر مدير التحليلات في شركة «كروس» أندريه ليبيديف، احتمال تراجع حركة الملاحة في ميناء إيلات المحتلة – الذي يتحمل الحصة الأكبر من الخسائر – بنسبة 85 % والإيرادات بنسبة 80 % منذ بدء هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر».

ونوه بأن «إيلات» قد لا يبدو أهم موانئ إسرائيل، وهو أقل أهمية بكثير من حيفا وأسدود على البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه الميناء الوحيد الذي يتيح لإسرائيل الوصول مباشرة إلى طرق التجارة نحو الشرق متجاوزة العبور في قناة السويس.

وخلص ليبيديف إلى أن «إعادة هيكلة طرق التجارة من إيلات عبر المتوسط وحول إفريقيا ستزيد وقت السفر بمقدار أسبوعين إلى 3 أسابيع، الأمر الذي سيزيد بشكل كبير من تكاليف الشركات التجارية ويجعل التجارة غير مربحة».

هذا وقد فرضت القوات المسلحة اليمنية في منتصف نوفمبر الماضي، معادلة استراتيجية بعد قرارها منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر حتى رفع الحصار الصهيوني عن غزة.

 

مقالات مشابهة

  • بعد حصارها لغزة.. اليمن يخنق “إسرائيل” في البحر الأحمر
  • الحكومة اليمنية: مقتل وإصابة خبراء حوثيين بينهم أجنبي غربي اليمن
  • مصر : تحقيق أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية
  • مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل أزمة اليمن
  • مصر تربط أمن البحر الأحمر بحل أزمات اليمن وغزة والسودان
  • البحر الأحمر على صفيح ساخن:هل يعيد اليمن خلط الأوراق بخسائر إسرائيلية فادحة تتجاوز 240 مليار دولار؟
  • القوات البحرية تحبط تهريب مواد مخدرة عبر سواحل البحر الأحمر
  • القوات البحرية تنجح فى إحباط تهريب كميات من المواد المخدرة عبر سواحل البحر الأحمر
  • الخارجية تفتتح برنامجاً تدريبياً حول مكافحة التهديدات العابرة للحدود: نحو تعزيز الأمن البحري