خبير عسكري: ما تقوم به إسرائيل في سوريا احتلال وليس منطقة عازلة
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن حديث إسرائيل عما تسميها المنطقة الآمنة بجنوب سوريا، يتناقض مع مفهوم المنطقة الآمنة أو العازلة، وهي تقوم باحتلال الأراضي السورية.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس -خلال زيارة إلى منطقة جبل الشيخ (تبعد عن العاصمة دمشق نحو 40 كيلومترا)- بأن الجيش الإسرائيلي يستعد للبقاء في سوريا لزمن غير محدود.
ويرى العقيد الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري السوري- أنه لا يمكن أن يطلق على المنطقة التي تحدث عنها الوزير الإسرائيلي بالمنطقة العازلة، لأن المنطقة العازلة تكون بين دولتين ويحرم على الدولتين الدخول إليها، ويكون هناك طرف ثالث ينظم الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.
وقال إن إسرائيل قامت بعملية اجتياح داخل الأراضي السورية تصل إلى 65 كيلومترا، ثم تتحدث عن منطقة عازلة، واعتبر أن "هذا احتلال وليس منطقة عازلة".
وتحدث العقيد الفلاحي عن دخول قطاعات إسرائيلية جديدة إلى عمق الأراضي السورية، مشيرا إلى وجود فرقة مناطقية تتألف من 4 ألوية، اللواء 474 واللواء 810 المسؤول عن جبل الشيخ، بالإضافة إلى اللواء التاسع واللواء المدرع 434 وفوج المدفعية 209.
إعلانوعن تصريح أحد المسؤولين العسكريين الإسرائيليين بأن مفهوم الأمن لدى إسرائيل قد تغير بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أوضح العقيد الفلاحي أن المقصود هو أن إسرائيل لن تسمح ببناء قوة عسكرية لأي طرف من الأطراف، خاصة على حدود إسرائيل، وهو ما يفسر قيامها بقصف الكثير من الإمكانيات والقدرات العسكرية السورية.
وشنت طائرات إسرائيلية، مساء الاثنين، غارات عنيفة استهدفت مستودعات أسلحة ودبابات ومعدات عسكرية تابعة للجيش السوري في محافظة درعا الجنوبية.
ومن جهته، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي بأنهم هاجموا أمس 40 هدفا عسكريا في جنوب سوريا "لتطبيق السياسة التي أعلنا عنها لإحباط التهديدات ضد إسرائيل"، حسب زعمه.
ومنذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، شنت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية في عدة مناطق بسوريا.
كما نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة توغلات في محافظتي القنيطرة ودرعا جنوبي سوريا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مجلة إسرائيلية: احتلال إسرائيلي عنيف يتكشف جنوبي سوريا
وسّعت إسرائيل الأسابيع الماضية احتلالها جنوبي سوريا، وعملت منذ الساعات الأولى لسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد على بسط سيطرتها على المناطق الحدودية خاصة منطقتي القنيطرة ودرعا، فأجرت غارات جوية واقتحامات برية أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين، وهجرت مئات السكان، وقتلت العديد من المزارعين، وسعت لتفكيك نسيج المجتمع السوري.
وهذا ما جاء في تقرير لمجلة "972" الإسرائيلية، تناول العمليات العسكرية الإسرائيلية ومقاومة السكان السوريين، وفي هذا الصدد أخبر عمر حنون (47 عاماً) المجلة "إننا انتهينا من حرب طويلة للتو، ولكننا مستعدون لخوض أخرى مع إسرائيل دفاعا عن بلدنا".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كاتب أميركي: هل تصمد روح سوريا الحرة أمام التقلبات؟list 2 of 4إيكونوميست: ارفعوا الحصار عن سورياlist 3 of 4لوموند: مجلس مصالحة يحاول حل النزاعات الموروثة من الحرب بسورياlist 4 of 4ليبراسيون: الألغام والذخائر غير المنفجرة كابوس المدنيين في سورياend of listوتناول الصحفي طارق السلامة -والذي أبقى على اسمه الحقيقي مجهولا خوفا من العواقب- ردود فعل السوريين وآراءهم.
وكانت إسرائيل قد نفذت 600 هجوم خلال الأيام الثمانية الأولى من عملياتها العسكرية، مستهدفة مواقع تابعة للجيش السوري السابق، ومدنا في جميع أنحاء البلاد من اللاذقية وحمص إلى ريف دمشق، كما تقدّمت القوات البرية مسافة 20 كيلومترا داخل الأراضي السورية، وأقامت 9 قواعد عسكرية وبنى تحتية في المناطق المحتلّة.
سياسات التهجير والتقسيموبدأت القوات الإسرائيلية احتلالها بلدة رسم الرواضي بريف القنيطرة منذ 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث اقتحمت البيوت بالقوة ودمّرت بعضها، وأجبرت مئات السكان على مغادرة منازلهم، وفق التقرير.
إعلانوقال علي الأحمد، أحد وجهاء القرية البالغ من العمر 65 عاما إن الجنود "كسروا الأبواب، وفتّشوا البيوت وهدموا بعضها، ثم جمعوا الكثير من العائلات في مدرسة مهجورة".
وأضاف أن ممارسات الجيش الإسرائيلي هذه استمرت على مدى الـ4 شهور الماضية، وقدّر عدد الأهالي الذين تم تهجيرهم من القرية بحوالي 350 شخصا، وقد استولت القوات الإسرائيلية على أراضيهم لاستخدامها لأغراض عسكرية.
ولفت التقرير إلى أنه رغم تصريحات الجيش الإسرائيلي بأن وجوده في سوريا مؤقت، فإن الوقائع على الأرض تشير إلى نية الاحتلال البقاء في سوريا، إذ صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنهم مستعدون للبقاء في سوريا إلى أجل غير مسمّى.
وذكر المحامي محمد فياض -الناشط في مجال حقوق الإنسان والذي اعتقلته القوات الإسرائيلية وتهجمت عليه في يناير/كانون الثاني لتغطيته عملياتها- أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين كثيرا ما "يدخلون القرى في سيارات مدنية بيضاء لجمع البيانات، ويقومون بإجراء استبيانات إحصائية بحجة تقديم المساعدات الإنسانية".
وأضاف أنهم "يعرضون علينا الطعام والدواء والكهرباء والعمل بعد أن يأخذوا كل شيء منا، وفي الشهور الماضية عرضوا مكررا على السكان المحليين 75 دولارا على الأقل يوميا لبناء البنية التحتية للقواعد العسكرية" ولكن السكان "يرفضون أي تدخل يهدف إلى تقسيم سوريا".
المقاومة في المناطق الريفيةوفي قرية الرفيد قرب القنيطرة، واجه السكان انتهاكات متكرّرة من القوات الإسرائيلية، إذ اقتلعوا أشجارا معمّرة يتعدى عمرها 100 سنة، وأطلقوا النار على كل من حاول الاقتراب من الأرض، وقتلوا شابين أثناء تنقلهما على دراجة نارية وكانا يحملان مسدسا بغرض حماية الماشية، حسب التقرير.
وأوردت "972" الإسرائيلية نقلا عن المدرس بدر صافي وهو من أهالي القرية أن "الجنود يقتحمون أراضينا مرارا يوميا ويصادرونها بالقوة، صديقي فقد أرضه وهو يقيم الآن في منزلي، وأسمع بكاءه كل يوم لأنهم سلبوا منه أرضه ومنزله وكل ما يملك".
إعلانوفي حديثه عن موقف الأهالي الرافض للاحتلال، قال الشيخ أبو نصر (70 عاما) من بلدة الرفيد "إن هذه أرضنا، زرعنا فيها العنب والتين ولا نعترف بدولة الاحتلال. لم تأتِ قوات الحكومة السورية الجديدة لمساعدتنا ونحن وحدنا هنا ولكننا سنبقى على أرضنا حتى لو حكمنا غيرنا" وفق التقرير.
استغلال الطائفة الدرزيةوسعت إسرائيل إلى استغلال وجود الطائفة الدرزية في مدينة جرمانا جنوبي سوريا لتبرير تدخلها العسكري، خاصة وأن عددا من أبناء الطائفة يخدمون في الجيش الإسرائيلي.
ولكن المحامي مكرم عبيد من المدينة نفى رواية الجيش الإسرائيلي بأن الحكومة تهجمت على الطائفة، وأكد للمجلة أن الأحداث التي وقعت كانت عبارة عن اشتباكات فردية لم تكن مرتبطة بأي تهديد حكومي مباشر.
وبدورها، رفضت الطائفة الدرزية المساعدات الإسرائيلية، معتبرةً أن تدخل إسرائيل يسعى لتأجيج الفتنة بين مكونات المجتمع السوري، وأوضح الأستاذ الجامعي فريد عياش من دمشق أن تدخّل إسرائيل يوسّع الشرخ بين الدروز وباقي السوريين، ويزيد الاضطرابات بالدول المجاورة مما يخدم مصالحها".
وخلص التقرير إلى أن السوريين مجمعون على مقاومة الوجود الإسرائيلي، مشيرا إلى تأكيد فياض بأن "الجنوب السوري سيحافظ على كرامته، ولدينا مبادئ واضحة مفادها أننا لا نريد تكرار أحداث 1967 أو التخلي عن بيوتنا وأراضينا".