"وإن دنت برحيلها فمن أعمارنا تنقص"
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
تعاقب الليل والنهار علينا ونحن فوق هذه الأرض أحياء نرزق، وأعمارنا في عدٍ تنازلي الى نهايتها، ويأتي وقت ويمضي آخر، ونحن كل منَّا في حال وانشغال دائم، إما جله لله تعالى وعلى أهبة الاستعداد لهادم اللذات من خلال استعدادنا له باستقامتنا وصلاحنا ودوام عباداتنا وطاعاتنا، أو غافلون في الدنيا وبجمع المال عليها، والانشغال بما حف ذلك من شهوات ورغبات وملذات.
اذ إن منازلنا في هذه الحياة ليست متساوية، أما قبورنا فمتشابهة وليست مختلفة، فقبر الفقير هو نفسه قبر الغني، فلا فرق بيننا هنا إطلاقًا.
لقد مضت العشرة أيام الأولى من هذا الشهر الفضيل وكان لنا أصحاب وأصدقاء ومعارف وأهل فارقونا فيها، وودعونا إلى تلك البيوت التي يرقدون فيها الآن مجبرين، بعدما توفاهم الله تعالى بأسباب عدة.
نعم انتهت العشرة أيام الأولى من هذا الشهر المبارك، وستنتهي الأيام الباقية منه كلها، ولا نعلم إن كنَّا اللاحقين في الرحيل، فاللهم نسألك أن تبارك لنا في أعمارنا وأيامنا المقبلة، وتحسن خاتمتنا يا الله بما يسرنا معك ويجعلك راضياً عنَّا.
يقول أبو العتاهية "نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية طفلُ الملوك هنا، كطفل الحاشية!! ونُغادر الدنيا ونحن كما ترى متشابهون على قبور حافية!! أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا، وحسابُنا بالحق يوم الغاشية!! حور وأنهار، قصور عالية، وجهنمٌ تُصلى، ونار حامية!! فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي، ما دام يومُك والليالي باقية!! وغدًا مصيرك لا تراجع بعده، إما جنان الخلد وإما الهاوية!! أجارنا الله منها.
نعم إن شهر رمضان هو شهر الخير والجود والإحسان والبركات، هو شهر الروحانيات والقرآن الكريم وشهر تنزل الرحمات والعتق من النار، فكيف بالإمكان أن يُغير هذا الشهر من تفكيرنا وطباعنا وأخلاقنا، لنكون رحماء لطفاء دعاة سلام ومحبة وتعايش سلمي ووئام.
كيف نكون أنقياء أتقياء أسخياء حلماء كرماء، بالتفكر في أنفسنا وبمن ولينا أمره ومسؤولياتهم، وبمن لهم حق علينا وبمن هم في محيطنا ومجتمعاتنا ويعيشون بيننا.
نعم كيف ندرك أهمية حسن الخلق والذكرى العطرة الحسنة، التي يُمكن أن نخلفها ونتركها بعد رحيلنا، كيف لنا في هذه الأيام وبعدها، أن نرحم الضعفاء وأن نحب لغيرنا ما نُحبه لأنفسنا، ونبتعد عن الشحناء والبغضاء والغيبة والنميمة، والحقد والغل والغيرة التي تقتل صاحبها قبل أن يقتله الموت.
إن بقاءنا أحياءً حتى اليوم هو فرصة عظيمة لتصحيح أوضاعنا وعلاقتنا مع الله تعالى، فرصة لمراجعة النفس ومحاسبتها على تقصيرها في حقه جل جلاله وسائر عباده.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل استشعرنا بصدق ساعة رحيلنا وتوديعنا وتركنا لكل شيء، هل تأملنا هذه الساعة وهذه اللحظات بأن كل شيء نملكه سنتركه لغيرنا، ولن نأخذ منه شيئًا.
إذن والأمر كذلك، علينا أن نفعل الخير ما حيينا كثيرا، ونعمل أعمالا صالحات ما تبقى من أعمارنا كثيرًا، ونعقد العزم على ترك خلاف ذلك، فلربما لن تكون هنالك فرصة أخرى بعد هذه لنصلح كل شيء.
هذا ولو يعلم العباد ما في رمضان لتمنوا أن يكون سنةً، وقيل إن الجنة لتتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول، فكيف بنا لا نتزين ولا نتجمل بالأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة، ونكون خيرين جميلين طيبين محبين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الصبيحي .. الضمان والفوسفات مرة ثانية وثالثة… وعاشرة.!
#سواليف
فرصة لعائد على #الاستثمار فوق أل (10%)؛
#الضمان و #الفوسفات مرة ثانية وثالثة… وعاشرة.!
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية الإعلامي والحقوقي/ #موسى_الصبيحي
مقالات ذات صلة محليا .. الذهب يقفز إلى سعر قياسي جديد 2025/04/16ذكرت سابقاً بأن مؤسسة الضمان الاجتماعي تمتلك (16.6%) من أسهم شركة مناجم الفوسفات الأردنية بعدد (41) مليون سهم، وسوف تقبض قريباً أرباحاً من الشركة عن العام 2024 مقدارها ( 65.8 ) مليون دينار، كما ستحصل على ( 8.7 ) ملايين سهم مجاني بعد الموافقة على توصية الهيئة العامة للشركة برفع رأسمالها من (245) مليون دينار/سهم إلى ( 300 ) مليون دينار/سهم. أي رفع رأسمالها بنسبة (21.21%) تُدفَع من الأرباح المدوّرة للشركة وتُوزّع كأسهم مجانية على المساهمين.
أمس الأول كان اجتماع الهيئة العامة لشركة الفوسفات وسوف يحصل من يشتري أسهم الشركة من اليوم وحتى ما قبل انتهاء (15) يوماً من تاريخ موافقة هيئة الأوراق المالية على زيادة رأسمالها على الأسهم المجانية، لذا أدعو صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي إلى تعزيز أسهمه بشراء ما يُعرض في السوق المالي من أسهم هذه الشركة.
في تداول الأمس كانت هناك فرصة للصناديق والمؤسسات لشراء كمية جيدة من اسهم شركة الفوسفات بغياب حجة “لا يوجد اسهم في السوق”، كانت فرصة لشراء (100) ألف سهم على سعر ( 15.45 ) دينار
بقيمة إجمالية لها ( 1,545,000 ) ديناراً.
لو قام “الضمان” بشراء المعروض وهو كما ذكرت حوالي ( 100 ) الف سهم وسعرها الإجمالي حوالي (1.545) مليون دينار، فسيحصل على أسهم مجانية عنها بعدد (21210) سهم، بالتالي ستكون تكلفة السهم عليه (12.75) دينار. وفي حال وزّعت الشركة أرباحاً نقدية عن سنة 2025 الحالية بقيمة (1.30) دينار للسهم مثلاً، فسيكون العائد عليه للضمان فوق 10% وهو ما يعتبر أعلى عائد استثماري للضمان، وأفضل كثيراً من الايداعات و من أي استثمار آخر.
فما رأي معالي الأخ الدكتور عزالدين كناكرية بالموضوع.؟