كشف التحقيق في ملف شبكة إجرامية مختصة في التهريب الدولي للسيارات الذي تتقصى فيه محكمة الرويبة منذ أزيد من شهرين عقب الإطاحة بعناصرها 13 الذين ينحدرون من عدة ولايات الوطن، والذين تتراوح أعمارهم  بين 28 و 70 سنة، والذي تورطوا في تزوير الملفات القاعدية لسيارات مهربة دوليا لعدة مستجدات.

وكانت مصالح أمن ولاية الجزائر ممثلة في فرقة الشرطة القضائية لأمن المقاطعة الإدارية الرويبة، قد تمكنت من تفكيك شبكة إجرامية دولية استغلالا لمعلومات حول نشاط مشبوه لشخصين تم تحديد هويتهما ويتعلق الأمر بكل من الشقيقان المدعوان يدعيان”ع.

ص” و”ع.م” حيث تبين أنهما يقومان بتزوير الوثائق الإدارية للمركبات لمختلف المركبات وبالتالي خلق بطاقة رمادية مزدوجة التي تعرف في الوسط الاجرامي”Doubllat” لمركبات إما ان تكون مهربة وإما مسروقة، حيث تم تحديد 5 بطاقات رمادية مزدوجة ومزورة، مسجلة بأسماء أشخاص، بالإضافة إلى تحديد شاحنتين تبين انها غير مسجلتين ضمن قاعدة المعطيات المركزية للنظام المعلوماتي للجمارك الجزائرية ليتبين أنهما مهربتين.

كما كشفت التحريات عن وجود شبكة إجرامية تنشط عبر كامل التراب الوطني ويمتد نشاطها الإجرامي إلى خارج الوطن من خلال تهريب المركبات وتزوير ملفاتها القاعدية، كما اسفرت العملية عن توقيف عناصر الشبكة المتكونة من 13 شخصا، وجهت لهم تهم تتعلق بالتزوير واستعمال المزور في الوثائق الإدارية الرسمية. حيازة وتقليد أختام الدولة، التهريب الدولي للمركبات، سوء استغلال وظيفة دون وجه حق، المساس بالاقتصاد الوطني.

واسفرت العملية على ضبط واسترجاع  13 مركبة قاعدة بياناتها مزورة، بالإضافة إلى أختام إدارية مزورة وأجهزة إعلام آلي تستعمل في عملية التزوير، لوحات ترقيم ووثائق إدارية مزورة، ومبلغ مالي بالعملة.

وكشف موفد “النهار” بالمعلومات أن قاضي التحقيق لدى محطمة الرويبة فتح الملف للتحقيق فيه  تحت وصف جنائي للتهمة السالفة وحيث وجه للمتهم المدعو”ص.ع” تهم جناية استعمال المزور، المشاركة في تقليد أختام الدولة او استعمالها، تبييض الأموال، التهريب على درجة من الخطورة تهدد الإقتصاد الوطني، وضع مركبة مزودة بلوحة تسجيل او علامة غير مطالقة.

حيث كشف المتهم ” ص.ع” الموقوف انه صاحب محل لبيع مواد التجميل، وانكر علاقته بالتهريب الدولي للسيارات والحاق الاذى بالاقتصاد الوطني او بتبييض الأموال، واعترف بالتزوير واستعمال المزور في محررات إدارية، حيث أكد أن صديقه المدعو”ع.س.أ” طلب منه العمل معه في مجال بيع السيارات لكنه رفض وعاد مرة اخرى وأجبره على ذلك وهدده بسرقة سيارة شقيقه المتواجد بالسجن المدعو”ص.م” من نوع تيقوان والتي كان يستعلمها حينها،

وكشف المصدر أن المتهم كشف أن المدعو”ع.س.أ” كان يرسل له ورقة بها معلومات تخص مركبات عن طريق حافلات نقل المسافرين ، حيث يقوم المتهم الموقوف بنقلها إلى المتهم”ب.م” وان هذا الاخير يسلمه بعد مدة ظرف مغلق ويسلمه بدوره للمتهم المدعو”س.ع.أ” حيث قام المتهم الموقوف بالتزوير 5  مرات حيث تلقى مقابل ذلك على مبلغ اجمالي يقدر ب 20 مليون سنتيم.

كما اكد المتهم ان المدعو”س.ع.أ” كلفه بالاتصال بالمتهم المدعو”ز.خ” من اجل استيلام بطاقات رمادية لشخصه أي بمعدل 213 اتصالا اجمالا.

وانكر قيامه بالتزوير لصالح المتهمين. وبرر تواصل مع المتهمين معه بسبب الصداقة معه او مع شقيقه المحبوس.

العثور عدة اختام لإدارات عمومية منه ختم مزورة لمحكمة الرويبة وبطاقات رمادية فارغة

وكشفت التحقيقات الأمنية في الملف الحالي حسب المصدر إلى العثور على عدة اختام مزورة لإدارات عمومية بمنزل احد المتهمين الرئيسيين منها ختم مزور لمحكمة الرويبة، بالإضافة إلى حجز بطاقات رمادية فارغة بمنزل المتهم” ب.م”  وكذا معدات تزوير منها جهاز كمبيوتر آلة تنشيف، طابعة مع ناسخ، ومعدات اخرى.

وكشف المتهم ان البطاقات الرمادية الفارغة التي عثر عليها خلال التحقيق غير صالحة وانه لم يتخلص منها وان باقي المعدات تخص عمليات التزوير .

أحد المتهمين موظف سابق بولاية بومرداس

وبسماع اقوال المتهم المدعو”ب.م” المتابع بتهمة تزوير وثائق إدارية وتقلبد أختام الدولة واستعمالها وتبييض الاموال.

هذا الاخير كشف خلال التحقيق أنه عمل سابقا موظفا بولاية بومرداس عمل في المصلحة الخاصة بتنقل السيارات و انه تعرف سنة 2017 بشخص يكنى ” الحاج المسيلي” أثناء تجوله في سوق السيارات وربط الاتصال به هذا الاخير وعرض عليه التزوير لصالحه وثائق إدارية وبالاخص بالبطاقة. الرمادية للسيارات ، وأنه نظرا لجاحته للمال وافق كونه لن خبرة في مجال اؤتعمال جهاز الكمبيوتر وتطبيقات تعديل الصور.

وتبين من خلال التحقيقات ان المدعو”الحاج المسيلي”  سلم للمتهم”ب.م” مجموعة من الاختام منها الاختام الخاصة بالمؤسسات المكلفة بعملية بيع السيارات من اجل مباشرة عملية التزوير للوثاىق الادارية حيث كشف هذا الاخير انه قام بتزوير 15 ملفا يخص سيارات مختلفة من علامات متنوعة ببلديات ولاية الجزائر على غرار المحمدية عين طاية زاخىى، والتي قام باستعمالها في معظم الملفات القاعدية والخاصة بشطب البطاقة الرمادية للسيارات. كما اعترف المتهم بتزوير لختم يهص محكمة الرويبة دون ان يستعمله.

واعترف المتهم بتزويره لموالي 15 ملفا خلال سنتي 2017 و2018 تخص ملفات قاعدية للسيارات مشكلة من بطاقة صفراء _من ثيقة d3   الخاصة بالجمارك ، شهادة متطابق. والوثيقة المشطوبة بالاحمر وهو الملف الذي تتطلبه أي سيارة تدخل التراب الوطني.

هذا الاخير كشف ان المتهم المسجون “ص.م أ”  تواصل معه سنة 2021 طلب منه تزوير له الملفات القاعدية الخاصة بالسيارات ولا اعلم مصدرها فوافق. حيث زور له حوالي 130 ملف قاعدي تقريبا من مختلف العلامةت حيث كان يتم التظوير باربع هويات، ولاحقا يقوم بازوير لصالحه شهادات بيع السيارات في حال عدم تمكنهم من شطب البطاقة الرمادية بعد استخراجها.

وبعد دخول المتهم”ص.م.أ” السكن طلب منه المدعو”ع.س.أ” عبر اتصال عبر الواتساب تزوير له 7 ملفات قاعدية للسيارات ارسلها له عن طريق الواتساب وطلب منه تسليمها للمتهم”ص.ع” بعد انجازها.

20 ألف دج مقابل تزوير الملف القاعدي الواحد

وتبين من خلال التحريات أن المتهم الرئيسي كان يتسلم مبالغ مالية تقدر ب 20 ألف دج مقابل تزوير الملف القاعدي الواحد، ويسلمها مباشرة بعد إنجاز البطاقات الرمادية و باقي الملف . كما تخصص المتهم الرئيسي بالإضافة إلى تزوير البطاقات الرمادية تزوير لرخص السباقة ووضع اسماء مستعارة، بصور طالبيها.

وهو ما جاءبه المتهم خلال التحقيق الذي أكد أنه تسلم من المتهم”ص.ع” خمس ملفات واتصل به بعد دخول شقيقه السجن،  وانه قام بانجازها مقابل  20 ألف عن كل ملف وهو السعر الذي يتعامل به منذ2017.

تبييض الاموال

وتوصل التحقيق إلى أن أفراد العصابة كانت تقوم بتحويل عائدات العمليات الإجرامية لمركبات وعقارات ، كأحد أشكال تبييض الاموال، واستند إلى ذلك إلى ما توصلت إليه التحريات التي أثبتت ان المتهم يمتلك سيارة من نوع فولسفاكن تيقوان سنة 2016 ، حيث كشف أنه اشتراها بمبلغ 380 مليون سنتيم. وانه اشتراها بعد بيع سيارتع من نوع “فورت” بمبلغ 180 مليون سنتيم،  واقترض من صديقه مبلغ 100 مليون سنتيم، وكشف انه تبين لاحقا ان الملف القاعدي للسيارة مزور.

كما كشف المتهم الاول “ص.ع” ان سيارتين من نوع تيقوان واخرى من نوع مرسيديس ملك لشقيقه المحبوس ومسجلين باسمه والدهما.
هذا ولا يزال التحقيق جاريا في الملف في انتظار استكماله وإحالة جميع الأطراف على المحاكمة.
ج.ق

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: محاكم التهریب الدولی بالإضافة إلى خلال التحقیق ملیون سنتیم هذا الاخیر من نوع

إقرأ أيضاً:

دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تسعى لفرض نفوذ أوسع بغزة

قال الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، إن الحرب المستمرة منذ عامين على قطاع غزة، والتي تروج إسرائيل من خلالها لمحاولة تفكيك حركة حماس والقضاء عليها، لم تحقق أهدافها حتى الآن، بل تكشف عن توجهات أكثر تطرفًا وتوسعية لدى الحكومة الإسرائيلية.

فلسطينيون في غزة يصرخون في وجه نقص الإمدادات الإنسانيةوزارة الصحة في غزة: 1522 شهيدا و3834 مصابا منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيليةمصر والمجر تفتحان آفاقًا اقتصادية واعدة وتؤكدان موقفًا موحدًا من العدوان على غزةوزارة الصحة في غزة: 40 شهيدا و146 مصابا جراء غارات الاحتلال خلال 24 ساعة

وفي مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج «منتصف النهار»، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أكد جبر أن هناك ما يزيد عن 80 تصريحًا صادمًا صدرت عن مسؤولين إسرائيليين، من وزراء وأعضاء في الكنيست، حملت خطابًا عنصريًا وتحريضيًا ضد الشعب الفلسطيني، تتضمن ألفاظًا لا أخلاقية ولا إنسانية، وصلت إلى حد وصف الفلسطينيين بـ «الحيوانات البشرية» والدعوة إلى ترحيلهم، بل وحتى استخدام القنبلة النووية ضد قطاع غزة.

وأضاف: «ما يدعو للأسى أن هذه التصريحات لم تأتِ من أفراد هامشيين، بل من شخصيات رسمية تعكس توجهات الحكومة اليمينية المتطرفة، وهو ما يثبت أن الخيار الوحيد الذي تراه إسرائيل أمامها هو القتل المتعمد للمدنيين بعد فشلها في القضاء على حماس».

واعتبر جبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من يتحمل مسؤولية هذا الفشل، موضحًا أن الرهان على الحسم العسكري أثبت عجزه، فحركة حماس لا يمكن تصفيتها أيديولوجيًا، وقد يكون هناك نقاش حول استمرار حكمها من عدمه، لكن محوها بالكامل مستحيل.

وأشار إلى أن حجم الدمار الذي ألحقته إسرائيل بقطاع غزة خلال هذه الحرب غير مسبوق، مضيفًا: «لم نشهد من قبل هذا المستوى من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الأطفال والنساء وكبار السن، تحت ذرائع واهية لا ترتقي إلى أدنى درجات المنطق أو الإنسانية».

وختم جبر بالإشارة إلى البعد الجيوسياسي الخطير لما يجري، قائلاً: «يبدو أن الهدف الحقيقي من هذه الحرب يتجاوز حماس، ويصب في إطار مشروع توسعي أوسع تسعى من خلاله إسرائيل للتحول من دولة صغرى إلى دولة كبرى، عبر فرض السيطرة المباشرة على غزة، وتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي للمنطقة».

مقالات مشابهة

  • الرئيس السابق لنادي الوداد ينفي ضلوعه في التهريب الدولي للمخدرات
  • جهات التحقيق تقرر حبس المتهم بابتزاز سيدات ببورسعيد 4 أيام على ذمة التحقيقات
  • جهات التحقيق تقرر حبس المتهم بابتزاز سيدات بورسعيد 4 أيام على ذمة التحقيقات
  • مختصة: بعض الأزواج غير مسؤولين بسبب خلل في التربية ومفاهيم تربوية حديثة .. فيديو
  • دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تسعى لفرض نفوذ أوسع بغزة
  • المغرب.. التحقيق في تسريب "بيانات سرية" لمليوني موظف
  • السجن المشدد 10 سنوات لصاحب مكتب توريدات بتهمة تزوير مستندات مياه الشرب
  • "ومن الحب ما قتل".. التحقيق مع المتهم بإنهاء حياة زوجته وإلقاءها بالصحراء في الوايلي
  • في ظل الإبادة.. الكشف عن شبكة لاستقطاب أطباء غزة للعمل خارجها
  • تفاصيل التحقيق مع موظف بتهمة سرقة شركته فى الساحل