كيف تستخدم إسرائيل النفايات لتهجير قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
غزة- يسارع الاحتلال الإسرائيلي في إجراءاته للتضييق على قطاع غزة تزامنا مع تهرُّب حكومة بنيامين نتنياهو من استحقاقات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بهدف إعدام مقومات الحياة وتحويل القطاع لمنطقة غير صالحة للسكن.
وتدلّ الوقائع الميدانية أن إسرائيل تريد من خلال منع المياه والغذاء والوقود والمعدات اللازمة لإزالة الركام والنفايات الصلبة ومعالجة الصرف الصحي، تهجير سكان غزة، تطبيقا لمخطط يروج له الوزير المتطرف في الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تمنع إسرائيل طواقم البلديات المحلية من الوصول إلى مكبَّات النفايات، مما اضطرها لاستحداث أماكن بديلة داخل المناطق السكنية.
يقدِّر الخبير البيئي نزار الوحيدي، حجم النفايات الصلبة الناتجة عن كل شخص في غزة بنصف كيلو غرام يوميا، مما يعني أن القطاع يتخلص من حوالي 1.2 مليون كيلو غرام من النفايات يوميا، لكنها تتكدس بين منازل المواطنين، لأن الاحتلال يمنع نقلها لمكبَّات بعيدة عن مراكز المدن والتجمعات السكنية.
إعلانوقال الوحيدي للجزيرة نت إن "50 مليون متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي لا تجد طريقا لها لمحطات المعالجة بسبب تدمير الاحتلال البنية التحتية، ما تسبب بحدوث سيول في الشوارع تحولت لمكرهة صحية ومستنقعات ضارة"، كما قطعت إسرائيل، مؤخرا، خط الكهرباء الوحيد المغذي لمحطة معالجة المياه في دير البلح وسط قطاع غزة.
وأوضح الخبير البيئي أن معظم سكان غزة باتوا يعتمدون على إشعال النفايات من البلاستيك والنايلون للطهي، بدلا من الغاز الذي يمنع الاحتلال دخوله للقطاع، "ما يضع المواطنين أمام خيارين، المرض أو الموت" حسب قوله.
وحذَّر الوحيدي من التبعات البيئية لتسرُّب عصارة النفايات ومياه الصرف الصحي إلى الخزان الجوفي، وما ينتج عنه من حشرات وقوارض وأفاع وروائح كريهة وغازات ضارة وقابلة للاشتعال.
وأضاف "سيكون للحرب الإسرائيلية والتضييق على سكان غزة، تداعيات خطيرة، منها الموت بالتسمم، والإجهاض، والإصابة بأمراض السرطان، وكان واضحا زيادة نسبة الإجهاض وولادة أجنَّة مشوَّهة سواء للإنسان أو الحيوان، وبعض المناطق لم تعد صالحة للزراعة".
وفي السياق، قدَّر عاصم النبيه المتحدث باسم بلدية غزة، كبرى بلديات قطاع غزة، حجم النفايات المتراكمة داخل المدينة بأكثر من 170 ألف طن، حيث تشكل كارثة صحية وبيئية في ظل عجز البلدية عن جمعها وترحيلها بسبب قيود الاحتلال.
وأوضح النبيه للجزيرة نت أن المكبَّات التي أقامتها بلدية غزة -وجميع بلديات القطاع- كحلول مؤقتة بسبب خطورة الوصول للمكبات الرئيسية زادت من حدة الأزمة الصحية والبيئية، وأدت لانتشار الأوبئة والأمراض بين المواطنين، خاصة الجلدية والمعوية.
خطط للتهجير
اتخذت إسرائيل من حربها على غزة، وسيلة لتدمير الحياة والضغط على السكان بتفاصيل معيشتهم اليومية، حيث بلغت نسبة الدمار التي لحقت بالقطاع حوالي 90% حسب البيانات الحكومية الرسمية.
إعلانوكشف الوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن استعدادات جارية لإنشاء إدارة في وزارة الجيش لتهجير الفلسطينيين من غزة، وقال خلال مؤتمر في الكنيست "نعمل على إنشاء إدارة للهجرة تحت قيادة رئيس الوزراء ووزير الدفاع، والميزانية لن تكون عائقا".
ويتناغم حديث الوزير الإسرائيلي مع تهرُّب حكومة نتنياهو من تنفيذ ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار من فتح المعابر وإدخال المعدات والآليات الثقيلة، وصولا لمرحلة إعادة الإعمار.
وفي الإطار، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان له إن إجراءات الاحتلال ضد القطاع، تسبَّبت بشح كبير وأزمة خانقة بمياه الشرب وتلك المخصصة للاستخدام المنزلي بسبب منع الوقود، وبدء نفاد السلع التموينية والمواد الغذائية الأساسية من الأسواق والمحال التجارية.
وأشار البيان إلى تضاعف معاناة المصابين بالأمراض المزمنة والجرحى الذين لا يجدون الدواء والمستلزمات الطبية للعلاج، كما حذَّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن النقص الحاد في المياه بغزة وصل إلى مستويات حرجة، وذكرت المسؤولة في القطاع روزاليا بولين إنه "لا يستطيع سوى واحد من كل 10 أشخاص حاليا الوصول إلى مياه الشرب الآمنة، أي ما مجمله 90% من السكان".
وأمام المنع الإسرائيلي اتخذت الهيئات المحلية في غزة والوزارات المختصة بالتعاون مع المجتمع المحلي والمؤسسات الداعمة خطوات عاجلة لإعادة فتح الشوارع والطرقات الرئيسية بالاعتماد على ما توفر من آليات، وصيانة شبكات المياه والصرف الصحي، وتأهيل الآبار، رغم الحجم الهائل من الركام.
ورصدت الجزيرة نت جهود عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين في إزالة ركام منازلهم بجهد ذاتي وأدوات بسيطة، ومحاولاتهم استصلاح أجزاء منها، وإقامة مساكن مؤقتة من الخيام والصفيح في المناطق التي دمرتها الاحتلال.
إعلانويبلغ حجم الركام الذي تسببت فيه آلة الحرب الإسرائيلية وفق تفاصيل الخطة المصرية لإعادة الإعمار وتنمية غزة 50 مليون طن، ثلثها في محافظتي غزة والشمال.
ويعتقد الخبير البيئي الوحيدي أن البديل لتجاوز إجراءات الاحتلال ضد غزة والتخفيف من الضرر البيئي، يكون بإنتاج الغاز الحيوي والسماد العضوي الصلب والسائل من النفايات العضوية، "لكن المشكلة تظهر بأن الركام أصابته قنابل الاحتلال، ويحتوي على مواد مشعة ومسرطنة تنتقل إلى الهواء والمياه والتربة" يضيف قائلا.
كما ناشد المتحدث باسم بلدية غزة المؤسسات الدولية والجهات المختصة "بالتدخل العاجل" لتوفير الآليات الثقيلة والكميات الكافية من الوقود، والسماح لطواقم البلدية لنقل النفايات لأماكنها المخصصة، للتخفيف من معاناة المواطنين ومعالجة الأزمات التي تهدد الصحة العامة والبيئة في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الصرف الصحی قطاع غزة سکان غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
نائب المنيا يتقدم بـ١٠ طلبات إحاطة بشأن الأوضاع المتدهورة في قطاع الصرف الصحي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقدم النائب محمد نشأت العمدة عضو مجلس النواب عن دائرة مركزي سمالوط ومطاي ب١٠طلبات إحاطة بشأن الأوضاع المتدهورة في قطاع الصرف الصحي والمرافق العامة داخل نطاق الدائرة.
لجنة الإسكان تناقش طلبات إحاطة النائب
وتم مناقشة هذه الملفات اليوم داخل لجنة السكان بمجلس النواب بحضور نواب الدائرة محمد نشأت العمدة، والنائب اللواء إبراهيم المصري، والنائب توحيد تامر، والنائب مجدي ملك، والنائبة سلوى أبو الوفا،
١٠طلبات إحاطة تكشف تدهور الصرف
جاءت أبرز الملفات التي تقدم بها النائب كالتالي
1- توقف العمل في مشروع الصرف الصحي بمنطقة سمالوط البلد.
2- سحب الشهادة الدولية TSM من محطة معالجة مياه البرنسات بمركز مطاي، رغم صرف ملايين الجنيهات على تطويرها.
3-عدم البدء في تطوير محطة مياه السرارية بمركز سمالوط.
4-إهدار المال العام في مصنع العزيمة التابع لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا.
5-تأخر إنشاء محطة الصرف الصحي بقرية منقطين.
6-تدهور حالة المرافق والخدمات بمدينة المنيا الجديدة.
7-التلوث البيئي الناتج عن وجود مجزر (سلخانة) داخل الكتلة السكنية بمدينة سمالوط، بدون وجود خط صرف صحي.
8-توقف مشروعات الصرف الصحي في عدد من قرى مركز سمالوط، التي بدأ العمل فيها منذ عام 2008 دون استكمال.
9-استحداث إدارة للجمعيات الأهلية بمقر الشركة الرئيسي في المنيا، وإلغاء دور الفروع في المراكز، مما حمّل المواطنين مشقة التنقل والتعامل.
10-ترقية وتكليف عدد من القيادات في الشركة ثبت ضدهم وجود مخالفات مالية وإدارية، وهو أمر غير مقبول تمامًا.
لجنة فنية لمعاينة المشكلات
وبناءً على هذه المناقشات، قررت اللجنة، تشكيل لجنة فنية من النواب وشركة المياه والصرف الصحي والمحافظة، ستزور المنيا يوم الأربعاء القادم الموافق 23 أبريل، لمعاينة هذه المشكلات على أرض الواقع، تمهيدًا لاتخاذ خطوات جادة لحلها
من جانبه قال النائب محمد نشأت العمدة إيمانًا مني بالمسؤولية اللي منحني إياها، أهالي دائرتي وحرصًا على عرض مشكلات أهالينا بكل أمانة وشفافية، تقدمت بعدد من طلبات الإحاطة تحت قبة مجلس النواب، بشأن الأوضاع المتدهورة في قطاع الصرف الصحي والمرافق العامة داخل نطاق الدائرة
FB_IMG_1744741449607 FB_IMG_1744741446516 FB_IMG_1744741442931 FB_IMG_1744741439658 FB_IMG_1744741432334 FB_IMG_1744741436037 FB_IMG_1744741457514 FB_IMG_1744741454985 FB_IMG_1744741463390 FB_IMG_1744741460727 FB_IMG_1744741469786 FB_IMG_1744741465949 FB_IMG_1744741475016 FB_IMG_1744741472457 FB_IMG_1744741480598 FB_IMG_1744741477793