يعد تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م تأسيساً للديمقراطية والتعددية الحزبية في اليمن، على يد الرئيس اليمني الأسبق الشهيد علي عبدالله صالح، ليظل الحزب الأكثر وسطية وقبولاً بالآخر، وبناءً وتنمية، حتى بعد اتساع الدائرة السياسية والتعددية الحزبية بدرجة أكثر عقب إعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، وازدادت صلابة وجماهيرية الحزب عقب مؤامرة العام 2011م، لما سادها من تشظي وتناحر الأحزاب المتآمرة على البلاد، حتى إنها باتت اليوم الأكثر تمسكاً به من غيرها.

وخلال ثلاثة عقود لحكم حزب المؤتمر الشعبي العام البلاد، استطاع أن يحقق قفزة نوعية على الصعيدين المحلي والخارجي، وفي مختلف المجالات الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والتنموية... وغيرها.

ويجمع الكثير من المراقبين والساسة، أن الزعيم علي عبدالله صالح، نجح خلال تلك الفترة، مضافاً إليها ما بعد تنحيه عن السلطة في العام 2011م، في أن يجعل من حزب المؤتمر بوصلة سياسية في الوسطية والاعتدال والتداول السلمي للسلطة، وهذا بشهادة معارضيه بعد أن دخل اليمن نفقا مظلما من المكايدة والصراعات المفخخة بالأطماع الحزبية والشخصية.

وتزامناً مع احتفاء الحزب بذكرى التأسيس الـ41، تتفق الكثير من الأحزاب اليمنية على عظمة هذا التنظيم، التي تقترن بمؤسسه وحنكته السياسية، ونظرته الوطنية الثاقبة لعقود قادمة يندر لكثير من التنظيمات والأحزاب أن تمتلكها، لا سيما في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد نتيجة مآلات الرؤى الضيقة لبعض الأحزاب والقوى السياسية في البلاد.

فبعد نحو عقد من الانقسام والتمزق، أجمعت الكثير من الأصوات المعارضة على أهمية حزب المؤتمر في قيادة البلاد، وأقر الكثير من الساسة والصحفيين والناشطين، على أهمية تصدر حزب المؤتمر للمشهد السياسي المحلي، إيماناً منهم بأن الأجدر والأكفأ في خلق حاضنة اجتماعية وسياسية شاملة، تخلو من التمييز والإقصاء.

وأرجعوا، في حديث مع وكالة خبر، هذه القناعات إلى الحقائق التي تشهدها البلاد منذ أحداث العام 2011م، وحالة التناحر على السلطة التي استوطنت أحزاب المعارضة عقب تلك الفترة.

وأرجعوا جسارة هذا التنظيم وصلابته، إلى الخبرات السياسية المتراكمة للزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، والتي كانت كفيلة بإخماد نيران التناحر والاقتتال، طيلة عقود حكمه رغم ما سادها من مؤامرات ودسائس تعاطى معها بعقلانية وصوابية، أجهضت مخططات الحاقدين على استقرار اليمن، وضمنت استمرار دوران عجلة التنمية المتسارع.

ويجزم الكثير من المراقبين، على أن مصدر التماسك الذي يشهده حزب المؤتمر رغم التآمرات الحالية على تمزيقه، يرجع إلى أسسه الوطنية الشاملة، والالتفاف حولها ليس من قيادات وأعضاء الحزب فحسب، بل من عوام اليمنيين طوق نجاة، كفيل بقيادة البلاد إلى بر الأمان.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: حزب المؤتمر الکثیر من

إقرأ أيضاً:

14 عاما على اندلاع ثورة فبراير اليمنية التي أسقطت علي صالح.. ماذا تبقى منها؟

حلت الذكرى السنوية الرابعة عشرة لاندلاع ثورة 11 شباط/فبراير عام 2011 ضد نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وسط تساؤلات عدة عن ماذا تبقى من هذه الثورة بعدما تنكرت لها قوى سياسية كانت حاضرة في أحداثها بقوة.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تراجع زخم المظاهر الاحتفالية بذكرى ثورة فبراير في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها، بعدما كانت مظاهر الاحتفال تسجل حضورا رسمي واجتماعي كبيرين.

"ثورة مضادة"
وفي السياق، يرى رئيس مركز الجزيرة للدراسات والبحوث، أنو الخضري إنه في ظل العداء المحلي والإقليمي لثورة ١١ فبراير ونتيجة للثورة المضادة التي قادتها دولتا التحالف (السعودية والإمارات) ضد ١١ فبراير٬ حد تسليم صنعاء لجماعة الحوثي في ٢١ أيلول/سبتمبر ٢٠١٤، وخلق مليشيات انفصالية ومتمردة على الدولة "سعت القوى الثورية والمناصرة للثورة للتخفف من حمولة الثورة في سبيل تسكين ثائرة دول الإقليم، واستعادة ما تعتبره الصف الجمهوري ضد جماعة الحوثي وما تمثله من انبعاث لنظام الإمامة الكهنوتي".

وقال الخضري في حديث خاص لـ"عربي21": إن تلك الأحزاب والقوى استطاعت من إيقاف الاحتفالات والاحتفاء بهذه المناسبة وإخضاع منسوبيها لهذا التوجه، بالرغم أن هذا الأمر لن يغير من موقف الأطراف المحلية أو الإقليمية.


وأضاف "تدرك تلك القوى منها المحلية والإقليمية المعادية لثورة فبراير أن تراجع قوى الثورة عن الاحتفال بذكراها "لا يتجاوز أن يكون تكتيكا سياسيا، لهذا تحافظ على سقف خطابها الهجومي على الثورة ورموزها وتستمر في صنع المؤامرات لتعطيل أي مسار لاستعادة الدولة في صيغة جمهورية ديمقراطية".

وأشار الباحث اليمني "ثورة ١١ فبراير كانت جهدا بشريا شارك فيه الشعب اليمني تعبيرا عن احتجاجه لما آلت إليه أوضاع البلاد، خصوصا في الوضع الاقتصادي والتنموي والحقوق والحريات، متابعا القول: "وقد قدمت نموذجا للتعبير السلمي ضد استبداد الحاكم وفساده وظلمه".

وحسب رئيس مركز الجزيرة للدراسات فإنه لا شك أن هناك أخطاء وقعت من الثوار، ومن الذين تصدروا منصة الثورة، ومن القوى والأحزاب التي ناصرتها، كأي جهد بشري.

غير أن مواجهة النظام البائد لها وتآمر القوى الإمامية واليسارية عليها وتصدي دول الإقليم لها، وفقا للمتحدث ذاته، "أعاق تقدمها وأفشل استمرارها، خصوصا أن الثورة قبلت بأنصاف الحلول وألقت بطود النجاة لرأس النظام البائد وأركان حكمه٬ ما أتاح لهم التآمر على مسار المرحلة الانتقالية وقوى الثورة بتحالفهم مع قوى الإمامة".

وأوضح الخضري أنه ومع شراسة الثورة المضادة التي هدمت مشروع الدولة وعرضت اليمن للتمزق وصراع طويل الأمد وتهديد القوى الثورية والوطنية حتى تشتت أفرادها في مشارق الأرض ومغاربها خفت وهج الثورة وانصرف الناس لمواجهة التحديات المستجدة والمآسي اللاحقة.


لكنه دعا في ختام حديثه إلى "المحافظة على وهج الثورة واستعادة زخمها مهما كلف الأمر لأنها نضال مشروع".

"عطل المشروع السياسي للثورة"
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أنه منذ ألفين وأربعة عشر دخلت الثورة المضادة المدعومة بسخاء من دول الإقليم، على خط الربيع العربي في اليمن، وهيأت أدوات عديدة لإجهاض ثورة 11 فبراير".

وأضاف التميمي في حديثه لـ"عربي21" أن تلك الثورة المضادة نجحت بالفعل في "تعطيل المشروع السياسي للثورة والتغيير والذي كان يتسلح بأول خارطة طريق وطنية مجمع عليها بشأن الإصلاح والتغيير، يتم إقرارها بواسطة مؤتمر وطني للحوار الشامل".

وأشار "من المؤكد أن عدم استكمال استحقاق التغيير بواسطة الثورة وحدها، والسماح بشراكة مع القوى الأخرى المعادية للمساهمة في قيادة عملية الانتقال السياسي، قد أديا إلى أن تتغول القوى المضادة كثيرا وتصادر القرار السياسي والسيادي، من خلال موقع الرئاسة والمناصب الرئيسية في الحكومة التي شغلها أناس في حالة تضاد مع الثورة أو غير مكترثين باستحقاقاتها".

إضافة إلى ذلك يقول التميمي، إن اندلاع الحرب عزز من "هيمنة القوى الإقليمية وثيقة الصلة بالثورة المضادة على القرار السيادي الوطني مما أفسح المجال لاستهداف ممنهج ومباشر لثورة 11 فبراير ومكتسباتها واستحقاقاتها، وأطلقت العنان للقوى المحلية المضادة للثورة لكي تتصرف بشكل عدائي ضد قوى الثورة والعمل المتواصل لتحييدها".


كل ذلك أنتج وفقا للتميمي "هذا الموقف السلبي والعدائي تجاه ثورة 11 فبراير"، وبالتالي بدت كما لو أن تأثيرها قد اضمحل واستحقاقاتها طُويت، ومظاهرها خبت.

لكنه استدرك قائلا: "إن ثورة 11 فبراير لا تزال موجودة وقواها حية وحاضرة وتقاتل في الميدان"، ومظاهر الاحتفاء بها لم تتوقف، في حين "تثبت قوى الثورة أنها رقم صعب وعامل حاسم في تقرير مصير اليمن".

وتأتي الذكرى الرابعة عشرة في ظل من يحملها ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، وآخرين يعتبرونها ثورة لم يكتمل مساره بفعل الثورة المضادة التي برزت بانقلاب جماعة "أنصارالله" الحوثيين وصولا للحرب المدمرة التي جعلت البلد رهينة للهيمنة الخارجية.

"لم يبق سوى الذكرى"
من جانبه، قال الصحفي والناشط الحقوقي اليمني، محمد الأحمدي إن الذكرى السنوية لثورة 11 فبراير في نسختها الرابعة عشرة تحل "ولم يبق منها سوى الذكرى، في ظل نجاح الثورة المضادة التي قادها نظام صالح والحوثيون قبل أن يتخلص الحوثيون من صالح وينتهي المطاف باليمن شمالا في قبضة الإمامة بنسختها الحوثية التابعة لإيران، بينما يرزح جنوب البلاد تحت وطأة الفوضى والانقسامات والتدخلات الخارجية التي زادت الوضع تعقيدًا".

وتابع الأحمدي حديثه لـ"عربي21"أن الأحداث والتطورات التي شهدها اليمن خلال أربع عشرة سنة من الثورة الشبابية السلمية تجاوزت الثورة وفرضت واقعًا يتطلب البحث عن مراجعات حقيقية جادة وتقييم لهذه الثورة التي كانت الأجمل في تاريخ البلاد قبل أن تتخطفها أيادي العابثين والانتهازيين وينتهي بها المطاف إلى الوضع الراهن".



وأشار الناشط الحقوقي اليمني إلى أنه منذ سنوات، تم إلغاء الاحتفالات بذكرى ثورة فبراير في عدد من المحافظات ومن بعض القوى السياسية الثورية التي كانت تقيم مظاهر احتفائية كبيرة بذكرى الثورة، وذلك "بعد أن ارتهنت الكثير من هذا القوى للخارج وسلمت خطامها لقوى إقليمية ترى في ثورات الربيع تهديدًا لها".

فضلا عن ذلك وفقا للأحمدي "برز الحديث عن وحدة الصف الجمهوري في اليمن في مواجهة الإمامة (جماعة الحوثيين) وهو "ما يستدعي تجاوز خطاب الثورة والاتجاه نحو خطاب سياسي يساهم في لملمة شتات اليمنيين لمواجهة الخطر الداهم والأكبر المتمثل بمليشيا الحوثي".

مقالات مشابهة

  • 14 عاما على اندلاع ثورة فبراير اليمنية التي أسقطت علي صالح.. ماذا تبقى منها؟
  • أسماء الأسد.. إيما التي لم تكن تهتم بالشرق الأوسط
  • رئيس حزب الوعي: ننحاز للطبقة المتوسطة ونستهدف إنعاش الحياة السياسية
  • خلافات سياسية تُؤجل تعديل قانون الحشد الشعبي في العراق
  • حزب تونسي معارض يدعو للإفراج عن الغنوشي.. لا للمحاكمات السياسية
  • في ذكرى رحيل الزعيم مصطفى كامل.. كيف طرد اللورد كرومر من مصر؟
  • البيوضي: من المعيب أن تعجز الأطراف السياسية الليبية عن إطلاق مشروع مقاومة وطني
  • قيادة وموظفو مكتب المسالخ بأمانة العاصمة يحيون ذكرى الشهيد الصماد بزيارة ضريحه
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • صحفيون يقاطعون مؤتمراً صحفياً للسلطة المحلية في تعز