نداء أخير.. 40% من تين العراق الى الزوال وصرخة للنجدة من العطش
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
إذا كانت ديالى عاصمة للبرتقال، فبابل هي عاصمة التين، لكن ليس بعد الآن، فالعطش قضى على عشرات الدونمات من الأراضي المزروعة بهذه الفاكهة جراء نضوب ماء الفرات الذي يمرّ بمنطقة بني مسلم جنوبي المحافظة.
وتعد منطقة بني مسلم التابعة لقضاء الكفل، من أكثر مناطق المحافظة المنتجة لفاكهة التين، كما تعد الأكثر إنتاجا على مستوى العراق، إذ تغطي 40 بالمئة من إجمالي الإنتاج المحلي من هذه الفاكهة.
وأكد رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في بابل سالم عبد الله الخفاجي تضرر عدد كبير من بساتين التين في منطقة بني مسلم وعدد من المناطق المجاورة لها بسبب شحة المياه، الأمر الذي أدى إلى تقليل الحصة المائية المقررة لها.
وقال الخفاجي، في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “أرض هذه المناطق وخبرة أهلها ومجاورتها لنهر الفرات قد أوجد بساتين تحتوي على أشجار تين معمرة يتجاوز عمر بعضها (٤٠) عاماً، الأمر الذي يستوجب المحافظة على هذه الثروة الاقتصادية وصيانتها بشتى الطرق كون تعويضها يعتبر امرا شبه مستحيل في حال جفافها”.
وطالب الخفاجي بـ”زيادة الحصة المائية المقررة للمنطقة وإعادة فتح مياه النهر عليها والأخذ بنظر الاعتبار أنها الأفضل والأعلى إنتاجا لمحصول التين على مستوى البلد، ويتم تسويق آلاف الأطنان منها إلى باقي المحافظات في موسم الإنتاج”.
وفي ظل شح المياه، وتراجع مستوى الأنهر وتقليل نسبة الأراضي الزراعية، بدأت المشاكل تظهر حول مزارع التين، فلم تقطع عنها المياه بالكامل، ولم تشملها جميعها، إذ يشكو أصحاب المزارع في الناحية من سوء توزيع كميات المياه المخصصة لهم.
مزارعو المنطقة أكدوا استعانتهم بمياه الآبار في بعض المزارع، لكنهم فوجئوا بتغيّر شكل الأشجار وانخفاض إنتاجها.
وقال أحد المزارعين وهو باسم المسلماوي، إن “هنالك اختلافا كبيرا بين مياه الآبار ومياه نهر الفرات، كون الأول يحتوي على نسبة كبيرة من الملوحة ويحتاج الى بعض العمليات الفيزيائية ليكون صالحا للري على عكس ماء النهر العذب”.
وأضاف المسلماوي: “علمياً يصعب ري الأشجار التي نشأت على الماء العذب بالماء المالح كون الشجرة تتكيف مع الماء والبيئة التي نشأت بها، وهذا ما يفسر قلة إنتاج وضعف وصغر ورق وثمار الأشجار بعدما اضطر المزارعون إلى ريّها بماء البئر بعد أن كانت تروى بماء الفرات العذب منذ عدة سنوات”.
ما أجبر المزارعون للجوء إلى هذه الآبار المالحة، هو غلق أغلب مداخل مياه نهر الفرات إلى بساتين التين في قضاء الكفل عموما وكذلك تقليل أوقات تشغيل المضخات إلى ثلاثة أيام تشغيل مقابل عشرة ايام إطفاء، وفقاً للمسلماوي الذي لفت إلى “جفاف وموت عدد كبير من الأشجار خصوصا تلك البساتين التي تكون بعيدة نوعا ما عن النهر”.
وتفاقمت أزمة الجفاف بشكل جلي في العراق، فبعد أن تمّ تقليص المساحات الزراعية إلى 50 بالمئة في العام الماضي، ازدادت الأزمة مؤخرا عبر فقدان أغلب المحافظات مساحاتها الزراعية، وأبرزها ديالى وبابل، حيث أعلن مسؤولون فيها عن انعدام الأراضي الزراعية بشكل شبه كامل، بسبب شح المياه.
70 بالمئة من حصص العراق المائية فقدت بسبب سياسة تركيا، وأن الانخفاض الحاصل بالحصص المائية في بعض المحافظات الجنوبية عائد إلى قلة الإيرادات المائية الواردة إلى سد الموصل على دجلة وسد حديثة على الفرات، بحسب بيان سابق لوزارة الموارد المائية أيضا.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
إقرأ أيضاً:
عالم بالأوقاف: الإسلام يدعو إلى الرحمة في التعامل مع الكون والطبيعة
أكد الدكتور أيمن أبو عمر، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن الرحمة في الإسلام ليست مقتصرة على التعامل بين البشر فقط، بل تمتد لتشمل الكون بأسره، بما فيه الطبيعة، الحيوانات، الأشجار، والمياه.
وأضاف خلال حلقة برنامج «رحماء بينهم»، المذاع على قناة الناس، اليوم، أن الإسلام علمنا أن نحافظ على البيئة التي نعيش فيها، لأنها أمانة منحها الله لنا.
وأوضح الدكتور أبو عمر أن القرآن الكريم يوجهنا للحفاظ على الكون، مستشهداً بقوله تعالى: «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها»، مشيراً إلى أن الإفساد في الأرض لا يقتصر على المعاصي، بل يشمل التعدي على الموارد الطبيعية، وإهدار المياه، وقطع الأشجار بلا سبب.
وأشار إلى أن النبي ﷺ كان نموذجاً في الرحمة، حيث نهى عن قطع الأشجار حتى في أوقات الحروب، وأمر بالإحسان إلى الحيوانات، موضحاً أن سقيا الماء لكلب كانت سبباً في دخول رجل الجنة، بينما حبْس قطة دون إطعامها كان سبباً في دخول امرأة النار.
وشدد على ضرورة أن يكون الحفاظ على البيئة سلوكاً يومياً، موضحاً أن الاعتناء بالطبيعة من العبادات، واستشهد بحديث النبي ﷺ: إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل، مؤكداً أن هذا يرسّخ قيمة العطاء والبناء حتى آخر لحظة في الحياة.
ودعا إلى تبني ثقافة الرفق بالطبيعة والتعامل معها برحمة، لأن أي اعتداء على البيئة هو إفساد في الأرض، مما يؤدي إلى اختلال التوازن البيئي، وهو ما نشهده اليوم في التغيرات المناخية والحرائق والتصحر.