المفوضية الاوربية ترد على الرسوم الامريكية بحزمة إجراءات انتقامية
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
مارس 12, 2025آخر تحديث: مارس 12, 2025
المستقلة/-أعلنت المفوضية الأوروبية عن سلسلة من التدابير المضادة تجاه الواردات الأمريكية، شملت مجموعة متنوعة من المنتجات، من القوارب إلى مشروب البوربون ودراجات “هارلي ديفيدسون” النارية.
تأتي هذه الخطوة ردًا على ما تعتبره بروكسل رسومًا جمركية مزعجة وغير مبررة فرضتها واشنطن، والتي دخلت حيّز التنفيذ منتصف الليل.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: “نأسف بشدة لهذا الإجراء. الرسوم الجمركية هي ضرائب، وهي سيئة للأعمال التجارية، وأسوأ للمستهلكين. هذه الرسوم تعطل سلاسل التوريد، وتخلق حالة من عدم اليقين للاقتصاد.”
وأضافت: “الوظائف على المحك، والأسعار سترتفع في أوروبا والولايات المتحدة.”
وكان الرئيس لأمريكي قد وقع أمرا تنفيذيا يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات التكتل من الصلب والألومنيوم ومشتقاتهما، مما أثّر على صادرات أوروبية تُقدَّر قيمتها بنحو 26 مليار يورو.
وقد أدانت بروكسل وقتها هذه الخطوة، مؤكدة أنها لن تتردد في اتخاذ إجراءات انتقامية إذا تم تنفيذها.
ويُعدّ الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا، أحد أبرز مصدّري الصلب إلى الولايات المتحدة. وفي فترة ولاية ترامب الأولى، ردّت بروكسل على إجراءات مماثلة بفرض رسوم على المنتجات الأمريكية بقيمة 2.8 مليار يورو.
استراتيجية الرد الأوروبي: مرحلتان من التدابير
وسيتم تطبيق التدابير الأوروبية الجديدة على مرحلتين:
المرحلة الأولى – اعتبارًا من 1 أبريل/ نيسان، ستسمح بروكسل بانتهاء عملية تعليق الرسوم الانتقامية التي فرضتها على واشنطن عامي 2018 و2020 والتي شملت مجموعة واسعة من المنتجات الأمريكية مثل دراجات هارلي دافيدسون النارية والقوارب ومشروب البوربون. وقد قُدرت قيمتها ب 8 مليارات يورو.
المرحلة الثانية – بحلول منتصف أبريل/ نيسان، ستفرض أوروبا حزمة جديدة من التدابير الجمركية للرد على الرسوم التي فرضتها واشنطن. وستستهدف تلك الإجراءات صادرات أمريكية تصل قيمتها إلى 18 مليار يورو إضافية، مما يرفع إجمالي الرد الأوروبي إلى 26 مليار يورو، أي ما يعادل قيمة الرسوم التي أقرتها إدارة ترامب.
وستشمل قائمة المنتجات المستهدفة في هذه المرحلة صناعات متنوعة، مثل الصلب والألمنيوم والمنسوجات والجلود والأجهزة المنزلية والأدوات والمعدات البلاستيكية والخشبية، إضافة إلى المنتجات الزراعية مثل الدواجن واللحوم والمأكولات البحرية والمكسرات والبيض ومشتقات الحليب والسكر والخضروات.
وفي الوقت نفسه، ستفتح بروكسل باب المشاورات مع الجهات المعنية حتى 26 مارس/ آذار، للسماح لأصحاب الصناعات والتجار بتقديم ملاحظاتهم حول الإجراءات الجديدة قبل تنفيذها رسميًا. ومن المتوقع أن يتم التصديق على القرار النهائي وبدء تنفيذه بحلول منتصف أبريل بعد موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
باب التفاوض لا يزال مفتوحًا
ورغم هذا الرد القوي، أكدت المفوضية الأوروبية أنها لا تزال منفتحة على حل تفاوضي. إذ قالت فون دير لاين: “في عالم مليء بعدم الاستقرار الجيوسياسي والاقتصادي، ليس من مصلحتنا المشتركة أن نثقل كاهل اقتصاداتنا بالرسوم الجمركية”.
وقد كلّفت فون دير لاين ماروش شيفتشوفيتش المفوض الأوروبي لشؤون التجارة، بإعادة فتح قنوات الحوار معواشنطن للبحث عن حل بديل.
و يأتي الرد الأوروبي في سياق نزاع تجاري طويل الأمد بين الجانبين. حيث بدأ منذ عام 2018 عندما فرضت إدارة ترامب الأولى رسومًا جمركية على الصادرات الأوروبية من الصلب والألمنيوم.
ورغم أن جولات تفاوض سابقة نجحت في تعليق بعض الإجراءات الانتقامية، فإن القرارات الأمريكية الأخيرة أشعلت التوترات مجددًا، مما دفعالاتحاد الأوروبيإلى اتخاذ هذه الإجراءات الحاسمة لحماية مصالحه الاقتصادية.
المصدر: يورونيوز
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: ملیار یورو رسوم ا
إقرأ أيضاً:
الصين ودول الاتحاد الأوروبي تتعهد الرد على الرسوم الجمركية الأميركية
بكين (أ. ف. ب): أعلنت الصين والاتحاد الأوروبي عزمهما اتخاذ إجراءات مضادة ردًا على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي تستهدف واردات الصلب والألومنيوم، مما يعزز المخاوف من اندلاع حرب تجارية مع اثنين من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
دخلت الرسوم حيز التنفيذ منتصف الليل بتوقيت جرينتش، دون استثناءات أو إعفاءات، وفقًا للبيت الأبيض، رغم المساعي الدبلوماسية التي بذلتها عدة دول لتجنبها. وفي هذا السياق، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، عن "أسفها العميق"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيفرض إجراءات مضادة اعتبارًا من الأول من أبريل تعادل قيمة الرسوم الأميركية المقدرة بـ28 مليار دولار.
من جهتها، تعهدت الصين باتخاذ "كل التدابير اللازمة" لمواجهة القرار الأمريكي، مشددة على أن "الحروب التجارية لا تحقق مكاسب لأي طرف"، وفق ما صرحت به الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ.
وتهدد الرسوم الأمريكية الجديدة، البالغة 25% على الصلب والألومنيوم، بزيادة تكاليف الإنتاج لمجموعة واسعة من السلع، من السيارات إلى الأجهزة المنزلية، ما قد ينعكس بارتفاع الأسعار على المستهلكين، وفقًا لخبراء اقتصاديين.
ويأتي هذا الإجراء في سياق نهج تصعيدي اعتمده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الشركاء التجاريين الرئيسيين منذ عودته إلى السلطة، حيث فرض رسوماً جمركية على كندا والمكسيك والصين وتراجع عنها جزئيًا بالنسبة لجارتي بلاده، ومن المقرر أن تدخل رسوم إضافية حيز التنفيذ في الثاني من أبريل، ما سيؤثر بشكل كبير على كندا، التي تزود الولايات المتحدة بحوالي نصف وارداتها من الألومنيوم و20% من الصلب.
وقد أثارت هذه الإجراءات قلق الأسواق المالية، إذ سجلت مؤشرات "وول ستريت" تراجعًا لليوم الثاني على التوالي، كما شهدت البورصات الآسيوية انخفاضًا ملحوظًا.
وأشارت واشنطن إلى أن الرسوم تندرج في إطار مساعيها لحماية قطاع الصلب الأمريكي والعمال الأمريكيين في وقت يشهد القطاع تراجعًا ويواجه منافسة خارجية شرسة، لا سيما من آسيا.
في المقابل، أعلنت اليابان وأستراليا وبريطانيا عن خيبة أملها من القرار الأمريكي، لكنها امتنعت عن اتخاذ إجراءات انتقامية، في حين تترقب الأسواق تطورات المشهد التجاري العالمي في ظل هذا التصعيد.