الجزيرة:
2025-03-12@14:31:03 GMT

كيف تنظر أنقرة إلى اتفاق دمشق وقوات قسد؟

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT

كيف تنظر أنقرة إلى اتفاق دمشق وقوات قسد؟

أنقرة- أثار الاتفاق الذي وقعته دمشق لدمج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في مؤسسات الدولة نقاشا واسعا في تركيا، فبينما كان يُنظر إلى القوات الكردية كتهديد مباشر للأمن القومي التركي، فإن إعادة دمجها تحت سلطة دولة باتت حليفة لأنقرة يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة قد تؤثر على موازين القوى في المنطقة.

وتتباين المواقف في أنقرة بين من يرى في الاتفاق فرصة لتقليص النفوذ الأميركي شرق الفرات دون تدخل عسكري، وبين من يحذر من تحديات محتملة، أبرزها استمرار الدعم الإسرائيلي لقسد والتدخلات الخارجية، كما يظل السؤال مطروحا حول ما إذا كانت تركيا ستقبل بالاتفاق دون ضمانات واضحة تمنع "قسد" من إعادة تشكيل نفوذها داخل مؤسسات الدولة السورية.

الموقف التركي

لم تعلّق أنقرة رسميا حتى الآن على الاتفاق بين الحكومة السورية وقسد، لكن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول تركي قوله إن أنقرة تشعر بتفاؤل حذر تجاه الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، لكنها تريد رؤية آلية تنفيذه قبل إصدار موقف نهائي.

وأضاف أن الاتفاق لا يغيّر من التزام تركيا بمكافحة الإرهاب أو تمسكها بحل وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني.

ويرى الباحث في الشأن التركي علي أسمر أن الصمت التركي تجاه الاتفاق قد يكون إشارة إلى الرضا أو تحفظ حذر، لكنه يرجّح أن أنقرة كانت على علم بالمفاوضات بين دمشق وقسد وواشنطن، إلا أنها فضلت البقاء في موقع المراقب، منتظرة كيفية تنفيذ الاتفاق قبل تحديد موقفها النهائي.

ويستبعد أسمر أن يكون تزامن الاتفاق مع دعوة عبد الله أوجلان مجرد مصادفة، معتبرا أن هذه التطورات تعكس تحولات في موازين القوى شمال سوريا، خاصة في ظل الحديث عن انسحاب أميركي وشيك.

إعلان

ويضيف -في حديث للجزيرة نت- أن الهدف قد يكون إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية وفرض وقائع جديدة، للحد من سيناريوهات التقسيم التي كانت مطروحة سابقا.

وعلى الرغم من أن بنود الاتفاق شددت على وحدة الأراضي السورية ومكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما قد يخدم المصالح التركية، إلا أن الإشكالية -وفقا لأسمر- تكمن في عدم وضوح آلية دمج "قسد" في مؤسسات الدولة.

ويحذر من أن دمج "قسد" دون تفكيكها قد يؤدي إلى وجود "جيش داخل جيش" شبيه بالحشد الشعبي في العراق، مما قد يهدد أمن سوريا واستقرارها، وينعكس سلبا على تركيا التي قد تجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ إجراءات لحماية أمنها، مثل إقامة منطقة عازلة على حدودها.

تركيا كانت على دراية بالمفاوضات عبر قنوات دبلوماسية غير معلنة مع دمشق (الأناضول) مكاسب مشتركة

يرى الباحث في مركز سيتا للأبحاث كوتلوهان قورجو أن الاتفاق بين دمشق وقسد يحمل دلالات سياسية مهمة، حيث لم يُرفع خلال مراسم التوقيع سوى العلم السوري، ولم يُلقب قائد قسد مظلوم عبدي بـ"جنرال" بل تمت الإشارة إليه فقط بـ"السيد مظلوم عبدي" وهو ما يعتبره إشارة إلى تراجع رمزية "قسد" ككيان مستقل وإعادة تأطيرها ضمن النظام السوري.

كما أن غياب أي إشارة إلى الحكم الذاتي أو الفدرالية في بنود الاتفاق يُعد مكسبا سياسيا لكل من دمشق وأنقرة، ويعكس تغيرا في خطاب "قسد" السياسي.

ويؤكد قورجو -في حديث للجزيرة نت- أن الاتفاق لم يكن مفاجئا لأنقرة، إذ كانت على دراية بالمفاوضات عبر قنوات دبلوماسية غير معلنة مع دمشق، لكنها لم تكن طرفا مباشرًا في المحادثات.

ويقول الباحث السياسي إن الاتفاق أضعف النفوذ الإسرائيلي شمال سوريا، إذ كانت إسرائيل تسعى لاستخدام قسد والطائفة الدرزية كأوراق ضغط ضد دمشق، لكن الأطراف المحلية اختارت المصالحة مع الحكومة السورية بدلا من التوجه نحو إسرائيل، حيث يرى أن هذا التحول قد يعزز استقرار شمال سوريا، لكنه قد يدفع إسرائيل للبحث عن أدوات جديدة لتعزيز نفوذها الإقليمي.

إعلان

أما فيما يتعلق بالمخاوف الأمنية، فيحذر قورجو من أن عدم خروج العناصر المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، أو استمرار أي تهديد أمني، قد يدفع أنقرة إلى إعادة النظر في موقفها، مؤكدا أن الخيار العسكري سيظل حاضرا إذا لم يتحقق الهدف الرئيسي من الاتفاق، وهو تفكيك البنية العسكرية للقوات الكردية، مشيرا إلى أن تركيا عززت وجودها العسكري على حدودها استعدادا لأي تطورات قد تهدد أمنها القومي.

أبرز التحديات

ورغم أن الاتفاق بين دمشق و"قسد" يمثل تحولا مهما في المشهد السوري، إلا أن نجاحه ليس مضمونا في ظل التعقيدات الأمنية والسياسية المحيطة به.

وفي هذا السياق، يرى المحلل الأمني مراد أصلان أن الاتفاق بين دمشق و"قسد" يمثل خطوة إيجابية لسوريا والسوريين، مؤكدا أن البنود المعلنة تصب بشكل واضح في مصلحة الحكومة السورية، حيث تمنحها سيطرة أكبر على الشمال الشرقي وتساهم في إعادة دمج المكونات العسكرية والإدارية تحت مظلتها.

ومع ذلك، يشير أصلان -في حديث للجزيرة نت- إلى أن التحديات أمام تنفيذ الاتفاق لا تزال قائمة، وأبرزها استمرار الدعم الإسرائيلي لقسد، والذي قد يشكل عامل إعاقة رئيسي في حال لم تكن أسس الاتفاق قوية بما يكفي لمواجهة الضغوط الخارجية.

وبرأيه، فإن نجاح الاتفاق يعتمد على قدرة دمشق وحلفائها، وعلى رأسهم أنقرة، على تحصينه ضد أي تدخل خارجي، مشددا على أهمية منع أي محاولة إسرائيلية أو دولية للتأثير على مسار الاتفاق، سواء عبر الضغط السياسي أو محاولات تأجيج الانقسامات داخل قسد نفسها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الحکومة السوریة الاتفاق بین أن الاتفاق بین دمشق

إقرأ أيضاً:

قيادي كردي: واشنطن توسّطت بين الإدارة السورية وقوات قسد

أنقرة (زمان التركية) – صرح الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، بسام إسحاق، أن الولايات المتحدة تولت الوساطة بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، مشيرًا إلى أن نجاح الاتفاق يصب في مصلحة الطرفين.

وأوضح إسحاق أنه سيتم تشكيل لجنة بموجب هذا الاتفاق الذي تم الكشف عن خطوطه العريضة، وستٌجرى مفاوضات بشأن دور الأكراد والعلويين والمسيحيين والمكونات الأخرى مع بنية الدولة السورية، من ثم سيتم تنفيذ الاتفاق بشكل تدريجي.

وأكد إسحاق أن الضامن الحقيقي للاتفاق هو كيفية التنفيذ على أرض الواقع، مشيرا إلى الاتفاق على حل جميع المشكلات والصعوبات عبر الحوار ووجود رغبة حقيقية لتجاوز الخلافات.

وأضاف إسحاق أن التطورات الأخيرة في المنطقة وخصوصا أحداث الساحل السوري، أوجبت نهج جديد تجاه المكونات المختلفة للدولة السورية وبهذا لن تتاح الفرصة لفلول النظام السابق للعودة إلى الطرق القديمة.

وأكد إسحاق أن أحداث الساحل السوري كانت تشكل فرصة وخطرا لكلا الطرفين.

وفيما يتعلق بلقاء الشرع وعبدي، ذكر إسحاق أن تفاصيل الاتفاق كانت معروفة فقط للمقربين من عبدي.

هذا وشهد مساء يوم أمس توقيع اتفاق بين الشرع وعبدي، وتضمن الاتفاق ثمانية نقاط، حيث نص الاتفاق على إيقاف المواجهات في سائر الأراضي السورية وأن تصبح قوات سوريا الديمقراطية جزء من المؤسسة الدفاعية السورية.

وأوضح الاتفاق أنه سيتم إقرار العرقية الكردية كعنصر أساسي في الدولة السورية، وتأمين حقوقهم الدستورية وحقوقهم في المواطنة.

وأكد الاتفاق أن جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شرق الفرات ستندمج مع الإدارة السورية بما يشمل المعابر الحدودية وآبار الغاز والنفط.

Tags: أحمد الشرعالإدارة السورية الجديدةالتطورات في سورياقسدقوات سوريا الديمقراطية

مقالات مشابهة

  • سانا تستطلع الآراء في دمشق حول الإتفاق بين الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية: أمل جديد بوحدة الأراضي السورية
  • بعد الاتفاق بين دمشق وقسد..تركيا: متفائلون بحذر
  • مصادر لـعربي21: تركيا كانت مطلعة على اتفاق قسد ودمشق.. تفاصيل هامة
  • قيادي كردي: واشنطن توسّطت بين الإدارة السورية وقوات قسد
  • كيف تنظر أنقرة إلى الاتفاق بين دمشق وقسد؟.. جولة في الصحف التركية
  • المبعوث الألماني إلى سوريا: الاتفاق بين الدولة السورية وقوات سوريا الديمقراطية فرصة تاريخية لتحقيق مستقبل أفضل للبلاد
  • أبرز بنود اتفاق الرئاسة السورية مع قوات سوريا الديمقراطية
  • نص الاتفاق بين الدولة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)
  • الرئاسة السورية: اتفاق باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية