تهديد الجامعات ومنع الحوار.. هكذا تبدو حرية التعبير في عهد ترامب
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحفي أوين جونز، قال فيه إنّ: "الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أطلق حملة قمع غير مسبوقة، ضد حرية التعبير، مستهدفًا الجامعات والمتظاهرين المعارضين لدعم واشنطن لدولة الاحتلال الإسرائيلي، مركّزا على طلاب جامعة كولومبيا لحراكهم المناهض للاحتلال ضد قطاع غزة".
وأضاف جونز، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنه: "بالنسبة لأولئك الذين يخشون أن يكون دونالد ترامب مستبدا في طور التكوين، فلا تقلقوا، فلديه إجابة.
"كما وبّخ جيه دي فانس، أوروبا في خطابه في مؤتمر ميونيخ للأمن، الشهر الماضي، معلنا أن "حرية التعبير في تراجع" في جميع أنحاء القارة" تابع التقرير نفسه.
وأردف: "مثل جميع المعتقدات الاستبدادية، تقلب الترامبية الواقعو رأسا على عقب، وتفرغ الكلمات من معناها، في محاولة لزرع الارتباك والفوضى بين منتقديها. في نفس اليوم الذي أعلن فيه ترامب إحياء حرية التعبير في الكونغرس".
وأشار التقرير إلى ما نشر على موقع Truth Social بأنّ: "التمويل الفيدرالي للمؤسسات التعليمية التي تسمح "بالاحتجاجات غير الشرعية" سيتوقف. والجدير بالذكر أن عدم الشرعية لم يتم تعريفه، لكن القضية التي يشير إليها ترامب، بالطبع، هي فلسطين. حيث أعلن: سيتم سجن المحرضين أو إعادتهم بشكل دائم إلى البلد الذي أتوا منه".
وبحسب التقرير فإنّ: "الهدف الأول لترامب: جامعة كولومبيا، التي حرمت من 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي بسبب ما تقول الحكومة إنه "استمرار التقاعس في مواجهة المضايقات المستمرة للطلاب اليهود". قد تكون تسع جامعات أخرى على الأقل - بما في ذلك جامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا - هي التالية".
وأبرز: "كانت جميعها مواقع لمخيمات سلمية للاحتجاج على هجوم الإبادة الجماعية الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. لم يعارضوا ببساطة تسهيل حكومتهم لهذه الفظائع، من خلال الأسلحة والمساعدات والدعم الدبلوماسي، بل طالبوا جامعاتهم بسحب استثماراتهم من الشركات المرتبطة بإسرائيل".
ومضى بالقول: "كما أن الترامبية ليست ضامنة لحرية التعبير، ولا هي طليعة مناهضة العنصرية: فهي في الواقع العكس. لقد تم الخلط بشكل منهجي بين التهديد الحقيقي المتمثل في معاداة السامية وأي نقد للجرائم التي ارتكبتها إسرائيل. وهذا هو المقصود بـ"كراهية إسرائيل"، كما تقول إليز ستيفانيك، التي اختارها ترامب كسفيرة جديدة للأمم المتحدة، والتي أصبحت رمزا لليمين بعد مواجهتها لرؤساء الجامعات بخصوص الاحتجاجات الداعمة لفلسطين".
وأكد أنّ: "أقوى حليف للرئيس هو إيلون ماسك، وهو الرجل الذي أعرب في عام 2023 عن موافقته على تغريدة زعمت أن المجتمعات اليهودية تدفع "بالكراهية ضد البيض"، وأدى مؤخرا التحية النازية في تجمع جماهيري لترامب".
"أعلن ترامب نفسه أن الأمريكيين اليهود الذين يدعمون الديمقراطيين -الأغلبية العظمى- "يكرهون دينهم"، و"يكرهون كل شيء عن إسرائيل" و"يجب أن يخجلوا من أنفسهم"، وقال بشكل مهدد إنهم سيتحملون "الكثير" من اللوم إذا خسر الانتخابات الرئاسية. من ناحية أخرى، شهدت احتجاجات الجامعة حضورا يهوديا كبيرا، ووقع مئات الطلاب اليهود على رسالة ترفض "الطرق التي تم بها تشويه سمعة هذه المعسكرات باعتبارها معادية للسامية" استرسل التقرير نفسه.
وأبرز: "الواقع أن جامعة كولومبيا على وجه الخصوص كانت ضحية لطلابها. فقد حظرت الجامعة منظمة "صوت يهودي من أجل السلام" قبل بدء المخيم، وأمرت باجتياح الشرطة لحرم الجامعة والذي أدى إلى اعتقال أكثر من 100 طالب ومعاقبتهم وطردهم، واستهدفت الأكاديميين المتعاطفين".
ووفقا للتقرير، فإن كاثرين فرانك، الأستاذة التي أدانتها ستيفانيك علنا وأجبرت على التقاعد، كانت واحدة من هؤلاء. وتزعم فرانك أن الأمر لا يتعلق بحماية الطلاب اليهود، بل يتعلق بـ"المدافعين المتطرفين عن إسرائيل" الذين يكذبون بشأن الاحتجاجات في الحرم الجامعي. وتقول عن قمع جامعة كولومبيا لحرية التعبير لدى الطلاب: "لقد انحنت هذه الجامعة"، ومع ذلك فقد تم خفض تمويلها".
وأردف التقرير: "يزداد الأمر سوءا. فقد اعتقلت وزارة الأمن الداخلي أحد المفاوضين الرئيسيين في مخيم جامعة كولومبيا: محمود خليل، وهو حامل للبطاقة الخضراء الأميركية من أصل فلسطيني، ومتزوج من مواطنة أميركية حامل في شهرها الثامن. وأرسل إلى مركز احتجاز سيئ السمعة في لويزيانا على بعد أكثر من ألف ميل من هناك، دون علم زوجته".
"الواقع أن ادعاء الوزارة "أنه قاد أنشطة منحازة لحماس"، محاولة صارخة لخلط التضامن مع الشعب الفلسطين؛ وبعيدا عن استعادة حرية التعبير، تعمل إدارة ترامب على حرق التعديل الأول. وعندما يتعلق الأمر بفلسطين، فإن حرية التعبير ببساطة غير موجودة" أكد المصدر ذاته.
وأكد أنّ: "هناك رجلا واحدا سوف يشعر بالغضب الشديد إزاء هذه الفظاعة. ففي الأسبوع الماضي فقط أعلن على نحو مهيب: "يتعين علينا أن نسأل أنفسنا كقادة السؤال التالي: هل نحن على استعداد للدفاع عن الناس حتى لو كنا نختلف مع ما يقولونه؟ إذا لم تكن على استعداد للقيام بذلك، فأنا لا أعتقد أنك لائق لقيادة أوروبا أو الولايات المتحدة". وكان هذا نائب الرئيس، جيه دي فانس".
وأضاف: "لكن الحقيقة هي أن اليمين الأميركي لم يهتم قط بحرية التعبير. بل كان مجرد خدعة، تهدف إلى وصم أي محاولة لدحض تعصبه ضد الأقليات التي لا صوت لها إلى حد كبير"، متابعا: "صعّدت إدارة ترامب أكبر هجوم على حرية التعبير منذ المكارثية: حتى قبل توليها السلطة، واجه المعارضون للإبادة الجماعية الإسرائيلية الحرمان من منصاتهم، والتمييز ضدهم، بل والاستهداف من قبل مؤسسات مثل كولومبيا".
وأوضح: "مع ذلك، لم يكن اليمين المتشدد هو الوحيد الذي شوّه سمعة هذه الاحتجاجات. فقد انضم العديد ممن يصفون أنفسهم بأنهم "ليبراليين" و"وسطيين" إلى حملات التشويه ضد من عارضوا أسوأ جرائم ارتكبت في القرن الحادي والعشرين ووصفوهم بأنهم متطرفون حاقدون وخطيرون - ومن بينهم الأميركيون اليهود"
واختتم التقرير بالقول: "بذلك، ساعدوا في إضفاء الشرعية على الحملة الاستبدادية الحتمية التي تجري الآن. قالت سيمون زيمرمان، المؤسس المشارك لمجموعة الحملة اليهودية الأمريكية IfNotNow، إننا نشهد الآن "النتيجة المنطقية المرعبة لتشويه سمعة أي شخص يدعو إلى الحرية لفلسطين باعتباره معاد للسامية:".
واستطرد: "إدارة قومية بيضاء تنفذ حربها على الحقوق المدنية وحرية التعبير تحت راية 'مكافحة معاداة السامية'. نحن جميعا معرضون للخطر بسبب هذا الهجوم الصارخ على ديمقراطيتنا"، مبرزا: "سيكون من السذاجة الشديدة الاعتقاد بأن هذا القمع سينتهي بالهجمات على الأشخاص الذين يعبرون عن تضامنهم مع فلسطين".
وأبرز: "يمكن توسيع السابقة التي تم إنشاؤها بسرعة. كما هو الحال، تتعرض وسائل الإعلام الأمريكية للتهديد بشكل متزايد -من بين أمور أخرى- تصرفات ترامب، وتهديد التحقيقات المزعجة، وجعل الأثرياء مثل جيف بيزوس ينحنون للملك المحتمل. تتعرض حرية التعبير لضربات شديدة من قبل أولئك الذين يزعمون أنهم أعظم المدافعين عنها"
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب الاحتلال كولومبيا الاحتلال كولومبيا طلاب الجامعات ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جامعة کولومبیا حریة التعبیر
إقرأ أيضاً:
بأوامر ترامب.. اعتقال طالب فلسطيني بجامعة كولومبيا
اعتقلت سلطات الهجرة الفيدرالية الأمريكية طالب الدراسات العليا الفلسطيني محمود خليل، الذي كان له دور بارز في الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل بجامعة كولومبيا في نيويورك خلال الربيع الماضي، وفقًا لما أفادت به وكالة أسوشيتد برس.
بحسب الوكالة، فإن خليل كان متواجدًا داخل مسكنه التابع للجامعة بالقرب من حرم جامعة كولومبيا في مانهاتن ليلة السبت، عندما داهم عدد من عملاء إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية المبنى وألقوا القبض عليه.
وأكدت محاميته، إيمي جرير للوكالة أنها تحدثت هاتفيًا مع أحد عملاء إدارة الهجرة والجمارك أثناء الاعتقال، وأوضح لها أن توقيف خليل جاء بناءً على أوامر من وزارة الخارجية الأمريكية بإلغاء تأشيرته الدراسية. وعندما أخبرته بأنه مقيم دائم في الولايات المتحدة ويحمل البطاقة الخضراء، رد العميل بأنه سيتم إلغاء ذلك أيضًا.
وأشارت الوكالة إلى أن اعتقال خليل يُعتبر من بين أولى الخطوات التي تتخذها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بموجب تعهده بترحيل الطلاب الدوليين الذين شاركوا في الاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على غزة التي اجتاحت الجامعات الأمريكية خلال الربيع الماضي.
وكان خليل قد لعب دور المفاوض بين الطلاب وإدارة الجامعة أثناء المفاوضات لإنهاء اعتصام الحرم الجامعي، وهو ما جعله شخصية بارزة بين الناشطين الطلابيين الذين أظهروا هويتهم علنًا.
وبحسب محاميته، فإن السلطات الأمريكية رفضت إبلاغ زوجته إن كان متهمًا بارتكاب جريمة محددة، مشيرة إلى أنه تم نقله إلى مركز احتجاز المهاجرين في إليزابيث، نيوجيرسي، دون توضيح مزيد من التفاصيل بشأن أسباب احتجازه.
وأضافت: "لم نتمكن من الحصول على أي تفاصيل أخرى عن سبب احتجازه، لكن هذه خطوة تصعيدية واضحة.. يبدو أن الإدارة تنفذ تهديداتها".
من جانبه، قال متحدث باسم جامعة كولومبيا إن وكالات إنفاذ القانون مطالبة بتقديم مذكرة توقيف قبل دخول الحرم الجامعي، لكنه رفض الإفصاح عما إذا كانت الجامعة قد تلقت مثل هذه المذكرة قبل اعتقال خليل، كما رفض التعليق على الاعتقال ذاته.
وعلى منصة إكس، كتب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تعليقًا على الواقعة: "سنلغي التأشيرات أو البطاقات الخضراء لأنصار حماس في أمريكا حتى يمكن ترحيلهم".
القانون وإجراءات الترحيلوفقًا لما أوضحته كاميل ماكلر، مؤسِسة منظمة تحالف حقوق المهاجرين، فإن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية يمكنها بدء إجراءات الترحيل ضد حاملي الإقامة الدائمة في حالات متعددة، تشمل "دعم جماعة إرهابية"، مشيرة إلى أن القرار النهائي يعود لقاضي الهجرة الذي سيقرر ما إذا كان يجب سحب الإقامة الدائمة من خليل.
وأضافت ماكلر: "يبدو هذا وكأنه إجراء انتقامي ضد شخص عبَّر عن رأي لم يعجب إدارة ترامب".
التحقيقات ضد خليل وجامعة كولومبيا
وكان خليل من بين الطلاب الذين خضعوا للتحقيق من قِبل مكتب جديد تم إنشاؤه في جامعة كولومبيا، والذي وجه اتهامات تأديبية ضد عشرات الطلاب الذين عبروا عن انتقادات لإسرائيل.
وتأتي هذه التحقيقات وسط تصعيد حكومي ضد جامعة كولومبيا، حيث كثفت إدارة ترامب تدقيقها في الجامعة متهمة إياها "بالفشل في القضاء على معاداة السامية داخل الحرم الجامعي".
والجمعة الماضية، أعلنت الوكالات الفيدرالية الأمريكية أنها ستوقف منحًا وعقودًا مخصصة للجامعة بقيمة 400 مليون دولار، في خطوة تعكس التوتر المتزايد بين الحكومة الأمريكية وإدارة الجامعة.
وتركزت الاتهامات ضد خليل حول نشاطه في مجموعة "حملة مناهضة الفصل العنصري في جامعة كولومبيا"، حيث زُعم أنه ساعد في تنظيم مسيرة غير مصرح بها وصفت بأنها تثني على هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
كما تم اتهامه بلعب دور كبير في تداول منشورات تنتقد الصهيونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي تصريح سابق لوكالة أسوشيتد برس، قال خليل: "لدي حوالي 13 ادعاء ضدي، معظمها تتعلق بمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن لي أي علاقة بها".
وأضاف: "هم فقط يريدون أن يظهروا للكونجرس والسياسيين اليمينيين أنهم يتخذون إجراءات، بغض النظر عن المخاطر التي قد يتعرض لها الطلاب".
يعكس اعتقال محمود خليل تصعيدًا واضحًا في السياسات الأمريكية تجاه النشطاء الفلسطينيين والمؤيدين للقضية الفلسطينية داخل الجامعات الأمريكية، حيث باتت الإدارة الأمريكية تتعامل بصرامة مع الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل، مستخدمة أدوات الهجرة والقوانين الأمنية في ذلك.
وفي ظل التوترات المتزايدة بين إدارة ترامب والجامعات الأمريكية، قد يكون هذا الحدث مجرد بداية لسلسلة من الإجراءات المماثلة بحق الطلاب والنشطاء الذين يعبرون عن مواقف سياسية لا تتماشى مع السياسات الرسمية الأمريكية تجاه إسرائيل.