عدنان ناصر الشامي

يا لهذا الزمن العجيب! زمنٌ اختلطت فيه كُـلّ أشكال العبث والسخرية، حتى صار الذبح شهادة خبرة، والخيانة إنجازا سياسيًّا، والعمالة تُمنح أوسمة شرف! دعونا نُرحب بالبطل المتعدد الوظائف: أحمد الشرع — المعروف باسم “الجولاني” — أحدث إصدارات المشروع الصهيوني الترفيهي.

الرجل الذي بدأ مشواره بين السكاكين والرؤوس، وانتهى به المطاف يوزّع الابتسامات في قاعات المؤتمرات، ويتنقل بين الفنادق الفاخرة، ويُوقّع اتّفاقيات “حسن الجوار” مع الأنظمة المُطبّعة.

يا لها من قصة نجاح مذهلة!

لكن إن ظننتَ أن الجولاني هو بطل القصة، فأنت واهم! هذا ليس سوى “منتج” تمت صناعته في مصانع الاستخبارات الصهيونية، وبرمجته بأحدث تقنيات العمالة والتكفير.. نسخة مطوّرة تتناسب مع كُـلّ مرحلة:

شريحة موساد صهيوني: برمجة أولية، تعليمات واضحة، أهداف مُحدّدة.
شريحة جهادي بدائي: شعار أسود، سكين، وهتافات تكفيرية.
شريحة داعشي محترف: خبرة في الذبح والتفجير.
شريحة قائد “تحرير الشام”: مكياج سياسي لإخفاء الدماء، وعملية تجميل لتصديره كقائد “ثوري”.
شريحة “رجل دولة ودبلوماسي”: إصدار فاخر يناسب قاعات التطبيع!
أما وسط القصة؟ فهنا تبدأ الكوميديا الحقيقية!

بينما تُسحق غزة تحت القنابل، ويُباد شعبها، يخرج علينا الجولاني ليقول بكل برود: “ليست من اختصاصي!”

حين تسيل دماء الأطفال في فلسطين، يُجيب بثقة: “أنا مُنشغل بترتيب العلاقات الدبلوماسية!”

وحين تُصبح دمشق على بعد أمتار من تقدم الاحتلال الإسرائيلي، يُطمئن الجميع: “الأمور تحت السيطرة.. لكن في قاعات المؤتمرات!”

لكن ما إن يظهر مدني أعزل في شوارع سوريا.. يتحول “الدبلوماسي” إلى أسدٍ هائج!

يقطع الرقاب، يسحل النساء والرجال والأطفال بلا تمييز، وكأنهم ماء ودم يجري أمامه!

أمام إسرائيل؟ لا تقلقوا! هناك يُصبح هذا “الأسد” قطًا أليفًا يُخفِي مخالِبَه ويتحوّل إلى فأر مذعور! يبحث عن جُحر يختبئ فيه!

لماذا؟

لأنه مبرمج.. نعم، مبرمج على أن يوجّه سيفه نحو رقاب المسلمين فقط، لا نحو صانعته!

تصفيق حار من آل سعود وجمهور الوهَّـابية!

ولأن العار يُحب التصفيق، فقد وجدت آل سعود وأدواتهم ضالّتهم في هذا المشروع المتكامل.

منابر التكفير تصدح باسمه، وجماهير الوهَّـابية تُصفّق له بحرارة.

وكيف لا يصفقون؟!

أليس هو مشروعهم المثالي؟ سكينهم الذي يذبح الأبرياء، ولسانهم الذي شتم كُـلّ من قال “لا” للصهاينة؟

هو ابنهم البار.. المُبرمج على مهاجمة المقاومة وقتل الأبرياء، وتجاهل كُـلّ مجزرة صهيونية!

وكيف لا؟

أليس هو الأدَاة التي زرعها الصهاينة وغذّتها الوهَّـابية في أوساط الشعوب؟

يتحَرّك وفق “الريموت” كما أُمِر من صانعيه، فصار بطلًا في عيونهم.. وخائنًا في عيون الأحرار!

في الختام..

يا أحمد الشرع، أنت لم تفتح الشام.. بل فتحت أبوابها للعدو.

لم تنصر الدين.. بل خنته.

لم تنتصر لسوريا.. بل انتصرت لـ “إسرائيل”.

لم تحرّر الأرض.. بل سلمتها على طبق من ذهب.

لم تحمِ حقوق الإنسان.. بل قتلت الإنسان!

لكن تذكّر دائمًا: أدوات الصهيونية تُستخدم.. ثم تُرمى.

وما أنت إلا ورقة سقطت، بانتظار مَن يُلقيها في مزبلة التاريخ!

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

العراق يجدد رفضه القاطع لكل الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سوريا

بغداد-سانا

أدانت وزارة الخارجية العراقية الغارة الجوية الصهيونية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق.

وأكدت الوزارة في بيان اليوم “رفضها القاطع لكل الاعتداءات الصهيونية المتكررة التي تنتهك سيادة سوريا وتهدد أمنها واستقرارها”.

وشددت الوزارة على “ضرورة احترام القانون الدولي وسلامة الأراضي السورية”، داعيةً المجتمع الدولي إلى “تحمّل مسؤولياته في وضع حد لهذه التصرفات العدوانية التي تسهم في زعزعة استقرار المنطقة”.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • خدعة الطعام الصحي.. منتجات أطفال شهيرة تُهدد نموهم وتُضلل الأهالي!
  • العراق يجدد رفضه القاطع لكل الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سوريا
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: سوريا بين الساحل العلوي والهجمات ضد الدروز.. الشرع أم الجولاني؟
  • عضو بهيئة الدستور: هلا بالزبادي وكل منتجات النسيم بعد اعتذار الرعيض  
  • مصر.. شريحة هاتف تتسبب في أزمة كبرى وقضايا أمام المحاكم
  • شاهد | تصعيد خطير في ريف دمشق بين فصائل الجولاني ومجموعات درزية وإسرائيل تدخل على الخط
  • على مستوى قاعات التجميل والعناية الجسدية.. تسجيل أزيد من 1500 مخالفة
  • فريق صيني يزرع أول شريحة دماغية متخصصة في جمع بيانات المرضى
  • صادرات مصر من منتجات الجلود والأحذية تقفز لـ 28.9 مليون دولار في الربع الأول من 2025
  • في أقل من شهرين القوات الأمريكية تخسر 7 مسيّرات متطورة بقيمة تتجاوز 200 مليون دولار... أين وكيف؟