أميرة خالد
كشفت أبحاث جديدة أجراها باحثون في معهد “فرانسيس كريك”، أن التبرع المنتظم بالدم قد يؤدي إلى تغييرات جينية مفيدة في خلايا الدم، مما قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الدم.
وأفادت الدراسة أن الرجال الذين تبرعوا بالدم أكثر من 120 مرة في حياتهم، كانوا أكثر عرضة لامتلاك خلايا دم تحمل طفرات جينية معينة مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الدم.
ويشير الباحثون، إلى أن التبرع بالدم يعزز نمو هذه الطفرات المفيدة، مما يؤدي إلى تشكيل التركيب الجيني للدم بمرور الوقت، فيما وصف دومينيك بونيه، رئيس مختبر الخلايا الجذعية المكونة للدم في معهد فرانسيس كريك والمؤلف الرئيسي للدراسة، البحث بأنه “مثال رائع على كيفية تفاعل جيناتنا مع البيئة مع تقدمنا في العمر.”
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: التبرع بالدم سرطان الدم طفرات جينية
إقرأ أيضاً:
فرانسيس دينق: الحل في السودان يبدأ بالاعتراف بالتنوع وإدارته لا بإنكاره
وأضاف في حلقة 13-4-2025 من برنامج "المقابلة" أن الحرب الحالية بين قوات الجيش النظامي بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) تتجاوز كونها مجرد صراع على السلطة بين شخصين لتمثل امتدادا للصراعات التاريخية في البلاد.
وأوضح دينق أن الإشارة إلى الصراع باعتباره نزاعا على السلطة بين البرهان وحميدتي هو تبسيط للوضع المعقد للسودان، مشيرا إلى أنه يعتبر امتدادا لما بدأ في الجنوب وتطور من مطالبة بالانفصال إلى مطالبة بـ"السودان الجديد" الذي دعا إليه قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق، وهو مفهوم جذب الكثير من القبائل والمناطق المهمشة.
ويعيد دينق جذور الأزمة السودانية إلى الإرث الاستعماري الذي أسس لدولة مركزية لا تعترف بالتنوع ولا تستند إلى الواقع المحلي.
وقال إن نظام الدولة في أفريقيا الآن مبني على أسس أجنبية، وإن الإنجليز خلال فترة الاستعمار استخدموا ما يسمى بـ"الإدارة الأهلية" التي كانت تعتمد على زعماء القبائل وتسمح لهم بتطبيق القوانين العرفية المحلية، ولكن بعد الاستقلال، أصبح الحكم السائد في أفريقيا ككل مرفوضا لأنه أصبح تقليدا للنظام الغربي.
إعلانوأضاف أنه بعد الاستقلال، حُكم السودان كمنطقتين في بلد واحد، حيث كان الجنوب محكوما كمنطقة مختلفة عن الشمال، منطقة فيها الكنائس والتبشير المسيحي والقبائل والتقاليد، بينما أصبح الشمال منطقة تعتبر عربية إسلامية، وقد أسس هذا الانقسام، وفقا لدينق، للصراعات التي تلته.
على خط التماس بين الثقافاتتشكلت رؤية دينق من خلال تجربته الشخصية الفريدة، فقد ولد عام 1938 في منطقة أبيي الحدودية بين الشمال والجنوب، وهو ابن لزعيم قبيلة الدينكا الذي تزوج أكثر من 200 مرة وأنجب ما يقارب 400 ابن، وهو ما وصفه دينق بأنه "حالة فريدة".
وتلقى دينق تعليمه الأولي في الجنوب ثم انتقل للدراسة الثانوية في الشمال وصولًا إلى جامعة الخرطوم حيث درس القانون، وكان هذا المسار التعليمي غير تقليدي في ذلك الوقت، إذ يقول "نحن من أول ناس درسنا ومشينا للشمال للدراسة الثانوية".
ومن اللافت أن عائلة دينق كانت تعكس التنوع الديني في السودان، حيث كانت تضم مسلمين ومسيحيين، وكان الشيخ المسلم يقرأ الآيات القرآنية، والقس المسيحي يؤدي صلواته، وكلاهما يطلبان الصحة والتوفيق لوالد الأسرة الشيخ دينق.
مسيرة حافلةبعد تخرجه من جامعة الخرطوم، واجه دينق اتهامات من حكومة الرئيس السابق إبراهيم عبود بأنه زعيم الحركة الانفصالية الجنوبية في أوروبا، رغم أنه لم ينتمِ لأي منظمة، ولكن كانت لديه رؤية حول كيفية حل مشكلة الجنوب.
وساهم دينق في اتفاقية أديس أبابا عام 1972 التي أنهت الحرب الأهلية الأولى، وكان يراها خطوة للتعارف والتمازج والتداخل، وتحقيق شعار "السودان الجديد" الذي لا يفرق بين عربي وأفريقي، مسيحي ومسلم.
وعمل دينق في الأمم المتحدة كمسؤول عن حقوق الإنسان، وبعد اتفاقية أديس أبابا، عُين سفيرا للسودان لدى الدول الإسكندنافية ثم الولايات المتحدة الأميركية، ووصل إلى منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية، وبعد انفصال الجنوب، أصبح أول سفير لجنوب السودان في الأمم المتحدة.
إعلان التوفيق بين التقليد والحداثةوحول الحل الذي يراه مخرجا من الأزمة السودانية، يعتقد دينق أن البداية تكون بوقف القتال والاعتراف بالواقع، والخطوة الثانية إيجاد حل يمكن أن يرضي كل الأطراف.
ويقترح نموذجا للحكم يجمع بين الأنظمة المحلية التقليدية والنظام المركزي، بأن تحكم كل منطقة نفسها على أسس تقاليد وقيم المجتمع، ثم التحرك للنظام المركزي الذي يربط هذه الأنظمة.
ويرفض دينق النظرة التي تعتبر العودة للنظم التقليدية نوعا من "الرجعية"، موضحا أن البعض يرى أن الرجوع للأنظمة القبلية والقيم القبلية والمؤسسات التقليدية تخلف، وفي هذا السياق، ألف كتابا بعنوان "التقاليد والتمدن أو التقدم" يناقش فيه التوفيق بين القيم التقليدية والحديثة.
وينتقد دينق الديمقراطية الغربية القائمة على "صوت لكل فرد والأغلبية تحكم"، ويعتبرها "ديكتاتورية الأغلبية على الأقليات"، ويرى أن النظام التقليدي الأفريقي كان أكثر توفيقا بين المكونات المختلفة.
مستقبل العلاقة بين السودان وجنوب السودانورغم انفصال جنوب السودان، يؤكد دينق أن البلدين لا يزالان مرتبطين، ولكن بصورة سلبية حيث إن الحكومتين تتعاونان مع التمرد في البلدين، ويدعو إلى تحويل هذه الرابطة إلى رابطة إيجابية من خلال التعاون في حل المشاكل الداخلية ثم الرجوع لعلاقة خاصة تربط المنطقتين.
ويشير إلى أن مشكلة التنوع لا تقتصر على العلاقة بين الشمال والجنوب، بل هي موجودة أيضا داخل جنوب السودان نفسه، لافتًا إلى الصراع بين قبيلتي الدينكا والنوير، مما يؤكد على أن التحدي الحقيقي هو كيفية إدارة التنوع داخل الدولة الواحدة، سواء في السودان أو جنوب السودان.
الصادق البديري14/4/2025