متى نصل إلى نظام تقاعدي أكثر عدالة وإنصافًا؟
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
فايزة بنت سويلم الكلبانية
faizaalkalbani1@gmail.com
لا شك أنَّ قضية التقاعد تمثّل أحد أبرز الملفات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على جودة حياة الأفراد واستقرارهم المالي، ومع التطورات الاقتصادية والاجتماعية، أصبحت الحاجة إلى إعادة النظر في بعض القوانين والشروط المتعلقة بالتقاعد ضرورة ملحّة لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية تطلعات الأفراد في مختلف الفئات العمرية والاجتماعية.
ومن القضايا التي تستدعي نقاشًا عميقًا وتعديلًا واضحًا، ما يتعلق بتقاعد المرأة المبكر. فالمرأة تتحمّل أعباء متعددة بين العمل والمسؤوليات الأسرية، وهو ما يبرر النظر في استثناءات تراعي هذه الظروف، مثل عدم احتساب 30 سنة كاملة كشرط للتقاعد. كما أنَّ تخفيض عدد سنوات الخدمة المطلوبة للمرأة قد يسهم في تمكينها من الموازنة بين حياتها المهنية والشخصية، مما يعزز دورها الفاعل في المجتمع.
إضافة إلى ذلك، هناك جدل حول عدم استحقاق غير المتزوجين لمعاشاتهم التقاعدية بعد الوفاة، وحرمان والديهم منها إلّا إذا كانوا ضعفاء اقتصاديًا. هذا التوجه يُثير تساؤلات عديدة حول مدى عدالته، إذ إنَّه لا يعكس الحاجة الحقيقية لتأمين مستقبل العائلة، بغض النظر عن الحالة الاجتماعية للفرد. يجب أن يكون الهدف من نظام التقاعد هو توفير الأمان المالي للأفراد وذويهم، دون تمييز يفتقر إلى منطق اقتصادي أو اجتماعي.
من جهة أخرى، تسقط بعض القوانين استحقاق الابنة فوق الثلاثين لمعاش والدها المتوفى، وكذلك المرأة غير المتزوجة؛ مما يضع هؤلاء الفئات أمام تحديات كبيرة في ظل ضعف الفرص الوظيفية وصعوبة إيجاد مصدر دخل مُستقر. في ظل هذه الظروف، يُفترض أن تكون قوانين التقاعد أكثر مرونة واحتواءً لهذه الحالات، بدلًا من أن تزيد من تعقيد الأوضاع المعيشية للفئات الأكثر هشاشة.
ولا يقتصر الأمر على هذه القضايا فقط؛ بل يشمل أيضًا جوانب أخرى مثل المنفعة المالية للأمهات (ربات البيوت) ودعم الباحثين عن عمل؛ حيث إن الأمهات يواجهن تحديات متزايدة في ظل التكاليف المرتفعة للحياة واحتياجات الأطفال، مما يستدعي تخصيص برامج تقاعدية تأخذ في الاعتبار دور الأمومة وأعبائها. وبالمثل، فإنَّ الباحثين عن عمل يحتاجون إلى نظم تأمين اجتماعي تتيح لهم فترة انتقالية مستقرة ماليًا، إلى أن يتمكنوا من الانخراط في سوق العمل.
الجلسات النقاشية، مثل "معًا نتقدَّم"، تمثل منصة حيوية لتسليط الضوء على هذه القضايا ومناقشتها بمشاركة مختلف الجهات والأطراف المعنية. ومع ذلك، تظل التحديات قائمة في تحويل هذه النقاشات إلى قرارات فعلية تُترجم إلى قوانين وتشريعات تخدم المصلحة العامة.
هنا يأتي دور الجهات التشريعية والتنفيذية في أخذ التوصيات الصادرة عن هذه الجلسات بجدية والعمل على وضع خُطط عملية لتطبيقها.
من المهم أن ندرك أنَّ نظام التقاعد ليس مجرد أداة لضمان دخل بعد سن التقاعد؛ بل هو ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. ومن هذا المنطلق، فإنَّ تطوير هذه القوانين يجب أن يتم وفق رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والاحتياجات الفردية. كما ينبغي أن يتم تحديث القوانين بناءً على دراسات مستفيضة تأخذ في الاعتبار التحديات التي تُواجه مختلف الفئات.
ختامًا، فإنَّ إعادة النظر في قوانين التقاعد ليس مجرد مطلب اجتماعي؛ بل هي ضرورة لتحقيق العدالة وتعزيز التماسك الاجتماعي. يجب أن تكون هذه القوانين انعكاسًا لواقع المجتمع واحتياجات أفراده، مع الأخذ في الاعتبار التنوع الكبير في الحالات الفردي، إذا أردنا بناء مجتمع متوازن ومستقر، فإنَّ قوانين التقاعد يجب أن تكون أداة للتمكين، لا عائقًا يثقل كاهل الأفراد.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
طوكيو تأمر "جوجل" بالكف عن مخالفة قوانين المنافسة اليابانية
أفادت السلطات اليابانية الثلاثاء، بأنها وجهت إلى شركة "جوجل" أمرًا بالكف عما وصفته بأنه مخالفة لقوانين المنافسة اليابانية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وقال سايكو ناكاجيما من هيئة التجارة العادلة اليابانية: "لقد تبيّن لنا أن سلوك جوجل يهدد بإعاقة المنافسة العادلة.
أخبار متعلقة إعلان موعد إجراء الانتخابات العامة في سنغافورةباريس تحذر من تداعيات قرار الجزائر طرد موظفيها "ما لم تتراجع عنه"في ما يتعلق بتنفيذ وظائف البحث للهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد، في مخالفة لقانون المنافسة".فرض قيود على التصنيعولم يسبق لليابان أن أصدرت مثل هذا الأمر في حق شركة عملاقة في مجال التكنولوجيا، وفقا لوسائل إعلام يابانية، وهو يأتي بعد إجراءات مماثلة اتخذت في أوروبا والولايات المتحدة. إلاّ أن السلطات اليابانية لم تُعلن عن اتخاذ أية عقوبات مالية في هذه المرحلة.
وتتهم هيئة التجارة العادلة اليابانية "جوجل" بمخالفة القانون من خلال فرض شروط تقييدية على مصنعي الهواتف الذكية التي تعمل بنظام "أندرويد" في اليابان.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } طوكيو تأمر "جوجل" بالكف عن مخالفة قوانين المنافسة اليابانية - مشاع إبداعي
ويتعلق الاتهام تحديدًا بكون الشركة العملاقة ضمنت تثبيت متجرها للتطبيقات عبر الإنترنت "جوجل بلاي" ضمن حزمة تضم مع تطبيقها المخصص للبحث في متصفحها "كروم".
ويُستخدَم "جوجل بلاي" على نطاق واسع إلى درجة أن "أجهزة أندرويد لا تعود قابلة للبيع تقريبًا من دونه"، على ما لاحظ مصدر حكومي في تصريح لوكالة فرانس برس في ديسمبر.
وتعتقد هيئة التجارة العادلة اليابانية أيضًا أن "جوجل" وفرت حوافز مالية لإجبار مصنعي الهواتف الذكية على استبعاد تطبيقات البحث المنافسة، وفق المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه.
وتأتي هذه الخطوة في ظل إجراءات مماثلة تستهدف "جوجل" في دول أخرى.