عهد الإمام خنبش بن محمد إلى القاضي نجاد بن موسى
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
كانت عهود أئمة عُمان إلى ولاتهم وقضاتهم من بين الوثائق في باب السياسة الشرعية مما بقيت منه أمثلة قليلة في بعض الحقب التاريخية. ولعله من النادر جدًا أن نقف على وثيقة رديفة للعهد يراجع فيها المُوَلّى الإمام سواءً أكان واليًا أو قاضيًا ويستفهم عن مضمون العهد، أو قل إن شئت: عن حدود صلاحياته وفق المفهوم المعاصر.
ولما كانت عبارة: «ووليتك جميع أمور عُمان، برها وبحرها، سهولها وجبالها... إلخ» مبعث تساؤل: كيف هي هذه الولاية؟ وكأن القاضي إنما كان وزيرًا عند الإمام أو ظِلًّا لَه؛ كي يمنحه ذلك القدر الواسع من الصلاحيات من شؤون الحكم.
وقد نقل المؤرخ سيف بن حمود البطاشي (ت:1420هـ) في كتابه (إتحاف الأعيان) الوثيقة بنصَّيها: عهد الإمام، واستفهام القاضي، ثم تعليق الإمام كما هي في بعض المخطوطات، وفي مواضع من نص استفهام القاضي نجاد بَياضٌ في النُّسَخ المخطوطة، وكذا في التاريخ الذي جاء في رد الإمام آخره هكذا: «الثُّلاثاء لأربـع ليـال بقين من رجب ... وخمسمائة سنة».
وأول نص استفهام القاضي نجاد بن موسى للإمام خنبش بن محمد بن هشام: «أنت أَيُّهَا الإمام أعزَّكَ الله ونَصَرك قد جعلت لي أن أُولي من يستحق الولاية معي من الثقات عندي في سائر البلاد التي وليتني عليها، وأن أعزل من أردت منهم، وأن أفرض لهم النفقة، ولمن رأيته معهم من المستخدمين على قدر ما أرى وأرجو منه صلاح المسلمين. وجعلت لي أن أستعين بمن يجوز لي الاستعانة به، ممن يحكم بين الناس؛ وجعلت لي أن أُضيِّف من وفد لي من المواضع البعيدة والقريبة، شريفًا كان أو وضيعًا، من مال المسلمين على ما أرى من سائر الأطعمة، وأن أشتري لهم الأطعمة من مال المسلمين، والإدام من سائر الإدام، وأُضيِّفهم على قدر ما أرى، وأن أستعين على ذلك بالأُمناء معي، وأن أبلغهم ما رأيت من مال المسلمين، من سائر الأطعمة كلها، والإدام كله.
وجعلت لي أن أتصدق من مال المسلمين على الفقراء، على قدر ما أراه من سائر الصنوف، وأن أستعين بمن هو معي ثقة أمين....». وفي جزء آخر ما نصه: «وجعلت لي أن أشتري ما تحتاج إليه، لِعِزِّ دولة المسلمين، في البر والبحر، من جميع الآلات، والقُرطاس، والحديد، وغير ذلك مما تحتاج إليه لِعِزِّ دولة المسلمين، على مال المسلمين ...، وأدفع الثمن من مال المسلمين لجميع ذلك نقدًا وعروضًا، وأن أقبض جميع الواجبات التي مرجعها إليك، فأصرفها فيما أرجو فيه صلاح المسلمين، وَعِزَّ دولتهم، وأن أستعين على ذلك بمن هو معي ثقة أمين». وهكذا مضى القاضي يُعدِّد بتفصيل ما فهمه من خطاب الإمام المُجمَل في عهده إليه، فذكر من ذلك مثلًا قبض ما يُدفَع إليه من أموال، والنفقة على الفقراء، واستعمال آلات الحرب من مال المسلمين، وذكر منها: «الشذوات، والمرامح، والدوانيج، والأخشاب، وعدة البحر من الخفتانات وغيرها»، وعَدَّد مهامّ أخرى كثيرة من إثبات العسكر والخدم، والشؤون الاجتماعية، والزراعة، والإنفاق العام، وغيرها. ثم تَبِع ذلك قول الإمام خنبش بن محمد، للقاضي نَجاد بن موسى جوابًا على استفهامه واشتراطه عليه: «قد جعلت للقاضي الأجل أبي محمد، وأجزت جميع ما في هذا الكِتاب بمشورة من حضرني من جماعة المُسلمين ... الثُّلاثاء لأربـع ليـال بقين من رجب ... وخمسمائة سنة، نسأل الله لنـا وله، حُسن الثناء، ... العزيز الوهاب ... النذير، والاتباع لسيرة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه)، وعُمر الفاروق ...، وآثار الأئمة الْمُتقدمين». أهـ.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: عهد الإمام من سائر
إقرأ أيضاً:
هل صلاة التوبة تغفر جميع الذنوب؟.. الإفتاء توضح
أكدت دار الإفتاء أن صلاة التوبة مستحبة باتفاق المذاهب الأربعة، موضحة أنه يُستحب للمسلم إذا ارتكب معصية أن يتوضأ وضوءًا حسنًا ثم يُصلي ركعتين.
وأوضحت دار الإفتاء في ردها على سؤال: «هل هناك صلاة للتوبة وماذا يُقرأ فيها؟» أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أشار في حديثه إلى وجود صلاة للتوبة تتكون من ركعتين، يُقبل فيهما العبد على الله بقلب خاشع وتوبة صادقة، ثم يستغفر الله بعدهما، فيُرجى أن يُغفر له بإذن الله تعالى.
واستدلت الدار بما رواه سيدنا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول: «ما من رجل يذنب ذنبًا ثم يقوم فيتطهر، ثم يُصلي، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له»، ثم تلا قوله تعالى: ﴿والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم﴾ [آل عمران: 135]، وهو حديث رواه الترمذي.
و أكدت دار الإفتاء أن الحديث يدل على مشروعية صلاة التوبة، مؤكدة ضرورة استيفاء شروط التوبة من ندمٍ على الذنب، وعزمٍ على عدم العودة، ورد الحقوق لأهلها إن تعلقت بحقوق العباد.
علامات قبول التوبة
أكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوي بدار الإفتاء أن من علامات قبول التوبة أن الله يوفق التائب إلى طاعات وإلى حال أحسن من التى كان عليه قبل التوبة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، إن هناك علامات لقبول توبة العبد من الله تعالى تختلف باختلاف درجات التائبين، مؤكدا أن للتوبة درجات.
وأوضح «مهنا» خلال أحد البرامج الفضائية ، أن من علامات قبول توبة العبد هو الإقبال على الطاعات والبعد عن المعاصى، مضيفا أن من العلامات أيضا أن يكثر الإنسان الطاعات ويخاف ألا يتقبل الله منه.