بين العجز الدبلوماسي ولغة القوة: السيد القائد يتجاوزُ القممَ العربية
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
د. شعفل علي عمير
بينما يطلق الرئيس الأمريكي تهديداته الموجَّهة ضد الشعب الفلسطيني، يتصاعد صوتٌ آخرُ من وسط الصراعات، يحمل صوت القوة والصمود. إنه صوت السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي يوجّه تحذيرًا جادًّا وقويًّا للكيان الصهيوني والأمريكي، وبالتزامن مع تهديدات ترامب للشعب الفلسطيني ووعيده لهم بالجحيم، السيد القائد يوجه تحذيرًا جديًّا للكيان الصهيوني وداعميه أنه “في حالة عدم فتح المعابر الفلسطينية لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة خلال أربعة أَيَّـام كمهلة للوسطاء ما لم فَــإنَّ واجبنا الديني يفرضُ علينا القيام بما يمليه علينا من واجب”، مُشيرًا في كلمته إلى تنفيذ وعيده باستمرار العمليات البحرية ضد العدوّ الإسرائيلي.
كانت تلك الكلمات التي ألقاها السيد القائد بحجم قمة، بل إن تأثيرها وأثرها أكبر من كُـلّ القمم العربية التي لم تصدر حتى إدانة صريحة للكيان الصهيوني، واقتصرت على المطالبة، وهنا يتبادر إلى الأذهان المقارنة بين بيان قمة القاهرة وإعلان السيد القائد: أيهما يحمل وزنًا حقيقيًّا ودعمًا صادقًا لأهلنا في غزة؟
إن بيان قمة القاهرة، الذي كان ينتظر منه الكثيرون أن يكون خطوة قوية وفعالة لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة، جاء مخيبًا للآمال. فقد اقتصر على لغة دبلوماسية معتادة، دون أن يتضمن أية إجراءات عملية أَو عقوبات حقيقية على الكيان الصهيوني؛ مما يعكس ضعفًا وتخاذلًا في مواجهة الظلم المُستمرّ الذي يعانيه الفلسطينيون؛ لأنَّ مثل هذه البيانات لا تكفي، عندما تكون حياة الملايين على المحك.
على النقيض من ذلك، جاءت كلمة السيد القائد لتعيدَ التأكيد على الخيارات العملية التي تعكس الإرادَة الصُّلبة لمناصرة القضية الفلسطينية؛ إذ أعلن السيد القائد أن الوقت قد حان لاتِّخاذ إجراءات أكثر فعالية، محدّدًا مهلة زمنية مدتُها أربعة أَيَّـام للوسطاء وقوات الاحتلال للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وفي حال عدم الالتزام بذلك، توعد باستئناف العمليات البحرية ضد الأهداف الإسرائيلية، وهو ما يعتبر تهديدًا مباشرًا يعكسُ نهجًا جديدًا في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، قوامُه الفعلُ الحقيقي والتهديد الجاد، بعيدًا عن لغة الخطابات والتصريحات التقليدية من زاوية أوسع.
يُمكن قراءة هذا التصريح كجزءٍ من رؤيةٍ استراتيجيةٍ تهدف لتعزيز محور المقاومة في المنطقة، عبر تحويل القضية الفلسطينية من مُجَـرّد شعارٍ إلى ميدان عملٍ مباشر.
إن الموقف العربي الرسمي يحتاج إلى مراجعةٍ جذرية. فخطاباتُ الشجب وحدها لم تعد كافيةً أمام مشهد التطهير العِرقي المُمنهج في فلسطين. وعلى الدول العربية أن تدركَ أن زمن الدبلوماسية الهادئة قد ولَّى، وأن انخراطها في سياساتٍ فعّالةٍ كتلك التي يطرحُها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي هو السبيلُ الوحيد لكتابة فصلٍ جديدٍ في تاريخ الصراع، يُعيد للأُمَّـة كرامتها، ولغزة حقَّها في الحياة والحرية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید القائد
إقرأ أيضاً:
تحتمس الثالث وبناء الدولة المصرية.. القائد الذي صنع إمبراطورية قوية
يعتبر تحتمس الثالث واحدًا من أعظم ملوك مصر القديمة، ليس فقط بفضل نجاحاته العسكرية، ولكن أيضًا بسبب دوره الكبير في تطوير الدولة المصرية إداريًا واقتصاديًا وعمرانيًا.
فقد وضع أسس إمبراطورية قوية امتدت من النوبة جنوبًا إلى سوريا وبلاد الرافدين شمالًا، مما جعل مصر في عهده أقوى قوة في الشرق الأدنى القديم.
إصلاحات إدارية متقدمةتميز عهد تحتمس الثالث بإدارة مركزية قوية، حيث طور نظم الحكم لضمان السيطرة على الأقاليم المختلفة، قسم البلاد إلى إدارات إدارية خاضعة لنظام صارم من الرقابة، مما عزز الاستقرار وجعل الموارد تتدفق إلى العاصمة دون عوائق.
كما أنشأ جهازًا بيروقراطيًا فعالًا، حيث تم اختيار المسؤولين وفقًا للكفاءة وليس بناءً على الأصول العائلية فقط، مما ساهم في تحسين أداء الحكومة.
الاقتصاد في عصر تحتمس الثالثشهد الاقتصاد المصري في عهد تحتمس الثالث ازدهارًا ملحوظًا، حيث أدخل نظامًا دقيقًا لجمع الضرائب، خاصة من الأراضي التي خضعت لحكمه بعد حملاته العسكرية الناجحة.
ونتيجة للغنائم التي جلبها من حملاته الخارجية، بالإضافة إلى التجارة النشطة، تحولت مصر إلى مركز اقتصادي مزدهر، كما شجع على تطوير الزراعة، حيث انشئت مشاريع ري جديدة ساعدت في زيادة إنتاج المحاصيل.
النهضة العمرانية والتحصينات الدفاعية
كان تحتمس الثالث من أكثر الفراعنة اهتمامًا بالبناء، وترك بصمته في العديد من المعابد والآثار.
يعد مجمع معابد الكرنك من أبرز إنجازاته، حيث وسع المعبد وأضاف إليه قاعة الأعمدة الشهيرة، التي لا تزال واحدة من أعظم إنجازات العمارة المصرية القديمة.
كما أولى اهتمامًا كبيرًا ببناء القلاع والحصون، خاصة على الحدود الشرقية والشمالية، لحماية مصر من أي تهديد خارجي.
من أشهر هذه التحصينات قلعة “جِبِل” في النوبة، التي كانت مركزًا عسكريًا وتجاريًا مهمًا
لم يكن تحتمس الثالث مجرد قائد حربي، بل كان مصلحًا إداريًا واقتصاديًا بارعًا، ساهمت سياساته في تحويل مصر إلى أقوى إمبراطورية في عصرها.