جرائم طائفية وتدوينات عن التمثيل بالجثث: "تمزق الجسد السوري"
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذرت أطراف سورية ودولية، من تنامي العنف والقتل في الساحل السوري على أساس طائفي، ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فقد ارتفع عدد ضحايا العنف والإعدامات الميدانية في الساحل نحو 1383 ضحية، وقد شهدت محافظات طرطوس واللاذقية وحماة، اليوم الأربعاء، 3 مجازر راح ضحيتها نحو 158 مدنيا أغلبهم من الطائفة العلوية.
ووثق المرصد السوري عددا من القصص التي تروي تفاصيل مجاز الأمن العام، وذكر المرصد على لسان إحدى الأمهات التي فقدت ثلاثة من أبنائها أن "مجموعات أمنية بينها عناصر مكشوفة الوجه وأخرى ملثمة، يرتدون زيًا عسكريًا، اقتحمت منزل عائلة في قرية قبو العوامية بريف اللاذقية "القرداحة".
وقاموا بتفجير أقفال المنزل بالقنابل، قبل أن ينهبوا محتوياته ويجبروا الشباب الثلاثة على الخروج. سألهم المسلحون: أنتم علوية أم سنية؟ لا تهمهم الاجابة: بكل الاحوال سوف تقتلون، قالوها ثم أطلقوا النار عليهم، رغم تأكيدهم أن الشبان مدنيون، ويُدرّس اثنان منهم اللغة الإنجليزية في الجامعة".
تقول الإم إن المجموعات الأمنية رفضت السماح لها بدفن الشباب الثلاثة، وأنها ظلت تتناوب على حراسة جثث أبنائها لمدة 4 أيام خوفا من أن تقوم المجموعات بحرق جثث الضحايا، وفقا لرواية الأم في تقرير للمرصد السوري.
تداولت بعض صفحات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لمدنيين يطلبون النجدة من جرائم القتل التي يتعرضون لها على أساس طائفي، كما تداولت البعض صورا لزحام المواطنين أمام القاعدة العسكرية الروسية في حميميم طلبًا للنجدة.
وتحدث البعض عن عمليات الإعدام بدم بارد، والانتهاكات الخطيرة مثل قتل الأطفال والنساء، والمدنيين غير الحاملين للسلاح، وإحراق الجثث، أو طهوها إمعانا في التنكيل والتمثيل بجثث الضحايا.
وحذر البعض من مثل هذه السلوكيات العنيفة والمخالفة للقوانين والمواثيق الدولية، كما أنه مخالف للوعود التي قطعتها الحكومة الانتقالية في سوريا على نفسها بحماية كل السوريين وعدم تعريض طوائفها للفتنة أو الخطر.
وردا على ما يحدث في مدن وقرى الساحل السوري، أعلن أحمد الشرع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وإعلان نتائجها أمام الشعب، مع توقيع القانون على كل من يخالفه.
وأشار البعض في الوقت نفسه إلى أن هذه السلوكيات الإجرامية التي ارتكبت في مدن الساحل على أساس طائفي تخالف قيم الإسلام الحنيف، كما أن نشر هذه الافعال على أنها تتوافق مع الفقه الإسلامي هو تشويه للإسلام وللفقه، خاصة وأن مثل هذه الجرائم التي وقعت في الساحل السوري جرت وسط إثارة من قبل البعض داخل المساجد مع ترويج دعوات للجهاد ضد العلويين، وهو ما يزيد الربط بين الإسلام وبين مثل هذه الجرائم التي يأباها الشرع الحنيف.
ووفقا للمدونات الفقهية فإن الإسلام حث المؤمنين على معاملة الأسرى أو المسجونين معاملة كريمة، وحرم الانتقاص منهم أو تعريضهم للخطر أو القتل، ومن المأثور عن الصحابة الكرام والإمام علي بن أبي طالب أنه قال عن قاتله "احبسوا هذا الأسير، واطعموه واسقوه وأحسنوا إساره، فإن مت فذاك إليكم، فإن بدا لكن أن تقتلوه فلا تمثلوا به".
ونقلا عن موقع "بوابة الأزهر الاليكترونية" إجابة عن سؤال حكم التمثيل بالجثث والقتل بالحرق والصعق، فإن الإسلام "أمر بالإحسان إلي الإنسان في كل أحواله، حتى في عقابه إذا استحق القتل لسبب شرعي، فإنه يقتل بطريقة تحافظ على كرامته، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ" (رواه مسلم)، ولذلك نهى الإسلام عن التمثيل بالجثث بمعنى التنكيل بها، أو قطع شيء منها، أو فتح البطن وإخراج ما فيها، أو تحريقه بالنار حياً أو ميتاً، فقد أخرج أحمد في مسنده: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن المثلة"، وفي البخاري وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ وَقَالَ لَنَا: "ِإنْ لَقِيتُمْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا - لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا - فَحَرِّقُوهُمَا بِالنَّارِ" قَالَ: ثُمَّ أَتَيْنَاهُ نُوَدِّعُهُ حِينَ أَرَدْنَا الخُرُوجَ، فَقَالَ:"ِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحَرِّقُوا فُلاَنًا وَفُلاَنًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لاَ يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ أَخَذْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا".
بل إن الإسلام ينهى عن تحريق الحشرات، فكيف يرضى بتحريق الآدميين الذين كرمهم الله؟!!، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَرْنَا بِقَرْيَةِ نَمْلٍ، فَأُحْرِقَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «"َا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الساحل السوري ف لا ن ا ى الله
إقرأ أيضاً:
صحفي لبناني يؤكد أن حزب الله ضالع في اضطرابات الساحل السوري
كشف الصحفي والسياسي اللبناني علي حمادة عن معلومات تفيد بتورط "حزب الله" في الاضطرابات الأخيرة التي شهدها الساحل السوري، مشيرًا إلى تحركات لعناصر وضباط من النظام السوري السابق بين لبنان وسوريا، ودورهم في تنسيق العمليات التي اندلعت مؤخرًا في مناطق الساحل وحمص.
ووفقًا لما ذكره حمادة فإن السلطات السورية أبلغت نظيرتها اللبنانية باعتقال عدد من الضباط السابقين في النظام السوري، ممن شاركوا في عمليات ضد الحكم في دمشق، حيث تبين أنهم كانوا يتنقلون بانتظام بين لبنان وسوريا.
وأضاف أن هذه التحركات شملت نقل معلومات وأموال، بالإضافة إلى تنسيق العمليات الأخيرة في الساحل السوري.
وأشار حمادة إلى أن السلطات اللبنانية تلقت إبلاغًا رسميًا من دمشق يتضمن أدلة على هذه التحركات، مما دفع الأجهزة الأمنية في بيروت إلى استدعاء وفيق صفا، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله"، للتحقيق في هذه المعلومات.
وأكد أن هذا التطور يعكس حساسية الموقف اللبناني الرسمي، الذي يسعى إلى النأي بنفسه عن التدخل في الشأن السوري وتجنب الانخراط في أي صراعات داخلية هناك.
وكشف حمادة أن "حزب الله" لم يوقف تحركاته عبر الحدود اللبنانية-السورية منذ شهور، حيث تأتي هذه التحركات لأسباب عدة، منها نقل أموال متبقية في مناطق ريف حمص والمناطق التي كان الحزب ينتشر فيها داخل سوريا.
بالإضافة لإعادة إدخال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى لبنان، وخاصة أنظمة توجيه الصواريخ والطائرات المسيّرة، بعد أن كانت تُجمع سابقًا على الأراضي السورية.
وأضاف أن هذه المعلومات تتقاطع مع تقارير تمتلكها السلطات اللبنانية وسفارات غربية في بيروت، والتي تؤكد أن "حزب الله" يعيد تأهيل بنيته العسكرية بدعم من خبراء إيرانيين موجودين داخل لبنان.
"حزب الله" ينفي
من جهته، أصدر "حزب الله" بيانًا السبت الماضي٬ ينفي فيه "بشكل قاطع" أي تدخل في الأحداث الجارية في سوريا أو وقوفه مع أي طرف. وجاء في البيان: "بعض الجهات (لم يسمها) تدأب على الزجّ باسم حزب الله فيما يجري من أحداث في سوريا، واتهامه بأنه طرف في الصراع القائم هناك".
وأضاف: "حزب الله ينفي بشكل واضح وقاطع هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، ويدعو وسائل الإعلام إلى توخّي الدقة في نقل الأخبار وعدم الانجرار وراء حملات التضليل التي تخدم أهدافًا سياسية وأجندات خارجية مشبوهة".
ويعكس التوتر المتصاعد بين الحكومة السورية الجديدة و"حزب الله"، الذي كان أحد أبرز داعمي الأسد، تحولًا في موازين القوى داخل سوريا، في ظل مساعي الحكومة السورية الجديدة لإعادة فرض السيطرة الأمنية ومنع أي تدخل خارجي في شؤونها.