الجزيرة:
2025-05-02@20:18:43 GMT

العبادة والتدين الصحيح.. كيف نلتزم بهما؟

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT


واستضافت الحلقة الدكتور محمد خير الشعّال، أستاذ مادة الحديث وعلومه بكليتي الشريعة وأصول الدين بجامعة بلاد الشام، حيث تحدث عن العبادة الصحيحة وعن التدين الذي يفترض أن يهتدي إلى الإنسان ويتمسك به.

ويؤكد أن مفهوم العبادة ارتبط في أذهان عدد لا بأس به من المسلمين بأنه صلاة وصوم وزكاة وحج وتلاوة للقرآن الكريم، في حين أن العبادة في الإسلام هي اسم جامع لكل ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من قول وفعل.

فالزوجة التي ترعى زوجها هي في عبادة، والزوج الذي يحنو على زوجته هو في عبادة، لأن الله عز وجل يقول في سورة النساء: " وعاشروهن بالمعروف"، كما أن الابن الذي يبر أباه هو في عبادة، لأن الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الإسراء: " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا". والحاكم الذي يعدل بين رعيته هو في عبادة أيضا.

وجعل بعض العلماء العادات الفطرية عبادة إن اقترنت بالنية الصالحة، مثل الطعام والشراب والنوم.

وعن مفهوم العبادة عن القدماء، يذكّر الدكتور الشعّال بمقولة للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "والله إني لأخشى من الله سبحانه وتعالى أن يسألني عن شاة على شاطئ دجلة زلت قدمها، لمَ لم تعبد لها الطريق يا عمر".

إعلان

وفي السياق نفسه، روى أن أحد الشيوخ زار بلدا إسلاميا فشاهد مآذن المساجد مليئة في ذلك البلد، ولما انتهى من زيارته، كانت هناك زيارة رسمية لرئيس الدولة التي يوجد بها البلد فسأله رئيس الدولة: كيف رأيت الإسلام في بلدنا؟ فرد الشيخ قائلا: رأيت أن الإسلام عندكم متراجعا، وكنت أتمنى أن أرى أمام كل مئذنة لمسجد مدخنة لمصنع.

ويوضح أن الناس الذين فهموا العبادة بأنها صلاة وصوم وزكاة وحج صار عندهم إفراط وتفريط من جهتين، فإذا أراد التقرب من الله سبحانه وتعالى يكثر من الصوم والزكاة والحج، لكنه يظلم زوجته، وممكن يغش أو يتلاعب بالموازين في محله.

وصحح رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مفهوم العبادة في قوله "أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقات، ويأتي وقد ضرب هذا، وشتم هذا، وأكل مال هذا، وقذف هذا، يأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته، حتى إذا لم تبق حسنات أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".

التدين الصحيح

وعن التدين المغلوط وأثره على المجتمع، يقول الدكتور الشعّال إن الله سبحانه وتعالى قال في سورة آل عمران: "إن الدين عند الله الإسلام"، والمراد بالإسلام الطاعة لأوامر الله تعالى، والموجودة في 5 مفاصل من الحياة، العبادات (صلاة وصوم وزكاة وحج وقراءة القرآن الكريم)، وفي المعاملات (بيع وشراء والصرف والوكالة..)، والأحوال الشخصية (زواج وطلاق ونفقات..)، وفي الحدود والجنايات والمرافعات، وفي السياسة الشرعية.

وحول مفهوم التدين الصحيح، يستند "ضيف برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" إلى فهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم عندما قال الخليفة عمر لعمرو بن العاص "يا عمر متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!".

والتدين يظهره قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "رب زدني علما"، ويظهره الصحابة الذين انطلقوا ينشرون الخير في الأرض.

إعلان

وعن الذي يهجرون القرآن الكريم بعد شهر رمضان، يوضح الدكتور الشعّال أن الذي تغير بين الماضي والحاضر هو تعامل الإنسان مع القرآن الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويشجع الناس على قراءة القرآن ويرغبهم فيه، وكان يقول "من قرأ حرفا من كلام الله فله به حسنة والحسنه بعشر أمثالها".

ويتأسف الدكتور الشعال كون بعض الناس يقرؤون القرآن الكريم ويختمونه عدة مرات، لكنهم لا يبحثون عن تفسير معانيه.

12/3/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الله سبحانه وتعالى القرآن الکریم فی عبادة

إقرأ أيضاً:

أمين عام هيئة كبار العلماء: أنصبة المواريث إلزامية ومن خالفها ضال

عقد الجامع الأزهر أمس الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان “فريضة الميراث شبهات وردود”، بحضور كل من؛ د. عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، ود. محمد نجيب عوضين، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وأدار اللقاء الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

في بداية الملتقى قال أ.د محمد نجيب، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة، إن الميراث من المسائل القليلة التي نظمها الحق سبحانه وتعالى تفصيلًا في القرآن الكريم، لكي يغلق الباب أمام الأهواء الشخصية نظرًا لأهمية هذه المسائل، لذلك نرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي يوحى إليه عدل فرضًا واحدًا من فروض الميراث، لأن الله سبحانه وتعالى تولى بيانها بشكل قاطع، والمتخصصون في الميراث يعلمون هذا جيدًا، لأنهم يفهمون الفلسفة الحقيقية من القيود التي وضعها الحق سبحانه وتعالى في أنصبة المواريث.

واضاف أنه من فلسلفات الميراث أن المحجوب في الميراث يؤثر في غيره، كما أن العدد من الأخوة ينزلون الأم من الثلث إلى السدس، وهي فلسفة راعى فيها الشرع مصلحة الجميع، وكلها أحكام روعي فيها المصلحة، ولدقة هذه الأحكام تكفل الحق سبحانه وتعالى بتوزيعها دون تركها لأهواء البشر.

وبين أستاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أن الإسلام هو الذي حفظ حق المرأة في الميراث " للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قلَّ منه أو كثر نصيبًا مفروضًا" لكن الأنصبة وضعها الشرع الحكيم لفلسفة معينة وليس بشكل عشوائي، وأن الدعوات التي تطالب بمساواة المرأة بالرجل في الميراث، لم يقف أصحابها على حقيقة وفلسفة الميراث.

وتابع: لو نظرنا إلى آيات الميراث التفصيلية نجد أنها نزلت بسبب امرأة "عندما توفى سعد بن الربيع في غزوة أحد، ولم تكن آيات الميراث نزلت بعد، فذهب أخوه وحمل تركته وانصرف، ولم يترك لزوجته وبناته شيئا، فذهبت زوجته للرسول صلى الله عليه وسلم تشكو له مما حدث، فقال النبي صلى الله: اصبري لعل الله ينزل في شأنك شيئا، ونزلت بعدها بوقت قصير آيات الميراث، وهو دليل على أن آيات الميراث على وضعها الحالي جاءت لإنصاف المرأة.

وذكر أستاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أن أضخم فروض الميراث النصيب الأكثر فيها للنساء، فتحصل المرأة على الثلثين في أربعة مسائل (البنت، وبنت الأبن، الأخت الشقيقة، الأخت لأب) ولا توجد مسأَلة واحدة للذكر يحصل فيها على هذا الفرض، كما أن النصف تحصل عليه المرأة في أربعة مسائل (البنت، بنت الأبن، الأخت الشقيقة، الأخت لأب) ويحصل عليه الذكر في حالة واحدة وهي (الزوج)، ونجد أن نسبة 1% من مسائل الميراث تأخذ فيها المرأة نصف نصيب الرجل، وباقي المسائل قد تساوي الرجل أو تأخذ أضعافه، وأحيانا تحجب المرأة الرجل فلا يرث مع وجودها كما في مسأَلة (العصبة مع الغير) وهي البنت أو بنت الابن (الفرع الوارث) مع الأخت الشقيقة أو لأب، في هذه الحالة تحجب (الأخ الأب، ابن الأخ الشقيق، ابن الأخ لأب، العم الشقيق، العم لأب، ابن العم الشقيق، ابن العم لأب)، وما ظهر من دعوات بخلاف ذلك فهي إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة، ووصف الميراث بأنه "حكم بشري" هو ضرب من العبث.

من جانبه قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء: مسائل الميراث من المسائل القطعية التي لا تحتمل الخلاف، لأن القرآن الكريم حسمها تفصيلا بكل حالاتها، وادعاء بأن المرأة مظلومة في الميراث هي دعوة باطلة، لأن الذي قسم أنصبة المواريث هو الحق سبحانه وتعالى، وما فرضه الله هو عين العدل، لأن المساواة المطلقة بين الرجال والنساء في الميراث، تظلم النساء وتضيع عليهن الكثير من الحقوق، كما في حالة الزوجة مع البنت (الفرع الوارث)، فالبنت تأخذ النصف والزوج يأخذ الربع، ثم تأخذ البنت الباقي تعصيبًا، وفي حالة الجدة لأم والجد لأم، فالجدة لأم تأخذ كل التركة، فتكون بذلك أخذت ثلاثة أضعاف الرجل، أما مساواة الرجال والنساء في المسائل التي تأخذ فيها المرأة أقل من الرجل، وهي حالات قليلة جدًا في الميراث، تعد انتقائية وهو أمر مخالف للمنهج العلمي، وجميع المسائل التي طرحها دعاة إنصاف المرأة في حقيقتها هي ظلم للمرأة، فالمرأة لم تُظلم في الميراث لأن الذي فرض الأنصبة في المواريث هو الحق سبحانه وتعالى، لهذا بدأت الأنصبة بقوله سبحانه وتعالى "نصيبًا مفروضًا" أي مقدرة وواجبة.

وبين وكيل الأزهر الأسبق، أن أنصبة المواريث إلزامية ومن خالفها كما جاءت في القرآن الكريم فهو ضال ومضل للناس "يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم" لهذا جاء النص القرآني، بقوله "أن تضلوا" محذرا من الوقوع في مثل هذا الجرم، ولا يجوز لبشر كائن من كان أن يعدل على أحكام الميراث التي فرضت من قبل الحق سبحانه وتعالى، والقول بأن آيات المواريث تحتمل اختلاف الأفهام، هو تدليس واجتراء على كتاب الله.

في ختام الملتقى قال الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، آيات المواريث حسمت قضية الميراث بين المستحقين له، ومن يتكلم بخلاق ما جاء في القرآن الكريم، إنما يحاول أن يلبس على الناس دينهم، ومن ينظر إلى الإسلام في فقه المواريث، يجد أن الله سبحانه وتعالى قسمها بما يضمن المصلحة الحقيقية لمستحقي الميراث.

طباعة شارك الميراث المواريث المساواة بين الرجال والنساء في الميراث الجامع الازهر

مقالات مشابهة

  • مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية يتفقد سير الامتحانات بفرع بورتسودان
  • بدء التقييم السنوي لمسابقة القرآن الكريم بالظاهرة
  • هل يجب على المسلم حفظ القرآن الكريم كاملاً؟.. دار الإفتاء توضح
  • الدكتور عمرو الورداني: المصريون القدماء اعتبروا العمل عبادة فبنوا حضارة
  • تكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم بمدرسة جعلان الخاصة
  • بدء التقييم السنوي لمسابقة القرآن الكريم في الظاهرة
  • الفضالي يكرم الفائزين بمسابقة القرآن الكريم بجمعية الشبان العالمية بمطروح
  • أمين عام هيئة كبار العلماء: أنصبة المواريث إلزامية ومن خالفها ضال
  • انطلاق الامتحانات.. مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية يلتقي وزير التعليم العالي
  • الدكتور ربيع الغفير يحذر من الناقل للكذب: يُسمى في القرآن صاحب الإفك