سام برس:
2025-03-12@17:38:32 GMT

ط­ظˆظ„ ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT

ط­ظˆظ„ ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹

ط³ط§ظ… ط¨ط±ط³
ط­ظژظ€ط±ظ’ط¨ ط§ظ„ظ’ط¨ظڈط³ظڈظˆط³
ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ظ†ط§طµط±ط¹ظ„ظٹظˆظٹ ط§ظ„ط¹ط¨ظٹط¯ظٹ
ظٹظژظ€ظ€ظ€ط§ ظ…ظژظ€ظ€ظ€ظ†ظ’ ط¸ظژظ€ظ†ظژظ€ظ†ظ’ظ€طھظڈظ…ظ’ ط£ظژظ†ظژظ‘ ط´ظژظ€ط¹ظ’ظ€ط¨ظگظ€ظٹ ط؛ظژظ€ظ€ط§ظپظگظ€ظ„ظŒ
ط¹ظژظ€ظ…ظژظ‘ظ€ط§ ظٹظڈظ€ط®ظژط·ظگظ‘ط·ظڈ ظپظگظ€ظٹ ط§ظ„ظ’ظ€ط®ظژظپظژط§ط،ظگ ظ„ظژظ€ظ‡ظڈ ط§ظ„ظ’ظ€ظ…ظژط¬ظڈظˆط³ظ’
-
ط®ظگظ€ط¨ظ’ظ€طھظڈظ…ظ’ ظˆظژط®ظژظ€ط§ط¨ظژظ€طھظ’ ظپظگظ€ظ€ظٹ ط§ظ„ظ’ظ€ظ…ظژظ€ط¯ظژظ‰ ط£ظژط­ظ’ظ€ظ„ظژط§ظ…ظڈظƒظڈظ…ظ’
ظپظژظ€ط§ظ„ظ’ظ€ط«ظ€ط§ط¦ظ€ط±ظڈ ط§ظ„ظ’ظ€ط¬ظژظ€ط¨ظژظ‘ظ€ط§ط±ظڈ ط¨ظژظ€ظ€ظ€ط§طھظژ ظ‡ظڈظ€ظ€ظ€ظˆظژ ط§ظ„ظ€ط±ظژظ‘ط¦ظگظ€ظٹظ€ط³ظ’
-
طھظگظ€ظ€ظ„ظ’ظ€ظƒظژ ط§ظ„ظ’ظ€ط­ظژظ€ظ‚ظگظ€ظٹظ‚ظژط©ظڈ ظ„ظژظ€ظ€ظ€ظ†ظ’ ظٹظڈظ€ظپظگظ€ظٹظ€ط¯ظژ ط¹ظگظ€ظ†ظژظ€ط§ط¯ظڈظƒظڈظ€ظ…ظ’
ظ„ظژظ€ظ€ظ†ظ’ ظٹظژظ€ط­ظ’ظ€ط¬ظڈط¨ظژ ط§ظ„ظ’ظ€ط؛ظگظ€ط±ظ’ط¨ظژط§ظ„ظڈ ط£ظژظ†ظ’ظ€ظ€ظˆظژط§ط±ظژ ط§ظ„ظ€ط´ظڈظ‘ظ€ظ…ظڈظˆط³ظ’
-
ظ„ظژظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظ…ظ’ طھظژظ€ط³ظ’ظ€ظ„ظڈظ€ظƒظڈظ€ظˆط§ ط¯ظژط±ظ’ط¨ظژ ط§ظ„ظ€ظ€ظ†ظژظ‘ظ€ط¬ظژظ€ط§ط©ظگ طھظژظ€ظ€ظƒظژظ€ط¨ظڈظ‘ظ€ط±ظ‹ط§
ظˆظژظ„ظژظ€ظ€ط­ظگظ€ظ‚ظ’ظ€طھظڈظ€ظ…ظڈ ظ†ظژظ€ظ€ط§ط³ظ€ظ€ط§ظ‹ ظ…ظڈظ€ظ€ط±ظژط¨ظژظ‘ظ€ط¹ظژظ€ط©ظژ ط§ظ„ظ€ظ€ظ€ظ€ط±ظڈظ‘ط¤ظڈظˆط³ظ’
-
ظ‚ظژظ€ظ€ظ€ط¯ظ’ ط£ظژظٹظ’ظ€ظ‚ظژظ€ط¸ظژطھظ’ ط؛ظژظ€ط¶ظ’ظ€ط¨ظ‰ ط§ظ„ظ’ط£ظژط³ظڈظ€ظ€ظˆط¯ظگ ط¨ظگظ€ط؛ظژظ€ظپظ’ظ„ظژط©ظچ
ظ„ظگظ€طھظژظ€ط«ظڈظ€ظˆط±ظژ ظƒظژظ€ط§ظ„ظ’ظ€ظ†ظگظ‘ظ€ظٹط±ظژط§ظ†ظگ ظٹظژظ€ط³ظ’ظ€ط¨ظگظ‚ظڈظ‡ظژط§ ط§ظ„ظ’ظ€ط­ظژظ€ط³ظگظٹط³ظ’
-
ظ…ظژظ€ظ€ظ€ط§ ط£ظژظ†ظ’ طھظژظ€ط¹ظژظ€ط§ظ„ظژظ€ظ‰ ظپظگظ€ظ€ظ€ظٹ ط§ظ„ظ’ظ€ظپظژظ€ط¶ظژط§ط،ظگ ط²ظژط¦ظگظ€ظٹظ€ط±ظڈظ‡ظژط§
ط£ظژط¶ظ’ط­ظژظ‰ ط§ظ„ظ’ط®ظژظ…ظگظٹط³ظڈ ظٹظژط³ظگظٹط±ظڈ ظپظگظٹ ط¥ظگط«ظ’ط±ظگ ط§ظ„ظ’ط®ظژظ…ظگظٹط³ظ’
-
ط­ظژظ€ظ€طھظژظ‘ظ€ظ€ظ‰ طھظڈظ€ظ€ط¯ظژط§ظپظژظ€ظ€ط¹ظژ ط¹ظژظ€ظ€ظ€ظ€ظ†ظ’ ظƒظژظ€ظ€ط±ظژط§ظ…ظژظ€ظ€ط©ظگ ط£ظڈظ…ظژظ‘ظ€ظ€ظ€ط©ظچ
ط¹ظژظ€ظ€ظ†ظ’ ط«ظژظ€ظ€ظˆظ’ط±ظژط©ظچ ظ…ظگظ€ظ€ظ†ظ’ ط£ظژط¬ظ’ظ€ظ„ظگظ€ظ‡ظژط§ ط¨ظڈظ€ظ€ط°ظگظ„ظژ ط§ظ„ظ€ظ†ظژظ‘ظ€ظپظگظٹط³ظ’
-
ظ„ظژظ€ظ€ظ…ظژظ‘ظ€ظ€ط§ ط±ظژط£ظژظ‰ ط§ظ„ظ’ظ€ط¬ظڈظ€ط¨ظژظ€ظ†ظژظ€ط§ط،ظڈ ط¢ط³ظژظ€ظ€ظ€ظ€ط§ط¯ظژ ط§ظ„ظ€ظ€ط´ظژظ‘ظ€ط±ظژظ‰
ظ…ظڈظ€ظ€ط؛ظژظ€ط¨ظژظ‘ظ€ط±ظژط©ظ‹ ظˆظژط§ظ„ظ’ظ€ظ€ط­ظژظ€ظ€ط±ظ’ط¨ظڈ ط­ظژظ€ط§ظ…ظگظ€ظٹظژظ€ط©ظڈ ط§ظ„ظ’ظ€ظˆظژط·ظگظ€ظٹظ€ط³ظ’
-
ظپظژظ€ظ€ظ€ط±ظژظˆظ’ط§ ظƒظژظ€ظ€ظ…ظژظ€ط§ ط§ظ„ظ’ظ€ظ€ط¬ظگظ€ط±ظ’ط°ظژط§ظ†ظگ ظ†ظژظ€ط­ظ’ظ€ظˆظژ ط¬ظڈظ€ط­ظڈظ€ظˆط±ظگظ‡ظگظ…ظ’
ط¯ظژظپظژظ€ط¹ظڈظˆط§ ظ„ظژظ€ظ‡ظژط§ ط§ظ„ظ’ظ€ط­ظڈظ…ظ’ظ‚ظژظ‰ ط°ظژظˆظگظٹ ط§ظ„ظ’ط­ظژط¸ظگظ‘ ط§ظ„طھظژظ‘ط¹ظگظٹط³ظ’
-
ظپظ€ظ€ظ€ط·ظ€ظ€ط¨ظٹظ€ط¹ظ€ط©ظڈ ط§ظ„ظ’ط£ظژظ†ظ’ظ€ظ€ط°ظژط§ظ„ظگ طھظژظ€ظ€ظ‡ظ’ط±ظڈط¨ظڈ ظپظگظٹ ط§ظ„ظ’ظˆظژط؛ظژظ‰
ظˆظژطھظژظ€ط¹ظڈظ€ظˆط¯ظڈ طھظژظ€ط¬ظ’ظ€ظ‡ظژط´ظڈ ط¨ظگظ€ط§ظ„ظ’ط¨ظڈظƒظژط§ط،ظگ ط¹ظژظ€ظ„ظژظ‰ ط§ظ„ظ’ظ€ظپظژط±ظگظٹط³ظ’
-
ظٹظژظ€ظ€ظ€ط§ ظ…ظژظ€ط¹ظ’ظ€ط´ظژظ€ط±ظژ ط§ظ„ظ’ظ€ط¹ظڈظ€ظ‚ظژظ€ظ„ظژط§ط،ظگ ط§طµظ’ظ€ط­ظڈظ€ظˆط§ ظˆظژط§ط±ظ’ط¹ظژظ€ظ€ظˆظڈظˆط§
ظ‚ظژظ€ظ€ط¯ظ’ طھظژظ€ظ‡ظ’ظ€ظ„ظگظƒظڈ ط§ظ„ظ’ظ€ظ‚ظڈظ€ط·ظ’ط¹ظژط§ظ†ظڈ ط¥ظگظ†ظ’ طھظژظ€ط¨ظگط¹ظڈظˆط§ ط§ظ„ظ€طھظگظ‘ظٹظڈظˆط³ظ’
-
ط¥ظگظ†ظگظ‘ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ظٹ ط£ظڈط®ظژظ€ظ€ط§ط·ظگظ€ظ€ط¨ظڈ ظƒظڈظ€ظ€ظ€ظ€ظ„ظژظ‘ ط­ظڈظ€ظ€ظ€ظ€ط±ظچظ‘ ط¹ظژظ€ظ€ط§ظ‚ظگظ€ظ€ظ„ظچ
ظƒظڈظ€ظپظڈظ‘ظˆط§ ط¹ظژظ€ظ†ظگ ط§ظ„ظ€طھظژظ‘ظ„ظ’ظˆظگظٹط­ظگ ظپظگظ€ظٹ ط­ظژظ€ط±ظ’ط¨ظگ ط§ظ„ظ’ط¨ظڈط³ظڈظˆط³ظ’
-
ط§ظ„ظ’ظ€ط¹ظژظ€ظپظ’ظ€ظˆظڈ ظ…ظگظ€ظ€ظ€ظ†ظ’ ط´ظگظ€ظ€ظٹظ€ظ…ظگ ط§ظ„ظ’ظ€ظƒظگظ€ط±ظژط§ظ…ظگ ظˆظژط·ظژظ€ط¨ظ’ظ€ط¹ظگظ‡ظگظ…ظ’
ظٹظژظ€ط³ظ’ظ€ظ…ظڈظ€ظˆ ط¨ظگظ€ظ€ظ‡ظگ ط§ظ„ظ€ط´ظڈظ‘ظ€ط±ظژظپظژط§ط،ظڈ ط£ظژط­ظ’ظ€ظ€ط±ظژط§ط±ظڈ ط§ظ„ظ€ظ†ظڈظ‘ظ€ظپظڈظˆط³ظ’
-
ظ„ظژظ€ظ€ظƒظگظ€ظ€ظ†ظ’ ظ…ظژظ€ظ€ظ€ظ€ط¹ظژ ط§ظ„ظ€ظ€ظ„ظڈظ‘ظ€ط¤ظژظ…ظژظ€ط§ط،ظگ ط´ظژظ€ظ€ظ€ظ€ط±ظŒظ‘ ظ…ظڈظ€ط·ظ’ظ€ظ„ظژظ€ظ‚ظŒ
ظٹظژظ€ظ†ظ’ط¬ظڈظˆ ط¨ظگظ€ظ‡ظگ ط§ظ„ظ€ط³ظژظ‘ظپظژظ‘ط§ط­ظڈ ط°ظڈظˆ ط§ظ„ظ€ط·ظژظ‘ط¨ظ’ط¹ظگ ط§ظ„ظ’ظ€ط®ظژط³ظگظٹط³ظ’.

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: ظژظ ظ ظ ظ ط ظ ط ظ ظ ظ ط ظژظ ظ ظ ط ظژظ ط ظ ط ظژ ط ظ ظ ظ ظژ ط ظ ظ ظ ط ظژ ط ظ ظ ظ ظ طھظژظ ظ ظ ظ ظ ظ ظگ ط ظ ظ ظڈ ط ظ ظ ظ ظ ظ ظژظ ظ ط ظ ظ ط ظژظ ظ ط ظ ظ ط ظژظ ظ ظ ظ ظ ظڈظ ظ ظ ظگظ ظ ظ ظ ظ ظ ط ظژط ظ ظ ط ظژط ظ ظ ظژظ ط ظ ظ ظ ظژظ ظ ظ ظ ظ ظ ظژظ ظ ظ ظ ط ظژظ ظ ط ظ ظ ظ ط ظگظ ظ ظ ظ ظ ط ظڈظ ظ ظ ط ظڈظ ظ ظ ظ ظژظ ظ ظ ظ ظ ظ ظژظ ظ ط ظ ظ ط ظژظ ظ ط ظڈ ط ظ ظگ ط ظ ظ ط ظگظ ظٹظ ط ط ظڈ ط ظ ظ ط ظژظ ظ ظ ظژظ ظ ظژظ ظٹ ط ظ ظ ظ ط ظژظ ظ ظ ط ظگظ ظ ظ ظڈظ ظ ط ظ ظ ظ ظژظ ط ظژط ظ ظ ظ ظژظ ط ط ظ ط ظگظ ط ظ ظڈظ ظ ظ ظ ظژظ ظ ظ ط ظ ظ ظژط ظ ط ظگظ ظٹ ظ طھظژظ ط ظگ ط ظ طھظڈظ ظ ظڈظ ظˆط ظ ظٹ ط ظ ظژط ظگظ ظˆظژط ظ ظژظ ط ظ ظ ط ظژظ ط ط ظگ ط ظپظژظ ط طھظژظ ط ط ط ظڈ ط ظٹظژظ ط ظ ط ط ظڈ ظ ط ظژ ط ظژط ظژظ ظ ظ ظگظ ظژط ط ظ ظڈظ ط ظ

إقرأ أيضاً:

زنزانة 65.. دراما الألم والأمل بين التوثيق والمقاومة

في سجون مصر، حيث يُكمّم الصوت وتُوأد الحكايات قبل أن تولد، تتحول الزنازين إلى قبور ضيقة، تبتلع أنفاس الأحياء وتُمعن في سحق إنسانيتهم، حبست جدران السجن آلاف المظلومين لكن ألمهم جاوز حدود الجدران الباردة، وتسلل خارج القضبان، وتسرب إلى قلوب شعراء أحرار، وأيقظ في صدور فنانين صادقين نارا لا تخمد، فأعادوا رسمه بالكلمات والصور، كصوت لأولئك الذين صودرت أصواتهم، ومرآة تعكس المسكوت عنه، وكمنبر يرد الاعتبار لأولئك الذين حُرموا حتى من البوح بآلامهم.

مسلسل زنزانة 65 لم يكن مشروعا دراميا عابرا، بل هو استدعاء للذاكرة، استحضار لما يريده النظام طيّ النسيان، وإعادة تشكيل للوعي الجمعي حول قضية المعتقلين، ليس بوصفهم مجرد أرقام، بل كأفراد لهم حيواتهم، أحلامهم، عائلاتهم، ومستقبلهم الذي صودر. إنه عمل يُعيد رسم العلاقة بين الفن والواقع، بين الدراما والحقوق، وبين الإبداع والمقاومة.

كيف نحكي الواقع في عمل درامي

في البداية، كان هناك سؤال أساسي يلحّ علينا كصنّاع لهذا العمل: كيف يمكن للفن أن يوثق معاناة المعتقلين دون أن يكون مجرد استنساخ لقصص معروفة؟ كيف ننتج عملا فنيا قادرا على إيصال حجم الألم دون أن يُفقد المشاهد القدرة على الأمل؟

مسلسل زنزانة 65 لم يكن مشروعا دراميا عابرا، بل هو استدعاء للذاكرة، استحضار لما يريده النظام طيّ النسيان، وإعادة تشكيل للوعي الجمعي حول قضية المعتقلين، ليس بوصفهم مجرد أرقام، بل كأفراد لهم حيواتهم، أحلامهم، عائلاتهم، ومستقبلهم الذي صودر. إنه عمل يُعيد رسم العلاقة بين الفن والواقع، بين الدراما والحقوق، وبين الإبداع والمقاومة
الإجابة كانت في قصص الناجين وأولئك الذين ما زالوا في غياهب السجون الظالمة، في التقارير الحقوقية التي صغتها مرارا وفي الشكاوى التي تقدمنا بها وطرقنا بها أبواب المؤسسات الدولية لسنوات طوال، في شهادات المحامين الذين وقفوا أمام القضاة ليشهدوا على محاكمات هزلية، وفي دموع أمهات لم يعد لهن من أمل سوى انتظار لحظة حرية قد لا تأتي.

لكن التوثيق وحده لم يكن كافيا، فالعمل الفني، حتى وإن كان يحمل رسالة حقوقية، يجب أن يحافظ على قوته الدرامية، على عنصر التشويق، على البناء السردي الذي يجعل المشاهد مرتبطا بشخصياته، لا كمجرد متفرج متعاطف، بل كمن يعيش المأساة معهم، يختنق حين يُغلق عليهم باب الزنزانة، ويرى العالم بأعينهم وهم معلقون في أقبية التعذيب.

وهكذا، لم تكن زنزانة 65 مجرد قصة متخيلة، بل هي توليفة من مئات القصص الحقيقية، أُعيدت صياغتها لتناسب العمل الدرامي دون أن تُفقدها واقعيتها. الشخصيات التي ظهرت على الشاشة ليست مجرد أسماء في السيناريو، بل هي أصوات تمثل أولئك الذين لم تُتح لهم الفرصة للحديث عن أنفسهم.

الفن كأداة مقاومة

عبر التاريخ، أدركت الأنظمة الاستبدادية أن الفن أخطر من أي منشور سياسي، وأن السينما والتلفزيون قد تكون أكثر تأثيرا من آلاف المقالات، لهذا، سعت هذه الأنظمة دائما إلى السيطرة على الدراما، لجعلها أداة للتزييف بدلا من أن تكون مساحة للحقيقة.

لكن في المقابل، كان هناك دائما من يقاوم، من يُدرك أن الفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو معركة وعي، وطريقة لفتح العيون التي أُرغمت على الإغماض.

في السياق المصري، لطالما كانت السينما والتلفزيون مساحات محكومة برقابة صارمة، لا تسمح إلا بما يتوافق مع الرواية الرسمية. ومع ذلك، في فترات تاريخية معينة، تمكنت أعمال محددة من اختراق هذا الجدار، من "البريء" إلى "ضد الحكومة"، ومن "إحنا بتوع الأتوبيس" إلى "ليالي الحلمية"، وهي أعمال نجحت في كشف القمع وإثارة الأسئلة لدى المشاهدين.

اليوم، ومع تصاعد هيمنة النظام على الإعلام، باتت المساحة المتاحة لمثل هذه الأعمال أضيق من أي وقت مضى، مما يجعل أي محاولة لكسر هذا الاحتكار مخاطرة بحد ذاتها. زنزانة 65 يدخل في هذه المواجهة، ليس كمجرد عمل درامي، بل كجزء من معركة أكبر تهدف إلى استعادة دور الفن في مقاومة القمع.

قلب المفاهيم.. من الحقوق إلى المنح

واحدة من أكبر الجرائم التي ارتكبتها الأنظمة القمعية ليست فقط قمعها للمواطن، بل قدرتها على إقناعه بأنه ليس صاحب حق في الأساس.

لقد استطاعت أجهزة الدولة الإعلامية عبر عقود من التلاعب بالوعي الجمعي للجماهير المصرية بمختلف طبقاتها، حتى نجحت بشكل كبير في أن تقلب مفهوم الحقوق، فتجعل الطعام والسكن والأمان بمثابة "هبات" يمنحها الحاكم، لا حقوقا أساسية مكتسبة لكل فرد. بهذه الطريقة، تحول الإنسان من كائن مستقل صاحب إرادة إلى متلق للمِنح، يعيش في حالة دائمة من الخضوع والامتنان.

وفي السجون، حيث يقبع عشرات الآلاف من الذين لم يقبلوا هذا المذهب الفكري المفروض من النظام، يُفرض عليهم هذا المنطق بأبشع أشكاله: الطعام السيئ، العلاج الذي يُستخدم كأداة عقاب، الزيارات التي تُمنح أو تُمنع وفقا لهوى الباشا مأمور السجن، يصبح البقاء على قيد الحياة مكافأة، ويُجبر المعتقل على الشعور بأن أي معاملة "غير مهينة" هي تفضل من السجان، لا جزءا من حقوقه الإنسانية.

ولكن كيف للفن أن يلتقط هذه الحقيقة بكل تجلياتها؟ كيف لمسلسل، أو حتى عشرة، أن يعيدوا تشكيل وعي المواطن بعلاقته مع السلطة، أن يكسروا الروايات الرسمية ويعيدوا تعريف المفاهيم التي صيغت بعناية لتكريس الخضوع؟ هنا يكمن التحدي الأكبر أمام هذا اللون من الفنون، حيث لا يكفي أن يُروى الواقع، بل يجب أن يُعاد تشكيله، أن يُصاغ بعمق يوقظ الوعي، ويهزّ اليقين الزائف، ويمنح الصمت صوتا لا يمكن إسكاته.

لذلك، في زنزانة 65، لم يكن الهدف مجرد رواية الأحداث، بل تفكيك المسلّمات وإعادة تشكيل الأسئلة التي غالبا ما تُترك بلا إجابة. ماذا يعني أن يتحول الإنسان إلى رقم خلف القضبان؟ كيف يصبح فقدان الكرامة أمرا اعتياديا؟ لماذا يُسلب البعض حقهم في الوجود لمجرد اختلافهم؟ لم نرد أن يكون المشاهد متلقيا سلبيا، بل شريكا في طرح التساؤلات التي تهزّ اليقين الزائف، وتجبر العقل على مواجهة الحقيقة، مهما كانت قاسية.

من المظلومية إلى الفعل

على مدار سنوات، اعتمدت المعارضة المصرية على خطاب المظلومية، خطاب التوثيق والبكاء على الأطلال، دون تقديم بديل حقيقي للناس. لكن المظلومية وحدها لا تصنع التغيير، بل قد تُستخدم أحيانا من الأنظمة لترسيخ العجز، وقتل الأمل وتصدير اليأس لكل حالم بالتغيير، لجعل الناس يشعرون أن المقاومة مستحيلة.

الحرية ليست منحة تنتظرها الشعوب، بل وعي يتشكل عبر الأجيال. وكلما ترسخت قيمها في النفوس، اقتربت لحظة انتزاعها. لا أحد يستطيع تحديد موعد الثورة، ولا يمكن فرض التغيير بالقوة، بل هو مسار طويل تنضج فيه المجتمعات، حتى تدرك، دون تردد، أن كرامتها ليست ترفا، وأن انتزاع الحرية ليس خيارا، بل ضرورة
وكذلك لسنوات اختُزلت مواجهة الاستبداد بالكشف عن جرائمه وفضح ممارساته، لكننا أهملنا المعركة الأهم: بناء الإنسان الحر. فالقمع لا يُهزم فقط بفضحه، بل بزرع نقيضه في وجدان الشعوب، بإرساء قيم الحرية والكرامة لا كشعارات سياسية عابرة، بل كثقافة تتغلغل في الوعي الجمعي، كمبادئ غير قابلة للمساومة.

إن الحرية ليست منحة تنتظرها الشعوب، بل وعي يتشكل عبر الأجيال. وكلما ترسخت قيمها في النفوس، اقتربت لحظة انتزاعها. لا أحد يستطيع تحديد موعد الثورة، ولا يمكن فرض التغيير بالقوة، بل هو مسار طويل تنضج فيه المجتمعات، حتى تدرك، دون تردد، أن كرامتها ليست ترفا، وأن انتزاع الحرية ليس خيارا، بل ضرورة.

هل تنجح الدراما في إحداث التغيير؟

قد يسأل البعض: هل يمكن لمسلسل واحد أن يغير الواقع؟ هل يمكن للدراما أن تؤثر في وعي الناس وهم غارقون في مشكلاتهم اليومية؟

التاريخ يخبرنا أن الإجابة هي نعم؛ الدراما قادرة على تشكيل الوعي، على إحداث هزات في وجدان الجماهير، على جعلهم يرون الحقيقة التي حُرموا منها لسنوات، لكن علينا أن نتحلى بالأمل والمثابرة والمواصلة، وأن نُسقط رهان الأنظمة المستبدة بأننا سنيأس أو ننسى.

لذلك يجب أن يكون زنزانة 65 خطوة على طريق طويل، قد لا يغير المسلسل مصيرنا، لكنه قد يزرع بذرة، قد يفتح نافذة، قد يجعل إنسانا واحدا يسأل سؤالا لم يكن ليطرحه من قبل. وحين تبدأ الأسئلة، يبدأ التغيير.

مقالات مشابهة