بورصة مسقط تحتفل بإدراج أسياد للنقل البحري
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
انضمام "أسياد" يعزز القيمة السوقية لبورصة مسقط بأكثر من 5.3% لترتفع إلى 12.5 مليار ريال
الشركة تتبنى نظام "مثبت الأسعار" لأول مرة لتعزيز الشفافية واستقرار السوق
الاكتتاب العام على 20% من رأسمال الشركة شهد تغطية بنسبة 1.4 مرة بقيمة 177 مليون ريال
احتفلت بورصة مسقط اليوم بإدراج شركة أسياد للنقل البحري وبدء تداول أسهمها بعد انتهاء عملية الاكتتاب العام على 20% من رأسمالها لتكون الأولى في قطاع النقل البحري التي تُدرج في البورصة؛ في إطار الجهود المبذولة لتعزيزها بشركات تعكس أداء كل قطاعات الاقتصاد الوطني.
وتعد هذه الخطوة تجسيدًا لتوجهات جهاز الاستثمار العُماني بالتخارج من بعض الأصول الحكومية، وترجمةً لمستهدفات رؤية "عُمان 2040" الهادفة إلى جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية.
قال هيثم بن سالم السالمي، الرئيس التنفيذي لبورصة مسقط إن أسياد للنقل البحري تعد خامس الشركات الحكومية التي تدرج في البورصة في إطار خطط الحكومة لتعزيز سياسات التنويع الاقتصادي، مشيرًا إلى أن هذه الإدراجات توفر خيارات أوسع لدى المستثمرين للاستثمار في الشركات المدرجة في البورصة.
وأكد على أن إدراج شركات كبيرة في بورصة مسقط يساعد في نمو حجم القيمة السوقية للبورصة؛ إذ شهد الاكتتاب على 20 بالمائة من أسهم أسياد للنقل البحري تغطية بمقدار 1.4 مرة بقيمة بلغت حوالي 177 مليون ريال عُماني بعد احتساب قيمة السهم بـ123 بيسة، ويبلغ حجم الأسهم المعروضة للاكتتاب ما مقداره 127 مليون ريال عُماني.
ولفت السالمي إلى أن شركة أسياد للنقل البحري ستنضم إلى قائمة أكبر 10 شركات مدرجة في بورصة مسقط بقيمة سوقية تتجاوز 640 مليون ريال عماني، وتعد القطاع السابع في قطاع الخدمات الذي يضم 37 شركة تمثل 34% من القيمة السوقية للشركات المساهمة العامة، في حين يضم القطاع المالي 33 شركة ويمثل 32%، بينما يضم قطاع الصناعة 35 شركة ويمثل 8%، ويبلغ عدد السندات 52 سندا تمثل 26%.
وأوضح السالمي في كلمته أنه مع إدراج أسياد للنقل البحري ستزيد قيمة الشركات المساهمة العامة بأكثر من 5.3% لتبلغ أكثر من 12.53 مليار ريال عماني، كما سترتفع عدد الأسهم المصدرة للشركات المدرجة بأكثر من 64 مليار سهم بنسبة زيادة أكثر من 8.8%.
وأشار السالمي إلى أن شركة أسياد للنقل البحري هي أول شركة تتبنى نظام مثبت أسعار في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز ثقة المستثمرين واستقرار السوق، وتوفر بيئة استثمارية أكثر شفافية وموثوقية.
وأوضح الدكتور إبراهيم بن بخيت النظيري، الرئيس التنفيذي لشركة أسياد للنقل البحري: إن الشركة تعد أولى شركات مجموعة أسياد تتحول إلى شركة مساهمة عامة، لتمثل نقلة نوعيّة في مسيرة الشركة وتفتح آفاقًا أوسع نحو توسيع استثماراتها وأعمالها وأنشطتها في سلطنة عُمان وخارجها وتعزّز الحوكمة والشفافية التي تنتهجها.
وقال: إن الإدراج يشكل مرحلة مهمة نحو النمو والتطور الذي تنشده الشركة في استثماراتها وأعمالها وأنشطتها في القطاع اللوجستي باعتبارها ذراعا استثمارية حكومية في هذا المجال، مؤكدًا أن الشركة ستلتزم بكل النظم والمعايير الخاصة بالحوكمة والشفافية التي تتطلبها هيئة الخدمات المالية وبورصة مسقط.
من جهته بيَّن مصطفى بن أحمد سلمان، رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للأوراق المالية أن إدراج أسهم أسياد للنقل البحري في بورصة مسقط يعد إدراجا جيدا لعدد الأسهم التي تم طرحها في الاكتتاب، متوقعًا أن يكون هناك توازن في سعر السهم نظرًا لقيام الشركة بتعيين مزود للسيولة وأيضا محاولة تثبيت السعر بمبلغ محدد.
وقال إن وجود مزود السيولة للشركة سيعمل على تحسين حركة الأسهم في أوقات لا توجد فيها تداولات جيدة والتدخل في حال انخفاض سعر السهم تحت سعر الاكتتاب، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يكون إجمالي العائد ما بين 8 إلى 9 بالمائة خلال العام القادم؛ ما يساعد السهم على الاستقرار.
رعى حفل قرع جرس بدء التداول معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي، وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: شرکة أسیاد للنقل البحری بورصة مسقط ملیون ریال ریال ع إلى أن
إقرأ أيضاً:
النتائج المالية للشركات وانعكاساتها على بورصة مسقط
تعد النتائج المالية لشركات المساهمة العامة العامل الرئيسي المحرك لأسواق المال، وعلى الرغم من وجود العديد من العوامل التي تؤثر على البورصات وتشجع المستثمرين على تكثيف عمليات الشراء وتنويع محافظهم الاستثمارية أو التخارج من بعض الأسهم إلا أن النتائج المالية تظل هي المحرك الرئيسي لأسعار الأسهم وهي التي تدفعها للصعود أو الهبوط، وكما هو معلوم فإن النتائج المالية القوية تعكس الجهود التي تبذلها الشركات لتعزيز أدائها على مدى عام كامل أو عدة أعوام، ويمكننا النظر إليها على أنها انعكاس لمدى تفاني الموظفين في تحقيق استراتيجيات الشركة وتعزيز حصتها في السوق المحلية أو العالمية.
توجد في بورصة مسقط حوالي 100 شركة مساهمة عامة معظمها تنتهي سنتها المالية في ديسمبر، وهذه الشركات أعلنت خلال الأسابيع الماضية نتائجها المالية للعام الماضي وقدمت من خلالها شرحًا لمساهميها عن التحديات التي واجهتها خلال العام الماضي وكيف عملت على مواجهتها، وتسعى الشركات من خلال هذه المعلومات إلى تأكيد قدراتها على تحقيق الاستقرار في أدائها، وقد انعكست هذه النتائج على أسهم الشركات خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، ومن خلال قراءة لأبرز مؤشرات النتائج المالية نجد أن إدراج 4 شركات جديدة من مجموعة أوكيو خلال العامين الماضيين أسهم في رفع الأرباح الصافية المجمعة للشركات المدرجة في البورصة لتتجاوز خلال عام 2024 مستوى 1.2 مليار ريال عماني – بدون النتائج المالية لعمانتل - وهو ما تشهده البورصة للمرة الأولى في تاريخها وهذا الرقم من شأنه تعزيز مكانة البورصة وتأكيد ثقة المستثمرين فيها وتشجيع الاستثمار الأجنبي.
وأظهرت مؤشرات النتائج المالية أيضًا تنوعًا في الشركات الـ 10 الأكبر من حيث الأرباح الصافية لتضم شركات في قطاعات النفط والغاز والاتصالات والطاقة وشركات الاستثمار بالإضافة إلى البنوك التي كانت مسيطرة على هذه القائمة في السنوات السابقة وتشكل أرباحها أكثر من 50 بالمائة من إجمالي صافي الأرباح المسجلة لشركات المساهمة العامة.
وعلى الرغم من هذا التنوع إلا أنه من الملاحظ أن أوكيو للاستكشاف والإنتاج التي تصدرت القائمة بـ 326.5 مليون ريال عماني استحوذت على 25 بالمائة من إجمالي الأرباح الصافية المسجلة في البورصة خلال عام 2024، وفي المرتبة الثانية حل بنك مسقط بـ225.5 مليون ريال عماني، ثم بنك صحار الدولي ثالثا بـ100.2 مليون ريال عماني، وجاء البنك الوطني العُماني في المرتبة الرابعة بـ63 مليون ريال عماني، فيما جاءت أوكيو لشبكات الغاز خامسًا بـ47.9 مليون ريال عماني. ونظرًا لأن عمانتل لم تعلن نتائجها المالية حتى نهاية شهر فبراير فإننا لم نتمكن من إدراجها ضمن قائمة الشركات الـ10 الأعلى من حيث الأرباح الصافية.
وبالعودة إلى أداء الأسهم خلال الشهرين الماضيين نجد أن الشركات التي سجلت نتائج جيدة حظيت باهتمام المستثمرين، وحتى سهم أوكيو للاستكشاف والإنتاج الذي يشهد ضغوطًا بيعيةً منذ إدراجه ببورصة مسقط في أكتوبر 2024 استطاع تحسين أدائه في شهر فبراير الماضي ليغلق على 325 بيسة مرتفعا 4 بيسات عن مستواه في نهاية يناير وارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى مليارين و600 مليون ريال عماني مقابل مليارين و568 مليون ريال عماني في نهاية يناير وشهد السهم أيضًا ارتفاعًا في قيمة التداول من نحو 13.8 مليون ريال عماني في يناير إلى 17.4 مليون ريال عماني في فبراير، وجاء هذا الأداء على الرغم من تراجع الأرباح الصافية للشركة من 627 مليون ريال عماني إلى 326.5 مليون ريال عماني إلا أن الإيضاحات التي قدمتها الشركة في تقريرها إلى المساهمين عززت اهتمام المستثمرين بالسهم وشجعت على الإقبال عليه، فقد أرجعت تراجع الأرباح الصافية إلى ما شهده عام 2023 من تخارج الشركة من 40 بالمائة من منطقة الامتياز رقم 60 وما حققته من مكاسب من هذا التخارج بقيمة 274.6 مليون ريال عماني، وفي الوقت نفسه استعرضت الشركة في تقريرها حجم الأعمال التي تديرها وخططها المستقبلية لزيادة الإنتاج من النفط والغاز من خلال أعمال الاستكشاف والنمو وتحسين الأصول وهو ما عزز التوقعات المتفائلة بقدرة الشركة على زيادة أرباحها في المستقبل وهو ما انعكس إيجابًا على سهم الشركة ليشهد في الأيام الأخيرة من تداولات شهر فبراير عودة إلى الصعود خاصة مع اقتراب توزيعات الأرباح.
وإذا انتقلنا إلى النتائج المالية للبنوك المدرجة في بورصة مسقط نجد أنها تمكنت من زيادة أرباحها وهو ما انعكس إيجابًا على أسهمها على الرغم من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها بورصة مسقط والتي تعود إلى أسباب أخرى لا علاقة لها بالنتائج المالية، ولعله من المهم الإشارة إلى التأثير الإيجابي لاندماج بنك صحار - عن طريق الضم مع بنك اتش اس بي سي عُمان في منتصف عام 2023 - على النتائج المالية للبنك لتصعد أرباحه الصافية في عام 2024 إلى 100.2 مليون ريال عماني مقابل 70.3 مليون ريال عماني في عام 2023 و34.8 مليون ريال عماني في عام 2022.
وفي قطاع الصناعة يمكننا الوقوف على أداء شركة إسمنت عُمان وشركة الجزيرة للمنتجات الحديدية اللتين سجلتا نتائج مالية جيدة انعكست إيجابا على أسعار سهميهما، فقد صعد سهم إسمنت عُمان من 378 بيسة في ديسمبر إلى 491 بيسة في فبراير مسجلا ارتفاعا بـ 113 بيسة، وارتفع سهم الجزيرة للمنتجات الحديدية من 289 بيسة في ديسمبر إلى 390 بيسة في فبراير مسجلا زيادة بـ 101 بيسة، عندما ننظر إلى النتائج المالية لشركة إسمنت عُمان نجد أنها تمكنت من رفع أرباحها الصافية العام الماضي إلى 11.1 مليون ريال عماني مقابل 6 ملايين ريال عماني في عام 2023، فيما رفعت الجزيرة للمنتجات الحديدية أرباحها الصافية من 4.1 مليون ريال عماني إلى 7.1 مليون ريال عماني، وقالت إسمنت عمان إنها سوف توزع أرباحا نقدية على المساهمين بنسبة 90 بالمائة بما يعادل 90 بيسة لكل سهم وقالت الجزيرة للمنتجات الحديدية إنها سوف توزع أرباحًا نقدية بنسبة 43 بالمائة أي 43 بيسة لكل سهم.
وفي المقابل نجد أن أسهم شركات الاتصالات شهدت تراجعًا في الشهرين الماضيين، فقد أغلق سهم عمانتل بنهاية فبراير على 822 بيسة مقابل 940 بيسة في ديسمبر وتراجع سهم أوريدو من 230 بيسة في ديسمبر إلى 200 بيسة في فبراير، والسبب الأساسي في نظرنا لا يعود إلى النتائج المالية وإنما إلى الضغوطات المتوقعة على السهمين؛ نظرًا للمنافسة المحلية والعالمية في قطاع الاتصالات من جهة؛ ومن جهة أخرى وجود خيارات جديدة للاستثمار في البورصة مثل أسهم شركات النفط والغاز التي تم إدراجها خلال العامين الماضيين، وعلى سبيل المثال أشارت النتائج المالية لشركة أوريدو إلى ارتفاع أرباحها الصافية العام الماضي إلى 11.8 مليون ريال عماني مقابل 10.7 مليون ريال عماني في عام 2023 غير أنه من المهم الإشارة إلى أن الشركة قلصت توزيعاتها على المساهمين خلال العام الجاري إلى 11.53 بالمائة مقابل 14.7 بالمائة في عام 2024 و20 بالمائة في عام 2023، أما عمانتل التي لم تعلن نتائجها المالية حتى نهاية فبراير لارتباطها بنتائج مجموعة زين الكويتية فإنها سعت للمحافظة على توزيعاتها عند 55 بالمائة على مدى السنوات الخمس الماضية.
وهناك العديد من المؤشرات الأخرى المهمة التي توضح مدى انعكاس النتائج المالية على أسهم الشركات من الصعب الوقوف عندها كلها، إلا أنه من المهم في هذا الصدد أن تركز شركات المساهمة العامة على زيادة أرباحها وتحسين أدائها المالي لينعكس ذلك إيجابا على سعر السهم وبالتالي يتيح للشركة مجالات أرحب للحصول على تمويل من البورصة لعملياتها التوسعية سواء من خلال إصدار أسهم حق أفضلية أو عبر الاكتتابات الخاصة وهو ما يحقق في النهاية أهداف الشركات وينعكس إيجابا على بورصة مسقط والمستثمرين فيها وقطاع سوق رأس المال بشكل عام.
محمد بن أحمد الشيزاوي كاتب متخصص في الشؤون الاقتصادية