صراحة نيوز- بقلم حاتم القرعان
الحكومات البرلمانيّة تعبّر عن عمق الديمقراطيّة داخل الدّولة ، وحجم الإنسجام الشّعبيّ والحكوميّ فيها ، وهي طموح لإشراك الشّعب في المهمّة السّياسيّة وصنع القرار ، من خلال الإنخراط في الأحزاب البرامجيّة الوطنيّة الفاعلة وتمثيلهم داخل مجالس الأمّة ، ويعكس ذلك هويّة الدّولة سياسيّاً ويحدّد شكلها وماهيّتها ، ويزيد ذلك من تحسين الإدارة العامة للدولة ، والإرتقاء بتقديم الخدمات وتوحيد مهمّة المحافظة على الوطن ومسؤوليته .
في الورقة النّقاشيّة الملكيّة المنشورة في ١٦ كانون الثًاني / يناير من عام ٢٠١٣م ، يقول الملك ” كما سبق وأشرت في أكثر من مناسبة، فإن مسار تعميق ديمقراطيتنا يكمن في الانتقال إلى الحكومات البرلمانية الفاعلة، بحيث نصل إلى مرحلة يشكل ائتلاف الأغلبية في مجلس النواب الحكومة. وفور انتهاء الانتخابات النيابية القادمة، سنباشر بإطلاق نهج الحكومات البرلمانية، ومن ضمنها كيفية اختيار رؤساء الوزراء والفريق الوزاري. وبالرغم من أن التجارب الدولية المقارنة تشير إلى الحاجة إلى عدة دورات برلمانية لإنضاج هذه الممارسة واستقرارها، إلا أن ما يحدد الإطار الزمني لعملية التحول الديمقراطي هذه هو نجاحنا في تطوير أحزاب سياسية على أساس برامجي، تستقطب غالبية أصوات المواطنين، وتتمتع بقيادات مؤهلة وقادرة على تحمل أمانة المسؤولية الحكومية” .
كانت للمملكة الأردنيّة تجربة حزبيّة في خمسينات القرن الماضي ، بتشكيل أول حكومة برلمانيّة ، حملت بطيّاتها الكثير من الأحداث والتّدخلات الخارجيّة ، وينسب البعض نجاحها بشكل نسبيّ , وآخرين يصفونها الأجدر بالنّسيان ، ولم تكمل تلك المرحلة الشّهر السّادس من ولادتها !
اليوم يُقبل الوطن على منهجية جديدة لنظامه السّياسيّ ، ويتابع جلالة الملك عمليّة التّحديث السّياسيّة ، مؤكداً على أهميّة المرحلة القادمة ، وبعد ان إنتهت اللجنة الملكيّة لتحديث المنظومة السّياسيّة أعمالها ، بدأت الأحزاب عمليّة تشكيل نواتها للحصول على التّراخيص والحصول على شرعيّة إنخراطها بالإنتخابات القادمة .
أولاً ، هل إنتهت الأحزاب من تطوير ذاتها ، وكانت على أتم جاهزيتها لخوض غمار الإنتخابات القادمة ؟
(١٠ تموز ٢٠٢٤ – ٢٠ تشرين ثاني ٢٠٢٤) هذه الفترة الزمنية المتوقعة لإجراء الإنتخابات النّيابيّة لعام ٢٠٢٤م ” إنتخابات التّوقعات ” و” الحلول ” ، وإعطاء الفرصة للأحزاب الفاعلة لإثبات هويّتها ودخولها من بوابة التّشريع عبر حكومة برلمانيّة ، أمام فئات إئتلافها تشكيل الحكومات وإيجاد حكومة الظّل داخل المجلس وبدورها تقدّم النّصح والإنتقادات بما يحسّن من شكل آداء المجلس والحكومة !
يبحث الوطن عن الدوافع الحقيقيّة للمشاركة في الأحزاب ، الشباب والمرأة خصوصاً ، وأكثر ما يبحث عنه الناس وجه الصدق وبرامج معقولة من هذه الأحزاب يمكن تطبيقها ونقلها مشروعاً في مجلس النّواب ، أو عن البساطة ربما ، بعيداً عن برامج ” آنيّة “، و”شخصيّة” , لأنّ المراحل اللاحقة لا تحتمل فشل التجارب ، ومهمتها أكبر من الحزب الواحد وهو حزب “الوطن والملك والشّعب ” ، وسيترك على عاتقها العمل بيد الشّعب وبذكاء الحكومة ، وتكون المسؤوليّة مشتركة والهدف واحد هو رفع رايات الوطن !
ماذا قدمت الأحزاب لنفسها أولاً في هذه المرحلة ، وكيف أقنعت المواطنين لفكرتها ، وأين الإعلام الرّسميّ عنها ، ما هي برامجها الوطنيّة التي تؤهلها لخوض إنتخابات وتشكيل حكومات برلمانيّة . يكتفي أحدهم بملاحقة شارع غير معبّد وضجيج هنا وهناك ” بفاعليّة ” .
يحتاج الوطن الإرتواء من فكرة الأحزاب ، والتأكد من إمتلاكها البرامج والقيادات والمشاريع ، وتشكيل الفكرة الطبيعيّة عنها من خلال الإعلام الرسمي ، حتّى يميّز النّاس بين الحزب الوطنيّ ، والحزب الشخصيّ ، وأيهما يستحق أن يكون عنواناً للديمقراطيّة ، وأيهما يستحق ” المقريطيّة “. لأن أي مرحلة خذلان يمكن أن تحصل ترمينا في جب العشائرية والشللية .
وهذا العنوان القادم ( الأحزاب والعشائر )
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة الس یاسی
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي شهير: خطة ترامب لن تنجح وتهديداته تردع دولا مثل كندا وكولومبيا وليس حماس
#سواليف
قال المحلل السياسي الإسرائيلي الشهير #آفي_يسخاروف إن خطاب دونالد #ترامب وتصريحاته بشأن الهجرة الطوعية للفلسطينيين من غزة (أو غير الطوعية) أشعلت خيالات العديد من الإسرائيليين، الذين بعد السابع من أكتوبر يرغبون في رؤية #غزة مدمرة، واختفاء #الفلسطينيين الذين يعيشون هناك، وتحول القطاع الذي كان ملكًا للعدو لعشرات السنين إلى ريفييرا أمريكية مزدهرة.
وتابع يسخاروف قائلا: هذا #حلم حقيقي ولكن هناك مشكلة واحدة فيه، إنه غير واقعي، غير ممكن، وغير قابل للتنفيذ.
وأوضح أن هذه التصريحات قد تكون مناورة من ترامب لإثبات مدى تفكيره خارج الصندوق، وقد يكون خطوة عدوانية للغاية في المفاوضات مع حماس. لكن في النهاية، هذه ليست خطة عمل، ولا أحد من الأطراف العربية موافق على التعاون معها، حتى الدول المعتدلة في العالم العربي تعارض ذلك بشدة.
مقالات ذات صلة الناس تموت دون رصاص.. صحة غزة تناشد العالم إدخال طواقم طبية مجهزة للقطاع 2025/02/06وشدد على أنه لا يوجد أي طرف فلسطيني يوافق على التعاون مع خطة #الهجرة أو الترانسفير لترامب، خاصة عندما يرتبط كل ذكر للهجرة أو المغادرة على الفور بالمأساة الجماعية الكبرى للشعب الفلسطيني؛ النكبة عام 1948. #الأردن، #مصر، السعودية، حتى الإمارات تعارض ذلك، ولم تتأخر ردود الفعل الغاضبة في الصدور. كما أن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أعلنت عن معارضتها الشديدة لذلك.
وقال إنه “يجب أن نقول إنه إذا كان الأمر يتعلق فقط بالمنطق الغربي، فقد تكون تصريحات ترامب معقولة، بل واقعية. غزة ليست منطقة تستحق العيش فيها هذه الأيام، على الأقل في أجزاء كبيرة من القطاع. لكن يجب أن نتذكر، حتى في الوضع الحالي، لا يزال القطاع يقوده مجموعة من الأشخاص ليس لديهم استعداد للتنازل عن شروطهم. تهديدات ترامب التي نجحت مع دول مثل كولومبيا وكندا ودول أخرى، لن تنجح مع الإسلاميين. ولذلك، من غير المؤكد أن تصريحات ترامب ستؤدي الآن إلى التوصل السريع للمرحلة الثانية من صفقة الأسرى.
ووفقا له “من المرجح أكثر أن تؤدي هذه التصريحات إلى تشدد حماس بالتفاوض، حتى أن المرحلة الأولى من الصفقة قد لا تصل إلى نهايتها. ويجب إضافة إلى ذلك دول عربية مثل الأردن ومصر التي ربما تخشى من توقف المساعدات الأمريكية، لكنها تخشى أكثر من تدفق الفلسطينيين إلى أراضيها”.
وأكد أنه من غير المرجح أن تؤدي تصريحات ترامب، التي أثارت الكثير من الغرور لدى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وأتباعه، إلى إطلاق سراح الأسرى الذين لا يزالون في الأسر، ويبدو أنها ستسرع في تجديد القتال، وبذلك، سيترتب على “إسرائيل” شهور طويلة أخرى من القتال ضد حماس.
وأردف قائلا أنه طالما لا يوجد بديل حكومي لحماس، فإن العمليات العسكرية – مهما كانت قوية وعدوانية- ستؤدي على الأرجح إلى مزيد من الدمار والقتل في القطاع، ولكن لن تؤدي إلى استسلام حماس، ولن تؤدي إلى انهيارها، وستؤدي إلى المزيد من الجنود الإسرائيليين القتلى الذين سيواصلون الحرب دون هدف واقعي في الأفق، و”تسطيح” غزة ومغادرة سكانها منها، ليست هدفًا واقعيًا. إنه مجرد خدعة جميلة من رئيس أمريكي يريد أن يثبت مدى اختلافه عن سابقيه وآخرين، ولكن خدعة ليس لها طريقة تنفيذ.
وبحسبه، في الوقت الحالي، يجب أن نقول إن الصفقة تتقدم، وستلتقي فرق التفاوض المتجددة في الدوحة. ليس من الواضح إذا كانت المحادثات هناك ستؤدي إلى المرحلة الثانية من الصفقة، لكن شيء واحد واضح: حتى الآن، تواصل حماس السيطرة في القطاع. لا يوجد من يهددها، ولا يوجد من يتحداها.