يمانيون:
2025-04-15@10:12:02 GMT

التكفيريون.. خنجرٌ مسموم في خاصرة الأُمَّــة

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT

التكفيريون.. خنجرٌ مسموم في خاصرة الأُمَّــة

غيداء شمسان

تطل علينا بين الفينة والأُخرى، جماعاتٌ ترفع رايات الدين، وتدّعي حماية الشريعة، لكنها في حقيقة الأمر لا تجيد سوى سفك الدماء، وتشويه صورة الإسلام السمحة، وتمزيق وحدة الأُمَّــة.. إنهم التكفيريون، صنيعة استخباراتية خبيثة، تهدف إلى تحقيق أهداف دنيئة، لا تمُتُّ للدين بصلة.

إن المتأمِّــلَ في نشأة هذه الجماعات، ومسار تحَرّكاتها، يدرك أنها ليست وليدة الصدفة، بل هي نتاج تخطيط استراتيجي محكم، تقف خلفه قوى خارجية، تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب دماء المسلمين، إنها صناعة أمريكية إسرائيلية، بامتيَاز، تستهدف ضرب الإسلام من الداخل، وتفتيت المجتمعات العربية والإسلامية، وتبرير التدخل الأجنبي السافر في شؤون المنطقة.

إن الهدف الأول والأهم من وراء صناعة التكفيريين، هو تشويه صورة الإسلام، وتقديمه للعالم كدين عنف وإرهاب، لا يعرف إلا القتل والتدمير، فمن خلال ممارساتهم الوحشية، وأفعالهم الشنيعة، يسعى هؤلاء إلى تلطيخ سمعة الإسلام، وتنفير الناس منه، وإبعادهم عن قيمه السمحة وتعاليمه النبيلة إنهم يرتكبون أبشع الجرائم باسم الدين، ليخدموا بذلك أعداء الإسلام، الذين يسعون جاهدين إلى تشويه صورته، والتحريض عليه، وإثارة الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية بين المسلمين.

لا يقتصر دور التكفيريين على تشويه صورة الإسلام، بل يتعداه إلى تفكيك المجتمعات العربية والإسلامية من الداخل، وإثارة الفتن والنزاعات بين أبنائها فهم يعملون على نشر الأفكار المتطرفة، وتكفير المخالفين، واستباحة دمائهم وأموالهم، مما يؤدي إلى انقسام المجتمع، وتصدع وحدته، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، إنهم يسعون إلى إشعال الحروب الأهلية، وإثارة الفوضى والاضطرابات، لتمكين القوى الخارجية من التدخل في شؤون المنطقة، والسيطرة على ثرواتها ومقدراتها.

إن الفوضى والاضطرابات التي يثيرها التكفيريون، توفر الذرائع المثالية للقوى الخارجية، لتقديم نفسها كمنقذة ومخلصة، ولتبرير تدخلها السافر في شؤون المنطقة. فباسم مكافحة الإرهاب، وحماية المدنيين، والدفاع عن حقوق الإنسان، تتدخل هذه القوى في شؤون الدول العربية والإسلامية، وتقوم باحتلال أراضيها، والسيطرة على ثرواتها، وتغيير أنظمتها، وفرض هيمنتها عليها إنهم يستغلون الفوضى التي يثيرها التكفيريون، لتقديم أنفسهم كحل وحيد للخروج من الأزمة، ولإقناع الشعوب العربية والإسلامية بقبول احتلالهم، والخضوع لسيطرتهم.

إن التكفيريين ليسوا سوى أدَاة في يد أعداء الأُمَّــة، يستخدمونها لتحقيق أهدافهم الخبيثة.

إنهم خنجر مسموم في خاصرة الإسلام، يسعون إلى تشويه صورته، وتفتيت أوطانه، وتبرير التدخل الأجنبي في شؤونه.

لذلك، فَــإنَّ مواجهة هذه الجماعات، وكشف مخطّطاتهم، وفضح أهدافهم، هو واجب ديني ووطني، يقع على عاتق كُـلّ مسلم غيور على دينه ووطنه يجب علينا أن نتوحد ونقف صفًّا واحدًا في وجه هؤلاء الخوارج المارقين، وأن نعمل على نشر الوعي والتسامح، وتعزيز الوحدة والتكاتف، لقطع الطريق على أعداء الأُمَّــة، وإفشال مخطّطاتهم إن مستقبلنا بأيدينا، ومصيرنا نحن من نصنعه، فلنكن على قدر المسؤولية، ولنعمل معا؛ مِن أجلِ بناء مستقبل مشرق لأمتنا، يسوده الأمن والسلام.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة فی شؤون

إقرأ أيضاً:

كاتب تركي: هل تستطيع أنقرة قيادة نظام عالمي جديد مبني على قيم الإسلام؟

يرى الكاتب إحسان أكتاش أن تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان يمكنها أن تقود نظاما عالميا جديدا قائما على مفهوم العدالة الإسلامية، في ظل تآكل النظام العالمي الحالي الذي تأسس في جوهره على قيم غربية مادية استبدادية، فشلت في طرح حلول للأزمات التي تعصف بالعالم اليوم.

وفي مقال نشرته صحيفة "يني شفق" التركية، يقول الكاتب: إن أزمة الإنسانية الكبرى ظلّت محل نقاش منذ بداية الحقبة الاستعمارية، وهي في جوهرها أزمة حضارية، إذ تحدّى النموذجُ الحداثيّ هيمنة المسيحية في العصور الوسطى، وأسّس لعالم منزوع المرجعية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصحفيون الفرنسيون: نعلن تضامننا مع زملائنا بغزةlist 2 of 2لاكروا: التنديد بالإسلاموفوبيا يعرض لتهمة التشدد الإسلامي أو الانتماء للإخوانend of list نظام غربي ظالم

وحسب الكاتب، فإن هذا العالم الجديد قام على تصوّر يجعل من الإنسان إلها، إنسان لا يقدر على كبح جماح طمعه ولا يشبع من الغزو والاستعمار، فنتج عن ذلك تقسيم جوهري لشعوب الأرض إلى فئتين: مستعمِرون غربيون متوحشون، ومستَعمَرون يقبعون تحت نير الاستغلال.

وأضاف الكاتب، أن هذا التقسيم الطبقي الذي نشأ بين "الغرب وبقية شعوب العالم" أدى إلى زعزعة عميقة لمبدأ العدالة على وجه الأرض، فقد استحوذت طبقة تمثل 5% فقط من سكان العالم على ثروات الكوكب، بينما استُعبد بقية البشر كعبيد لهذه الثروات.

ويتابع إن قوى اليسار والاشتراكية حاولت في فترة ما مقاومة هذا الاختلال الفادح في الموازين، إلا أن الغرب استطاع التغطية على إرثه الاستعماري من ستينيات القرن الماضي وحتى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

إعلان

وأوضح أن الغرب غطى على إرثه الاستعماري بشعارات مثل الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحقوق الأفراد، وحقوق المرأة، وحماية البيئة، إلا أن نهاية الحرب الباردة -وفقا للكاتب- كشفت عجز المنظومة اليسارية، التي كانت جزءا من النظام الغربي، عن تقديم حل حقيقي لأزمة الإنسانية الكبرى.

ويرى الكاتب أن عالم اليوم، تكفي فيه كلمة واحدة من رئيس الولايات المتحدة لتغيير مصير ملايين البشر، في حين أن القوى المناهضة مثل الصين وغيرها لا تملك ما تقدمه للبشرية سوى مظاهر التقدّم المادي، دون طرح بديل حضاري حقيقي.

بين الإسلام والغرب

ويستمر أكتاش: إن العناية الإلهية تبعث، كلما واجهت البشرية أزمة كبرى، عبر التاريخ، نبيا يُعيد صياغة العقيدة المفككة والمفاهيم المنحرفة، ويصلح الفساد الذي بلغ مداه.

وعندما جاء الإسلام، بدأ أولا بإعادة تشكيل العقيدة بالتوحيد، ثم جسّد النبي محمد ﷺ هذا التغيير على أرض الواقع في حياته الشخصية، واضعا نموذجا متكاملا لحياة إنسانية فاضلة شملت الأخلاق الفردية، والعدل، وتأسيس نظام دولة يضمن للناس العيش بطمأنينة من الألف إلى الياء.

ويضيف الكاتب أن دولة الإسلام، بعد أن توسعت إلى ما وراء النهر وبغداد خلال القرن الهجري الأول، ازدادت قوة وأصبحت حضارة عظيمة. وعلى امتداد القرون اللاحقة، أصبحت إمبراطوريات المسلمين، القوة المهيمنة في العالم.

ويتابع الكاتب: إن الحضارة الإسلامية امتدت عبر إمبراطوريات وشعوب متنوعة، ووصلت إلى حدود فرنسا من جهة الغرب، وشملت ألمانيا، وصقلية، والقوقاز، وماليزيا، وإندونيسيا، والهند، وإيران، وشمال أفريقيا من اليمن إلى المغرب، ولم يبقَ خارج هذا الامتداد الإسلامي سوى بعض بلدان الغرب، والولايات المتحدة، وأميركا اللاتينية.

لكن المسيحيين -حسب الكاتب- لم يروا في الإسلام يوما دينا سماويا، بل اعتبروه شكلا من أشكال الوثنية، وهو ما دفعهم إلى شن الحملات الصليبية، ولاحقا محاربة الدولة العثمانية، وقد تحقق هذا الهدف في الحرب العالمية الأولى، ولم يبقَ أمام الإمبريالية الاستعمارية الغربية دين منافس أو نموذج حضاري بديل.

إعلان بارقة أمل للإنسانية

يعتقد الكاتب أنه لا توجد أي فكرة جديدة قادرة على وقف الانحدار الذي تعيشه البشرية في الوضع الراهن، فالنخب الثرية التي تقود الإمبريالية العالمية لم تعد تؤمن بالمسيحية، بل باتت تمجّد الشر وتخدمه، وتعمل على تدمير الإنسان والإنسانية.

ويرى أن ما يجري في غزة هو انعكاس واضح لفساد النظام الغربي الصهيوني القائم على الظلم والاستعمار، والذي يعارضه الملايين في العالم، سواء في الشرق أم الغرب، دون أن يملكوا أي قدرة على تغييره، ما يُظهر الحاجة الملحة إلى نظام عالمي جديد أكثر عدلا.

تركيا ستلعب دورا محوريا

ويؤكد الكاتب أن تركيا بقيادة أردوغان، كانت خلال العقد الأخير من أبرز الأصوات التي واجهت الظلم العالمي، وانتقدت انعدام العدالة في النظام الدولي من خلال شعار "العالم أكبر من خمسة"، لذلك فإنها قادرة على أن تقدم حلا للأزمة التي تعيشها البشرية اليوم بتطبيق قيم الإسلام.

ويتم ذلك، حسب رأيه، بتطبيق مفهوم العدالة الاجتماعية بمعناه الواسع الذي يشمل الاقتصاد والأخلاق والقانون والسياسة، ومواجهة أزمات العصر بمؤسسات إسلامية مثل صندوق الزكاة والأوقاف وغيرها.

ويعتقد الكاتب أن تجربة تركيا التاريخية والحضارية تؤهلها للعب الدور المحوري في تعزيز هذه المبادئ وتحويلها إلى نموذج إسلامي معاصر يؤسس لعدالة حقيقية بين شعوب العالم ويحرر المستضعفين من الهيمنة الثقافية التي فرضها الاستعمار ويكون بارقة أمل للمظلومين وللإنسانية جمعاء.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: القيم الإنسانية في الإسلام صورة من صور الإعجاز الإلهي
  • الإبادة التلمودية والحملات الصليبية اليهودية
  • كاتب تركي: هل تستطيع أنقرة قيادة نظام عالمي جديد مبني على قيم الإسلام؟
  • حكم القصاص في الإسلام وجزاء العفو.. دار الإفتاء توضح
  • "العدل والشؤون القانونية" تصدر 3 قرارات وزارية
  • أشهر 10 رياضيين اعتنقوا الدين الإسلامي
  • عبيدُ واشنطن خنجرٌ في خاصرة الأُمَّــة
  • الأدب في خدمة العقيدة.. كيف وظف جابر قميحة الشعر للدفاع عن الإسلام؟
  • كيف تحقق طموحك دون الوقوع فيما نهى عنه الاسلام؟.. علي جمعة يوضح
  • العلاقة بين الإسلام السياسي والولايات المتحدة الأمريكية