إرث البابا فرنسيس بأفريقيا.. وساطة وإصلاحات وصدامات عقائدية
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
سلّط تقرير نشره موقع "تي في 5 موند" الفرنسي الضوء على ما سماه الأثر العميق الذي تركه البابا فرنسيس في القارة الأفريقية من خلال زياراته الدبلوماسية المتعددة، ومواقفه تجاه القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وحسبما قال الموقع، فإن تحركات البابا في أفريقيا جاءت امتدادًا لرؤيته التي تمزج بين البعد الروحي والدور السياسي للكنيسة، حيث ركّز على ملفات السلام والعدالة والاستدامة البيئية، مع تأكيده على ضرورة أن يكون للكاثوليكية الأفريقية طابعها المستقل بعيدًا عن الهيمنة الغربية.
في عام 2015، زار البابا فرنسيس جمهورية أفريقيا الوسطى في خضم حرب أهلية طاحنة بين الجماعات المسيحية والمسلمة والأنيمية.
ورغم المخاطر الأمنية، زار العاصمة بانغي، حيث صلّى في كاتدرائيتها، كما توجّه إلى مسجد في حي بي كي 5، أحد أكثر المناطق تضررًا بالعنف الطائفي.
كان لهذه الزيارة أثر ملموس في تهدئة التوترات، إذ أعقبها بفترة قصيرة تنظيم انتخابات، في خطوة شكلت بداية لمسار المصالحة الوطنية.
ولم يكتفِ البابا بإطلاق دعوات عامة للسلام، بل انخرط فعليًا في جهود الوساطة الميدانية بين الأطراف المتنازعة.
تحذيراته من العنف بالكونغو الديمقراطيةلم تتوقف جهود البابا عند جمهورية أفريقيا الوسطى، بل امتدت إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث حذّر بشدة من تصاعد العنف في شرق البلاد.
إعلانبحسب تقرير الموقع، كان البابا فرنسيس أكثر انخراطًا في القضايا السياسية والاجتماعية الأفريقية مقارنة بسلفه بنديكيت السادس عشر (2005-2013)، ويمكن مقارنته في هذا الصدد بالبابا يوحنا بولس الثاني، الذي كان له أيضًا تأثير بارز في القارة.
غير أن فرنسيس ركّز بشكل خاص على الملفات الاقتصادية والاجتماعية، متحدثًا بلغة قريبة من خطاب منظمات المجتمع المدني، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا تجارة الأسلحة ونهب الموارد الطبيعية.
تعزيز دور أفريقيا في الكنيسة الكاثوليكيةضمن إستراتيجيته لتعزيز الحضور الأفريقي داخل الكنيسة الكاثوليكية، قام البابا فرنسيس بتعيين اثنين من الكرادلة الأفارقة: الكاردينال فريدولين أمبونغو من الكونغو الديمقراطية، والكاردينال ديودوني نزابالينغا من جمهورية أفريقيا الوسطى.
يعكس هذا التوجه إدراك الفاتيكان المتزايد لأهمية أفريقيا داخل الكنيسة، التي لم تعد محصورة في أوروبا، بل باتت تمتد بشكل متزايد في أفريقيا وأميركا اللاتينية.
سعى البابا فرنسيس إلى تعزيز نموذج كاثوليكي أكثر انفتاحًا على الهويات المحلية، منح الكنائس الأفريقية استقلالية أكبر عن النمط الغربي.
غير أن هذا التوجه واجه تحديات، لا سيما في القضايا العقائدية الحساسة.
فعندما طرح البابا إمكانية تقديم بركة للأزواج من الجنس نفسه، قوبل هذا الاقتراح برفض واسع من الأسقفيات الأفريقية التي تمسّكت بقيمها الثقافية المحلية المناهضة لهذه التوجهات.
يعكس هذا التباين التوتر القائم بين السعي لترسيخ كاثوليكية عالمية من جهة، والاعتراف بخصوصيات الكنائس المحلية من جهة أخرى، مما قد يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه الكنيسة في أفريقيا خلال السنوات المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان أفریقیا الوسطى البابا فرنسیس
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الاسرائيلي يحول المياه في غزة الى أداة سلاح قتل بطيء
الجديد برس|
قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي يمارس حرب تعطيش ممنهج بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع، ويحوّل المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل بطيء.
وأشار في بيان اليوم الى أن الاحتلال عطّل عمدا خطي مياه شرقي مدينة غزة وفي المحافظة الوسطى؛ وهذا يحرم أكثر من 700 ألف مواطن من المياه .. مضيفا ان الاحتلال أوقف خط الكهرباء الذي يغذي محطة تحلية المياه بدير البلح معرضا حياة نحو 800 ألف شخص للعطش الشديد.
وأوضح المكتب أن قوات الاحتلال دمرت 90% من بنية قطاع المياه والصرف الصحي في القطاع.
وذكر أن الجهات المختصة سجلت حتى اللحظة أكثر من 1.7 مليون حالة مرضية مرتبطة بالمياه.
هذا وتوقفت محطة توليد المياه الوحيدة في المنطقتين الوسطى والجنوبية من غزة بسبب منع الاحتلال دخول الوقود منذ 42 يوما، ما أدى إلى توقف صهاريج المياه عن تزويد العائلات في غالبية مناطق القطاع، ودفع كثيرين للسير لساعات على الأقدام للحصول على غالون ماء واحد.