الحاجي: عمداء البلديات هم المسؤول الأول عن تمرير جريمة توطين الأجانب في ليبيا
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
رأى محلل قنوات الإخوان المسلمين للشأن السياسي، جمال الحاجي، أن “عمداء البلديات والمجالس البلدية مجتمعة المسؤول الأول عن تمرير جريمة توطين الأجانب في ليبيا”.
وقال الحاجي، في منشور على فيسبوك، إن “المستهدف من الخطوة وجود الشعب الليبي على الخريطة، بينما آخر يتحدث عن توطين عشرة ملايين جلهم من الأقباط، ويتبع ذلك القوانين الدولية “لم الشمل” كل مستوطن يحق له جلب عائلته”.
وأضاف؛ “وثالث يروج ما وُضع في فمه لتقسيم ليبيا وخطوة الأقاليم مقدمة لذلك ولست ضد لا الفدرالية ولا حتى لو اختار الشعب الليبي التقسيم.. ما بالك “ربي أحل الطلاق”.. لكن نتحدث عن مسألة وجود ويصبح ابنائكم وأحفادكم مواطنين من الدرجة الثالثة وحتى الرابعة في بلدهم”.
ولفت قائلًا: “أنتم المجالس البلدية الوحيدين من يحمل شرعية “منتخبون من الشعب”.. يجب أن يكون لكم موقف مُعلن واضح فالأمر يعنيكم قبل غيركم أمام الله أولاً ثم الشعب المغيب”.
وختم موضحًا؛ “لست متشائمًا بل أذكر بما يجري وأراه بأم أعيننا! والحمد لله ما يجري في العالم، حتى الأفارقة يهاجرون أوطانهم حيث الطاقة وأثمن المعادن بسبب من يخططون لوجودنا ووجود إسلام ومسلمين في شمال افريقيا”.
الوسومالحاجيالمصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: الحاجي
إقرأ أيضاً:
حين يحكم الطبالون
#سواليف
حين يحكم #الطبالون
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
في كتابه الشهير الأمير، قدّم نيكولو #ميكافيلي وصفة متكاملة لأي مسؤول يريد أن يبقى في #السلطة، بغضّ النظر عن الثمن الأخلاقي. من بين أكثر نصائحه غرابة وإثارة للاشمئزاز قوله: “احتفظ بأكبر عدد من #المنافقين إلى جوارك، بل وشجّعهم على النفاق والتزلّف، لأنهم جيشك الداخلي الذي يدافع عنك أمام الشعب باستماتة”.
حسب ميكافيلي، هؤلاء المنافقون هم حائط الصدّ ضدّ غضب الجماهير، فهم من يزينون أقوال المسؤول التافهة، ويرفعون من شأنه ولو كان فارغًا من أي مضمون، ويبررون أخطاءه وسياساته الكارثية، بل ويؤلّهونه كلما ازداد ظلمًا وجورًا وفسادا. كل ذلك مقابل فتات من المنافع والمظاهر الزائفة للنفوذ. ومع ذلك، يحذّر ميكافيلي من الوثوق بهم، لأنهم سيبيعون المسؤول في اللحظة التي تهتز فيها سلطته، وسيتحوّلون إلى أول من يقفز من السفينة الغارقة.
مقالات ذات صلة ارتفاع عدد وفيات(حريق دار المسنين) .. وتطورات في القضية 2025/04/09لكننا اليوم، في زمن الوعي والانفتاح، نقول للمسؤولين: لا تعملوا بنصيحة ميكافيلي. بل افعلوا عكس ما قال تمامًا. فالمنافقون ليسوا حلفاء السلطة، بل هم ألدّ أعدائها. هم من يشوّهون صورة المسؤول أمام الناس، لأنهم ببساطة باتوا مرادفًا للازدراء الشعبي. المواطن العادي لم يعد يرى فيهم سوى “كلاب المسؤول”، كما يقول العامة، ويعرف تمامًا أنهم يكذبون كما يتنفسون.
إن أخطر ما يهدد أي مؤسسة ليس الصوت الناقد، بل ذاك الصوت الكاذب الذي يزوّر الواقع ويخلق عالمًا افتراضيًا من الوهم والإنجازات الزائفة. فالمنافق لا يقدّم النصح الصادق، ولا يواجه المسؤول بالحقيقة، بل يفرش له الطريق بالمديح حتى يسقط فجأة، دون أن يعرف كيف ولماذا.
النقّاد العاقلون، حتى لو كانت كلمتهم قاسية، هم أكثر إخلاصًا من المطبلين. لأنهم ينطقون بما لا يجرؤ المنافقون على قوله، ويشيرون إلى مكامن الخلل التي يجب إصلاحها. في حين أن جوقة التهليل تكتفي بتضخيم الإنجازات، وتبرير الفشل، وخلق عدو وهمي دائم للتغطية على العجز وسوء الإدارة.
في عالم اليوم، لم تعد الشعوب مغفلة كما كانت في عصور الظلام السياسي. بات الناس يرصدون، يوثقون، يحللون، ويقارنون. لم يعد المجد الإعلامي الزائف، ولا موائد التكريم الكاذبة، كافية لستر العورات السياسية والإدارية. كل مسؤول تحيط به زمرة من المنافقين، مصيره السقوط، ولو بعد حين.
لهذا فإن الإصغاء للصوت الصادق، حتى لو جاء من خصم سياسي، أكثر فائدة من عشرات القصائد التي تُنشد للمسؤول في كل مناسبة. الدولة القوية لا تقوم على التهليل، بل على النقد المسؤول، والمراجعة المستمرة، والشفافية في التعامل مع الناس.
إن التخلص من “ثقافة التطبيل والتزمير” هو بداية الطريق نحو إصلاح حقيقي. فالنفاق السياسي ليس فقط أداة لتزييف الواقع، بل هو قنبلة موقوتة داخل أروقة الإدارة، تنفجر عند أول اختبار حقيقي.
ختامًا، لا يوجد خطر على المسؤول أعظم من من يحيطون به ليمنعوا عنه الحقيقة، ويُغرقوه في بحر من الوهم، ثم يختفون عند أول غرق. هؤلاء هم أدوات الانتحار البطيء للمؤسسة.