الجارديان: شعار ترامب في مسألة الغاز والنفط احفر يا حبيبي احفر
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تعزيز استخراج النفط والغاز في الولايات المتحدة تحت شعار "احفر، يا حبيبي، احفر"، لكنه في الوقت ذاته يتطلع إلى هدف أوسع: إبقاء العالم معتمدًا على الوقود الأحفوري المسبب للاحتباس الحراري لأطول فترة ممكنة، وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
في إطار اتفاقيات يجري التفاوض عليها مع دول مثل اليابان وأوكرانيا، يستخدم ترامب النفوذ الأمريكي في الرسوم الجمركية والمساعدات العسكرية لدعم تدفق النفط والغاز عالميًا.
وقال كريس رايت، وزير الطاقة الأمريكي، الأسبوع الماضي: “لسنوات، كانت الدول الغربية تقول بلا خجل: لا تطوروا الفحم، إنه سيئ. هذا الموقف كان استعلائيًا وغير منتج لإفريقيا. هذا هراء، 100% هراء. لقد غير الفحم العالم وجعله أفضل.”
جدد رايت هذا الطرح يوم الاثنين خلال مؤتمر لصناعة النفط في هيوستن، تكساس، حيث أكد أن العالم يحتاج إلى المزيد من الوقود الأحفوري وليس أقل، وانتقد سياسات جو بايدن المناخية واصفًا إياها بأنها "غير عقلانية وأقرب إلى عقيدة دينية". كما زعم أن الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح لا يمكنها استبدال الوقود الأحفوري، وهو ادعاء يخالفه العديد من الخبراء.
هذا التوجه قد يعزز الدعم الأمريكي لمشاريع التنقيب عن النفط في إفريقيا، مما يسعد الشركات التي تدعي أن النفط والغاز هما الحل لتوفير الطاقة لـ 600 مليون شخص يفتقرون إلى الكهرباء في القارة.
علق روبرت ستريك، رئيس شركة Stryk Global Diplomacy التي تساعد غرفة الطاقة الإفريقية في تسهيل مشاريع النفط والغاز الممولة أمريكيًا، قائلًا:
"مع تقليص القيود في عهد الرئيس ترامب، ستتاح فرص جديدة للمستثمرين الأمريكيين لدخول قطاع النفط والغاز في إفريقيا، مما قد يحقق فوائد حقيقية للدول الإفريقية. ما قاله الوزير رايت كان رسالة قوية، وكان خطوة عبقرية."
وأضاف أن الغرب منافق عندما يطالب إفريقيا بالتخلي عن الوقود الأحفوري بعد أن اعتمد عليه في تطوير اقتصاده، مشددًا على ضرورة ترك إفريقيا تختار مصيرها بنفسها. وقال: “الجميع يتحدث عن الطاقة المتجددة، لكنها مجرد شعارات فارغة، فهي تبقي الناس حيث هم، في الفقر.”
في المقابل، يحذر العلماء من أن أزمة المناخ، الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، تشكل خطرًا كارثيًا عالميًا، خصوصًا على الدول الإفريقية الفقيرة التي لم تسهم إلا بنسبة ضئيلة في انبعاثات الاحتباس الحراري. فالقارة الإفريقية تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة أسرع من المتوسط العالمي، وتعاني بالفعل من فيضانات وجفاف وموجات حر متزايدة، مما يكلف اقتصاداتها خسائر تصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بسبب التغيرات المناخية.
بينما يسعى ترامب وإدارته إلى دعم الوقود الأحفوري على مستوى العالم، تظل مخاطر التغير المناخي مصدر قلق كبير، خصوصًا في الدول النامية التي تتحمل عواقب هذه السياسات دون أن تكون سببًا رئيسيًا في المشكلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب النفط الغاز المزيد الوقود الأحفوری النفط والغاز
إقرأ أيضاً:
ضم كندا.. مسألة شخصية لترامب أم رغبة أمريكية في التوسع؟
قابل الكنديون تهديد ترامب الأول بضم بلادهم وجعلها الولاية الأمريكية الـ51 باستهزاء، لكن مع مرور الوقت تحول الموقف، وبدأ الخوف ينتشر بينهم مصيباً كبار القادة بالذعر، وجاعلهم أمام تحد هو الأكبر في تاريخ بلادهم.
وتقول وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي لشبكة :"سي ان ان" الأمريكية، "يريد الرئيس ترامب أن يجعلنا ضعفاء اقتصادياً بشكل كبير ليضمنا في النهاية".
وتعليقاً على تصريحات الوزيرة، يؤكد المحللون، أن فكرة تهديد دولة عظمى بالسيطرة على دولة ديمقراطية أخرى، تبعث مخاوف جدية، خاصة بعد سنوات من مشاهدة غزو روسيا لأوكرانيا.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، محرفاً التاريخ خلال مواجهة مع رئيس وزراء كندا هددت بفتح جبهة جديدة في الحرب التجارية يوم الثلاثاء: "سيختفي أخيراً خط الفصل المصطنع الذي رُسم قبل سنوات عديدة". كما وعد كندا بالاحتفاظ بنشيدها الوطني "يا كندا".
الرئيس المنتخب ترامب حول ضم كندا للولايات المتحدة وجعلها ولاية تابعة لأمريكا :
- لن أستخدم الإكراه العسكري لذلك، سنستخدم القوة الاقتصادية.
- كندا والولايات المتحدة اذا اندمجا وتخلصنا من الخط الحدودي المصطنع، سيكون شيئًا عظيماً، ولا تنسون بأننا نحن من نحمي كندا. pic.twitter.com/llAueZlgef
ولغاية اللحظة لم يتكشف السبب الحقيقي الذي دفع ترامب للتهديد مرة ومرتين بجعل كندا ولاية أمريكية، ويقول الخبراء، إن عدة نظريات تفسر هوس الرئيس الأمريكي بضم جارته الكبيرة.
إفلاس وغيرةوفي بحثها عن سبب انقلاب ترامب على الجارة الشمالية للولايات المتحدة، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى إفلاس فندقين يحملان اسمه، أولهما في تورنتو عام 2016، وثانيهما في فانكوفر عام 2021.
أيضاً، يفسر البعض تهديدات ترامب بمحاولة انتقام شخصية من ترودو بعد قبلة مشبوهة من زمن الولاية الأولى طبعت من شفتي زوجته ميلانيا على خد رئيس الوزراء الكندي، بدت في الصور الموثقة عادية ولا تحمل أية دلالات غير محببة، لكن ليس من وجهة نظر ترامب الغيور.
لكن رداً على تلك النظريات القائمة على التكهنات تقول ميلاني جولي، "هذه ليست مجرد قضية شخصية بين رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو ودونالد ترامب؛ إنها أكثر من ذلك بكثير". وأضافت: "إنها تتجاوز بكثير مجرد خطاب سياسي. إنها تهديد جوهري"، مضيفةً أن إحدى نتائجها ستكون إزالة الحواجز التجارية بين المقاطعات الكندية وتوثيق العلاقات مع أوروبا".
وخلال ولايته الأولى، أمضى ترامب وقتًا طويلًا في التباهي باتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، وهي الاتفاقية التجارية التي تفاوض عليها ولكنه الآن ينتهكها بفرض رسوم جمركية جديدة على كندا والمكسيك.
وتقول التقارير، بينما لا يُولي معظم الأمريكيين اهتماماً كبيراً لفكرة ترامب بتحويل كندا إلى ولاية، يأخذ الكنديون هذا الأمر على محمل الجد، ويتجلى ذلك في صيحات الاستهجان العالية في مباريات دوري الهوكي الوطني، أو عبر رسائل التخلص من المشروبات الكحولية الأمريكية.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن معظم الكنديين (63%) يرون أنه يجب أخذ تهديدات ترامب على محمل الجد، وذلك في استطلاع أجرته شركة ليجر لصالح جمعية الدراسات الكندية. يويقول أكثر من نصف الكنديين بقليل، إنهم سيدافعون عن بلادهم ضد الغزو العسكري.
والمؤشر الأهم من ذلك هو الانخفاض الملحوظ في عدد الكنديين الذين ينظرون إلى الولايات المتحدة بإيجابية، من أكثر من 50% في يونيو (حزيران) الماضي إلى قرابة الثلث اليوم.
صدمةيتجاوز عدد سكان كندا عدد سكان كاليفورنيا، الولاية الأمريكية الأكثر اكتظاظاً بالسكان، ولو تم ضمها إلى الولايات المتحدة ككيان واحد بدلًا من 10 مقاطعات منفصلة، فإن ذلك قد قلب التوازن السياسي في النظام الأمريكي.
وحين العودة للدستور الأمريكي، يبدو الأمر سهلاً وقابلاً للتنفيذ، وآخرة مرة حصل فيها أمر مشابه حينما تم الترحيب بولاية جديدة، بهاواي وألاسكا ولايتين جديدتين عام 1959.
وساعد ضم هاتين الولايتين في نفس الوقت تقريباً في الحفاظ على التوازن السياسي في الولايات المتحدة، فألاسكا كانت تميل نحو الديمقراطيين، بينما كانت هاواي تميل نحو الجمهوريين، وفقاً لسجل مجلس الشيوخ. وهذا عكس الصورة السياسية اليوم.
ومن العقبات الأخرى، أن كندا تعد دولة ثنائية اللغة، وقد أعلن ترامب مؤخراً اللغة الإنجليزية اللغة الوطنية للولايات المتحدة.
وختاماً قالت جولي للشبكة: "كنا جزءاً من الإمبراطورية البريطانية لأننا لم نكن نريد أن نكون ضمن الولايات المتحدة".