تواجه مخطط ترامب.. دعم دولي للخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
بعد ساعات فقط من إعلان مصر عن خطتها لإعادة إعمار غزة الأسبوع الماضي، جاء الرفض من المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، برايان هيوز، الذي صرح بأنها لا "تعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليا".
الخطة المصرية لإعادة إعمار غزةوبعد أيام قليلة، بدا أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يتراجع عن هذا الرفض، حيث وصف الخطة الجديدة بأنها خطوة أولى حسنة النية من جانب المصريين.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أن الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة تعد مشروعا طموحا يحظى بدعم عربي وإجماع دولي، مشيرا إلى أن دولا كبرى مثل بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، وإيطاليا أصدرت بيانا مشتركا يعبر عن تأييدها لهذه الجهود، بالإضافة إلى الدعم الذي أبدته كل من الصين وروسيا.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الخطة تعتمد على إعادة إعمار القطاع دون تهجير السكان، مع آليات واضحة لإعادة تأهيل البنية التحتية بتكاليف أقل من 53 مليار دولار التي طلبت في البداية، مؤكدا أن المشروع يهدف إلى تحويل غزة إلى نموذج تنموي متقدم.
وأشار الرقب، إلى أن العقبة الأساسية التي تواجه تنفيذ هذه الخطة ليست التمويل، إذ يمكن للدول العربية والداعمين الدوليين توفير المبلغ المطلوب بسهولة، لكن المشكلة الكبرى تكمن في الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يمنح حتى الآن الموافقة على تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، ولم يسمح بإدخال المساعدات الأساسية مثل الخيام والمساكن المتنقلة.
وفقا للمجلس الأطلسي، يجب على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن يعتبر الخطة المصرية نقطة انطلاق للمفاوضات، نظرًا لعدم وجود أي خطة واقعية أخرى على الطاولة. في المقابل، وصف اقتراح ترامب المتعلق بالتهجير القسري بأنه غير منتج، حيث أشار مجموعة من 144 عضوا ديمقراطيا في مجلس النواب الأمريكي إلى أن خطة ترامب تقوض الموقف الأخلاقي المبدئي للولايات المتحدة.
كما أشارت التقارير إلى أن خطة ترامب تهدد السلام طويل الأمد بين مصر وإسرائيل، وفقا لمسؤولين مصريين، بعيدا عن حقيقة أن الخطة المصرية هي الخطة الواقعية الوحيدة المطروحة على الطاولة، فإنه من مصلحة الولايات المتحدة أن تتبنى نسخة من هذه الخطة، نظدا لأنها ميسورة التكلفة سياسيا وماليا بالنسبة لواشنطن.
تتمثل خطة مصر في السماح للفلسطينيين بالبقاء في قطاع غزة أثناء عملية إعادة الإعمار التي تتضمن ثلاث مراحل، وقد أقرها القادة العرب الأسبوع الماضي.
وفي المقابل، أشار التقرير إلى أن خطة ترامب تتجاهل الفلسطينيين، وتعد استمرارا للسياسات والخطط التي أطلقها ترامب خلال ولايته الأولى، إلا أن القضية الفلسطينية تظل محورية في الشرق الأوسط، ولا يمكن تجاهلها في سياق السعي للسلام الإقليمي الأوسع الذي لا يشمل الفلسطينيين.
كما فشلت خطة ترامب في معالجة العديد من الأسئلة المتعلقة باللوجستيات المطلوبة لنقل مليوني فلسطيني من قطاع غزة، وكذلك استراتيجيات البلدان التي ستستقبلهم وكيفية تأمين التعاون العربي، بينما تجيب الخطة المصرية على العديد من هذه الأسئلة بشكل فعال، وخاصة فيما يتعلق بالمستقبل السياسي لغزة.
أشار التقرير أيضا إلى أن إدارة ترامب ستستفيد من دعم الخطة المصرية، وطوال حملته الرئاسية والأشهر الأولى من توليه منصبه، تعهد ترامب بإحلال السلام في الشرق الأوسط، ودعم الخطة المصرية من شأنه أن يعزز فرصه في الوفاء بوعده.
من جهة أخرى، فإن أي محاولة لإبعاد الفلسطينيين قسرا عن غزة، كما تشير خطة ترامب، من المحتمل أن تؤدي إلى مقاومة مسلحة، مما يعرض المنطقة للعودة إلى الحرب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر فلسطين غزة الاحتلال مجلس الأمن القومي الأمريكي الشرق الأوسط إعادة إعمار غزة الخطة المصرية المزيد الخطة المصریة لإعادة إعمار خطة ترامب إلى أن
إقرأ أيضاً:
اشترِ الآن.. تغريدة ترامب التي هزّت وول ستريت
في تغريدة مقتضبة نشرها على منصته "تروث سوشيال"، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب "هذا هو الوقت المناسب للشراء!!! DJT".
كانت الجملة قصيرة، لكنها كفيلة بإثارة زلزال في الأسواق المالية، خصوصا أنها سبقت بساعات إعلانًا مفاجئًا عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يوما.
فهل كانت مجرد صدفة؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك نحو شبهات تلاعب متعمّد؟
ونُشرت التغريدة صباح الأربعاء، ومع حلول المساء، أعلن ترامب تعليق الرسوم على معظم الدول (باستثناء الصين).
لكن الأسواق لم تنتظر طويلًا، فقد:
واللافت أن ترامب وقّع التغريدة بالأحرف الأولى لاسمه DJT، وهو أمر غير معتاد في منشوراته، لكن هذه الأحرف تحديدًا هي رمز سهم "شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا" المالكة لمنصة "تروث سوشيال".
فهل كان في الأمر رسالة خفية؟تقرير غارديان أشار إلى أن سهم الشركة قفز بنسبة 22% في ذات اليوم، ما دفع كثيرين لطرح تساؤل مشروع: هل استُخدمت التغريدة للتأثير على السوق بشكل مدروس؟
إعلان انتقادات سياسية ودعوات للتحقيقما لبثت الشكوك أن تحوّلت إلى تحرّك سياسي، فقد طالب مشرعون ديمقراطيون وخبراء أخلاقيات بإجراء تحقيق رسمي.
ووصلت رسالة مشتركة من السيناتورين آدم شيف وروبن جاليجو إلى البيت الأبيض تطالب بـ"تحقيق عاجل حول احتمال استخدام معلومات داخلية"، في خطوة وصفها البعض بأنها محاولة لفتح ملف فساد محتمل في أعلى سلطة تنفيذية.
السيناتور كريس مورفي كتب عبر منصة "إكس": "فضيحة تداول داخلي تلوح في الأفق… تغريدة ترامب في الساعة 9:30 صباحا تشير إلى نيته منح أتباعه أفضلية مالية عبر معلومات خاصة".
أما إليزابيث وارن، فوصفت ما حدث بأنه "فساد واضح"، في حين طالبت ألكسندريا أوكاسيو كورتيز بالكشف عن جميع الأسهم التي اشتراها أعضاء الكونغرس في الـ24 ساعة الأخيرة، وعلّقت بقولها: "سمعت أحاديث مثيرة في الكونغرس. سنكتشف بعض الأمور قريبا. حان الوقت لحظر التداول الداخلي".
قانونيون يحذّرون.. سلوك غير أخلاقيالمثير أن الانتقادات لم تقتصر على خصوم ترامب السياسيين، فقد صرّح ريتشارد بينتر، المستشار الأخلاقي السابق في إدارة جورج بوش الابن، لـ"إن بي آر": "لا يمكن السماح للرؤساء أو كبار المسؤولين بالتعليق على السوق والتأثير عليها أثناء اتخاذهم قرارات سياسية حاسمة".
وأضاف "لو قام أي شخص من إدارة بوش بنشر منشور مماثل، لتم فصله في اليوم ذاته".
وقال بينتر "هذا السيناريو قد يعرض الرئيس لاتهامات بالتورط في التلاعب بالسوق".
وأوضح بينتر أن الحادث قد يؤدي إلى إجراء تحقيقات "حول من كان يعرف ماذا ومتى قبل أن يعلن (ترامب) أنه سيؤجل الرسوم الجمركية على جميع الدول باستثناء الصين".
ورفض متحدث باسم وزارة العدل التعليق، ولم تستجب هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية فورًا لطلب التعليق وفقا لشبكة "إن بي سي نيوز".
هذا التصريح يفتح الباب مجددًا أمام نقاش طويل حول حدود المسؤولية الأخلاقية للمسؤولين التنفيذيين، وما إذا كانت القوانين الحالية كافية لمنع استغلال النفوذ الاقتصادي.
إعلان ترامب يبرر والبيت الأبيض يحاول احتواء الأزمةحين سُئل مساء الأربعاء عن توقيت التغريدة، قال ترامب ببساطة، "كنت أفكر في الأمر خلال الأيام القليلة الماضية".
لكن مصادر من داخل البيت الأبيض وصفت القرار بأنه جزء من إستراتيجية مدروسة مسبقًا، وأكدت المتحدثة كارولين ليفيت أن ما جرى يدخل في إطار "فن الصفقة".
نشاط مشبوه آخر في الكونغرسووسط الجدل، كشفت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين عن قيامها بشراء أسهم في "آبل" و"أمازون" يومي الثالث والرابع من أبريل/نيسان الحالي، أي بعد إعلان ترامب تعريفاته الجمركية.
وبحسب غارديان، فقد ارتفعت أسهم "أمازون" بنسبة 12% و"آبل" بنسبة 15% بعد تعليق الرسوم.
فهل تزامنت عمليات الشراء تلك مع معلومات مسبقة؟ سؤال لا يقل أهمية.
وبينما يترقّب الرأي العام ما قد تكشفه التحقيقات، تبقى تغريدة ترامب "اشترِ الآن" رمزًا لأزمة أكبر تتعلق بتداخل المال والسياسة والمصالح الشخصية.
وقد أثارت التغريدة تساؤلات لا تتعلق فقط بالتلاعب بالسوق، بل بما إذا كانت الأسواق الأميركية تُدار الآن بإشارات فردية من الرئيس نفسه.
وإذا ثبت وجود تداول داخلي، فإن القضية قد تتحوّل من "جدل سياسي" إلى أزمة نزاهة تهز أركان الدولة الأميركية.