أكد ضابط المخابرات الأمريكية السابق راي ماكغفرن، أن الجيش الروسي سيهزم احتياطيات النخبة الأوكرانية، بما في ذلك لواء الهجوم 82 المحمول جوًا، ما سيجبر واشنطن على بدء محادثات السلام، حسبما أفادت وكالة "نوفوستي" الروسية، مساء اليوم الأربعاء.

وأشار الضابط السابق إلى أنه "عندما تقوم (القوات الروسية) بتدمير اللواء الأخير، فمن المرجح أن ترغب الولايات المتحدة، التي تدير الشؤون في أوكرانيا، في الذهاب إلى محادثات السلام".

السياسة الأمريكية بشأن أوكرانيا

كما أعرب ماكغفرن عن غضبه من السياسة الأمريكية بشأن أوكرانيا، واصفا إياها بـ "الوقحة"، حيث يضحي البيت الأبيض بحياة مئات الآلاف من الأشخاص من أجل مصالحه الأنانية.

وفي وقت سابق، كتبت مجلة "فوربس" أن اللواء 82 الأوكراني، المشارك في الهجوم المضاد الذي شنته كييف، بدأ بالفعل يفقد معداته وخسر ما لا يقل عن عشرة بالمائة من المركبات المدرعة الأمريكية لإزالة الألغام من طراز"إم1132 سترايكر".

وكان الهجوم الأوكراني المضاد قد بدأ في 4 يونيو الماضي، حيث نشرت كييف ألوية مدربة من "الناتو" وتحمل أسلحة غربية، بما في ذلك دبابات "ليوبارد" التي نشرت على نطاق واسع في أرض المعركة، ثم أحدثت لقطات لعدد من الآليات العسكرية محترقة في ساحة المعركة صدى واسعا في الغرب.

من جانبه، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 21 يوليو الماضي، بأنه لا توجد نتائج بالنسبة للقوات الأوكرانية، و"القيمون الغربيون محبطون بشكل واضح" من مسار الهجوم المضاد، حيث لم تساعد أوكرانيا الموارد الهائلة التي تم ضخها هناك، ولا توريد الأسلحة والدبابات والمدفعية والمدرعات والصواريخ، ولا إرسال آلاف المرتزقة والمستشارين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجيش الروسى المخابرات الأمريكية واشنطن

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تقلب الطاولة على روسيا.. ما تداعيات الهجوم على كورسك؟

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا، تحدّثت فيه عن تداعيات الهجوم الأوكراني على مدينة كورسك الروسية، في آب/ أغسطس 2024.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن منطقة كورسك الروسية ليست غريبة على الحرب. وفي الأسبوع الماضي، كانت كورسك موقعًا لأول غزو كبير للأراضي الروسية. وهذه المرة، لم تكن آلة الحرب النازية مسؤولة عن الهجوم، بل كانت عملية أوكرانية وصفت بـ"الجريئة" أذلّت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وقلبت جزءا من منطق الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وبدأت غزوة كييف لكورسك في 6 آب/ أغسطس، حيث اندفعت الدبابات والمركبات المدرعة الأخرى إلى روسيا؛ وضربت المدفعية الأوكرانية والطائرات المسيرة مواقع روسية. وبعد ستة أيام، قال المسؤولون الأوكرانيون إنهم يسيطرون على نحو 1000 كيلومتر مربع من الأراضي الروسية. وتم إجلاء عشرات الآلاف من السكان الروس وسط مخاوف متزايدة من أن تعزّز أوكرانيا وجودها وتستغل ميزتها.

وفي الثلاثاء الماضي؛ نشر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على مواقع التواصل الاجتماعي أن القوات الأوكرانية قد استولت على نحو 74 مستوطنة في كورسك وتعامل المدنيين هناك بإنسانية. وأومأ برأسه إلى تقارير عن استسلام مئات الجنود الروس للأوكرانيين المتقدمين، ووصفهم بأنهم جزء من "صندوق التبادل" الذي من شأنه أن يُمكن عودة عدد لا يحصى من الجنود الأوكرانيين في الأسر الروسي. وكان المسؤولون الأوكرانيون حذرين بشأن خططهم للمنطقة.



وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، هيورهي تيخي، للصحفيين، في كييف، إنه "على عكس روسيا، لا تحتاج أوكرانيا إلى ممتلكات الآخرين. أوكرانيا ليست مهتمة بالاستيلاء على أراضي منطقة كورسك، لكننا نريد حماية أرواح شعبنا".

وبالنسبة للكرملين؛ فإن التّطورات تُشكل ضربة لاذعة. ففي شباط/ فبراير 2022، شنّ بوتين غزوًا كامل النطاق لأوكرانيا، في نوبة من الانتقام الامبريالي الجديد، رافضًا سيادة أوكرانيا وهويتها المستقلة، فيما صوّر البلاد كجزء من روسيا الكبرى التي ستعود بشكل طبيعي إلى حضن مواطنيها المجاورين. وقد تبدّدت هذه الأوهام بسبب المقاومة العنيدة لأوكرانيا وارتفاع القومية الأوكرانية التي رافقت جهودها الحربية.

ووفقًا لأحد التقديرات؛ فقد استولت أوكرانيا على أراضٍ روسية في أسبوع، أكثر مما استولت عليه روسيا في أوكرانيا طوال السنة الجارية. وتكهّن مدونو الجيش الروسي بشأن المسؤولين الذين سيفقدون وظائفهم بسبب الكارثة، في حين اشتكى السّكان الغاضبون من الافتقار إلى التنسيق والمعلومات أثناء عمليات الاجلاء. ووصف المسؤولون في موسكو التوغّل بأنه عمل "إرهابي" وتعهدوا بالانتقام السريع.

وبعد أشهر من قصف أوكراني، أدّت العملية إلى قيام القوات الروسية بتنفيذ غارات قصف على أراضيها؛ فيما كتبت آنا نيمستوفا، في مجلة "أتلانتيك": "منذ الأسبوع الماضي، لجأ الروس، وليس الأوكرانيون، إلى وسائل الإعلام الاجتماعية والمدونات للتساؤل عما إذا كانت المحطة النووية الأقرب إلى منطقة القتال آمنة، ومشاهدة مقاطع فيديو لجنودهم الشباب المجندين وهم أسرى ومدنيون جُردوا من المأوى بينما تختفي منطقة كورسك خلف خط المواجهة النشط".

إنّ الهدف النهائي لأوكرانيا في الحملة الحالية ليس واضحًا تمامًا. فقد كان التوغل بمثابة دفعة معنوية كبيرة في وقت تكافح فيه كييف لاختراق تحصينات روسيا وتحقيق تقدم كبير في استعادة الأراضي المفقودة. وهو يخلق منطقة عازلة أكبر تحول، مؤقتا على الأقل، الضربات الجوية الرّوسية والقصف المدفعي بعيداً عن المدن والأراضي الأوكرانية. وقد يؤدي ذلك إلى سحب روسيا لبعض قواتها من أوكرانيا لخوض معارك في كورسك وغيرها من المناطق الحدودية المعرضة للخطر.


وقال دميتري ليخوفي، وهو المتحدث باسم الجيش الأوكراني، لصحيفة "بوليتيكو"، الثلاثاء الماضي: "نقلت روسيا بعض وحداتها من منطقتي زابوريزهيا وخيرسون في جنوب أوكرانيا". وتابعت بأنه نظرًا لاحتمال تراجع الدّعم الغربي لكييف في الأشهر المقبلة - وخاصة إذا أعادت الانتخابات الأمريكية، الرئيس السابق، دونالد ترامب، إلى السلطة - فإن الغارة على كورسك تمنح أوكرانيا المزيد من النفوذ لأي محادثات سلام مستقبلية.

كذلك، كتب مارك تيمنيسكي، وهو زميل غير مقيم في المجلس الأطلسي:٬ "مع تزايد حالة عدم اليقين في المشهد السياسي في الغرب، وزيادة الضغوط للدخول في مفاوضات السلام مع روسيا، قد تسعى أوكرانيا إلى فرض سيطرتها على الأراضي الروسية، والتي ستستخدمها كورقة مساومة في مقابل الأراضي التي تحتلها روسيا الآن".

ولكن الدّبلوماسية الجوهرية ليست في الأفق. وبينما تخطّط روسيا لرد ساحق، يشير المعلقون الغربيون إلى نجاح أوكرانيا في كورسك كدليل على أنّه ينبغي السماح لكييف باستخدام المزيد من الأسلحة الغربية بعيدة المدى لضرب أهداف عبر الحدود. وفي الوقت نفسه، لا تزال القوات الأوكرانية، التي تفوقها عددا وتسليحا، تقاتل ضد الصعاب على جبهات أخرى. 

وقال ضابط أوكراني بارز على خط المواجهة في منطقة دونيتسك لصحيفة "فاينانشال تايمز": "أنا سعيد لأن رجالنا يحققون النجاح في كورسك. ما زلنا نخوض معركة ساخنة هنا. آمل أن يتذكر القائد العسكري الأوكراني أوليكساندر سيرسكي هذا".

وحسب الصحيفة نفسها، يُعدّ غزو كورسك أحدث ضربة لهيبة بوتين منذ تمرد سنة 2023 القصير الأمد الذي قاده رئيس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوزين، الذي شقّ طريقه عبر قلب روسيا قبل أن يستقر على بعد 100 ميل خارج موسكو. وقد تم فض التمرد - وتوفي بريغوزين لاحقًا في ظروف غامضة - لكنّه مثل صدمة للنظام وأوضح الضعف المتأصل في جهاز الأمن في الكرملين.


وكما لاحظ الأكاديمي بجامعة "هارفارد"، والتر كليمنس: "سواء بقيت القوات الأوكرانية في روسيا أو انسحبت، فقد أظهرت هشاشة نظام بوتين بأكمله".

قد لا تحقق أوكرانيا الكثير على جبهة كورسك، ولكن حتّى الآن، تمثّل العملية نقطة تحول قاتمة. وكما كتب سيرغي رادشينكو، وهو الباحث في جامعة "جونز هوبكنز": "في نهاية المطاف، أصبحت أوكرانيا مجرد نقطة اشتعال أخرى في صراع طويل الأمد دمر أوكرانيا بالفعل، ويعود الآن إلى روسيا للمطالبة بحصته الدموية. لقد أراد بوتين سحق أوكرانيا. والآن تعلم هو أيضًا أنه كما تدين تدان".

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تعلن التقدم في روسيا.. وموسكو تعزز دفاعاتها الحدودية
  • كشف التفاصيل الكاملة لما حصل في معارك كورسك وما نعرفه عن التوغل الأوكراني في روسيا
  • 54 محاولة تقدم.. الجيش الروسي يكثف ضرباته على شرق أوكرانيا
  • أوكرانيا تقلب الطاولة على روسيا.. ما تداعيات الهجوم على كورسك؟
  • إثر الهجوم الضخم.. أوكرانيا تعلن المزيد من التقدم داخل أراضي روسيا
  • سيناتور أمريكي يعلق على الهجوم الأوكراني على كورسك ويعتبره “خطوة انتحارية”!
  • ما الذي نعرفه عن التوغل الأوكراني في روسيا؟
  • الاستخبارات الروسية تكشف: واشنطن تبحث عن بديل لزيلينسكي بين النخبة الأوكرانية
  • دبلوماسي سابق: الهجوم الأوكراني في العمق الروسي ضربة استباقية
  • هل يستمر التوغل الأوكراني في روسيا؟