تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذرت أطراف سورية ودولية، من تنامي العنف والقتل في الساحل السوري على أساس طائفي، ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فقد ارتفع عدد ضحايا العنف والإعدامات الميدانية في الساحل نحو 1383 ضحية، وقد شهدت محافظات طرطوس واللاذقية وحماة، اليوم الأربعاء، 3 مجازر راح ضحيتها نحو 158 مدنيا أغلبهم من الطائفة العلوية.



ووثق المرصد السوري عددا من القصص التي تروي تفاصيل مجاز الأمن العام، وذكر المرصد على لسان إحدى الأمهات التي فقدت ثلاثة من أبنائها أن "مجموعات أمنية بينها عناصر مكشوفة الوجه وأخرى ملثمة، يرتدون زيًا عسكريًا، اقتحمت منزل عائلة في قرية قبو العوامية بريف اللاذقية "القرداحة".

 وقاموا بتفجير أقفال المنزل بالقنابل، قبل أن ينهبوا محتوياته ويجبروا الشباب الثلاثة على الخروج. سألهم المسلحون: أنتم علوية أم سنية؟ لا تهمهم الاجابة: بكل الاحوال سوف تقتلون، قالوها ثم أطلقوا النار عليهم، رغم تأكيدهم أن الشبان مدنيون، ويُدرّس اثنان منهم اللغة الإنجليزية في الجامعة".


تقول الإم إن المجموعات الأمنية رفضت السماح لها بدفن الشباب الثلاثة، وأنها ظلت تتناوب على حراسة جثث أبنائها لمدة 4 أيام خوفا من أن تقوم المجموعات بحرق جثث الضحايا، وفقا لرواية الأم في تقرير للمرصد السوري.

التمثيل بالجثث

تداولت بعض صفحات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لمدنيين يطلبون النجدة من جرائم القتل التي يتعرضون لها على أساس طائفي، كما تداولت البعض صورا لزحام المواطنين أمام القاعدة العسكرية الروسية في حميميم طلبًا للنجدة.


وتحدث البعض عن عمليات الإعدام بدم بارد، والانتهاكات الخطيرة مثل قتل الأطفال والنساء، والمدنيين غير الحاملين للسلاح، وإحراق الجثث، أو طهوها إمعانا في التنكيل والتمثيل بجثث الضحايا. 


وحذر البعض من مثل هذه السلوكيات العنيفة والمخالفة للقوانين والمواثيق الدولية، كما أنه مخالف للوعود التي قطعتها الحكومة الانتقالية في سوريا على نفسها بحماية كل السوريين وعدم تعريض طوائفها للفتنة أو الخطر.


وردا على ما يحدث في مدن وقرى الساحل السوري، أعلن أحمد الشرع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وإعلان نتائجها أمام الشعب، مع توقيع القانون على كل من يخالفه.

تشويه صورة الدين الحنيف

وأشار البعض في الوقت نفسه إلى أن هذه السلوكيات الإجرامية التي ارتكبت في مدن الساحل على أساس طائفي تخالف قيم الإسلام الحنيف، كما أن نشر هذه الافعال على أنها تتوافق مع الفقه الإسلامي هو تشويه للإسلام وللفقه، خاصة وأن مثل هذه الجرائم التي وقعت في الساحل السوري جرت وسط إثارة من قبل البعض داخل المساجد مع ترويج دعوات للجهاد ضد العلويين، وهو ما يزيد الربط بين الإسلام وبين مثل هذه الجرائم التي يأباها الشرع الحنيف.


ووفقا للمدونات الفقهية فإن الإسلام حث المؤمنين على معاملة الأسرى أو المسجونين معاملة كريمة، وحرم الانتقاص منهم أو تعريضهم للخطر أو القتل، ومن المأثور عن الصحابة الكرام والإمام علي بن أبي طالب أنه قال عن قاتله "احبسوا هذا الأسير، واطعموه واسقوه وأحسنوا إساره، فإن مت فذاك إليكم، فإن بدا لكن أن تقتلوه فلا تمثلوا به". 


ونقلا عن موقع "بوابة الأزهر الاليكترونية" إجابة عن سؤال حكم التمثيل بالجثث والقتل بالحرق والصعق، فإن الإسلام "أمر بالإحسان إلي الإنسان في كل أحواله، حتى في عقابه إذا استحق القتل لسبب شرعي، فإنه يقتل بطريقة تحافظ على كرامته، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ" (رواه مسلم)، ولذلك نهى الإسلام عن التمثيل بالجثث بمعنى التنكيل بها، أو قطع شيء منها، أو فتح البطن وإخراج ما فيها، أو تحريقه بالنار حياً أو ميتاً، فقد أخرج أحمد في مسنده: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن المثلة"، وفي البخاري وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ وَقَالَ لَنَا: "ِإنْ لَقِيتُمْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا - لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا - فَحَرِّقُوهُمَا بِالنَّارِ" قَالَ: ثُمَّ أَتَيْنَاهُ نُوَدِّعُهُ حِينَ أَرَدْنَا الخُرُوجَ، فَقَالَ:"ِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحَرِّقُوا فُلاَنًا وَفُلاَنًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لاَ يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ أَخَذْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا".

بل إن الإسلام ينهى عن تحريق الحشرات، فكيف يرضى بتحريق الآدميين الذين كرمهم الله؟!!، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَرْنَا بِقَرْيَةِ نَمْلٍ، فَأُحْرِقَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «"َا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الساحل السوري ف لا ن ا ى الله

إقرأ أيضاً:

الخثلان يوضح الأعمال التي تُدخل الإنسان الجنة بلا عذاب.. فيديو

الرياض

أوضح أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور سعد الخثلان، الأعمال التي تُدخل الإنسان الجنة بلا سابقة عذاب وبغير حساب.

وأشار الخثلان خلال مقطع فيديو أنه في حديث عظيم ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كشف فيه عن فئة مميزة من أمته، تنال أعظم الجزاء من الله دون أن تُعرض للحساب أو العذاب.

وقال عليه الصلاة والسلام: “يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب ولا عذاب”، ثم وصفهم بقوله: “هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون”.

وتحمل هذه الصفات دلالات عميقة عن مدى تعلق هؤلاء بالله، فهم لا يطلبون الرقية من أحد، توكلاً ويقيناً بقدرة الله وحده، ولا يلجأون للكي طلباً للشفاء، كما أنهم لا يعرفون التشاؤم طريقًا إلى قلوبهم. والأهم من ذلك كله: توكلهم الكامل على الله في شؤون حياتهم.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/04/tDFTHpDwWb58q1X4.mp4

إقرأ أيضًا:

حكم تخصيص يوم الجمعة بالتذكير بالصلاة على النبي .. فيديو

مقالات مشابهة

  • ضعف الثقة بالنفس والعنف المضاد.. مخاطر استخدام الضرب في تربية الأطفال
  • الشرع يمدد عمل لجنة التحقيق في أحداث الساحل السوري 3 أشهر
  • فوق السلطة: الكركرية طريقة صوفية أم حركة مشبوهة؟
  • مسيرات جماهيرية بمحافظة صنعاء تنديدا باستمرار جرائم الكيان الصهيوني في غزة
  • اعتراف قائد صقور الصحراء سابقا بشأن أحداث الساحل السوري يثير الغضب بالمنصات
  • الخثلان يوضح الأعمال التي تُدخل الإنسان الجنة بلا عذاب.. فيديو
  • في ذكرى الشهيد الصدر
  • نظرة خلال الصحافة الغربية.. الكلام المزدوج لحركة حماس يؤكد أنها لا تزال طائفية ولا تؤمن بالوحدة الوطنية
  • تصاعد حرب الإبادة في غزة.. أمريكا تواصلُ جرائمَها وفشلَها في اليمن
  • الوطن وعي