يواجه الجيش الألماني أزمة متفاقمة في وقت تحتاج فيه أوروبا بشدة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية، خاصة مع تصاعد التوترات بسبب الحرب في أوكرانيا، حسب ما نقله موقع "بوليتيكو".

وفقا لتقرير سنوي حول حالة القوات المسلحة الألمانية، فإن الجيش يعاني من تقلص أعداده وشيخوخة أفراده ونقص في المعدات الأساسية، على الرغم من الزيادة الكبيرة في الإنفاق الدفاعي.

ورغم الجهود المبذولة لزيادة عدد الجنود إلى 203 آلاف بحلول 2031، فإن الجيش الألماني يشهد انخفاضا مستمرًا، حيث تقلص عدد أفراده بمقدار 340 جنديا ليصل إلى 181 ألف جندي نهاية عام 2024.

كما أن القوات تتقدم في السن بسبب نقص المجندين الشباب، حيث ارتفع متوسط الأعمار في الجيش إلى 34 عاما.

وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، خصصت الحكومة الألمانية 100 مليار يورو لتعزيز الجيش، إلا أن المعدات لا تزال غير كافية لخوض حرب حديثة.

ووفقا للتقرير، يحتاج الجيش إلى مركبات قتالية محدثة وسفن بحرية ودفاعات صاروخية وطائرات مسيّرة قتالية، لكنه لا يزال يعاني من نقص حاد في الذخائر والمعدات المتطورة.

ضغوط الناتو وغياب الدعم الأميركي

وتأتي هذه الأزمة في وقت يشهد فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) تحديات غير مسبوقة، خاصة مع تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في استعداد واشنطن للدفاع عن أوروبا.

إعلان

وقد أوقف ترامب بالفعل المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وقلّص تبادل المعلومات الاستخباراتية، مما يزيد من الحاجة إلى جيش أوروبي أكثر استقلالية وقوة.

أحد أكبر الاختبارات أمام ألمانيا هو نشر 4800 جندي في ليتوانيا لتعزيز الجناح الشرقي للناتو، وهو ما وصفته المفوضة البرلمانية للقوات المسلحة إيفا هوغل بأنه عبء كبير يستنزف الموارد العسكرية.

كما أن ضعف البنية التحتية العسكرية يزيد من صعوبة تنفيذ المهام الدفاعية، حيث تحتاج الثكنات الألمانية إلى 67 مليار يورو للصيانة والتحديث.

وتتعرض القواعد العسكرية الألمانية لهجمات بالطائرات المسيّرة وعمليات تخريب محتملة. وقد دعت هوغل إلى تعزيز الدفاعات الأمنية وتحسين التدابير المضادة للطائرات المسيرة لحماية المنشآت العسكرية من أي تهديدات مستقبلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

5 نقاط لفهم ملابسات اللقاء الأميركي الأوكراني في محادثات جدة

تتجه الأنظار إلى مدينة جدة السعودية، حيث تستعد وفود أوكرانية وأميركية للجلوس على طاولة المفاوضات اليوم الثلاثاء، في محاولة لإعادة الزخم إلى الموقف الأوكراني بعد الهزة السياسية التي أحدثتها المحادثات المباشرة بين واشنطن وموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقد أعدت محررة الشؤون الدولية بصحيفة تايمز كاثرين فيلب تقريرا أوضحت فيه ما يكتنف تلك المفاوضات من ملابسات في 5 نقاط:

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز تنشر تفاصيل كمين روسي لجنود أوكرانيين باستخدام خط أنابيب غازlist 2 of 2معهد سويدي: حرب أوكرانيا عززت هيمنة أميركا على تجارة الأسلحةend of list خلفية الموقف الأوكراني: خسائر سياسية وميدانية

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي بشأن بدء مفاوضات مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وغياب أوكرانيا عن تلك المباحثات، قلقا كبيرا في كييف.

ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتفاقا مبدئيا يقضي بمقايضة أصول أوكرانيا المعدنية باستثمارات أميركية، مما أدى إلى مواجهة حادة خلال زيارته إلى واشنطن وتصادمه علنا مع جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي.

وجاءت هذه الأحداث في وقت حساس للغاية، حيث أوقفت الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لكييف، وعلّقت آليات تبادل المعلومات الاستخباراتية، مما ترك أوكرانيا في وضع عسكري صعب، خاصة مع التصعيد الروسي.

مقترحات أوكرانية جديدة لوقف إطلاق النار

في جدة، تستعد أوكرانيا لتقديم خطة جديدة تهدف إلى تخفيف التصعيد وترتيب المشهد التفاوضي.

إعلان

وتعتمد الخطة على وقف إطلاق النار في الجو والبحر، مما سيحمي المدنيين الأوكرانيين من القصف الروسي المكثف، ويمنح موسكو فرصة للتفاوض بشأن حرية الملاحة في البحر الأسود.

ويمكن أن يعتبر وقف إطلاق النار البحري بمثابة غصن زيتون لموسكو، التي دمرت أوكرانيا جزئيا أسطولها البحري.

وتؤكد كييف أن الحفاظ على حركة الملاحة مهم جدا لتجنب انهيار الاقتصاد الأوكراني. وتحظى هذه الخطة بدعم بريطاني وأوروبي، حيث تأمل أوكرانيا أن تكون هذه المبادرة مدخلا لاستعادة التعاون الاستخباراتي مع واشنطن.

الدور الأميركي وأجندة المفاوضات

يرأس الوفد الأميركي وزير الخارجية ماركو روبيو، وتبرز أهمية ستيفن ويتكوف، صديق ترامب المقرّب ومبعوثه الخاص للشرق الأوسط، الذي لعب دورا حيويا في ترتيب تبادل الأسرى مع روسيا وتهدئة التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس مؤخرا.

ويتوقع ويتكوف تحقيق تقدم كبير خلال هذه الجولة التفاوضية، إذ تحدث عن إمكانية مناقشة قضايا أمنية وإقليمية حسّاسة. ويأتي ذلك مع استمرار الرئيس ترامب في فصل ملف الضمانات الأمنية عن اتفاقية استثمارات المعادن، مما يزيد من تعقيد المفاوضات بالنسبة للأوكرانيين.

أولوية أوكرانيا: استعادة التعاون والاستخبارات

ويرى المراقبون أن غياب الدعم الاستخباراتي الأميركي قد ترك القوات الأوكرانية في حالة من "العمى الميداني"، خاصة مع تصاعد الخسائر بفعل الهجمات الروسية المضادة.

محادثات جدة ستعيد رسم معالم الحل أو تعمق مأزق الصراع المتواصل

وقد جاء الهجوم الروسي الأخير في منطقة كورسك بعد فقدان أوكرانيا للمعلومات الدقيقة التي كانت تعتمد عليها في استهداف الصواريخ بعيدة المدى. كما تأمل كييف أن يساعد وقف إطلاق النار المقترح في كسب الوقت وتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية في مواجهة الضغوط الأميركية والتهديدات الروسية.

مستقبل على المحك

ومع تصاعد المخاطر السياسية والعسكرية، تسعى أوكرانيا لضمان وجود صوتها في أي اتفاقية سلام محتملة.

ويدرك زيلينسكي أن مصير بلاده يعتمد إلى حد كبير على قدرتها على استعادة الدعم الأميركي وبناء تحالف مع الحلفاء الأوروبيين.

إعلان

وفي الوقت الذي يصر فيه ترامب على موقفه بأن "أوكرانيا قد لا تنجو"، يبقى السؤال مفتوحا حول ما إذا كانت محادثات جدة ستعيد رسم معالم الحل أو تعمق مأزق الصراع المتواصل.

مقالات مشابهة

  • هل يذيب الاتفاق مع قسد كتلتها العسكرية في الجيش السوري؟
  • رغم التقدم..الجيش الألماني يعاني منقوص من "كل شيء"
  • صفقة الإنفاق الدفاعي الألمانية المحتملة تضرب الدولار
  • عاجل | رئيسة المفوضية الأوروبية: الإنفاق الدفاعي الروسي يتجاوز إنفاق أوروبا مجتمعة
  • حسني بي يشدد على ضرورة توحيد الميزانية وترشيد الإنفاق لحل أزمة ارتفاع الدولار
  • ترامب لا يستبعد دخول الاقتصاد الأميركي في ركود
  • 5 نقاط لفهم ملابسات اللقاء الأميركي الأوكراني في محادثات جدة
  • ترامب يواجه الصين: منشآت لمعالجة المعادن داخل القواعد العسكرية الأمريكية
  • بعد رفض رسالة ترامب.. التوتر الإيراني الأميركي إلى أين؟