رمضان.. فرصة للتدرب على ضبط النفس والتحكم في الانفعالات
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
يمثل شهر رمضان المبارك فرصة ثمينة لتجديد الروح وتهذيب النفس، حيث يُعد شهرًا للتغيير الإيجابي يعزز من الشعور بالسكينة والطمأنينة، فالصيام في هذا الشهر لا يقتصر فقط على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يُعد تمرينًا روحيًا ونفسيًا ينمي القدرة على ضبط النفس والتحكم في الانفعالات، ويخفف من حدة القلق والتوتر.
وفي هذا الصدد، يؤكد الدكتور سليمان بن خليفة المعمري أخصائي الإرشاد في مركز حياة للاستشارات النفسية والأسرية، أن هناك علاقة مباشرة بين الامتناع عن الطعام والحالة المزاجية.
ويُضيف: إن الصحة النفسية والجسدية تعتمد على توازن "المثلث الذهبي" المتمثل في النوم، والغذاء، والحركة.
لذا، قد يؤثر الصيام على المزاج ويسبب بعض المشاكل مثل الصداع والقلق في الأيام الأولى من رمضان، ولكنه يشير إلى أن الإنسان يمتلك القدرة على التكيف والمرونة النفسية لضبط نفسه، ويؤكد أن الصيام، خصوصًا عندما يُؤدى بهدف التقرب إلى الله، يخلق تأثيرًا إيجابيًا على المزاج والحالة النفسية.
الإيجابيات النفسية
يشير الدكتور المعمري إلى العديد من الفوائد النفسية التي يمكن أن يجنيها الصائم خلال الشهر الفضيل. ففي رمضان، يعيش الإنسان أجواء من النفحات الربانية، إذ تزداد قربته من الله سبحانه وتعالى، ما يعزز الشعور بالسكينة والطمأنينة.
كما يُعد رمضان فرصة لترويض النفس وتهذيبها، حيث يتخلى المسلم عن طعامه وشرابه وعاداته اليومية. ومن الفوائد الأخرى التي ينالها الصائم أيضًا التصالح مع الذات والتوبة من المعاصي، ما يعزز شعور الشخص بالسلام الداخلي ويجعله يتقبل نفسه بشكل أفضل. كما يعزز رمضان من القيم النفسية مثل العفو والتسامح، ويقلل من مشاعر الغضب والجدال والعصبية، مما يساعد في التعافي النفسي والتخلص من العادات السلبية مثل الغل والحقد والحسد والغيبة والنميمة.
التحكم في الانفعالات
وأوضح الدكتور المعمري، أن الصيام يلعب دورًا مهمًا في تحسين قدرة الإنسان على التحكم في انفعالاته. فالصيام الحقيقي هو الذي يساعد الشخص على ضبط نفسه وانفعالاته، استنادًا إلى الحديث الشريف "الصيام جُنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يصخَب، فإن سابّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم". هذا الحديث يعكس كيف يُمكن للصائم أن يتسامى عن الرد على المسيء ويعفو عن المخطئ، مما يعزز القدرة على التحكم بالمشاعر والانفعالات. وبهذا، يصبح شهر رمضان مدرسة لتعلم ضبط النفس والمشاعر.
وفيما يخص تعزيز الصلة الروحية، أشار المعمري إلى أن الدراسات الباراسيكولوجية تؤكد أن الدعم الروحي من خلال الاتصال بالمقدسات يعزز الصحة النفسية. فشهر رمضان يعزز من الروابط الروحية بين العبد وربه من خلال أداء الشعائر التعبدية كالصلاة وقراءة القرآن والذكر والصدقات، ما يقوي الإيمان ويعزز التواصل الروحي مع الله.
التحديات النفسية
من جهة أخرى، تناول المعمري التحديات النفسية التي قد يواجهها الصائم خلال شهر رمضان، موضحًا أن التغييرات في الروتين اليومي، مثل مواعيد الطعام والنوم ووسائل الترفيه، قد تسبب صعوبات نفسية لبعض الأفراد. كما أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية علاجية للاكتئاب قد ينسون تناولها في أوقات محددة بسبب الصيام. وأيضًا، يعاني البعض من تقلبات المزاج نتيجة للإدمان على بعض العادات مثل شرب الشاي والقهوة أو التدخين. إلا أن هذه التحديات، وفقًا للمعمري، يمكن التغلب عليها بالإرادة والعزيمة، والدعم الاجتماعي من الأهل، واستشارة المختصين.
كما أضاف المعمري: إن الدراسات تشير إلى تأثير إيجابي للصيام على العديد من الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، حيث إن الروحانيات والاتصال بالله يساهمان في تهدئة النفس. لكنه نوه إلى أن بعض الحالات مثل اضطرابات الوسواس القهري الديني قد تتأثر سلبًا، مما يستدعي استشارة مختصين نفسيين.
تنظيم الوقت
وشدد المعمري، على أهمية تنظيم الحياة اليومية خلال شهر رمضان، وأوصى بضرورة الالتزام بمواعيد منتظمة للنوم والأكل. كما أكد على ضرورة تفادي السهر، والحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً، مع أخذ قسط من الراحة أثناء النهار. كما يمكن للصائم الاستفادة من تقنيات التأمل والاسترخاء لتعزيز صحته النفسية، مشيرًا إلى أن الصلاة في خشوع تساعد في تحسين اليقظة الذهنية، وأن الأوقات التي تسبق الإفطار أو السحر تعد فرصًا مثالية للتأمل والاسترخاء عبر ترديد الأذكار والأدعية.
وختم المعمري حديثه بتأكيد أن رمضان ليس فقط شهرًا للعبادة، بل هو فرصة للتأمل في النفس وتطوير الوعي الذاتي، وهو فرصة لتزكية الروح وتهذيب النفس للوصول إلى أفضل حالتها النفسية والروحية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: شهر رمضان إلى أن
إقرأ أيضاً:
إبداع في الحرب النفسية.. تفاعل واسع مع فيديو القسام للأسير عيدان
وظهر في المقطع الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية وهو يوجه رسالة قال فيها إن الوقت ينفد، وإنه يفقد الأمل، وكل يوم يشعر باقتراب القصف من رأسه، مطالبا بضرورة بذل أي جهد ممكن لإطلاق سراحه.
وأعرب الجندي الإسرائيلي الأسير عن يأسه من الوضع قائلا: "أعتقد أننا سنعود إلى الديار أمواتا، لا يوجد ما أقوله، لا يوجد أمل"، في رسالة تعكس حالة الإحباط التي وصل إليها مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4القسام تبث تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي أميركيlist 2 of 4عائلات الأسرى الإسرائيليين تدعو للتظاهر ضد حكومة نتنياهوlist 3 of 4محللون: توقيت فيديو القسام حساس جدا وسيعزز الانقسام داخل إسرائيلlist 4 of 4عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب ديرمر بصفقة فورية أو التنحيend of listوختمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المقطع بعبارة "لن يعودوا إلا بصفقة" في إشارة واضحة إلى الموقف الثابت للحركة بعدم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة تبادل جادة تضمن وقف العدوان على قطاع غزة.
وفي حين سارع نتنياهو إلى الاتصال بعائلة الجندي عيدان، ووصف الفيديو بأنه "دعاية قاسية لحماس"، أعلن جيش الاحتلال رسميا زيادة وتيرة القصف على غزة، وتوسيع رقعة التوغل البري والعمليات العسكرية في القطاع.
وكانت حماس قد أعلنت سابقا موافقتها على إطلاق سراح ألكسندر إضافة إلى جثث 4 أسرى آخرين، ردا على مقترح أميركي، وذلك بعدما تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولين أميركيين تفاوضوا مع حركة حماس في الدوحة بشكل مباشر، وتوصلوا إلى اتفاق لإطلاق سراح عيدان مقابل الإفراج عن المئات من الأسرى الفلسطينيين، لكن إسرائيل تدخلت في اللحظات الأخيرة وعرقلت الاتفاق.
إعلان تفاعل واسعورصد برنامج شبكات بتاريخ (2025/4/13) جانبا من التعليقات على مواقع التواصل حول فيديو القسام الأخير، ومن ذلك ما كتبته مايا رحال: "كتائب القسام تبدع في الحرب النفسية في وقت يصرح فيه ترامب أن هناك صفقة شاملة تلوح بالأفق للإفراج عن الأسرى لدى حماس".
وغرد محمد نبتون: "أتساءل كيف لجيش يقتل من معه في الصف؟! ومع ذلك هؤلاء المُغسلة أدمغتهم لا يزالون يقاتلون في جيش لا يكترث بحياتهم ويعلمون أنه لو أُسروا لحدث لهم المثل".
وكتب خالد: "أكثر ما يخيف نتنياهو في كلام الأسير هو الجزء الموجه إلى ترامب، لأن الأخير يحب ‘الشو’ بشكل عام، فضلا عن أن يكون من أميركي أسير، ولأن ترامب الوحيد الذي يمكنه فرض رأيه".
وعلق غريب قائلا: "الأميركان والصهاينة يعلمون أن القسام يعاملون الأسرى بأخلاق ورحمة لذلك يماطلون في صفقة المبادلة، بل إنهم باتوا اليوم يستخدمون أخلاق المسلمين لصالحهم.. ولكن لا أعتقد أن القسام تغفل عن هذا الأمر".
وبالتزامن مع بث فيديو القسام، أصدرت حركة حماس بيانا قالت فيه: "المعادلة واضحة: إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف الحرب.. العالم يقبلها ونتنياهو يرفضها".
ومن جهة أخرى، توجه وفد من حماس إلى القاهرة لإجراء محادثات جديدة مع المسؤولين المصريين بشأن وقف إطلاق النار، في وقت تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقترح جديد تقدمت به إسرائيل.
13/4/2025