د. ذياب بن سالم العبري

التواصل هو عصب العلاقات الإنسانية؛ سواء في بيئة العمل أو الحياة الاجتماعية. لكن الفارق بين تواصل فعّال وآخر يسبب توترًا يكمن في الطريقة التي تُطرح بها الأفكار والملاحظات. هناك من يفضل الصراحة المباشرة في كل شيء، حتى في القضايا الحساسة، بينما يرى آخرون أن التوجيه البناء أكثر فاعلية لأنه يحفّز على التحسن دون إثارة المشاعر السلبية.

وبين هذين النهجين، المحادثات الشجاعة والتغذية البناءة، يقع الجدل حول أيهما أكثر تأثيرًا وأفضل استخدامًا في مختلف المواقف.

في عالم الأعمال؛ حيث تُعد التغذية الراجعة جزءًا لا يتجزأ من تطوير الأداء، يجد المديرون والقادة أنفسهم في موقف يحتاج إلى التوازن بين الصراحة المطلقة والأسلوب الداعم الذي يحقق النتائج دون إحباط الموظف. فهل يُفضَّل أن يكون القائد صريحًا بشكل قد يسبب حرجًا؟ أم أن تقديم النقد بأسلوب تحفيزي أكثر إنتاجية؟

"المحادثات الشجاعة"، كما يطرحها المفكر الأمريكي جلين سينجلتون في كتاب بنفس العنوان، تعتمد على الصراحة التامة في مناقشة القضايا الحساسة، حتى لو كانت غير مريحة، بشرط أن تكون في بيئة آمنة تُشجع على التعبير الصادق دون خوف من الأحكام المسبقة. هذا الأسلوب يمكن أن يكون فعالًا في المواضيع الاجتماعية الحساسة أو في بيئات العمل التي تحتاج إلى إصلاحات جذرية. لكنه قد يكون صعبًا على بعض الأشخاص، خاصة في المجتمعات التي تعطي أولوية كبيرة للحفاظ على العلاقات الاجتماعية واحترام المشاعر.

أما التغذية البناءة، فهي منهج أكثر شمولية في تقديم الملاحظات، حيث يتم التركيز على النقاط الإيجابية، مع تقديم النقد بطريقة تدفع الشخص للتحسين بدلًا من إشعاره بالإحباط. يتمحور هذا النهج حول تقديم الملاحظات بأسلوب يتيح للمستمع استيعابها دون أن يشعر بالهجوم أو الإحباط، مما يجعله أكثر تقبلًا للتغيير.

الفارق بين الأسلوبين لا يقتصر فقط على طبيعة الحوار؛ بل يمتد إلى تأثير كل منهما على العلاقات. فالمحادثات الشجاعة قد تكون محفوفة بالمخاطر، خاصةً إذا لم يتم إدارتها بحكمة، لأنها قد تثير التوتر أو سوء الفهم. في المقابل، التغذية البناءة تعزز الثقة والاحترام المتبادل، وتجعل الملاحظات جزءًا من عملية تطوير مستمرة.

وفي البيئات المهنية، يُفضل العديد من القادة استخدام التغذية البناءة لأنها أكثر عملية ويمكن تنفيذها بسهولة. فبدلًا من الدخول في نقاشات طويلة حول القضايا الشائكة، يتم التركيز على نقاط التحسين مع اقتراح حلول واضحة. ومع ذلك، هناك حالات يكون فيها الصمت أو المجاملة غير مُجدِييْن، وهنا تصبح المحادثات الشجاعة ضرورية لوضع النقاط على الحروف والتعامل مع المشكلات بشكل مباشر.

لكن أيهما أكثر تأثيرًا؟ الإجابة تعتمد على السياق. فإذا كان الهدف هو تحقيق وعي أعمق حول قضايا تحتاج إلى تغيير جذري، فإن الصراحة المباشرة قد تكون ضرورية. أما إذا كان الهدف هو التحسين المستمر دون التأثير على العلاقات، فإن الأسلوب البناء هو الخيار الأفضل. وفي أفضل الأحوال، يمكن دمج النهجين معًا، بحيث يكون هناك توازن بين الصراحة والتوجيه، مما يخلق بيئة تواصل أكثر صحة وإنتاجية.

في النهاية.. الأمر لا يتعلق فقط بما نقوله؛ بل كيف نقوله؛ لأن الطريقة التي نقدم بها الملاحظات قد تجعلها إما أداة للتطوير، أو سببًا للتوتر وسوء الفهم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط يوجه بتسريع وتيرة العمل لتسليم مشروعات «حياة كريمة»

أكد اللواء دكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، علي أهمية تسريع وتيرة العمل لإنهاء كافة الملاحظات التي تم رصدها من قبل مكتب "دار الهندسة " استشاري مجلس الوزراء لمبادرة "حياة كريمة" وسرعة تسليم المشروعات لتدخل الخدمة بكامل طاقتها، بعد تلافي كافة الملاحظات، والتأكيد على ضرورة الانتهاء من كافة المشروعات في أسرع وقت ممكن وذلك خلال الاجتماع الذى عقده لمتابعة معدلات تنفيذ مشروعات المرحلة الأولى للمبادرة، ومتابعة موقف استلام وتشغيل المشروعات المنتهية والتى تم تسليمها خلال الفترة السابقة، لتعود بالنفع على المواطنين تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية.

جاء ذلك بحضور الدكتور مينا عماد نائب المحافظ والمحاسب عدلي أبو عقيل سكرتير عام المحافظة، واللواء مجدي أحمد مدير المكتب الإقليمي بدار الهندسة، ورؤساء وممثلي شركات المرافق (مياة الشرب والصرف الصحي، الكهرباء، الغاز الطبيعي) وسوزان محمد راضي مدير وحدة تطوير الريف المصري بالمحافظة وبعض مديري المديات الخدمية ورؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن ومسئولي جهاز التعمير وسط وشمال الصعيد والوادي الجديد.

ووجه محافظ أسيوط، بتشكيل فريق عمل من شركات المياه والصرف الكهرباء والتنسيق بين الجهات المعنية، لسرعة إنهاء وتلافي الملاحظات التي تعوق استكمال بعض الأعمال واستلامها، والتنسيق مع مسئولي مكتب دار الهندسة لحصر كافة الملاحظات الخاصة بأعمال المشروعات، لسرعة التدخل بخصوصها، وإنهاء تلك المشروعات ودخولها الخدمة في أسرع وقت مما يعود بالنفع والفائدة على المواطن وتحقيق المستهدف منها في تحسين وتطوير مستوى معيشة أهالينا في تلك القرى والارتقاء بمستوى الخدمات.

كما استعرض المحافظ - خلال الاجتماع - نسب تنفيذ كل مشروع في القطاعات المختلفة ومناقشة بعض المعوقات ووضع حلول عاجلة وفورية لها لتذليلها وتلافي الملاحظات وكذا موقف تشغيل المشروعات التى تم تسليمها بعد الانتهاء من أعمالها الإنشائية مؤكدًا على الاستمرار في دفع العمل بكل مشروعات المبادرة، فضلاً عن المتابعة اليومية والميدانية، لتلافي كافة الملاحظات التي تعوق إجراءات التسليم بالمشروعات المنتهي تنفيذها تمهيداً لدخولها الخدمة في أسرع وقت ممكن.

يذكر أن المشروع القومي لتطوير الريف المصري "حياة كريمة" بأسيوط يستهدف بمرحلته الأولى 7 مراكز بإجمالي 149 قرية و615 عزبة وتابع ويجري تنفيذ مشروعات بإجمالي 2716 مشروع بتكلفة إجمالية 80 مليار جنيه وتم الانتهاء من 2003 مشروع بنسبة 86.85% حتى الآن حيث يتولى جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد تنفيذ المشروعات الخدمية والتنموية بعدد 4 مراكز هي "ساحل سليم وأبوتيج وأبنوب والفتح" ويتولى جهاز تعمير الوادي الجديد تنفيذ المشروعات بمركزي "منفلوط وديروط"، ويتولى جهاز تعمير جنوب الصعيد تنفيذ المشروعات بمركز صدفا ويتضمن تطوير شامل للبنية الأساسية والخدمات الإجتماعية والأوضاع الإقتصادية فضلاً عن تحسين أوضاع الفئات الأولي بالرعاية بتلك القرى والنجوع.

مقالات مشابهة

  • نائبة التنسيقية: أرقام الحساب الختامي للموازنة لا تتسم بالدقة المطلوبة
  • نائبة التنسيقية: أرقام الحساب الختامي للموازنة لا تتسم بالدقة
  • علاء عابد: مصر تشهد نهضة حقيقية رغم التحديات الاقتصادية الصعبة
  • نائبة التنسيقية تقدم بعض الملاحظات على الحساب الختامي للدولة
  • محمد رمضان ينشر صور له من الماضي والحاضر.. اعرف أيهما يفضل
  • محافظ أسيوط يبحث الموقف التنفيذي لمشروعات حياة كريمة
  • محافظ أسيوط يوجه بتسريع وتيرة العمل لتسليم مشروعات «حياة كريمة»
  • حوامل غزة يروين للجزيرة نت مأساتهن مع الحرب وسوء التغذية
  • مسؤولة أممية تؤكد أن 60 ألف طفل بغزة دون الخامسة يعانون من سوء التغذية
  • مسؤولة أممية: 60 ألف طفل بغزة دون الخامسة يعانون من سوء التغذية