العراق بين العقوبات والتفاهمات.. قراءة في ملامح المرحلة المقبلة- عاجل
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
بغداد اليوم – بغداد
رأى أستاذ العلوم السياسية، خليفة التميمي، اليوم الأربعاء (12 آذار 2025)، أن العراق قد لا يواجه عام 2025 كمرحلة “الأصعب” أمنيا وسياسيا واقتصاديا مقارنة بالسنوات الأربع الماضية، رغم التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات اقتصادية ضمن صراعها مع طهران.
وأوضح التميمي، لـ ”بغداد اليوم”، أن "النفوذ الإيراني في العراق تأثر بعد أحداث غزة، خاصة في لبنان وسوريا، مشيرًا إلى أن أي عقوبات أمريكية جديدة قد تترك أثرا ملموسا، أبرزها أزمة الغاز، التي قد تعصف بالداخل العراقي ما لم تجد الحكومة بديلا عن الغاز المستورد من إيران".
وأضاف، أن “إدارة ترامب وضعت خطوطا حمراء في العراق، أبرزها تجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى انفجار شعبي”، لافتا إلى أن "واشنطن تستخدم العقوبات كرسالة ضغط، لكن دون تجاوز حد قد يهدد استقرار العراق".
وأشار إلى "وجود مباحثات غير معلنة بوساطة عربية وعراقية بين طهران وواشنطن، تهدف إلى التوصل إلى تفاهمات استراتيجية، قد تشمل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل التزامها بإجراءات تتعلق بملفها النووي وتقليص تدخلها في المنطقة".
وأكد التميمي أن "العراق قد يكون عرضة لعقوبات أمريكية إذا فشلت تلك المفاوضات، لكن واشنطن ستضع سقفا لها لتجنب الإضرار بمصالحها الاستراتيجية في البلاد، في إطار تنفيذ اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن".
ويعد العراق ساحة توازن دقيقة بين القوى الإقليمية والدولية، حيث يتأثر بشكل مباشر بالعلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران. فمنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 وفرضها عقوبات مشددة على طهران، بات العراق في موقف معقد نظرا لاعتماده الكبير على الغاز والكهرباء الإيرانيين، فضلا عن الروابط السياسية والأمنية بين البلدين.
ورغم ذلك، فإن أي تصعيد أمريكي يُؤخذ بحذر، إذ تسعى واشنطن للحفاظ على استقرار العراق كجزء من استراتيجيتها في الشرق الأوسط، خاصة في ظل اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن.
في هذا السياق، تبرز المفاوضات غير المعلنة بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة عربية وعراقية، والتي تهدف إلى إيجاد تسوية قد تفضي إلى تخفيف العقوبات عن طهران مقابل التزامات تتعلق بملفها النووي وتقليص تدخلها الإقليمي.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
العقوبات تضيق الخناق على إيران.. هل تُفسح الطريق أمام الخليج وتركيا في العراق؟- عاجل
بغداد اليوم – بغداد
يرى الخبير الاقتصادي، أبي ياسر الحسيني، أن الضغوط الأمريكية المفروضة على الشركات الإيرانية قد تمهد الطريق أمام الشركات الخليجية والتركية لتعزيز حضورها في الأسواق العراقية، مما قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في المشهد الاقتصادي خلال الأشهر المقبلة.
وقال الحسيني، في حديث لـ”بغداد اليوم”، اليوم الاثنين (10 آذار 2025)، إن "الشرق الأوسط يشهد منذ سنوات حروبا اقتصادية شرسة"، لافتا إلى أن “واشنطن تعتمد سياسة التجويع والهيمنة لتحقيق أجنداتها في المنطقة، وهو ما ينعكس على العراق بشكل مباشر”.
وأشار إلى أن "العراق قد يتأثر سلبا بهذه السياسات، لا سيما في قطاع الخدمات، وعلى رأسها الكهرباء، حيث يُتوقع أن تؤدي العقوبات الأمريكية إلى تعقيد الأزمة مع حلول الصيف".
وأوضح، أن "تشديد العقوبات على الشركات الإيرانية وعرقلة حصولها على مستحقاتها من التجارة مع العراق، خاصة في قطاع الوقود، سيفتح الباب أمام الشركات السعودية والتركية، المدعومة أميركيا، لتعزيز وجودها في السوق العراقية".
وأضاف، أن "إيران تفتقر حاليا إلى الأدوات الكافية لوقف هذا التراجع في حصتها بالسوق العراقية، رغم المزايا التي تتمتع بها بضائعها من حيث القرب الجغرافي وقلة تكاليف النقل وملاءمتها للسوق المحلية".
وأكد أن "العراق سيشهد تحولات اقتصادية واضحة خلال الفترة المقبلة، مع دخول لاعبين جدد إلى الساحة التجارية".
كان ولايزال العراق ساحة مفتوحة لتنافس القوى الإقليمية والدولية، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. فمنذ عام 2003، شهدت الأسواق العراقية تدفقا للمنتجات والشركات من دول عدة، أبرزها إيران وتركيا ودول الخليج، وذلك وفقا لمتغيرات سياسية واقتصادية مرتبطة بتوجهات الحكومات المتعاقبة والعلاقات الخارجية للبلاد.
الضغوط الأمريكية وتأثيرها على الشركات الإيرانية
في السنوات الأخيرة، شددت واشنطن ضغوطها الاقتصادية على إيران عبر فرض عقوبات متتالية، كان لها تأثير مباشر على الشركات الإيرانية العاملة في العراق.
وتشمل هذه الضغوط تقييد التعاملات المالية ومنع بغداد من تسديد مستحقات الغاز والطاقة لطهران بالدولار، مما أدى إلى أزمة في ملف الكهرباء العراقي، حيث تعتمد البلاد بشكل كبير على الغاز الإيراني.
تغيرات متوقعة في المشهد الاقتصادي العراقي
ومع استمرار الضغوط الأمريكية على إيران، وتنامي الحضور التركي والخليجي، يتوقع مراقبون أن يشهد الاقتصاد العراقي تحولا ملحوظا خلال الأشهر المقبلة.
فإما أن تتجه بغداد نحو شراكات جديدة تعزز التنافس بين اللاعبين الإقليميين، أو أن تجد نفسها أمام تحديات اقتصادية معقدة نتيجة فقدانها مصادر طاقة حيوية كانت تعتمد عليها بشكل كبير.