لجريدة عمان:
2025-04-12@07:57:11 GMT

قراءة في ثلاثية «البيرق» لشريفة التوبي

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT

ثلاثية «البيرق» عمل أدبي عظيم. يجمع بين السرد التاريخي والدرامي، ويوثق تحولات مهمة في تاريخ عُمان بطرح موضوعي وواقعي بأسلوب سردي جميل. استطاعت شريفة التوبي أن تقدم عملًا غنيًا بالتفاصيل والأبعاد السياسية والاجتماعية، مما يجعل الرواية مرجعًا أدبيًا مهمًا لفهم التحولات التي مرت بها عُمان خلال مرحلة حكم الإمامة التقليدي إلى الحكم الحداثوي لسلطنة عمان.

تُعد رواية «ثلاثية البيرق» للكاتبة شريفة التوبي عملًا أدبيًا بارزًا يوثق مراحل حاسمة من تاريخ عمان الحديث. تتكون الثلاثية من ثلاثة أجزاء «حارة الوادي»، «سراة الجبل»، و«هبوب الريح»، حيث تقدم الكاتبة رؤية شمولية حول التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد خلال القرن العشرين. وتعتمد الرواية على أحداث تاريخية محورية، أبرزها حرب الجبل ضد الإنجليز، وسقوط الإمامة، والنزعة الشيوعية في ظفار.

اعتمدت شريفة التوبي في ثلاثيتها على السرد التاريخي المتقاطع مع السرد الأدبي، ما يجعل الرواية تجمع بين التأريخ والتخييل الفني. واستخدمت الكاتبة الأسلوب السردي المشبع بالتفاصيل الواقعية، مع توظيف مكثف للوصف الدقيق للحياة الاجتماعية والبيئة التي كانت لبنة أساسية في بناء الرواية بأجزائها الثلاث. فقد وصفت شريفة التوبي الأماكن بتفاصيل دقيقة، مما يخلق لدى القارئ شعورًا بالانغماس في العالم الذي تتشكل فيه الأحداث وتوجد فيه الشخصيات كفيلم مصوّر. وقد استخدمت الكاتبة الزمن بذكاء عال. وحبكة رائعة فانسدلت الأحداث تباعا بترابط غير شاذ. ما أثار دهشتي حقا، هو التنوع الغزير والمتزن في الشخصيات وما صاحبها من تعدد كبير في وجهات النظر.

تناولت ثلاثية البيرق أحداث تاريخية رئيسية ثلاثة وهي «حرب الجبل ضد الإنجليز» وقد صورت الثلاثية في تسلسل جميل، المراحل التي خاضتها القوى العمانية المحلية، بقيادة الإمام، في معارك صغيرة مقاومة ورافضة للتدخل البريطاني، وكيف أثرت هذه الحرب على المجتمع والتباين الفكري في الجبل.

الحدث التاريخي الآخر، هو «سقوط الإمامة والتغيرات السياسية» وتمثل هذه المرحلة انتقال عُمان من نظام الإمامة التقليدي إلى الدولة الحديثة، وتستعرض الرواية كيف تأثرت مختلف الفئات الاجتماعية بهذا التحول، وخاصة بين المؤيدين والمعارضين للإمامة.

وأخيرا «النزعة الشيوعية في ظفار» فقد عكست الرواية تداعيات الفكر الشيوعي، والذي كان جزءًا من المد الثوري العالمي في الستينيات والسبعينيات. وكيف تشكلت الأيديولوجيات السياسية الجديدة، وتأثيرها على الهوية العمانية والمجتمع المحافظ.

في الختام، أرى أن الثلاثية إضافة مهمة إلى الرواية العمانية التاريخية، حيث وثقت فترات لم تكن تُتناول بشكل فني موسع في الأدب العماني. وعلى عكس بعض الروايات التي يقع كاتبها في مغبة السرد التقريري منجرفا وراء لذة اللغة وشاعريتها، والتي تبطئ الإيقاع الأدبي. فإن شريفة التوبي، في البيرق بالذات، جاءت بلغة سهلة سلسة. تتناولك دون أن تشعر إلى حقبة أخرى وكأنك تشاهد فيلم متسلسل الأحداث بشكل وثيق دون أن يباغتك تركيزك في غفلة منك.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بعد «ثلاثية الذهاب».. التاريخ يتحدث عن فرص أرسنال أمام ريال مدريد!

معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة وفاة مدرب ريال مدريد المدربون الأكثر حصداً للنقاط في «أبطال أوروبا»


يعد فوز أرسنال على ريال مدريد 3-0، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بمثابة الإنجاز التاريخي، ولكن هل يكون كافياً لتأهل الفريق الإنجليزي إلى نصف النهائي؟ 
هناك 47 حالة تقدم فيها فريق بثلاثة أهداف أو أكثر في مباراة الإياب بدوري الأبطال، ولم يُعوض هذا الفارق إلا في 4 مناسبات، أي بنسبة 8.5% من السيناريوهات المماثلة السابقة، الأولى موسم 2003-2004، عندما كان ميلان واثقاً من تجاوز ديبورتيفو لاكورونيا إلى نصف النهائي، بعد فوز مريح 4-1 في الذهاب على ملعب سان سيرو. 
ومع ذلك، حقق الفريق الإسباني فوزاً ساحقاً في الإياب على ملعب ريازور 4-0، ولم يتكرر الأمر حتى موسم 2016-2017، حيث سحق باريس سان جيرمان، بقيادة أوناي إيمري، برشلونة برباعية في ذهاب دور الـ 16 على ملعب حديقة الأمراء، وجاءت مباراة الإياب مذهلة في «كامب نو»، حيث فاز برشلونة 6-1.
وبعد عام، كان برشلونة الضحية، حيث بدا فوزه 4-1 على روما في ذهاب ربع نهائي موسم 2017-2018 على ملعب «كامب نو» أمراً حاسماً، قبل أن يعود روما في الإياب بالفوز 3-0، ليتأهل في النهاية بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض، والتي لم تعد تُحتسب في مباريات الأدوار الإقصائية الأوروبية.
ومرة أخرى، كان برشلونة الضحية، رغم فوزه 3 -0 على أرضه في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2018-2019 أمام ليفربول، لكن برشلونة أصيب بالذهول مرة أخرى. 
في ليلة تاريخية على ملعب أنفيلد، قلب ليفربول الأمور رأساً على عقب بفوز مذهل 4-0، ولم يحدث هذا منذ تلك الليلة عام 2019، لكن أرسنال يدرك تماماً «الجودة» التي يتمتع بها ريال مدريد في البطولة، حيث فاز باللقب 15 مرة، ونجح «الريال» من قبل في العودة من تأخره بثلاثة أهداف في الذهاب، مرة واحدة، وذلك أمام فريق إنجليزي أيضاً في كأس أوروبا موسم 1975-1976.
والتقى ريال مدريد وديربي كاونتي في الدور الثاني من البطولة، وفاز الفريق الإنجليزي 4-1، قبل أن ينجح عملاق إسبانيا في العودة بمباراة الإياب والفوز 5-0، ليتأهل بمجموع المباراتين 6-5.

مقالات مشابهة

  • شلقم: ليبيا من بين البلدان التي عانت غياب الخبرة السياسية
  • حركة مش شريفة.. تعليق عمرو أديب على انتقال زيزو لـ الأهلي
  • قلق إسرائيلي من انتشار وتبني الرواية الفلسطينية في الأمم المتحدة
  • بعد «ثلاثية الذهاب».. التاريخ يتحدث عن فرص أرسنال أمام ريال مدريد!
  • تشلسي يسجل ثلاثية في مرمى ليغيا وارسو في ربع نهائي دوري المؤتمر الأوروبي
  • خبير سياسي: الانقسام الداخلي في إسرائيل يكشف زيف الرواية الصهيونية
  • أحمد داود وأحمد داش بفيلم إذما.. إليكم ما نعرفه عن الرواية الأصلية
  • تحركات جزائرية لترتيب قمة ثلاثية في طرابلس
  • بلينغهام عن ثلاثية آرسنال: نحن محظوظون
  • بيلينغهام عن ثلاثية آرسنال: نحن محظوظون