أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن الرحمة ليست مجرد شعور، بل سلوك وأفعال يجب أن تنعكس في تعاملاتنا اليومية، خاصة مع الخدم والعمال الذين يساعدوننا ويقفون إلى جانبنا في حياتنا.

وأوضح خلال حلقة برنامج "رحماء بينهم"، المذاع على قناة الناس، اليوم، أن الإسلام وضع قواعد واضحة في التعامل مع الأجير والخادم، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ كان مثالًا عظيمًا في الرحمة والتواضع معهم، مستشهدا بحديث أنس بن مالك، رضي الله عنه، الذي خدم النبي ﷺ عشر سنوات، ولم يسمع منه كلمة لوم أو تعنيف، مما يعكس مدى الرحمة التي كان يتمتع بها النبي ﷺ.

وأضاف أن الإسلام شدد على إعطاء الأجير حقه دون ظلم أو مماطلة، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه"، محذرًا من أن ظلم العمال والتعدي على حقوقهم من الكبائر التي يحاسب عليها الإنسان يوم القيامة، مستشهدًا بالحديث القدسي: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة" ومنهم "رجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه، ولم يعطه أجره".

ودعا إلى معاملة الخدم والعمال بكرامة ورحمة، وعدم تحميلهم ما لا يطيقون، مستذكرًا موقف علي بن الحسين عندما عفا عن خادمه وأعتقه بعد أن تسبب في إيذائه عن غير قصد، امتثالًا لقوله تعالى: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

"فك كربة".. نافذة أمل في شهر الرحمة

 

 

 

 

◄ النجاح الذي حققته المبادرة في كل عام يعتمد بلا شك على آلية شفافة وفعّالة لدراسة الحالات المستحقة بعناية

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

أتابعُ بين الفينة والأخرى الرسائل التي تُرسل في منصات التواصل الاجتماعي عن مُعيل أو مُعيلة أسرة قد وقع أسيرًا للديون وربما كان في السجن بسبب مبلغ مالي قد لا يكون كبيرًا، ولكنه لا يملك حيلة للسداد، وهذه الحالات تتكرر كثيرًا سلَّمنا الله وإياكم من الدَيْن الذي هو هَمٌّ بالليل ومذلة بالنهار.

وخلال الشهر الفضيل تتصدر القيم الإنسانية النبيلة وتتجلى أسمى معاني التكافل الاجتماعي والتراحم الإنساني، ومن بين المبادرات التي ترسخ هذه القيم النبيلة، تبرز مبادرة "فك كربة" كمنارة أمل للمتعثرين وأصحاب القضايا المالية البسيطة، الذين يجدون أنفسهم خلف القضبان بسبب ديون لا يستطيعون سدادها.

وتتواصل المبادرة منذ عدة سنوات كبوابة واقعية لفك كربات العديد من المُعسِرِين، ومع كل عام يهل فيه شهر رمضان، تتجدد قصص العفو والإفراج عن مئات المحتاجين لمثل هذه المبادرات، الذين ينتظرون بفارغ الصبر لحظة الخلاص والعودة إلى أحضان عائلاتهم. هذه المبادرة ليست مجرد مبادرة خيرية؛ بل إنها تجسيد حي لروح التسامح والعطاء التي يتميز بها المجتمع العُماني.

والنجاح الذي حققته المبادرة في كل عام يعتمد بلا شك على آلية شفافة وفعّالة لدراسة الحالات المستحقة بعناية والتأكد من استيفائها للشروط والمعايير المحددة، وهناك تعاون ملموس وفعال من قبل العديد من المؤسسات الحكومية في التفاعل والتناغم مع المبادرة، من حيث تسهيل الإجراءات اللازمة وتوفير المعلومات المطلوبة وغيرها من الخدمات التي تسهل على القائمين حصر العدد والمبالغ المطلوبة ليتم بعدها جمع التبرعات من المحسنين وأهل الخير، لسداد ديون المعسرين والإفراج عنهم.

ولا يقتصر أثر مبادرة "فك كربة" على المستفيدين المباشرين؛ بل يمتد ليشمل المجتمع بأكمله، فهو يُعزِّز قيم التكافل والتراحم، ويُسهم في بناء مجتمع متماسك ومتعاون، كما إنه يبعث رسالة أمل وتفاؤل، ويؤكد أن المجتمع العُماني لا يترك أبناءه في محنتهم.

وفي هذا الشهر الفضيل يتضاعف الأجر والثواب، لذا ندعو الجميع إلى المساهمة في المبادرة، والتبرع بسخاء لتفريج كرب إخواننا المحتاجين، فكل مساهمة مهما كانت صغيرة، تساهم في رسم البسمة على وجوه المعسرين وإعادة الأمل إلى قلوبهم.

وفي هذا المقام لا يسعنا إلّا أن نتقدم بالشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح مبادرة "فك كربة" وعلى رأسهم جمعية المحامين العُمانية، والمتبرعين والمتطوعين والداعمين، فبفضل جهودهم الخيرة، تتمكن المبادرة من تحقيق أهدافها النبيلة، وإحداث تغيير إيجابي في حياة الكثيرين. وتبقى هذه المبادرة مثالًا يُحتذى به في العمل الخيري والإنساني، ورمزًا للتلاحم والتكاتف بين أفراد المجتمع العُماني.

وفي شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران، تتضاعف أهمية هذه المبادرة، وتزداد الحاجة إلى دعمها ومساندتها، لتبقى نافذة أمل تضيء دروب المُعسِرِين، وتُعيد إليهم الأمل في غدٍ أفضل.

ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أحمد التهامي: ركوب الخيل من الرياضات التي حثّ عليها النبي
  • المفتي يكشف أسباب نهي النبي عن خروج الأطفال بالطعام
  • حظر تشغيل العامل سخرة أو احتجاز أجره.. أبرز المواد في قانون العمل الجديد
  • جوهر الواقع الاجتماعي في دراما المسلسلات
  • "فك كربة".. نافذة أمل في شهر الرحمة
  • أيمن عاشور يبحث التحضير للمؤتمر المصري الفرنسي للتعليم العالي والبحث العلمي
  • شمالي دهوك.. اندلاع اشتباكات بين الجيش التركي والعمال الكوردستاني
  • أيمن أبو عمر: الرحمة بالحيوان طريق للجنة
  • العلاقات بعد الخمسين.. جوهر لا عدد