محللون: اتفاق غزة خرج عن مساره وترامب يريد وقف الحرب بشروطه
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
لم يعد اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل قابلا الاستمرار على حالته الأولى برأي محللين، وذلك بعدما تنصل بنيامين نتنياهو من التزاماته وبدأت الولايات المتحدة تبحث عن مقترحات بديلة.
وكان مفترضا وبحسب الاتفاق -الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية مصرية أميركية- أن تكون قوات الاحتلال قد انسحبت من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، لكن نتنياهو لا يزال يرفض هذا الأمر ويحاول استعادة أكبر عدد من أسراه الأحياء مع إبقاء قواته في مكانها.
في الأثناء، بدأت إدارة دونالد ترامب تبني مقترحات نتنياهو وتسويقها على أنها مقترحات أميركية كما سبق وفعلت إدارة جو بايدن، بينما لا مؤشرات على إمكانية التوصل لاتفاق قريب.
استخدام ورقة الحرب والمساعداتوفي حين وصل المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف ووفد إسرائيلي محدود الصلاحيات إلى الدوحة لاستئناف التفاوض، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن احتمالات العودة للقتال مجددا.
لكن إسرائيل لا تريد العودة للحرب وإنما تريد استخدامها كورقة ضغط سياسي إلى جانب ورقتي إدخال المساعدات وإعادة إعمار قطاع غزة، كما يقول المحلل السياسي سعيد زياد.
وقد بدأت إسرائيل تتحدث عن مقترح أميركي جديد طرحه ويتكوف وينص على هدنة مدتها شهران مقابل إطلاق 10 أسرى إسرائيليين أحياء.
إعلانغير أن زياد رأى خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، أن هذا المقترح يؤكد سعي الولايات المتحدة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين وليس لوقف الحرب، "رغم أنها لا تقول ذلك صراحة".
كما أن مقترح ويتكوف الحالي يجرد المقاومة من 40% من الأسرى الأحياء في حين تريد المقاومة الإسلامية (حماس) وقف الحرب بشكل كامل كما هو متفق عليه.
المقاومة لن تقبل
ولا يعتقد زياد أن حماس ستوافق على هذه المقترحات الجزئية التي يحاول نتنياهو شراء الوقت من خلالها، ويرى أن الوسطاء أيضا لا يرغبون في العودة للتفاوض من نقطة الصفر.
على العكس من ذلك يرى تيم كوستنتاين -نائب رئيس تحرير واشنطن تايمز- أن واشنطن وتل أبيب لا تريدان الحرب ولكنهما تريدان استعادة الأسرى، وإنهاء وجود حماس في القطاع.
واتهم كوستنتاين المقاومة بانتهاك القانون الدولي وقال إن استخدام إسرائيل للمساعدات كورقة ضغط أمر مرفوض لكنه برر لها ذلك باعتباره ردا على "استخدام حماس للأسرى بنفس الطريقة".
لذلك، فقد خرج اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه عن سياقه، وبدأ الطرفان مقترحات بديلة لدرجة أن حماس قدمت ما يمكن اعتباره مقدمة لتنفيذ حل الدولتين، كما يقول كوستنتاين.
وفي حين يقول زياد إن نتنياهو يحاول شراء الوقت حتى يتجاوز مشكلتي إقرار الموازنة العامة وتجنيد الحريديم، يقول كوستنتاين إن المسألة ليست عملية مماطلة، وإن المفاوضات لم تكن سهلة يوما في أي خلاف حول العالم.
وأضاف "عندما ننظر للصورة الواسعة، فإن الشيء المهم الحاصل حاليا هو أنه لا يوجد قتال ولا قتل للأبرياء، وهذه مسألة يجب الحفاظ عليها من خلال إسكات البنادق وإفساح المجال لصوت المنطق حتى يتم التوصل للسلام طويل الأمد".
وردا على هذا الكلام، قال زياد إن حماس لم ترفض السلام وعرضت منذ اليوم الأول صفقة الكل مقابل الكل ثم عادت وكررت العرض الشهر الماضي، بينما إسرائيل هي التي تقول إنها ستأخذ أسراها ثم تعود للحرب.
إعلانومن هذا المنطلق، فإن المقاومة لن تقبل أبدا بهذه الطروحات الإسرائيلية الأميركية التي يقول زياد إنها "تستهدف تجريد الفلسطينيين من سلاحهم في غزة، وهي جزء من سلامهم المذل الذي تمارسه السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، تمهيدا لتهجيرهم، وهو أمر لن يقبل به الفلسطينيون وسيحملون السلاح في كل مكان لمنعه".
ولم يختلف الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين مع زياد، وقال إن نتنياهو لم يتغير ولم يتخل عن إستراتيجية التفاوض من أجل التفاوض وشراء الوقت من خلال التركيز على التفاصيل.
والسبب في ذلك، كما يقول جبارين، هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد الحصول على كل شيء دون دفع أي ثمن سياسي، ومن ثم فقد جعل فريق التفاوض الحالي كله من رجاله المخلصين الذين لا يملكون صلاحية الحديث عن أي شيء سوى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق.
وبدلا من تنفيذ التزاماته الإنسانية التي تنصل منها في المرحلة الأولى، بدأ نتنياهو تحويل هذه الالتزامات إلى تنازلات تتطلب الحصول على مزيد مقابل قبل الدخول لمفاوضات المرحلة الثانية، حسب جبارين.
تصحيح أخطاء الحرب
ومع ذلك، يعتقد جبارين أن نتنياهو لم يعد يملك هامش وقت كبيرا لأنه يتعرض لضغوط حقيقية من أعضاء الحكومة المتطرفين من جهة ومن ذوي الأسرى الذين يخاطبون ترامب مباشرة، من جهة أخرى.
ويواجه نتنياهو أيضا -حسب المتحدث- مشكلة رغبة الولايات المتحدة في الحصول على صفقة سريعة بعيدا عن إنهاء الحرب التي تحاول إسرائيل العودة لها لتصحيح ما تعتبره أخطاء الجولة السابقة.
وتتمثل هذه الأخطاء -برأي جبارين- في أن الحرب كانت انتقامية وتستهدف السكان والبنى التحتية أكثر من استهدافها لجسم المقاومة، على عكس ما حدث مع حزب الله في لبنان.
لذلك، فقد حجمت إسرائيل حزب الله وألزمته عسكريا وسياسيا خلال 70 يوما بسبب الضربات المحددة والمركزة لجسمه وقيادته بينما بقيت حماس كما هي بعد 15 شهرا من القتال لأنها لم تكن الهدف الوحيد للحرب، كما يقول جبارين.
إعلانوقد تحدث مكتب نتنياهو عن قرب التصديق على خطط لعودة القتال في قطاع غزة، في حين تعهد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير بـ"هزيمة العدو مهما طال الزمن"، وقال إنه سيعمل على تحقيق نصر حاسم في الحرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات کما یقول فی حین
إقرأ أيضاً:
باراك يتهم نتنياهو بقيادة إسرائيل نحو الهاوية.. دعا إلى عصيان مدني لإزاحته
حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك مما وصفه بـ"انهيار ديمقراطي وشيك" في البلاد، متهما نظيره الحالي بنيامين نتنياهو بأنه يقود "إسرائيل" بخطى ثابتة نحو "الهاوية" باتجاه "ديكتاتورية فاسدة ومتطرفة".
واتهم باراك في مقال رأي نُشر على موقع "القناة 12" العبرية الخاصة، الخميس، نتنياهو بـ"شن حرب (لأهداف) شخصية للبقاء السياسي والقانوني".
وأكد باراك في مقاله أن نتنياهو بممارساته "يقود إسرائيل نحو الهاوية ويهدد أمنها القومي".
وشدد على أن "الحرب في غزة تُدار بلا هدف استراتيجي حقيقي، بل فقط من أجل تأجيل المحاسبة وعرقلة لجنة التحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر".
وأضاف: "نتنياهو عاد من واشنطن مهانا ومحبطا وترامب ألمح على نهاية الحرب في مدى لا يسمح بأي نتيجة استراتيجية، وهناك شك كبير في أن الضغط العسكري سيدفع حماس إلى الإفراج عن الرهائن".
يذكر أن مصادر إسرائيلية أكدت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مهلة لإنهاء الحرب في غزة.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن ترامب أمهل نتنياهو أسبوعين أو ثلاثة لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وأوضح باراك أن "إدارة نتنياهو للسلطة خلال العامين الأخيرين تُظهر نمطا ممنهجا لتقويض القضاء، وتحييد أجهزة الرقابة، والسيطرة على الإعلام، وتعيين دمى في المناصب الحساسة".
واتهم باراك، نتنياهو بـ"محاولة استخدام أجهزة الأمن لأغراض شخصية"، دون ذكر تفاصيل.
وطالب المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا بإعلان "تعذّر" نتنياهو عن مواصلة مهامه، والعمل على تنحيته من منصبه.
ودعا باراك الإسرائيليين إلى عصيان مدني سلمي "واسع النطاق" من أجل ما وصفه بـ "إنقاذ الدولة من الانهيار".
واختتم مقاله بالقول: "نتنياهو أعلن الحرب على إسرائيل، لكن إسرائيل ستنتصر عليه، إن عرفنا كيف نتحرك قبل فوات الأوان".
ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة صرح وزراء ومسؤولون إسرائيليون سابقون، قائلين إن نتنياهو مستمر في حربه على غزة بمصالح شخصية، مطالبين بتنحيته.
ومنذ الأربعاء، وقع أكثر من 1200 عسكري فاعلين واحتياط في الجيش الإسرائيلي عدة رسائل تطالب نتنياهو بوقف الحرب على قطاع غزة لاستعادة المحتجزين منذ 18 شهرا.
بدوره، طالب نتنياهو بـ"فصل فوري" للعسكريين الموقعين على تلك الرسائل.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومقابل مئات من الأسرى الفلسطينيين، أطلقت الفصائل في غزة عشرات الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات على مراحل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير 2025.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، واستأنف حرب الإبادة على غزة منذ 18 آذار/ مارس الماضي.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ14 ألف مفقود.